
فشل مسعد في الحصول على شهادة الإعدادية أكثر من مرة حتى غضب عليه والده وطرده من المنزل. لم يكترث مسعد لهذا، بل شعر بالحرية.
تلقفت أيادي السوء مسعدا وتعلم السرقة والنشل وأدمن المخدرات حتى انهارت صحته تماما.
في أثناء معاناته مع أعراض الإدمان، نظر إلى حياته ليجد أنه شاب في العشرين من عمره، لكنه كالعجوز المريض الذي يخطو حثيثا نحو القبر، مما جعله يتوجه إلى عيادة طبيب بالقرب منه، ليعرف من الطبيب كيفية العلاج، وسأل بالتفصيل عن أدوية علاج الإدمان، والطرق التي تساعده في التخلص من السموم في دمه.
أنواع الإدمان
تطور مسمى الإدمان في السنوات الأخيرة، ليصبح هناك مصطلحات متعددة لنفس الحالة.
كان الاسم الأول هو إدمان المخدرات Drug addiction، ومن ثم تغيرت التسمية مع الوقت ليصبح تعودًا Tolerance وسوء استعمال Drug abuse ثم اعتمادًا Dependence.
تختلف أنواع الإدمان بين المدمنين، كالآتي:
- الإدمان الكيميائي: يستخدم فيه الشخص مادة كيميائية ليعتمد عليها.
- الإدمان السلوكي: يعتاد الشخص على سلوك معين ويكرره ويدمنه، وإن كان بدون فائدة.

أشهر المواد التي تسبب الإدمان الكيميائي
- المشروبات الكحولية.
- الحشيش.
- الكوكايين.
- أدوية مثل الأمفيتامين، والأدوية النفسية.
- النيكوتين أي تدخين السجائر.
- المورفين بكافة أشكاله، مثل الهيروين والمسكنات من نوعية قاتلات الألمPain killers.
أمثلة الإدمان السلوكي
- إدمان الألعاب الإلكترونية.
- اضطراب العادات الغذائية (فقدان الشهية العصبي، والنهم العصبي).
- إدمان الجنس.
لماذا وكيف يحدث الإدمان؟
هناك عدة نظريات تجعل الشخص يسعى دائما نحو الحصول على جرعة ثانية من المخدر، مثل:
نظام المكافأة
يحدث هذا عندما يقدم الشخص على عمل مبهج بالنسبة له ويشعره بالسعادة مثل شرب كأس من الخمر، أو تناول أقراص أو بودرة مخدرة وسط حفل ماجن أو أصدقاء في جلسة سمر.
ينتج عن هذا الشعور من إفراز مواد كيميائية بالمخ منها الناقل العصبي الدوبامين، مما يجعل العقل يخلق ارتباطا بين الحدث وهو تناول الخمر أو المخدر من ناحية، والدوبامين والشعور بالسعادة بسبب الموقف نفسه.
يشعر المخ بالرضا ويسعى دائما لإعادة التجربة ليشعر بنفس السعادة التي وجدها أول مرة، وهكذا حتى يتعود على هذه المادة ويدمنها ويتعود على تأثير الدوبامين وغيره من المواد الكيميائية بالمخ.
تود الحصول على المزيد من المقالات المجانية على ترياقي؟ اشترك الآن ليصلك كل جديد!
الاشتهاء والتعود
هو امتداد لنظام المكافأة، فالمخ في هذه المرحلة يتعود على تأثير الدوبامين الذي أُفرز من قبل، وبما أن الشخص مازال يرجو الاشتهاء والتعود والحصول على شعور السعادة السابق مرة أخرى، فإنه سيسعى لتهيئة الظروف لتكرار نفس الحدث، مثل الاجتماع بنفس مجموعة الأصدقاء الذين كان معهم في المرة السابقة أو الذهاب لنفس المكان.
هنا يفرز المخ الدوبامين، لكنه يجد أن هذه الكمية من هذا الناقل العصبي لم تصل به للسعادة المتوقعة، لأن المخ قد تعود على تأثيرها.
يلجأ الشخص في هذه المرحلة إلى زيادة الجرعة التي تناولها، مما يرفع مستوى الدوبامين بنسبة أعلى من سابقتها، ومن ثم يشعر بالسعادة مرة أخرى، وهكذا.
تؤدي هذه الخطوة إلى تعوده واعتماده على هذه المادة الكيميائية، كما يحتاج لزيادة جرعتها باستمرار كي يصل إلى نفس الشعور بالسعادة الزائفة.
فقدان الاهتمام بالأمور الأخرى
لا يستطيع الشخص أن يشعر بالبهجة أو السعادة سوى من خلال إدمانه؛ لأن كمية الدوبامين التي يفرزها المخ لا تكون كافية لتشعره بسعادة تضاهي تلك التي يشعر بها عند تناول المخدرات، مما يجعله يفقد اهتمامه بأي نشاط أو هواية أو رياضة كانت تسعده ويحبها من قبل.
فقدان القدرة على التحكم
يفقد الشخص في هذه المرحلة قدرته على التحكم في إدمانه للمخدرات وتتأثر صحته وعمله بشدة في هذه المرحلة.
أعراض الإدمان الجسدية والنفسية
تتفاوت الأعراض حسب المادة والمرحلة، لكن في المطلق فإن ظهور هذه الأعراض يعني ضرورة البحث عن استشارة طبية، وأدوية لعلاج الإدمان.
من خلال أنواع الإدمان المذكورة سابقا يمكنك تخيل أن الأعراض مختلفة، كما أن الشخص يستطيع الانتباه لبعض الأعراض قبل السقوط التام في قعر بئر الإدمان.
تشمل هذه الأعراض:
- احتياجه الشديد واشتهاء الحصول على المادة التي تعود على استخدامها.
- سيطرة فكرة الاحتياج للمادة المخدرة على ذهنه مما قد يشغل تفكيره عما سواها.
- عدم القدرة على التوقف عن استهلاك المادة المخدرة.
- الاحتياج لجرعة أكبر في المرات التالية للحصول على التأثير الذي كان يشعر به بجرعات أقل سابقا.
- تجنب الاختلاط بالبشر.
- تجنب الأنشطة السابقة الرياضية والاجتماعية والعلمية.
- الشعور بأعراض الانسحاب عند محاولة التوقف عن تناول المادة المخدرة.
يجب على آباء المراهقين والشباب معرفة هذه الأعراض ليكتشفوا الأمر مبكرا:
- تغير في السلوكيات عن المعتاد مثل العصبية الشديدة.
- عدم التركيز وتشتت الانتباه باستمرار.
- الهزال والضعف والهالات السوداء.
- الحرص على ارتداء ملابس ذات أكمام طويلة دائما، ليخفي آثار الحقن في ذراعه.
- النوم الكثير خلال النهار.
- طلب المال باستمرار، واختفاء أشياء من المنزل.
- الانسحاب التدريجي من الأنشطة اليومية ومن العلاقات الاجتماعية.
- تدهور المستوى الدراسي والعملي.
طرق علاج الإدمان المختلفة

نظرا لاختلاف طبيعة المواد المخدرة، واختلاف تأثيرها على جسم الإنسان، والمدة التي أدمنها الشخص، وطريقة تناولها؛ فمن المتوقع أن يحتاج العلاج لتضافر عدد من العوامل، هي:
- العلاج النفسي والتأهيلي.
- أدوية علاج الإدمان.
- العلاج في مجموعات.
- العلاج السلوكي.
- برامج التأهيل.
- الدعم النفسي من الأهل والمقربين.
أنواع أدوية علاج الإدمان
نخص هنا بالذكر نوع من أنواع الإدمان، هو الإدمان الكيميائي. يحتاج الإدمان الكيميائي إلى أنواع متعددة من أدوية علاج الإدمان، مثل:
- نزع السموم من الجسم Detoxification
وهو ما يطلق عليه ديتوكس Detox، ويهدف لسحب المادة من الجسم بالتدريج وبأسلوب علمي لتكون عملية آمنة وسهلة للمريض.
يستطيع المريض تناول هذا النوع من أدوية علاج الإدمان خارج المستشفى، أو داخلها حسب رؤية الطبيب.
يفيد نزع السموم في سحب بعض الأدوية من الجسم مثل: المورفين، ومثبطات الجهاز العصبي ومنشطاته.
يقلل المريض من الجرعات التي يتناولها من المادة المخدرة بالتدريج، مع إدخال مواد تفيده مثل:
- الميثادون Methadone.
- بيرنورفين Buprenorphine.
- النالوكسون Naloxone.
هناك طريقة حديثة ظهرت عام 2017 وهي تركيب أداة إلكترونية خلف الأذن لتعطي نبضات كهربائية محسوبة، وذلك لتقلل من أعراض الانسحاب المتوقعة.
- أدوية علاج إدمان المورفين بمشتقاته
يعالج إدمان المورفين بالنالوكسون Naloxone، الذي يساعد الجهاز العصبي على التحرر من تأثير المورفين، ويعكس تأثيره.
يتوفر منه بخاخ للأنف مثل Narcan، ونوع للحقن مثل Evzio، لكنه مرتفع الثمن ويحتاج لاستشارة الطبيب عند ظهور أعراض شديدة للانسحاب.
أدوية علاج الإدمان للكحوليات
تقلل بعض الأدوية من أعراض الانسحاب المصاحبة للتوقف عن الكحوليات مثل:
- نالتريكوسون Naltrexone.
- أكامبروسات Acamprosate or Cammpral.
- ديسلفيرام Disulfiram or Antabuse.
- أدوية مساعدة للحالة العامة
يحتاج المريض لبعض المكملات الغذائية مثل الفيتامينات والحديد والمكملات الغذائية.
الأعراض الجانبية التي تنتج عن أدوية علاج الإدمان
أعراض الانسحاب مثل:
- التوتر والقلق، وارتعاش اليدين.
- الصداع.
- الشعور بالغثيان والقيء.
- الأرق.
- العرق الكثير.
- الهلوسة.
- ارتفاع الضغط ودرجة الحرارة.
- تسارع نظم القلب.
- اضطراب الوعي.
متابعة المريض الذي يتناول أدوية لعلاج الإدمان

لابد من متابعة المدمن الذي يرغب في الإقلاع عن الإدمان، وتستخدم أدوية علاج الإدمان داخل أو خارج المستشفى، نظرا لأن الشخص عادة ما يعاني من بعض أعراض الانسحاب التي تجبره أحيانا على الرجوع للإدمان أو تسبب له مخاطرًا صحية.
ينصح الطبيب المعالج أهل المريض بمتابعته المستمرة لتوفير الدعم النفسي واللجوء للمساعدة الطبية عندما يستدعي الأمر.
ومما سبق يمكننا استنتاج الآتي:
يعد الإدمان من أخطر ما يواجه الشباب والمراهقين، وهناك العديد من أنواع الإدمان التي يلجأ لها الشخص بدوافع مختلفة. يحتاج المريض في هذه الحالة إلى استشارة طبيب مختص؛ ليساعده في الإقلاع عن إدمانه من خلال أدوية علاج الإدمان والمتابعة المستمرة. وكذلك يحتاج المريض إلى العلاج السلوكي والجماعي، وللمتابعة المستمرة للتخلص من تأثير المادة المخدرة وسحبها بالكامل من دمه.