أفيروميلان (ميلناسيبران) ومتلازمة الألم العضلي الليفي

الألم ملازم لها، يسيطر على جسدها المُنهَك، ويُنغِّص عليها حياتها.
مُتفشٍّ في مفاصلها ووجهها ورقبتها، لا يتركها تستمتع بنومها أو تُركِّز في حياتها اليومية.
رحلة طويلة بين الأطباء، والمعالجين الفيزيائيين، وممارسة التأمل والرياضة، وتغيير غذائها ونظام حياتها.
وُصِف لها دواء “أفيروميلان”، بعد تشخيص إصابتها بـ”متلازمة الألم العضلي الليفي”.
في هذا المقال، سنأخذك في رحلة إلى عالم أفيروميلان، نتعرف فيها إلى هذا الدواء، ودواعي استعماله، وآثاره الجانبية، بالإضافة إلى الكثير من المعلومات الهامَّة عنه.
أفيروميلان (Averomilan)
المادة الفعالة في أفيروميلان هي “ميلناسيبران – Milnacipran”.
ينتمي ميلناسيبران إلى مجموعة من الأدوية تُسمَّى “مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين والنورإبينفرين – Serotonin Norepinephrine reuptake inhibitors, (SNRIs)”.
هذه المادة الفعالة تمنع استرداد هذين الناقلين العصبيين بواسطة الأعصاب، مما يزيد من تأثيرهما في الدماغ.
دواعي استخدام أفيروميلان

وافقت إدارة الغذاء والدواء (FDA) على استخدام ميلناسيبران في علاج الألم المزمن الناتج عن متلازمة الألم العضلي الليفي (Fibromyalgia)، وقد يُستخدَم أيضًا لأغراض أخرى، مثل: علاج الاكتئاب والقلق الاجتماعي.
متلازمة الألم العضلي الليفي (Fibromyalgia)

“فيبروميالجيا” اضطراب مزمن يتميز بألم واسع النطاق في العضلات والعظام، يصاحبه إرهاق، واضطرابات في النوم، ومشكلات في المزاج والإدراك.
تود الحصول على المزيد من المقالات المجانية على ترياقي؟ اشترك الآن ليصلك كل جديد!
السبب في حدوث متلازمة الألم العضلي الليفي غير معروف، لكن يُعتقَد أن الخلل في معالجة الدماغ والحبل الشوكي للإشارات -المؤلمة وغير المؤلمة- قد يلعب دورًا في ذلك، حيث يضخِّم الإحساس بالألم.
من بين الوسائل المستخدَمة لعلاج هذه المتلازمة:
- علاج دوائي يستهدف كيمياء الدماغ، ومن الأدوية المعتمدة لذلك -إلى جانب ميلناسيبران- دواء بريجابالين (ليريكا).
- تغيير نمط الحياة.
- العلاج الفيزيائي والعلاجات البديلة.
- العلاج المعرفي السلوكي.
اقرأ: العلاج النفسي للآلام المزمنة (Psychological treatment for chronic pain)
أفيروميلان في السوق المصري
سعر أفيروميلان حوالي خمسة وثمانون جنيهًا (حتى يناير 2021)، ويتوفَّر في صورة أقراص أفيروميلان 50 بتركيز 50 مجم.
ما بديل أفيروميلان؟
تتوفر بدائل لأفيروميلان تحتوي على نفس المادة الفعالة (ميلناسيبران)، مثل:
- ميودونيا (Myodonia) بتركيز 25 و50 مجم.
- ميلنافيلَّا (Milnavella) بتركيز 50 مجم.
الآثار الجانبية لأفيروميلان
من الآثار الجانبية الشائعة لميلناسيبران:
- الغثيان والقيء.
- جفاف الفم.
- زيادة التعرق.
- الإمساك.
- فقدان الشهية.
- الصداع.
- الدوار.
- الهبات الساخنة.
يجب إبلاغ طبيبك في حال معاناتك آثارًا جانبية خطرة، مثل:
- زيادة سرعة ضربات القلب.
- عدم وضوح الرؤية.
- صعوبة أو ألم عند التبول.
- بول داكن اللون.
- اصفرار العينين أو الجلد.
- مغص شديد.
- وجود دم في البراز، أو براز أسود اللون.
- تغيُّر في القدرة أو الرغبة الجنسية.
- كدمات أو نزف غير عادي.
جرعة أفيروميلان
أفيروميلان من الأدوية التي يجب تناولها بوصفة طبية، وتتحدَّد جرعته تبعًا لحالة المريض، وتاريخه المرضي، وما يتناوله من أدوية أخرى.
يبدأ الطبيب عادةً بجرعة قليلة، وتزيد تدريجيًّا مع الوقت، حتى يجنِّبك الآثار الجانبية. أما الجرعة القصوى لميلناسيبران، فهي 200 مجم في اليوم.
هل تحدث أعراض انسحاب عند إيقاف أفيروميلان؟
قد تحدث أعراض انسحاب إذا أوقفت تناول ميلناسيبران فجأة، خاصة إذا كنت تتناوله لفترات طويلة أو بجرعاتٍ عالية. ومن هذه الأعراض:
- تقلبات مزاجية.
- صداع.
- اضطرابات في النوم.
- تعب.
- إحساس يُشبه تَعرُّضِك إلى صدمة كهربائية.
يجب إيقاف تناول الدواء تدريجيًّا تحت إشراف الطبيب، حتى تتجنَّب أعراض الانسحاب.
التفاعلات الدوائية
التفاعلات الدوائية تؤثر في كيفية عمل الدواء، وقد تزيد من خطورة الآثار الجانبية له. ومن الأدوية التي تتفاعل مع ميلناسيبران:
- مثبطات أوكسيديز أحادي الأمين (MAOIs)
مثل: فينيلزين، وترانيلسيبرومين، وإيزوكاربوكسازيد، وسيليجيلين. ويؤدي تناولها مع ميلناسيبران إلى تفاعلات شديدة الخطورة، وقد تكون مميتة في بعض الأحيان.
يجب إيقاف تناول هذه المثبطات لمدة أسبوعين قبل تناول ميلناسيبران، ويجب ألا تتناولها قبل مرور خمسة أيام منذ توقفك عن تناول ميلناسيبران على الأقل.
أوكسيديز أحادي الأمين هو المسؤول عن تكسير وإيقاف نشاط بعض الناقلات العصبية، ومنها السيروتونين والنورإيبينفرين.
- الأدوية التي تزيد من السيروتونين
مثل: مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، ومثبطات (MAO)، ومضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، والتربتوفان، ونبتة سانت جون، وعقار إكستاسي.
قد يؤدي تناول ميلناسيبران مع هذه الأدوية والمواد إلى خطر الإصابة بـ”متلازمة السيروتونين”، وهي حالة خطرة نتيجة ارتفاع مستوى السيروتونين في الجسم.
من أعراض تلك المتلازمة: ارتفاع درجة حرارة الجسم، وتقلبات سريعة في معدل ضربات القلب وضغط الدم، والتشوش، ومعاناة النوبات، وقد يتفاقم الأمر إلى الدخول في غيبوبة.
- الأدوية التي تزيد من سيولة الدم
مثل: مضادات الصفائح الدموية، ومخففات الدم (الوارفارين والهيبارين)، ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية (كالأسبرين والإيبوبروفين والنابروكسين).
قد يزيد تناول هذه الأدوية مع ميلناسيبران من خطر النزف أو الكدمات.
احرص على إخبار طبيبك أو الصيدلي بأي أدوية أو أعشاب تتناولها (موصوفة أو غير موصوفة)، ولا تأخذ قرار إيقاف دواء أو تغيير جرعته من نفسك.
ما موانع استخدام أفيروميلان؟
يجب تجنُّب وصف ميلناسيبران للحالات الآتية:
- المرضى الذين تقل أعمارهم عن خمسة عشر عامًا (لعدم كفاية البحوث في الأطفال، إلى جانب أنَّهم أكثر عرضة للأفكار الانتحارية التي يسببها هذا الدواء).
- مَنْ يعانون فرط التحسس من ميلناسيبران.
كذلك قد تستلزم بعض الحالات -مثل الزرق (Glaucoma)، وأمراض الكلى المتقدِّمة- الحذر عند وصف هذا الدواء، وقد يُفضَّل تجنبه.
معلومات تهمك عن أفيـروميلان

- الحساسية المفرطة
أبلغ طبيبك المعالج عن أي حساسية تعانيها (سواء كانت اتجاه دواء ما أو أي نوع آخر من الحساسية)، واحصل على مساعدة طبية فور معاناتك أي أعراض محتملة للتحسُّس، مثل: طفح جلدي، أو صعوبة في التنفس، أو تورُّم الوجه و اللسان أو الحلق.
- أفيروميلان والانتحار
قد يُسبِّب ميلناسيبران ميولًا انتحارية لدى مَنْ يتناوله، لذلك يجب الانتباه إلى أي تغيُّرات شديدة ومفاجئة في الأفكار، والسلوك، والمزاج (مثل: القلق الشديد ونوبات الهلع، والاكتئاب، والتفكير في إيذاء الذات، والسلوك العدواني، والتصرف دون تفكير، والأرق الشديد)، وإبلاغ الطبيب المعالج عنها (من قِبَل المريض نفسه أو المحيطين به).
- الحمل والرضاعة
ميلناسيبران من أدوية الحمل من الفئة (C)، وقد يؤثر في صحة الجنين، كذلك يُفرَز في لبن الرضاعة وقد يؤثر في صحة الرضيع. لذلك يجب عدم تناوله في أثناء الحمل أو الرضاعة، أيضًا يجب إخبار طبيبكِ إذا كنت تخططين للحمل.
- نسيان جرعة الدواء
في حالة نسيانك جرعة الدواء، تناولها عند تذكُّرك لها، لكن في حالة اقتراب موعد الجرعة التالية، تجنَّب مضاعفة الجرعة، واكتفِ بتناول جرعة واحدة.
- تناول جرعة مفرطة
في حالة تناول جرعة مفرطة، أو الشك في حدوث ذلك، توجه على الفور إلى الطوارئ أو مركز مراقبة السموم.
من أعراض تناول جرعة مفرطة: النعاس الشديد، والتشوُّش، والدوار، وفقدان الوعي لبعض الوقت، وتباطؤ التنفس أو ضربات القلب.
- كبار السن أكثر عرضة لخطر اختلال توازن المعادن في الدم عند استخدام ميلناسيبران، خاصة إذا تزامن ذلك مع تناولهم لمدرات البول.
- قد يتسبب ميلناسيبران في ارتفاع ضغط الدم، لذلك احرص على قياسه باستمرار، وأخبر طبيبك إذا كان مرتفعًا.
نصائح قبل تناول أفيروميلان
- التزم بمواعيدك مع الطبيب، حتى يتمكن من متابعة تأثير الدواء فيك.
- قد يؤثر ميلناسيبران في إدراكك ويسبب لك الدوار، لذلك تجنب القيادة أو القيام بأنشطة تحتاج منك اليقظة والتركيز، حتى تتيقن من تأثيره فيك.
- التزم بتناول دواءك كما وُصِف لك، ولا تأخذ قرارات تخص علاجك من نفسك دون الرجوع إلى الطبيب.
أفيروميلان (Averomilan) دواء له إيجابيات وسلبيات، التزم بتعليمات تناوله حتى تُحقِّق الاستفادة المرجوة منه، ولا تتردد في استشارة طبيبك في حالة معاناتك أي آثار سلبية له في صحتك أو حياتك.