أدوية الإقلاع عن التدخين | أسطورة أم حقيقة
“أتذكر يومًا عندما قال لي أحد الأصدقاء أن التدخين من مظاهر الرجولة. ومع الأسف تبعته، وجربت أول سيجارة، ثم أصبحت عادة، وفي النهاية وصلت إلى مرحلة الإدمان.
أردت كثيرًا استخدام أدوية الإقلاع عن التدخين، ولكن حدثني الكثيرون بأنها قد باءت معهم بالفشل”.
تشير إحصائيات عام 2018 إلى أن 61.7% (حوالي 55 مليونًا) من المدخنين البالغين استطاعوا ترك تلك العادة، فلا تفقد الأمل! وهذا المقال سيساعدك في ذلك.
6 نصائح تساعد على الإقلاع عن التدخين

أعراض إدمان النيكوتين، ومتى تحتاج لرؤية الطبيب؟
النيكوتين هو تلك المادة الكيميائية الأساسية في التبغ. تسبب تلك المادة اندفاعًا في الأدرينالين، وبالتالي، زيادة في ضربات القلب، وأيضًا تسبب زيادة الدوبامين، الذي يُطلَق عليه هرمون السعادة.
الأعراض التي يُفضَّل الرجوع للطبيب عند ظهورها:
- عندما لا تستطيع التوقف عن التدخين، على الرغم من المحاولات الكثيرة.
- عندما تحاول التوقف عن التدخين، تظهر أعراض الانسحاب، مثل: رعشة اليدين، والعرق، وسرعة ضربات القلب، والشعور بالجوع الشديد، والتوتر، والأرق، والاكتئاب.
- حين تحتاج لتناول المنتجات التي تحتوي على التبغ، واللجوء إليها عند الشعور بالضغط والإجهاد.
- عندما تشعر بأنك لا تريد التواجد في الأماكن التي يُمنَع فيها التدخين.
- برغم المشاكل الصحية التي لديك، فإنك تستمر في التدخين، ولا تستطيع التوقف.
ويحدد الطبيب إن كانت الحالة تحتاج إلى أدوية الإقلاع عن التدخين أم لا.
اقرأ أیضًا عن أدوية علاج الإدمان من هنا.
مضاعفات التدخين
هناك عواقب مميتة لهذا النوع من الإدمان، قد تصل إلى:
- الإصابة بسرطان الرئة، أو الفم، أو الحنجرة، أو البنكرياس، أو المثانة، أو الكلى. كما يسبب التدخين وفاة 30% من مصابي السرطان.
- الإصابة بأمراض القلب -مثل السكتات القلبية- وأمراض الرئة المزمنة.
- يمهد التدخين الطريق للإصابة بالنوع الثاني من مرض السكر.
- الولادة المبكرة للمرأة الحامل المدخنة.
- زيادة خطورة الإصابة بالتهابات اللثة الشديدة والأسنان.

أدوية الإقلاع عن التدخين بين الفائدة والخطر
ظهرت أدوية كثيرة مختلفة لهؤلاء الذين يحاولون الإقلاع عن التدخين، منها:
- بدائل النيكوتين (Nicotine replacement therapy)
ظهرت في الآونة الأخيرة علاجات باستخدام بدائل النيكوتين، حيث تساعد المدخنين في الإقلاع عن هذه العادة السيئة.
تتعامل بدائل النيكوتين مع إدمان الجسم على وجود النيكوتين، وليس مع الجانب النفسي للتدخين؛ فالمدخن يحتاج -في بعض الأحيان- إلى برنامج مناسب يساعده على الإقلاع عن التدخين.
تود الحصول على المزيد من المقالات المجانية على ترياقي؟ اشترك الآن ليصلك كل جديد!
لاصقة النيكوتين
- كيفية الاستخدام:
تُلصَق بالرقبة، أو فوق الخصر، أو الظهر، مع تغيير أماكن اللاصقة عند كل استخدام.
- المميزات:
توفر اللاصقة علاجًا طويل المدى؛ فهي تُستخدَم كل 24 ساعة، وتقلل من الشعور بالاشتياق والرغبة المُلحَّة في شرب السجائر. وبالتالي، تقلل أعراض الانسحاب.
تصل للجسم -عن طريق اللاصقة- كميات قليلة من النيكوتين، وذلك يساعد الجسم في التخلص من النيكوتين تدريجيًا.
- العيوب:
ليس لها تأثير فوري في الجسم؛ فلن توفر حالة الإشباع في أول استخدامها. كما لاحظ المستخدمون بعض الآثار الجانبية، مثل: التهابات الجلد، والغثيان، والأرق.
علكة النيكوتين
- كيفية الاستخدام:
يُمتَص النيكوتين من خلال الجدار الداخلي بالفم، وليس من خلال المعدة. لذلك، يجب تجنب الأكل والشرب قبل -وفي أثناء- مضغ تلك العلكة ب15 دقيقة على الأقل. ويكفي استخدام 10-15 علكة في اليوم.
لا تُستخدَم العلكة بالطريقة المعتادة، كي لا تتأثر معدتك بسبب وجود النيكوتين في اللعاب وبلعه. لكن يجب مضغها ببطء لمدة 30 دقيقة، ولصقها على اللثة حتى تمتص النيكوتين الصادر من تلك العلكة.
- المميزات:
يصل النيكوتين من خلال العلكة بطريقة أسرع من اللاصقة. كما تناسب العلكة الأشخاص الذين تعودوا على الشعور بمذاق السجائر في الفم.
وهي تُخرِج أيضًا كميات قليلة من النيكوتين، فيقل الشعور بتلك الرغبة في شرب السجائر، وتقل أعراض الانسحاب.
- العيوب:
ليست طويلة المفعول. لذا، تحتاج لاستخدام أكثر من علكة باليوم. ومن الممكن ظهور بعض الآثار الجانبية، مثل: عسر الهضم، وقرح الفم، والغثيان.
إن أفضل منتج للإقلاع عن التدخين -باستخدام بدائل النيكوتين- هو استخدام علكة النيكوتين مع لاصقة النيكوتين؛ وذلك للتأثير الأسرع، ولتقليل شعور الرغبة الشديدة في التدخين لمدة أطول.
أقراص استحلاب النيكوتين
- كيفية الاستخدام:
تُستخدَم أقراص الاستحلاب عن طريق المص فقط -لمدة 30 دقيقة- حتى تنتهي من مصّها. ويرجَى الحذر بألا تتخطى الجرعة القصوى، وهي 20 قرص في اليوم.
- المميزات:
يَسهُل استخدام أقراص الاستحلاب لأنها لا تلصق بالأسنان. كما تتناسب أيضًا مع المدخنين الذين تعودوا على الشعور بمذاق السجائر، وتقلل الشعور بالاشتياق للعودة إلى شرب السجائر.
- العيوب:
تُظهِر بعض الآثار الجانبية، مثل: قرح اللثة والأسنان، والتهابات الحلق، وعسر الهضم، والغثيان.
بخاخ النيكوتين الأنفي
تُستخدَم البخاخة عن طريق الأنف، وهي أسرع طريقة لتوصيل النيكوتين إلى الدم من باقي البدائل. لذا، يحبها معظم المدخنين، لشعورهم بالرضا بعد استعمالهم لها. يرجَى الرجوع إلى الطبيب لتجنب إدمان هذه الوسيلة لتعويض النيكوتين.
جهاز استنشاق النيكوتين
يساعدك الجهاز على استنشاق النيكوتين عن طريق الفم، مع تجنب دخول أبخرة النيكوتين الصادرة من الجهاز إلى الرئة.
لا ينبغي استخدام ذلك الجهاز إلا بعد الرجوع إلى الطبيب؛ فقد يُظهِر التهابًا بالفم، أو يسبب الكحة، كما يُحاكى استخدام جهاز الاستنشاق ما يحدث بالتدخين، لدرجة أنه يمكن إدمان استخدامه.
لا ينبغي ممارسة التدخين مع تناول بدائل النيكوتين كي لا تصاب بتسمم النيكوتين.
- بوبروبيون (Bupropion)
دواء على هيئة أقراص بلع مضادة للاكتئاب، وعُرف حديثًا بأنه من أدوية الإقلاع عن التدخين. يُستخدَم هذا العلاج قبل الإقلاع عن هذه العادة السيئة بأسبوع، ويحدد الطبيب المدة؛ فهي تستمر لمدة 7-12 أسبوعًا.

- فارينيكلين (Varenicline)
هو أيضا من أدوية الإقلاع عن التدخين التي تستطيع الارتباط بمستقبلات النيكوتين في المخ، فيشعر المدخن بقلة الرغبة في التدخين، وقلة الشعور بأعراض الانسحاب.
تزداد جرعته في أول 8 أيام من الاستخدام، ويستخدمه المدخن لمدة 12 أسبوعًا.
قد تتضمن الآثار الجانبية: اضطرابات النوم، أو الغثيان، أو أعراض الاكتئاب.
والآن… نستطيع الإجابة عن السؤال بأن الإقلاع عن التدخين ليس أسطورة؛ ولكنه حقيقة تحتاج إلى إرادة واستعداد نفسي لتلك الخطوة. فلا تنسَ أنك تريد الإقلاع لنفسك، وليس فقط لإسعاد مَنْ حولك؛ فإن لبدنك عليك حق!
بقلم د / علياء محمد