أعشاب تحسين المزاج

لم تدرِ متى وكيف ولماذا أصبحت هكذا…
مشاعر سلبية تسيطر عليها، ومزاجها عكرٌ أغلب الأوقات…
تُحاول أن تهرب من الهوة التي سقطت بها، لكن ضغوطات الحياة ومسؤولياتها الكثيرة حالتا دون القيام بأي أمر يُبهِجها ويُخفِّف عنها.
كم تتمنى أن تجد ما يساعدها، ولا ترغب في اللجوء إلى الأدوية -كما نصحتها صديقاتها- خوفًا من مضاعفاتها.
ما الحل؟! أين يُمكن أن تجد ضالتها؟!
اتجهت الدراسات حديثًا إلى الطبيعة، ودراسة تأثير الأعشاب والفيتامينات والأغذية في الحالة المزاجية، وقدرتها على تقليل القلق والتوتر وعلاج الاكتئاب.
إحدى الأسباب المحتملة وراء هذا الاتجاه: الآثار الجانبية لبعض العلاجات الدوائية، ومحاولة الوصول لبدائل أكثر أمانًا.
سنتعرف سويًا في هذا المقال إلى بعض الأمثلة لأعشاب تحسين المزاج، والبدائل الطبيعية لعلاج القلق والتوتر.

الحالة المزاجية تتأثر بكل ما يحدث داخلك وحولك (أمراض جسدية أو نفسية، وتغيُّرات هرمونية، وضغوطات حياتية، وحرمان من النوم)، جميعها أمثلة على ما قد يعكر مزاجك وصفو حياتك.
تتراوح تقلبات المزاج بين التقلبات العادية التي نعانيها من وقت لآخر -مثل التي تحدث في أثناء الدورة الشهرية، أو سن اليأس، أو نتيجة ضغوطات الحياة اليومية- وبين التغيُّرات الحادة في المزاج (مثل: الاكتئاب واضطراب ثنائي القطب)، والتي يُعتمَد في علاجها -بشكل أساسي- على العلاج الدوائي والنفسي.
تود الحصول على المزيد من المقالات المجانية على ترياقي؟ اشترك الآن ليصلك كل جديد!
أعشاب تحسين المزاج وتخفيف القلق والتوتر

الأمثلة التالية على أعشاب تساعد على تحسين المزاج:
- الجنكة بيلوبا (Ginkgo Biloba)
شاع استخدام بذور وأوراق نبات الجنكة في الطب الصيني التقليدي، لكن تركز البحوث حديثًا على فعالية مستخلَص أوراق الجنكة.
يتنوع تأثير الجنكة بين أنها مضادة للأكسدة، ومضادة للالتهاب، وأنها تُحسِّن من تدفق الدم لمختلف أعضاء الجسم، وترفع من مستوى الدوبامين في الدماغ.
من بين استخداماتها: علاج أعراض الاكتئاب وتحسين المزاج، وتخفيف نوبات القلق، وتحسين أداء الدماغ من حيث الذاكرة والإدراك والتركيز.
الدوبامين من هرمونات السعادة في الجسم، وقد يسبب نقصه فقدانك المتعة بما كنت تستمتع به سابقًا، وعدم المبالاة، وعدم وجود الحافز.
- الجنسنغ (Ginseng)
يُمكن تناول جذور الجنسنغ نيئة أو مطهوة على البخار، ويتوافر أيضًا في صور أخرى، مثل: الشاي والكبسولات.
يُعتقَد أنه يحسِّن وظائف الدماغ المختلفة (مثل: الذاكرة والتركيز والإدراك)، إلي جانب تأثيره الإيجابي في المزاج، وذلك بسبب قدرته على زيادة مستوى الدوبامين في الدماغ.
- اللافندر (Lavender)
اللافندر نبات مزهر يُستخدَم بصور متعددة، مثل: شاي اللافندر، واستخدام الزيت في التدليك أو العلاج بالروائح، وإضافة الزيت أو الأزهار إلى الحمام.
يَعُدُّه بعض الناس أفضل عشبة للقلق والتوتر؛ فهو يساعد على الاسترخاء وتقليل التوتر، ويقلل من تقلبات المزاج، ويحسِّن النوم. لكن لم تتوافر بعد إثباتات كافية على فعاليته في علاج الاكتئاب.
- عشبة القديسين (عشبة سانت جون – St. John’s wort)
تستخدَم أوراق وأزهار عشبة القديسين للأهداف العلاجية.
يعتقد فعاليتها في علاج الاكتئاب وتحسين الحالة المزاجية، وذلك لتأثيرها في مستوي السيروتونين في الدماغ.
لكن يجب الانتباه إلى أنها ليست بديلًا عن العلاج الدوائي، ويجب استشارة الطبيب أو الصيدلي قبل تناولها لحدوث تفاعلات بينها وبين بعض الأدوية.
- الزعفران (Saffron)
الزعفران من التوابل النادرة المميزة، يستخدَم لتحسين المزاج والمساعدة على الاسترخاء، ولديه أيضًا فعالية محتملة في علاج الاكتئاب، لكن الأمر لا زال قيد البحث.
بعد معرفتنا بوجود أعشاب تساعد على تحسين المزاج، سنتعرف إلى بعض مشروبات وفيتامينات لتحسين المزاج.
مشروبات لتحسين المزاج

يمكن استخدام بعض الأعشاب كمشروبات لتحسين المزاج، منها:
- الشاي الأخضر (Green Tea)
إلى جانب تأثيره كمضاد للتأكسد، يحتوي الشاي الأخضر على الحمض الأميني “L-theanine”، والذي يؤثر بشكل مباشر في الدماغ، ويسبب زيادة عدد من الناقلات العصبية، مثل: الدوبامين والسيروتونين.
يسبب تناول الشاي الأخضر تخفيف أعراض الاكتئاب وتحسين المزاج.
السيروتونين أحد هرمونات السعادة في الجسم. انخفاض مستواه مرتبط بالقلق والتوتر، والاكتئاب والشعور بالانزعاج، ووجود اضطرابات في النوم.
اقرأ: علاج نقص السيروتونين بالأعشاب.
- الزنجبيل (Ginger)
نبات الزنجبيل غني بمركبات ذات فوائد حيوية في الجسم، منها مضادات الأكسدة التي تحمي الجسم من الإجهاد التأكسدي.
يحسِّن الزنجبيل أيضًا من وظائف المخ، ويزيد من مستوى هرمون السيروتونين في الدماغ، وهذا بدوره يخفف من التقلبات المزاجية، وأعراض التوتر والقلق.
احذر الإفراط في تناول الزنجبيل؛ فقد يسبب ذلك تهيُّجًا في المعدة.
- الكركم (Turmeric)
يحتوي على مادة الكركمين (Curcumin)، التي أثبِتَت فعاليتها في زيادة إفراز هرموني الدوبامين والسيروتونين، مما يحسِّن المزاج، ويقلل من الاكتئاب، ويخفف من القلق والتوتر.
مشروب الكركم -وهو ما يعرَف بـ”الحليب الذهبي”- يحتوي على الحليب ومجموعة من التوابل، مثل: الزنجبيل والقرفة، إلى جانب القليل من الفلفل الأسود (حيث يساعد الفلفل الأسود على امتصاص مادة الكركمين).
- الماتشا (Matcha)
الماتشا نوع من الشاي الأخضر، لكنه ينمو ويعالَج بطريقة مختلفة، وله خصائصه المميزة.
الـماتشا غني بالمواد المفيدة للجسم، مثل: مضادات الأكسدة، الحمض الأميني “L-theanine”، والكافيين، والفيتامينات.
تعزز الماتشا من وظائف الدماغ المختلفة، مثل: الانتباه والذاكرة، وتساعد أيضًا على الاسترخاء وتقليل التوتر وتحسين المزاج.
انتبه! لا تكثِر من شرب الماتشا، لاحتوائها على الكافيين الذي قد يسبب لك التوتر واضطرابات في النوم إذا زاد عن الحد.
- البابونج Chamomile
البابونج نبات مزهر، يساعد على الاسترخاء والنوم، ويخفِّف من القلق والتوتر.
يستخدَم هذا النبات بطُرقٍ عدة، مثل: شاي أزهار البابونج، أو استخدام الزيت المستخلَص منه في العلاج بالروائح أو التدليك.
فيتامينات لتحسين المزاج

الفيتامينات ضرورية للجسم، وأي خلل في مستواها يؤثر سلبًا في صحتك ومزاجك. من الفيتامينات التي أثبِتَت فعاليتها في تحسين المزاج وتخفيف الاكتئاب:
- فيتامين ب (Vitamin B)
فيتامين ب مهم لصحة الدماغ (خاصة فيتامين ب-6 وكذلك ب-12)، يتوافر في مصادر عدة، منها: اللحوم، والأسماك، والبيض، ومنتجات الألبان.
أثبتت بعض الدراسات فعاليته في علاج الاكتئاب وتحسين المزاج، والتخفيف من حدة القلق والتوتر.
- فيتامين د (Vitamin D)
يقوم جلد الإنسان بصناعة فيتامين د عند التعرض لأشعة الشمس، يمكنك أيضًا الحصول عليه من بعض الأغذية، مثل: الألبان، والبيض، وسمك السردين.
يخفف فيتامين د من أعراض الاكتئاب ويحسِّن المزاج، حيث أثبتت بعض الدراسات أن نقصه في الجسم قد يجعلك أكثر عرضة للاكتئاب.
كيف تُصبح أسعد؟

يمكنك -بتغيير نظام حياتك- أن تُحسِّن من مزاجك، وتقلل من قلقك وتوترك، وذلك كالتالي:
- مارِس الرياضة، لِما لها من أثر إيجابي في صحتك الجسدية والنفسية، ومن ثمَّ، حالتك المزاجية، وأيضًا ستساعدك على النوم جيدًا.
- احصل على قسط كافٍ من النوم.
- قلِّل من أسباب قلقك وتوترك: يمكنك تحقيق ذلك بتنظيم وقتك، وتحديد أولوياتك، وممارسة أمر يمتعك أو نشاط تحبُّه بين الحين والآخر، كهوايتك المفضلة أو مقابلة أصدقائك.
- تناوَل طعامًا صحيًا متوازنًا: فقيامك بأمر إيجابي لنفسك سيُحَسِّن من مزاجك، وسيطرتك على اختياراتك ستزيد من ثقتك في النفس.
- أضِف إلى نظامك الغذائي أغذية تحسين المزاج الملائمة لك.
- تحدَّث مع الآخرين: سواء كانوا أسرتك، أو أصدقاءك، أو معالجًا نفسيًا. تحدُّثك عن مشاعرك وأفكارك ومخاوفك سيهوِّن عليك ويريحك.
نصائح مهمة
قبل تناوُل أعشاب تحسين المزاج، يجب الانتباه إلى الآتي:
- العلاج بالأعشاب لا يعَدُّ بديلًا للعلاج النفسي والدوائي.
- استشِر طبيبك المعالج أو الصيدلي قبل تناول الأعشاب، لِما لها من آثار جانبية قد تتداخل مع حالتك الصحية، أيضًا قد تحدث تفاعلات بينها وبين أدويتك.
- معظم الأعشاب لم تتم الموافقة عليها للاستخدام العلاجي، لذلك يجب عدم الاعتماد عليها وحدها.
- بعض الزيوت الأساسية المستخلَصة من الأعشاب -مثل: زيت اللافندر والبابونج- سامة، ويجب عدم تناولها، واستخدامها خارجيًّا فقط.
- أغلب المعلومات ونتائج الدراسات المتاحة عن الأعشاب غير كافية ومتضاربة أحيانًا، مما يتطلب دراسات وبحوث أكثر للتحقق من فعاليتها العلاجية.
في النهاية…
تذكَّر أننا جميعًا نعاني المشاعر السلبية والتقلبات المزاجية بين الحين والآخر، لكن المهم ألا تتردد في استشارة متخصص إذا استشعرت كثرة تكرُّرِها، وسيطرتها عليك، وإعاقتها لحياتك اليومية، بما فيها علاقاتك وعملك.
لا تنسَ أن تستمتع بقدحٍ من إحدى أعشاب تحسين المزاج بين الحين والآخر؛ فأنت تستحق ذلك!