أوتوموكسيتين |علاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه

في المدرسة… أخبروها أن ابنها مُشتَّت الانتباه دائمًا وحركته كثيرة مقارنةً بأقرانه، كانت تلاحظ هي الأخرى هذا الأمر، فقررت الذهاب به إلى الطبيب.
بعد التشخيص… تبيَّن أن طفلها يعاني اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه… وصف له الطبيب دواء أوتوموكسيتين، وأخبرها أنه سيحتاج إلى علاج نفسي وسلوكي بجانب الدواء.
كانت تفضِّل أن يخضع ابنها لعلاج سلوكي فقط لأنها تخشى العلاج الدوائي، لكن الطبيب أصرَّ على موقفه، وأخبرها أنَّ هذا الدواء ضروري للغاية، وسيساعد في تحسن حالة ابنها.
في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل كل المعلومات التي تحتاجون معرفتها عن دواء أوتوموكسيتين لعلاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
أولًا…
ما هو اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه؟
هو أحد الاضطرابات النفسية التي تصيب الأطفال والبالغين على حدٍّ سواء، ويسبب للمريض حركة زائدة عن الحد الطبيعي، وسلوكًا مندفعًا متهورًا. وقد يعاني المريض أيضًا صعوبةً في تركيز انتباهه على مهمة واحدة، أو الجلوس فترات طويلة من الوقت.
أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه
هناك العديد من الأعراض لهذا الاضطراب، لكن بعضها أكثر شيوعًا من الأخرى.
تشمل تلك الأعراض:
- صعوبة التركيز.
- كثرة النسيان.
- سهولة التشتت وفقد الانتباه.
- عدم القدرة على الجلوس في نفس المكان فترة طويلة.
- مقاطعة الآخرين في أثناء التحدث.
فرط الحركة وتشتت الانتباه عند الكبار

لعل السؤال الذي يشغل بال الكثير من آباء الأطفال المصابين بهذا الاضطراب هو: “هل يشفى مريض تشتت الانتباه تمامًا؟!”.
في الحقيقة، فإنه -حسب الإحصائيات- أكثر من 60% من الأطفال المصابين به تظل لديهم بعض أعراض الاضطراب حتى بعد البلوغ.
تود الحصول على المزيد من المقالات المجانية على ترياقي؟ اشترك الآن ليصلك كل جديد!
لكن العلاج يؤدي دورًا كبيرًا في تخفيف حدة هذه الأعراض، ويساعد المرضى في عيش حياتهم بصورة طبيعية، بل والنجاح فيها أيضًا.
بالطبع، إهمال علاج هذا الاضطراب لدى البالغين قد يسبب لهم العديد من المشكلات في حياتهم؛ فهم كثيرو النسيان، ويفتقرون إلى الصبر، ولا يستطيعون إدارة وقتهم جيدًا، فيسبب لهم ذلك الكثير من الصعوبات في عملهم وعلاقاتهم مع الآخرين.
اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عند الأطفال
يسبب هذا الاضطراب للأطفال بعض المشكلات التي يتعلق أغلبها بالتحصيل الدراسي. وجديرٌ بالذكر، أن عدد الذكور الذين شُخِّصوا بهذا الاضطراب يبلغ ضعف عدد الإناث.
تشخيص اضطراب فرط الحركة
لا يوجد اختبار واحد يمكنه تشخيص هذا الاضطراب؛ بل يحتاج الأطباء إلى تقييم سلوك الطفل وأفعاله خلال الشهور الستة السابقة للتشخيص.
وكذلك يجمع الطبيب معلومات بشأن حالة الطفل من الآباء والمعلمين وكل من يتعامل معه، ثم يستخدم مقياس فرط الحركة وتشتت الانتباه لقياس حدة الأعراض، وتقييم مدى سوء الحالة.
علاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه
يعتمد علاج هذا الاضطراب على محورين؛ وهما العلاج السلوكي والعلاج الدوائي.
أولًا: العلاج السلوكي لفرط الحركة وتشتت الانتباه
وفيه يلتقي المعالج بك وبطفلك، ويستمع إليكما، ويناقش معكما المشكلات التي تنتج عن السلوك غير الطبيعي لطفلك، ويعلِّم الطفل كذلك بعض الاستراتيجيات للتحكم في سلوكاته وتقليل حدتها.
ثانيًا: العلاج الدوائي

العلاج الدوائي لاضطراب فرط الحركة لا يقل أهمية عن العلاج النفسي والسلوكي، بل يعملان سويًا لتقليل الأعراض، ومساعدة المريض في التحكم في أفعاله وانفعالاته.
يساعد العلاج الدوائي في علاج تشتت الانتباه وضعف التركيز عند الأطفال عن طريق تأثيره في كيمياء المخ.
في السطور القادمة، سنتناول بالتفصيل أحد الأدوية الشهيرة المستخدَمة في علاج اضطراب فرط الحركة، وهو دواء أوتوموكسيتين.
أوتوموكسيتين (Atomoxetine)
كبسولات أوتوموكسيتين أحد مثبطات امتصاص النورإبنفرين الانتقائية، وتُعرَف في الأسواق باسم (ستراتيرا – Strattera).
دواعي الاستخدام:
يُستخدَم دواء أوتوموكسيتين لتقليل حدة الأعراض المصاحِبَة لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، مثل: التشتت، وفرط النشاط، والاندفاع، وعدم الاستقرار النفسي والعاطفي.
كيفية الاستخدام:
- احرِص على قراءة النشرة الدوائية المصاحِبة للدواء جيدًا.
- توصَف الجرعات بواسطة الطبيب أو الصيدلي، وغالبًا ما تكون جرعة واحدة في اليوم، وأحيانًا اثنتين.
- تؤخذ الجرعة الأولى في الصباح الباكر بمجرد الاستيقاظ من النوم.
- إذا كان هناك جرعة ثانية، فتؤخذ حسب إرشادات الطبيب، لكنها غالبًا ما تؤخذ في أول الليل؛ لأنها إن أُخذت في آخر الليل فقد تسبب الأرق.
- ابلع الكبسولة بالماء مرة واحدة؛ لا تحاول مضغها أو طحنها أو فتحها.
- إذا فُتحت الكبسولة وخرج ما بها من مسحوق، فاحرص على عدم لمسه واغسله سريعًا بالماء. إذا لامس هذا المسحوق عينك، فاغسلها جيدًا بماء وافر، ثم تواصل مع طبيبك الخاص.
تُحدَّد الجرعات بناءً على حالتك المَرضية، ومدى استجابتك للعلاج، وما إذا كنت تتناول أنواعًا أخرى من الأدوية، أم لا.
يجب أن يؤخذ الدواء باستمرار وانتظام حتى يأتي بنتيجة فعالة. إذا لم تشعر بتحسُّن بعد فترة من تناول الدواء، فتواصَل مع طبيبك الخاص.
الآثار الجانبية لدواء أوتوموكسيتين

يخشى العديد من الأهالي من أضرار علاج فرط الحركة، ويعتقدون أن مشكلاته ستكون أكثر من مميزاته.
في الحقيقة، معظم المرضى الذين يتناولون عقار أوتوموكسيتين لا يشعرون بأي أضرار جسيمة قد تؤرق حياتهم، لكن يجب التنويه على الآثار الجانبية التي ربما يشعر بها المرضى في بعض الحالات، وكيفية التعامل معها.
تشمل تلك الآثار:
- آلام بالمعدة.
- قيء وغثيان.
- إمساك.
- فقدان الشهية ونزول الوزن.
- دوخة.
- إرهاق وإجهاد.
- صعوبة في النوم.
أما بالنسبة للنساء، فقد يشعرن بـ:
- تقلصات وآلام في أثناء الدورة الشهرية.
- عدم انتظام الدورة الشهرية أو انقطاعها.
إذا لم تتحسَّن هذه الأعراض مع الوقت، أو ازدادت سوءًا، فيجب الرجوع إلى الطبيب أو الصيدلي فورًا.
آثار جانبية أقل شيوعًا:
- ارتفاع ضغط الدم: لذا؛ يجب متابعة قياس ضغط الدم بانتظام في أثناء فترة تناول الدواء.
- صعوبة في التبول.
- إغماء.
- تنميل.
- عدم انتظام ضربات القلب.
تحدَّث مع الطبيب إذا شعرت بأحد هذه الأعراض.
من الأضرار الجانبية نادرة الحدوث لدواء أوتوموكسيتين :
1- حدوث نوبات قلبية أو سكتات دماغية: توقَّف عن تناول الدواء فورًا، واذهب إلى أقرب مركز طوارئ إذا شعرت بأي من هذه الأعراض:
- ألم في الصدر أو الفك أو الذراع الأيسر.
- صعوبة في التنفس.
- تعرُّق وضعف في جانب واحد من الجسم.
- التحدث بكلام غير واضح.
- مشكلات في الرؤية.
2- مشكلات في الانتصاب: خاصةً المراهقين، من الممكن أن يتعرَّضوا لانتصاب مؤلم ومستمر فترات طويلة، قد تصل إلى أربع ساعات. إذا لاحظ الآباء ذلك على طفلهم، فيجب إيقاف الدواء فورًا ومراجعة الطبيب.
الاحتياطات الواجب اتخاذها قبل تناول عقار أوتوموكسيتين
- أخبِر الطبيب إذا كنت متحسِّسًا من نوع معين من الأدوية أو الأطعمة.
- أخبِر الطبيب بتفاصيل تاريخك المَرضي؛ إذا كنت تعاني مرضًا معينًا الآن أو في السابق.
- أخبِر الطبيب إذا كنت تتناول أي مادة من المواد المخدِّرة.
- إذا كنت ستخضع لعملية جراحية أو ستذهب إلى طبيب الأسنان في أثناء تناولك لعقار أوتوموكسيتين، فيجب عليك إخبار الجرَّاح وطبيب الأسنان بذلك قبل البدء في أي إجراء.
- يجب ألا تتناول الحامل دواء أوتوموكسيتين إلا في حالة الضرورة القصوى، وبعد مناقشة الأمر مع طبيبها الخاص وطبيب النساء والتوليد.
- لا توجد معلومات كافية بشأن انتقال الدواء من الأم المرضِع إلى طفلها عبر لبن الثدي. لذا؛ يجب استشارة الطبيب أو الصيدلي قبل تناوله إذا كانت المريضة ترضع طفلها طبيعيًا.
في النهاية، لا تنسَ أن تخبِر الطبيب عن الأدوية الأخرى التي تتناولها في تلك الفترة، حتى لا يُحدث تداخلًا دوائيًا بين عقار أوتوموكسيتين والأدوية الأخرى؛ فقد يؤثر ذلك بالسلب في فعالية الأدوية، أو يسبِّب مضاعفات صحية خطيرة.
مع تمنياتنا لك بالشفاء العاجل!