ترياق في بيئة العمل

أنواع القيادة (Types of leadership) | كيف تكون قائدًا مؤثرًا؟!

لا زلت أفتقده، وأفتقد رجاحة عقله، وقدرته على شحذ همم فريقه؛ فهو لم يكن مديرًا فقط، بل كان قائدًا!

لقد تقاعد منذ شهرين، وترك فراغًا كبيرًا وراءه، وللأسف لم يستطع المدير الجديد أن يملأ هذا الفراغ.

كان يبث روح التفاؤل والتشجيع في كل أعضاء الفريق، كانت لديه القدرة على اكتشاف المهارات التي يمتلكها كل فرد منا، ويضع كل موظف في المكان الذي يلائمه.

كان يُشعِرنا بأننا كيان واحد، وأننا نستطيع صنع المعجزات؛ فقد كان كلامه محفزًا. ولم يتعارض هذا أبدًا مع هيبته؛ فلم يكن شخصًا ضعيفًا أبدًا.

ولكن حلَّ محله مدير لا يفعل شيئًا سوى إطلاق الأوامر، ونقد الموظفين!

فما أنواع القيادة في علم النفس الاجتماعي؟ ما أنواع القيادة الإدارية؟ وما أنواعُ القيادةِ التربوية؟ وما أنواع القيادة الأوتوقراطية؟ هذا ما سنتعرف إليه في هذا المقال، فتابع معنا.

القيادة في علم النفس الاجتماعي

القيادة هي القدرة على توجيه وتحفيز وإدارة مجموعة من الناس، ويستطيع أيضًا القائد المتميز أن يحفز أتباعه على الإبداع والابتكار.

ويشير أسلوب القيادة إلى  السلوك الذي يتبعه القائد في توجيه وتحفيز المجموعة التي يترأسها.

مما لا شك فيه أن هناك الكثير من القادة المميزين، ويمكنك أن تكتشف أن لكل واحد منهم نمطه وأسلوبه الذي ينتهجه. ومن هنا، ظهر مفهوم أنواع القيادة في علم النفس الاجتماعي.

ويمكنك من خلال التعرف إلى أنواع القيادة المختلفة تطوير أسلوبك في القيادة وتحسينه، واستخدام استراتيجيات مختلفة تخدم أهدافك الحالية، وتعلُّم كيفية التعامل مع المديرين الذين يتبعون أسلوبًا مختلفًا عن أسلوبك.

تود الحصول على المزيد من المقالات المجانية على ترياقي؟ اشترك الآن ليصلك كل جديد!

أنواع القيادة في علم النفس الاجتماعي

تشير أنواع القيادة المختلفة إلى سلوك الشخص في توجيه وتحفيز وإدارة أتباعه، ويرى الباحثون أن أسلوب القيادة يمكن أن يكون ذا تأثير مهم في طريقة عمل المجموعة بشكل جيد.

يحدد القائد الجيد مدى نجاح المجموعة في تحقيق أهدافها، وتحفيز أعضاء هذه المجموعة، وتوجيههم والتزامهم لتحقيق تلك الأهداف.

كان (كورت لوين) ومجموعة من الباحثين أول من قدَّموا أنماط القيادة، وصنَّفت الأبحاث التي تلتها أنواعًا أكثر تميزًا من القيادة. وتشمل أنواع القيادة:

القيادة التفويضية (Laissez-Faire)

يُطلَق عليها أيضًا “قيادة عدم التدخل”، ونشير هنا إلى القائد غير المرئي الذي يسمح للآخرين بفعل المزيد، ويتمثل دوره في توزيع المهام فقط.

تُعَدُّ القيادة التفويضية فعالة مع مجموعة الأشخاص المؤهَّلين والمدرَّبين بشكل جيد، وعادة ما يكون أفراد هذه المجموعة متحمسين لأداء المزيد؛ فهم ينتظرون -فقط- مَنْ يوجههم في الاتجاه الصحيح.

يقدم هذا النوع من القادة توجيهًا ضئيلًا أو معدومًا لأفراد المجموعة، ويترك لهم اتخاذ القرار.

على الرغم من أن هذا النوع من القيادة قد يكون مفيدًا مع الأشخاص المدرَّبين والمؤهَّلين، ولكن يؤدي نمط عدم التدخل إلى افتقار تلك المجموعات إلى التوجيه.

ويميل أفراد تلك المجموعات إلى لوم بعضهم بعضًا عند ارتكاب الأخطاء، ورفض تحمُّل مسؤولية أداء المهام، وينتج هذا النوع من القيادة أفراد أقل إنتاجًا وتقدمًا.

القيادة الأوتوقراطية (السلطوية أو الاستبدادية)

يقدِّم القائد المستبد توقعات واضحة للمهام التي يجب على أفراد المجموعة أداؤها، ومتى، وكيف.

يتخذ القائد المستبد القرارات دون الرجوع لأتباعه، بل يتوقع منهم الانصياع لتلك القرارات، وأداءها في الوقت والوتيرة التي يحددها.

وجد الباحثون أن صنع القرار كان أقل أبداعًا في ظل القيادة الأوتوقراطية. وعادة ما يُنظَر إلى هذا النمط من القيادة على أنه متسلط وديكتاتوري.

نادرًا ما يكون هذا النوع من القيادة فعالًا، ولكن يمكن تطبيقه في المواقف التي لا يتوفر فيها سوى القليل من الوقت لصنع القرار.

أو حينما يكون القائد هو الشخص الأكثر معرفة وخبرة، وكذلك يتطلب الموقف قرارات حاسمة وإجراءات سريعة. ويؤدي هذا النهج الأوتوقراطي إلى خلق بيئات معادية.

القيادة الديمقراطية

القيادة الديمقراطية واحدة من أكثر أنواع القيادة فاعلية.

يقدم القائد الديمقراطي التوجيه لأفراد المجموعة، ويستمع لآرائهم وتوقعاتهم؛ فهو يشجعهم على المشاركة، ولكن يحتفظ بالكلمة الأخيرة لصنع القرار لنفسه.

يشعر أعضاء المجموعة بأنهم جزء من صنع القرار، ويصبحون أكثر إبداعًا وحماسًا.

يميل القادة الديمقراطيون إلى جعل أتباعهم يشعرون أنهم جزء من الفريق، وهو ما يعزز التزامهم بأهداف المجموعة.

حدَّد (كورت لوين) وأصدقاؤه الأساليب الثلاثة السابقة، ثم صنَّف الباحثون العديد من الأنماط المميزة للقيادة، ونذكر منها:

القيادة التحويلية

تُعَدُّ القيادة التحويلية أكثر أنواع القيادة فاعلية؛ فالقائد هنا قادر على تحفيز وإلهام أتباعه، وإجراء التغييرات الإيجابية في المجموعة.

عادة ما يكون قائد هذا النهج ذكي وحيوي وعاطفي؛ فهو ليس ملتزمًا فقط بمساعدة صاحب العمل على تحقيق أهدافه، ولكنه يساعد أيضًا أفراد مجموعته على التعرف إلى مهاراتهم وإمكانياتهم.

أوضحت الأبحاث أن هذا النمط من القيادة يحقق إبداعًا أعلى وأداءً أفضل من أنواع القيادة الأخرى.

قيادة المعاملات

يخلق هذا النوع من القيادة أدوارًا محددة بشكل واضح بين قائد المجموعة وأفرادها. 

هنا يعرف أعضاء الفريق المهام التي يتعين عليهم أداؤها، ويعرفون أيضًا ما الذي سيحصلون عليه في المقابل.

ويسمح هذا النمط للقائد بمزيد من الإشراف والتوجيه إذا لزم الأمر، وتحفيز أعضاء المجموعة على الأداء الجيد لتلقي المكافآت.

يميل أسلوب قيادة المعاملات إلى خنق الإبداع والابتكار لدى أفراد المجموعة، ولا يزال هناك الكثير من النظريات التي تصنف أنواع القيادة المختلفة.

أنواع القيادة الإدارية

مَنْ منا لا يريد أن يكون قائدًا محنكًا وذكيًا في عمله؟! قد يساعدك فهم أنواع القيادة الإدارية على تحسين نمط قيادتك لفريق العمل. وتشمل أنواع القيادة الإدارية الآتي:

  • القيادة الديمقراطية.
  • القيادة الأوتوقراطية.
  • القيادةُ التفويضية.
  • القيادة التحويلية.
  • قيادة المعاملات.
  • القيادة الاستراتيجية: تتطلب فهم ورؤية طبيعة العمل، واستخدام التفكير الاستراتيجي في إدارة ودعم الموظفين.
  • القيادة “على غرار المدرب”: يركز القائد على تحديد نقاط القوة الفردية لكل عضو في الفريق، ويركز أيضًا على الاستراتيجيات التي ستمكِّن الفريق من العمل الجماعي بشكل أفضل. وهنا، يبني القائد فريقًا يتمتع كل فرد فيه بمهارات وإمكانيات تختلف عن باقي الفريق. 
  • القيادة البيروقراطية: قد يستمع القائد البيروقراطي لآراء فريقه، ولكن يرفضها إن كانت تتعارض مع سياسة الشركة أو الممارسات السابقة. وعادة ما يرفض القائد البيروقراطي الأفكار الجديدة، حتى لو كانت جيدة.

أنواع القيادة التربوية

هناك أربعة أنماط رئيسة للقيادة يمكن تطبيقها في البيئة التربوية، وتشمل:

  • قيادة المعاملات “سبق ذكرها”.
  • القيادة التحويلية “سبق ذكرها”، وتُعَدُّ من أكثر أنواع القيادة التربوية تأثيرًا.
  • القيادة الخدمية: يركز هذا النوع من القيادة على الأفراد بدلًا من التركيز على الهدف النهائي، إذ يدعم القائد مصلحة المجموعة، ولا يبحث عن منفعته الذاتية. يُعَدُّ التوجيه والتمكين وإرساء قواعد الثقة السمات المميزة لهذا النمط من القيادة، ولكن تكمن المشكلة في أنها غير قابلة للتطبيق.
  • القيادة العاطفية: تهتم بمشاعر أفراد المجموعة ورغباتهم، وعادة ما يحفزهم القائد باستخدام الذكاء العاطفي.

يرى بعض الباحثين أن هناك الكثير من القواسم المشتركة بين القيادة التحويلية والقيادة العاطفية.

ويحتاج القائد الذي يتبع نمط القيادة العاطفية أن يؤثر في أتباعه عاطفيًا، ولكن القيادة التحويلية عملية عقلانية وليست عاطفية.

أنواع القيادة الأوتوقراطية

القيادة الأوتوقراطية ليست جامدة، ولكن يمكن أن تؤثر المواقف المختلفة في كيفية تطبيق هذا النمط من القيادة. تشمل أنواع القيادة الأوتوقراطية:

  • القيادة الأوتوقراطية الموجهة.
  • القيادةُ الأوتوقراطية المتساهلة.
  • القيادة الأوتوقراطية الأبوية.

تمتلك الأنماط الثلاثة نفس الخصائص الأساسية والسمات التي تميز القيادة الأوتوقراطية، ولكن قد يميل بعض الأشخاص إلى استخدام أساليب أكثر مرونة لصنع القرار.

والآن، بعد قراءتك لهذا المقال، أخبرنا أي أنواع القيادة تنتهجها في التعامل مع أفراد مجموعتك؟ وهل يمكنك معرفة نمط القيادة التي يتبعها مديرك؟ وهل ساعدك أسلوبه على التطور والإبداع أم لا؟

المصدر
Leadership Styles and Frameworks You Should Know4 MAJOR TYPES OF EDUCATIONAL LEADERSHIPThe 8 Most Common Leadership Styles & How to Find Your Own
اظهر المزيد

د. أمل فوزي

أمل فوزي، صيدلانية، أعمل في الهيئة القومية للرقابة والبحوث الدوائية. أعشق الكتابة، وأجيد البحث، أستمتع بكتابة المقالات الطبية بأسلوب سلس وبسيط، هدفي الارتقاء بمستوى المحتوى الطبي العربي، ونشر العلم من مصادره الموثوقة لينتفع به القارئ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى