أدوية علاج التهاب الأعصاب| أما آن للألم أن يزول؟!

في زيارتي الأخيرة لجدتي جلست إلى جوارها وتبادلت معها أطراف الحديث…
تناولنا الطعام معًا ثم طلبت مني إحضار علب الدواء…
مازحتها -وأنا أتأمل تلك الأدوية- قائلة: «ما كل تلك الأدوية؟! هل تنوين منافسة صيدلية الحي يا جدتي؟!»، فضحكت لكلامي…
لاحظت بين تلك العلب دواءً مضادًا للاكتئاب، فاندهشت وسألتها: «لمَ تتناولينه؟!»
فأجابت باقتضاب: «إنه أحد أدوية علاج التهاب الأعصاب التي بدأت في تناولها بعد نوبة السكر الأخيرة، يا صغيرتي.»
فسرعان ما زال تعجبي… لكن، مهلًا!
أما زلت متعجبًا، صديقي القارئ؟!
إذًا، يمكنني أن أشرح لك في هذا المقال المزيد عن أدوية علاج التهاب الأعصاب وعلاقتها بأدوية الاكتئاب وغير ذلك الكثير… هيا بنا.
التهاب الأعصاب.. ما المشكلة؟ وما أسبابها؟
تمتلك أجسادنا ملايين الأعصاب التي تؤدي دورًا مهمًا في تنظيم كل شعور وحركة إرادية وغير إرادية نقوم بها.
تعمل تلك الأعصاب كشبكة متقنة الصنع تربط بين المخ وجميع أجزاء الجسم، فتنقل بينهم الرسائل المختلفة عن طريق السيالات العصبية.
لكن، ماذا يحدث عند التهاب تلك الأعصاب؟
عند تلف الخلايا العصبية أو تضررها يختل ميزان الشعور لدى الشخص؛ فربما ترسل تلك الأعصاب إحساسًا مزيفًا بالألم، وأحيانًا تحجب الشعور به حتى في وجود مسبب له.

وتوجد أسباب متنوعة تؤدي إلى ظهور الالتهاب، ومنها:
- الإصابة بداء السكري.
- الإفراط في تناول الكحوليات.
- بعض الأمراض المناعية التي تهاجم فيها الخلايا المناعية الأعصاب الموجودة بالجسم.
- بتر أحد الأطراف.
- تناول بعض الأدوية، مثل: أدوية العلاج الكيميائي.
- بعض الأورام السرطانية.
- الخضوع لجراحة بالعمود الفقري أو وجود مشكلات به.
- نقص بعض الفيتامينات في الجسم، مثل: فيتامين ب6 وفيتامين ب12.
أنواع أدوية علاج التهاب الأعصاب
تتوافر الكثير من الأدوية لعلاج التهاب الأعصاب بأشكاله المختلفة، ويمكن تقسيمها إلى:
تود الحصول على المزيد من المقالات المجانية على ترياقي؟ اشترك الآن ليصلك كل جديد!
- مسكنات الألم المعتادة.
- مضادات الاكتئاب.
- مضادات الصرع.
- مسكنات الألم القوية.
- الأدوية الموضعية.
في الفقرات الآتية، نشرح تفصيلًا كل نوع من أنواع أدوية علاج التهاب الأعصاب.
أولًا: مسكنات الألم المعتادة
تلك المسكنات المشهورة التي تحتوي على “الباراسيتامول” و”الإيبوبروفين”، وتستخدم عادةً لتسكين الآلام الخفيفة والمتوسطة.
يبدأ الطبيب بوصف جرعات يسيرة ثم يتدرج في زيادتها، للتخفيف من حدة الأعراض الجانبية.
ثانيًا: الأدوية المضادة للاكتئاب (Antidepressants)
تستخدم أنواع من مضادات الاكتئاب لعلاج التهاب الأعصاب الطرفية وغير الطرفية، ومنها:
- دواء أميتريبتيلين (Amitriptyline): ويوضع على رأس قائمة أدوية علاج الأعصاب؛ نظرًا لفاعليته.
- دوكسيبين (Doxepin).
- نورتريبتيلين (Nortriptyline).
- مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRI)
مثل: فلوكسيتين (Fluoxetine).
يمكنك معرفة المزيد من المعلومات عن دواء فلوكسيتين من خلال قراءة مقال: فلوكسيتين| أدوية مضادة للاكتئاب.
- مثبطات استرداد السيروتونين والنورإبينفرين (SNRIs)
- دولوكستين (Duloxetine).
- فينلافاكسين (Venlafaxine).
ثالثًا: الأدوية المضادة للصرع (Anticonvulsants)

يمكن علاج التهاب الأعصاب الطرفية بالأدوية المضادة للصرع، وتوصف تلك الأدوية بجرعات تزداد تدريجيًّا.
وعادةً ما يلاحظ المريض تحسنًا في حالته بعد مرور ثلاثة إلى أربعة أسابيع من بدء تناول الدواء.
ومن أشهرها:
- بريجابالين (Pregabalin)، المتوافر في الصيدليات باسم “ليريكا”.
- غابابنتين (Gabapentin)، متوافر تحت اسم “نيورنتين” واسم “جراليز”.
رابعًا: المسكنات الأفيونية
توصف تلك المسكنات لعلاج التهاب الأعصاب المزمن الذي لا يستجيب مرضاه للأدوية الأخرى.
ويجب مراعاة أن تلك الأدوية قد تؤدي -يا عزيزي- إلى الإدمان، فيجب الالتزام بالجرعة التي يصفها الطبيب المختص.
ومن أشهر تلك الأدوية: الترامادول.
للمزيد من المعلومات عن “ترامادول”، يمكنك قراءة هذا المقال: ترامادول | بين تسكين الآلام الشديدة والإدمان!
خامسًا: أدوية علاج التهاب الأعصاب الموضعية
تستخدم تلك الأدوية لعلاج التهاب أعصاب اليدين والقدمين وغيرها من الأعصاب الطرفية، ومن أشهرها:
- كابسيسين (Capsaicin Cream)

يندرج هذا الدواء تحت قائمة أدوية علاج التهاب الأعصاب بالأعشاب، وذلك لاحتوائه على مادة الكابسيسين المستخلصة من الفلفل الحار.
وقد وجد أن لهذا الكريم تأثيرًا جيدًا في التخفيف من الأعراض الموضعية المصاحبة لالتهاب الأعصاب الطرفية.
وينصح الأطباء بوضع كمية قليلة منه -في حجم حبة البازلاء- على الجلد موضع الألم، ويكرر استخدامه ثلاث إلى أربع مرات يوميًا.
قد يظهر -أحيانًا- أعراض جانبية مصاحبة لاستخدام هذا الدواء، مثل: تهيج الجلد أو الشعور بالحرقان.
تنويه: يجب تجنب وضع الكريم على الجلد المتشقق أو الملتهب.
- لاصقات ليدوكايين (Lidocaine Patches)
وهي لاصقات صغيرة الحجم تحتوي على مادة “ليدوكايين” وتستخدم موضعيًا لعلاج التهاب الأعصاب الطرفية.
أفضل أدوية لعلاج التهاب الأعصاب الطرفية لمريض السكر
إن كل الأدوية المذكورة في الفقرات السابقة تعد أدوية مناسبة لعلاج التهاب الأعصاب السكري، لكن الجمعية الأمريكية للسكري (American Diabetes Association) توصي باستخدام دولوكستين (Duloxetine) خيارًا أولًا.
ويتوافر هذا الدواء تحت اسم سيمبالتا (CYMBALTA).
أدوية علاج التهاب العصب الوركي
- مضادات الالتهاب غير الاسترويدية (Non Steroidal Anti Inflammatory Drugs):
تعد اختيارًا مبدئيًا يمكنك الاعتماد عليه لتسكين الألم إلى أن يتاح لك زيارة طبيبك في أقرب وقت، وأشهرها: الأسبرين والإيبونفرين.
- الأدوية الباسطة للعضلات
- الستيرويدات
يلجأ الأطباء أحيانًا إلى حقن العصب مباشرة بالستيرويدات لتخفيف الألم.
- مضادات الاكتئاب والصرع السابق ذكرها بالمقال.
أدوية علاج التهاب العصب السابع

تتسبب الإصابة ببعض الفيروسات (مثل: الهربس) في حدوث التهاب للعصب السابع -الذي يصل بين عضلات الوجه والمخ-؛ محدثًا ما يسمى بـ”شلل الوجه”.
وتشمل قائمة أدوية علاج التهاب العصب السابع:
- أدوية الكورتيزون (Corticosteroids):
تساعد تلك الأدوية على تقليل التهاب العصب وتورمه، وتوصف تلك الأدوية -عادةً- على شكل أقراص فموية يتناولها المريض مدة تتراوح بين 10 أيام و14 يومًا.
- أدوية مضادة للفيروسات:
إن دور تلك الأدوية هو القضاء على الفيروس المسبب لالتهاب العصب؛ فهي تحد من نموها وانتشارها خلال الجسم.
أشهر تلك الأدوية هو دواء أسيكلوفير (Acyclovir).
- الأدوية المسكنة للألم.
أدوية علاج التهاب العصب السمعي
في حال حدوث التهاب للعصب السمعي، توصف العديد من الأدوية لتقليل حدة الأعراض والحد من الالتهاب، وهي:
- أدوية مضادة للفيروسات: في حال كان السبب في ظهور الالتهاب عدوى فيروسية.
- أدوية مضادة للقيء: للسيطرة على الشعور بالغثيان والقيء، وأشهرها: أوندانسيترون (Zofran) وميتوكلوبراميد (ريجلان).
في حال صعوبة السيطرة على القيء بتلك الأدوية، يجب نقل المريض إلى المستشفى لضمان حصوله على تغذية وريدية تعوضه عن ما فقده من سوائل.
- أدوية مهدئة تساعد على تقليل الشعور بالدوخة والدوار، مثل: ديازيبام ولورازيبام.
أدوية علاج التهاب الأعصاب الطرفية المرتبطة بالأمراض المناعية
أحيانًا يحدث خلل في الجهاز المناعي للجسم؛ فتبدأ الخلايا المناعية في مهاجمة الأعصاب محدثة التهابًا شديدًا بها.
في هذه الحالة، توصف الأدوية التالية:
- الستيرويدات.
- الأدوية المثبطة للمناعة، لتقليل نشاطها المفرط ومن ثم تقليل حدة الأعراض.
- الجلوبيولين المناعي (Immunoglobulin Therapy)
ربما تكون الآلام الناتجة عن التهاب الأعصاب صعبة، لكن العلم لا يكف عن البحث عن كل ما هو جديد للتخفيف منها… أرجو لك -يا صديقي- ولجدتي الشفاء، وإلى لقاء قريب في ترياق آخر.