أهمية الصحة النفسية وطرق تحسينها

في عالم يسير بخطىً سريعة… ازدادت الحاجة إلى معرفةِ أهمية الصحة النفسية!
ننخرطُ جميعًا في دوامة العمل والمهام اليومية، وتبتلعُنا دوامة الحياة التي تسير بسرعة، وننفصل تدريجيًا عن احتياجاتنا الخاصة وهواياتِنا؛ مما أدى إلى ظهور مشاكلِ القلق والاكتئاب والاضطرابات النفسية الأخرى.
تؤثر صحتك النفسية على طريقة شعورك وتفكيرك تجاه الأحداث والتحديات التي تمر بها، بل وتؤثر أيضًا على طريقة تعاملك معها.
سأصحبُك عزيزي القارئَ في هذا المقال لنتعرفَ سويًا على أهمية الصحة النفسية، وأهمية دراستها، كما سنتطرق إلى أهمية الصحة النفسية داخل الأسرة؛ فتابع معنا هذا المقال.
قبل أن نتحدثَ عن أهمية علم الصحة النفسية، لنتعرف أولًا على الصحة النفسية.
ما هي الصحة النفسية؟
“لا صحة بدون صحة نفسية” هذا هو الشعار الذي اتخذه المعهدُ الوطني للصحة العقلية.
لا تقتصر الصحة النفسية على غياب الاضطرابات النفسية والأمراض العقلية التي يعانيها الإنسان.
إن الصحة النفسية هي الحالة التي تدرك فيها قدراتك الخاصة، وتصبح قادرا على التكيف مع ضغوط الحياة اليومية.
بل وتحفزك هذه الضغوط لتعملَ بشكلٍ أفضل، وتؤثر على طريقة تفكيرك وشعورك وتعاملك مع التحديات التي تواجهها.
تظهر أهمية الصحة النفسية في كيفية تعاملك مع الإجهاد، وتواصلك مع الآخرين، واتخاذ خيارات صحية فيما يتعلق بحياتك.
تزداد أهمية الصحة النفسية في كل مرحلة من مراحل حياتك من الطفولة والمراهقة وحتى البلوغ.
تود الحصول على المزيد من المقالات المجانية على ترياقي؟ اشترك الآن ليصلك كل جديد!
أهمية الصحة النفسية

تتلخص أهمية الصحة النفسية في أن تحيا بعافيةٍ وسعادة.
مثلما تساعدك الرياضة على البقاء قويًا، فإن صحتك النفسيةَ الجيدةَ تساعدك على الاستمتاع بحياتك، والتواصل الجيد مع الآخرين، وتجعلك أكثرَ قدرةً على مواجهة التحديات والأوقات الصعبة في حياتك الشخصية أو العملية.
فقد نشعر بالحزن لمرض صديق، أو وفاة شخص عزيز، أو نشعر بالغضب والضيق بسبب مشاكلِ العمل.
لكنك لن تنغرس طويلًا في مشاعرِ الحزن والغضب والمشاعر السلبية الأخرى إن كنت تتمتع بصحة نفسية جيدة، ففي الوقت المناسب، يمكنك مواجهة هذه المشاعر السلبية، ومواصلة حياتك والاستمتاع بها.
وبعد أن تعرفنا على أهمية علم الصحة النفسية، لنذكرْ فيما يلي كيف نُحسِّن من صحتنا النفسية.
قد يهمك: علم الفراسة في ثوبه الجديد |تطبيقات علم الفراسة في العصر الحديث
إرشادات لتتمتع بصحة نفسية جيدة
هناك أربع خطوات يجب اتباعها؛ لتتمتع بصحة نفسية جيدة، وهي:
مارس الرياضة بانتظام

تساعدك الرياضة على البقاء قويًا بدنيًا ونفسيًا ، ولممارسة الرياضة بانتظامٍ الكثيرُ من الفوائد فيما يتعلق بالصحة النفسية، نذكر منها:
- لها تأثيرٌ إيجابيٌّ في مواجهة الاكتئاب والقلق، إذ تساعدك على مقاومة الشعور بالانسحاب والخمول والشعور باليأس، ولكن ممارسة الرياضة وحدَها ليست علاجًا.
- تساعدك على علاج الاكتئاب الخفيف إلى المتوسط، وأشار الباحثون إلى أن المرضى الذين يمارسون الرياضة بانتظامٍ أقلُّ عرضةً لتعاطي الكحول والمخدرات.
- تقلل من التوتر والقلق.
- تحسن من المزاج، وتجعلك تشعر بإيجابية تجاه قدراتك الجسدية والرياضية والصورة التي ترى بها نفسك؛ مما يعزز الثقة بالنفس.
- تساعدك على التواصل مع الآخرين في بيئة صحية، كما يُحسِّن تفاعلُك مع الآخرين من صحتك النفسية.
الشعور بالاندفاع
هي اللحظة التي يتلاشى فيها الشعور بالألم والانزعاج فجأة، وتشعر بالنشوة بعد نشاط بدني قوي وطويل؛ نتيجةً لإفراز الإندورفين.
الإندورفين هو مواد كيميائية تُنتج في الدماغ، وتعمل على مستقبلات الأفيونات؛ ولذا فإنه يسكن الألم، ويقلل التوتر العصبي، ويعزز الشعور بالسعادة.
أنت لست مضطرًا لممارسة الرياضة بقوةٍ لتحفزَ إفراز الإندورفين، يمكنك القيام بالآتي:
- التأمل.
- الوخز بالإبر.
- تناول الطعام الحار.
- التنفس بعمق.
لمعرفة المزيد عن الإندورفين؛ إقرأ ما هو هرمون الإندورفين؟ وكيف نعززه؟
تناول طعامًا صحيًا
يجب أن تتناول طعامًا صحيًا متوازنًا يحتوي على:
- الفواكه الصحية والخضراوات الطازجة.
- الأطعمة الغنية بأحماض أوميجا 3 مثل: الأسماك والمكسرات والبيض.
- البروتين.
- الحبوب الكاملة مثل: الأرز البني والذرة الصفراء.
يمدك الطعام الصحي المتوازن بالعناصر الهامة والفيتامينات التي يحتاجها جسدك.
قد يسبب نقصُ بعضِ الفيتامينات تقلباتٍ في المزاج وقلق وتوتر، علاوةً على المشاكل الجسدية الأخرى.
اقرأ أيضًا: البابونج – زهرة ذات فوائد عديدة
أعراض اضطراب الهرمونات الأنثوية
سيطر على الإجهاد
بغضِّ النظر عن رغبتنا في الحياة بدون ضغوط أو إجهاد، إلا إنها واقعٌ مؤكد في هذه الحياة، وقد تتأثر حياتنا سلبًا أو إيجابًا وفقًا للطريقة التي نتجاوب بها مع هذه الضغوط. تعد الضغوط اليومية المعتدلة مفيدة؛ فالنوبات القصيرة من الإجهاد تفرز موادًا كيميائية تحسن الذاكرة، وتزيد مستويات الطاقة، وتعزز الانتباه.
ولكن الإجهاد المزمن والضغط المستمر يؤثر سلبًا على صحتك النفسية، ويمكن أن يسبب ما يلي:
- صعوبةً في التركيز، ويؤثر على الذاكرة.
- ارتباك.
- قلق وتوتر.
- غضب.
- فقدان حس الدعابة.
قد يساعدك تعلم كيفية التعامل مع الإجهاد على التغلب على هذه التأثيرات السلبية، ويمكنك أن تجرب الآتي:
- اليوجا والتأمل.
- ممارسةَ التمارين الرياضية.
- التخيلَ وهو من تقنيات الاسترخاء.
للمزيد: حالة الحامل النفسية | دليلك الشامل
أهمية دراسة الصحة النفسية
نظرًا لأهمية الصحة النفسية للفرد، وتأثيرها على سلامته النفسية والعقلية وتواصله مع الآخرين، وكيفية تعامله مع الضغوط اليومية والتحديات؛ فقد تنشأ الرغبة لدى البعض في استكشاف الجوانب المختلفة المتعلقة بالصحة النفسية، ولذا فإن هناك بعض الدورات المخصصة لذلك.
تظهر أهمية دراسة الصحة النفسية فيما يلي:
- تسليطُ الضوء على أهمية الصحة النفسية في مختلف مراحل الحياة.
- تزويدـ المتعلمين بمهاراتٍ تؤهلهم للعمل بمجال الصحة النفسية أو الخدمات الاجتماعية.
- التثقيفُ الجيد حول مسؤوليات وممارسات الأخصائيين الاجتماعيين والعاملين في مجال الصحة النفسية.
- تدريبُ المتعلمين على طرق دعم للأشخاص الذين يعانون من مشاكلَ مع صحتهم النفسية، وكذلك دعم أولئك الذين يعانون من أفكار انتحارية، أو يميلون لإيذاء أنفسهم.
أهمية الصحة النفسية داخل الأسرة
تؤثر طبيعة العلاقات الأسرية بشكلٍ كبير على الصحة النفسية للأفراد داخل الأسرة.
أظهرت العديد من الدراسات أن للعلاقات الاجتماعية وخاصةً العلاقات داخل الأسرة تأثيراتٌ قصيرةُ المدى أو طويلة المدى على الصحة النفسية للفرد، وتبعًا لطبيعة العلاقات بين أفراد الأسرة؛ فقد تتحسن الصحة النفسية للفرد، أو تتأثر سلبًا.
قد يهمك: أهمية المغامرة في الحياة | ويفوز باللذات كل مغامر
ألعاب الفيديو – هذا ما لَمْ تعرفه أمي عنها
دور الأسرة في تحسين الصحة النفسية للفرد
عندما تكون الأسرة مستقرة وداعمة، ويسود الحب والود والوفاق بين أفراد هذه الأسرة، فقد يكون الشخص الذي يعاني من اضطرابات نفسية أكثر استجابة للعلاج؛ فالدعم الأسري من أهم الأسباب التي تساعد المريض على العلاج النفسي والتعافي.

كما أن وجودك كفرد في أسرة مستقرة وداعمة يُحسِّن من صحتك النفسية، وسلامتك العقلية والنفسية وتواصلك مع الآخرين.
للمزيد: السرقة عند الأطفال | كيف تقضي على هذه المشكلة نهائيًا؟
تعليم الأطفال النظام | التعليم في الصغر كالنقش على الحجر
كيف تؤثر الأسرة سلبًا على الصحة النفسية للفرد؟
أظهرت الأبحاث أن العلاقات المضطربة بين أفراد الأسرة تسبب الإجهاد، وتؤثر سلبًا على الصحة النفسية، وقد تسبب أعراضًا جسدية.
أثبتت الأبحاث أن الأسر غير الداعمة لذويها قد تؤدي إلى تفاقم الأمراض النفسية لديهم؛ نتيجة للتأثير السلبي على صحتهم النفسية.
معظم الرعاية التي يحتاجها مرضى الاضطرابات النفسية تقع على عاتق أسرهم، ولذا إذا تنصل أفراد الأسرة من هذا الدعم، فقد يتأثر تعافي المريض سلبًا.
تكمن أهمية الصحة النفسية في أن تحيا بعافيةٍ وسعادة، وأن تدرك قدراتك الخاصة، وأن تحافظ على سلامتك النفسية والعقلية، وعلاقاتك الاجتماعية مع الآخرين .
فارفع معنا شعار “لا صحة بدون صحة نفسية” واتخذ خطواتٍ جادة لتحسين صحتك النفسية.
واظب على ممارسة الرياضة بانتظام، وجرب تقنيات الاسترخاء المختلفة، وتناول طعامًا صحيًا متوازنًا، وتعلم كيف تتعامل مع الضغوط والإجهاد، وابنِ علاقاتٍ قوية مع أفراد أسرتك؛ فالصحة النفسية هي بوابتك للعيش بسعادة.
اقرأ أيضًا: دواء سيلدينافيل “sildenafil”| أضراره وبدائله الطبيعية