ما هي أسباب الغضب في علم النفس | كيف تتحكم في انفعالاتك؟

يُعد الغضب استجابة طبيعية وغريزية للتهديدات التي تواجه الإنسان.
وهو أحد المشاعر الإنسانية الأساسية مثل: السعادة والحزن والقلق، ولكن يُصبح الغضب مشكلة عندما تفقد القدرة في السيطرة عليه.
يجعلك تقول أو تفعل أشياء تندم عليها فيما بعد، وأسباب الغضب في علم النفس كثيرة، كما أن له أثرًا سيئًا على صحتك النفسية والجسدية.
فما هي أسباب الغضب في علم النفس؟ وما هي سرعة الغضب وعلاجها؟ وكيف يمكنك التحكم في انفعالاتك؟ هذا ما سنتناوله في هذا المقال.
أسباب الغضب في علم النفس
تتعدد أسباب الغضب في علم النفس؛ فقد يتسبب التوتر والضغط النفسي، أو العصبي، أو مرور الشخص بمشاكل أسرية، أو أزمات مالية في شعور الشخص بالغضب، وربما يكون الغضب عرَضا لمشاكل نفسية متعددة، نذكر منها ما يلي:
الاكتئاب

إذا كنتَ تعاني من الاكتئاب فقد يكون ذلك سببا من أسباب الغضب في علم النفس كما توضحه الأبحاث العلمية، والتي أثبتت أن ثلث المصابين بالاكتئاب يتعرضون لنوبات غضب مفاجئة.
والاكتئاب هو شعور المرء باليأس والحزن المستمر لأسابيع متعددة، وتختلف شدة الغضب والتعبير عنه من شخص إلى آخر.
فقد تكون لديك القدرة على الإفصاح عن هذا الغضب؛ فتُظهر بعض السلوكيات العدوانية، وقد تكون ممن يقمعون غضبهم ولا يستطيعون التعبير عنه.
اقرأ أكثر عن: الاكتئاب.. القاتل الصامت
الوسواس القهري
يُعد أحد أسباب الغضب في علم النفس، وهو نوع من الاضطرابات الناتجة عن القلق؛ إذ يُصاب الشخص بأفكَار مُلِحّة تؤدي للقيام بسلوكيات قهرية غير مرغوب بها مثل: العد، أو تكرار كلمات أو عبارات معينة، ظنا منه أن شيئا سيئا سيحدث إذا لم يقم بهذا التصرف.
تود الحصول على المزيد من المقالات المجانية على ترياقي؟ اشترك الآن ليصلك كل جديد!
وربما ينجم الغضب عن الإحباط نتيجة عدم قدرتك على منع هذه الأفكار والسلوكيات القهرية، أو وجود شيء، أو شخص ما يتعارض مع قدرتك على ممارسة هذه السلوكيات.
إدمان الكحول
يُعد تعاطي الكحول بكثرة سببا من أسباب الغضب في علم النفس؛ حيث أن الكحول يُضعف من قدرتك على التفكير بوضوح أو اتخاذ أي قرارات عقلانية، فيؤدي بك إلى سرعة الغضب والانفعال، وتفقد القدرة على التحكم في عواطفك.
نقص الانتباه وفرط الحركة
يتميز اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة بأعراض متعددة مثل: عدم التركيز، والسلوك الاندفاعي، وفرط النشاط.
وهو مرض مزمن تبدأ أعراضه عادة في سن الطفولة المبكرة، وتستمر طوال الحياة،
وقد يتأخر التشخيص حتى سن المراهقة، ويُعد هذا المرض من أسباب الغضب في علم النفس، ويُلاحظ أن الغضب، وتقلب المزاج يحدثان في جميع الفئات العمرية عند الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب.
اضطراب التحدي المعارض (ODD)
ربما يُعبِر الأطفال عن تحديهم من خلال: الجدل، والعصيان، أو المناقشات المستمرة مع آبائهم ومُعلميهم.
ولكن عندما يستمر هذا السلوك لمدة تزيد عن ستة أشهر، ويكون مفرطا مقارنة بما هو معتاد، فقد يعني ذلك أن الطفل يعاني من اضطراب التحدي المعارض (ODD).
يُظهر الطفل المصاب بهذا النوع من الاضطراب نمطا مستمرا من المزاج الغاضب، والسلوك المتحدي، أو الجدلي، والرغبة في الانتقام من الأشخاص ذوي السلطة كالآبَاء والمعلمين، وغالبا ما يُهمل الطفل أنشطته اليومية داخل الأسرة، أو في المدرسة.
قد يكون هذا الاضطراب من أسباب الغضب في علم النفس عند الأطفال ولكن ليس الغضب هو العرض الوحيد، فقد وُجد أن العديد من الأطفال يعانون من مشاكل سلوكية أخرى مثل: نقص الانتباه، وصعوبات التعلم، واضطرابات المزاج كالاكتئاب والقلق.
الاضطراب الانفجاري المتقطع (IED)

يُعد هذا الاضطراب من أسباب الغضب في علم النفس، ويتميز بنوبات مفاجئة من الغضب غير المبرر، والسلوكيات العدوانية المتكررة كالعُنف الجسدي، ورمي الأشياء، وقد تَجد أنك بمجرد أن تُنفس عن التوتر الذي تراكم نتيجة غضبك؛ تشعر براحة، ومع ذلك بمجرد أن يزول الارتياح ربما تشعر بالندم أو الإحراج، وربما يكون عدم التحكم والسيطرة على انفعالاتك مدمرا لك ولمن حولك،
ويُعالج هذا المرض من خلال التثقيف حول إدارة الغضب وربما من خلال استخدام الأدوية.
الحزن
وُجد أن أحد أسباب الغضب في علم النفس قد يكون ببساطة الحزن لوفاة شخص عزيز، أو طلاق، أو فقدان وظيفة، فقد يتولد لديك رغبة بتوجيه غضبك نحو الشخص الميت، أو أي شخص آخر متورط في الحدث، أو حتى نحو أشياء جامدة، وربما تعبر عن ذلك بتكسير الأشياء مثلا أو الصراخ، وللحزن أعراض أخرى غير الغضب مثل: الشعور بالوحدة والخوف والشعور بالذنب.
الاضطراب ثنائي القطب
يمكن أن يكون هذا الاضطراب أحد أسباب الغضب في علم النفس، يسبب هذا الاضطراب تغيرات كبيرة في حالتك المزاجية.
فقد تُصاب بنوبة من الهوس؛ إذ تشعر بسعادة مفرطة، أو قد تنخرط في سلوك متهور،
وتُصاب في أوقات أخرى بفترات حزينة وتكون غير مبال وتشعر باليأس، وتدخل حينها في نوبات الاكتئاب.
علاج الغضب في علم النفس
الآن وقد صرت على دراية بأسباب الغضب في علم النفس، وتُؤمن بأن غضبك خارج عن السيطرة، ويؤثر سلبا على حياتك، وصحتك، أو علاقاتك الاجتماعية والعملية، فربما حان الوقت لتفكر في طلب المساعدة من اختصاصي الصحة النفسية، الذي يُحدد خطتك العلاجية من منظوره حسب حالتك والمشكلة التي تعاني منها، وتتضمن إدارة الغضب واحداً أو أكثر مما يلي:
العلاج السلوكي المعرفي

يُعد من أهم أساليب علاج الغضب في علم النفس وأكثرها شيوعًا، والغرض منه هو مساعدة الشخص الغاضب على التعرف على الأفكار السلبية التي تهزم الذات، والتي تكمن وراء سرعة الغضب والانفعال، وتتدرب من خلال الجلسات على ما يلي:
- كيفية التعامل بشكل أفضل مع مواقف الحياة الصعبة.
- حل النزاعات بشكل إيجابي في العلاقات.
- التغلب على الألم المزمن والأعراض الجسدية الأخرى.
- كيفية التعامل مع الحزن بشكل أكثر فعالية.
- إدراك أفكارك ومشاعرك المتسببة في سرعة الغضب والانفعال.
العلاج الدوائي
إذا كان غضبك نتيجة لأحد الأمراض النفسية مثل الاكتئاب، والقلق، ونقص الانتباه وفرط الحركة، فسيصف لك الطبيب أدوية مناسبة لحالتك.
تحسين مهارات الاتصال
التركيز على حل المشكلات
سرعة الغضب وعلاجه
إذا كنت سريع الغضب بسبب مواقف لا تستدعي منك هذا السلوك، فإليك بعض النصائح التي يمكن أن تساعدك:
- فكر قليلا قبل أن تتحدث.
- أعط لنفسك فرصة لتهدأ، ثم عبر عن غضبك وتناقش في الحلول الممكنة.
- مارس بعض التمارين الرياضية كالمشي أو الجري في أماكن مفتوحة.
- حاول الاسترخاء بممارسة تمارين التنفس العميق، والاستماع إلى أي مقاطع مفضلة لديك.
- تجنب الانتقاد واللوم المتكرر.
- لا تخجل من طلب المساعدة.
يُحاول الكثير من الناس قمع غضبهم وعدم الإفصاح عنه، وهي محاولات غير ناجحة على الأغلب، بل قد تؤدي إلى عواقب جسدية وخيمة؛ كارتفاع ضغط الدم، والاكتئاب، ومشاكل بالقلب، وقد تؤدي محاولات قمع الغضب إلى نفاد الصبر والعداء الذي يدمر صاحبه، فبدلا من أن تنقلب مشاعر الغضب غير المعبر عنه ضدك، حاول التعبير عنها دون إنكار، ولا تتردد في طلب العون من الطبيب النفسي، الذي سيناقش معك أسباب الغضب في علم النفس، وأسباب سرعة الغضب وعلاجه، ويجد الحلول المناسبة حسب حالتك.