إدمان الكوكايين | احذر فالخطر مميت

خرج من المشفى مبتهجًا يكاد يطير فرحًا، لقد تخلص من حملٍ أثقل كاهله وفرق بينه وبين عائلته مدة طويلة.
ها قد تعافى من إدمان الكوكايين وأشرقت الشمس من جديد.
لقد سقط بين براثن الإدمان بعد فشله دراسيًا، ,حاول أن يجد عملًا ولكن طبيعته المستهترة حالت بينه وبين أي نجاح.
وكانت تسليته الوحيدة هي الجلوس في المقهى، الذي أدمن فيه التدخين ثم الحشيش.
وجد العمل بعد ذلك ولكن لم يستطع التوقف عن البحث عن “المِزَاج”؛ فجرب الكوكايين وأدمن الشعور بالبهجة الذي منحه إياه أول مرة.
ما هي أعراض إدمان الكوكايين؟ وأضراره؟ وما علاجه؟
أنواع الكوكايين
يمكن أن يكون الكوكايين في شكل جزيئي أو ملح، وكلا الشكلين الكيميائيين لهما خواص كيميائية فيزيائية مختلفة تؤثر على الطريقة التي سيتم بها أيضه داخل الجسم.
هيدروكلوريد الكوكايين هو الملح الأكثر شيوعًا، ولكن هناك أنواع أخرى من الأملاح، مثل: الكبريتات والنترات والبورات والساليسيلات.
تذوب الأملاح المختلفة في مذيبات مختلفة، ولكن ملح هيدروكلوريد الكوكايين تحديدًا قطبي وقابل للذوبان في الماء.
ومصطلحات “عجينة الكوكا” أو “عجينة الكوكا الخام” و “قاعدة الكوكا” متشابهة فيما يتعلق بالمكون الأساسي.
تود الحصول على المزيد من المقالات المجانية على ترياقي؟ اشترك الآن ليصلك كل جديد!
ويُصنع Merla من عجينة الكوكا أو قاعدة الكوكا ممزوجة بكربونات الصوديوم وحمض الكبريتيك مذابًا في محلول مائي ساخن مع الكيروسين لتدخن مع التبغ أو الماريجوانا.
إدمان الكوكايين
عرفنا عن طريق أفلام السينما أن الكوكايين مسحوق أبيض يدخنه المدمنون أو يشمونه أو يحقنونه في أوردتهم طلبًا للشعور بالنشوة والطاقة.
يؤثر هذا المخدر في الجهاز العصبي المركزي مسببًا زيادة إفراز الدوبامين الذي يعطي شعورًا بالمتعة والمكافأة.
بالطبع من سيُجرب هذا الشعور سيريد تكرار التجربة للحصول على نفس السعادة مرات عدّة، ومن ثم يحدث الاعتماد عليه والحاجة الملحة له مؤديًا في النهاية إلى الإدمان.

ثم يُعاد برمجة نظام “المكافأة” في الدماغ نتيجة الارتفاع المطرد في مستوى الدوبامين ليصبح الشخص عاجزًا عن العيش طبيعيًا دون الكوكايين.
وهكذا يعتمد الشخص على المخدر للحصول على الحالة المزاجية التي يريدها، ويصبح من الصعب التخلي عنه.
هناك أعراض جسدية معروفة بسبب إدمان الكوكايين ولكنها أقل من التأثير النفسي في حدوث الاعتماد والإدمان والأعراض الانسحابية.
ويرتبط تعاطي الكوكايين بالكحول فيما يُعرف باسم “كرة السرعة””، ويكون الكحول هو الدافع لإدمان الكوكايين لدى بعض المدمنين.
وكذلك يرتبط بغيره من المخدرات مثل الحشيش والهيروين؛ لذلك لابد من منع تعاطي أي من هذه المخدرات خلال علاج إدمان الكوكايين.
مفعول الكوكايين
يعمل الكوكايين على تنبيه الجهاز العصبي المركزي ولكنه يؤثر سلبًا على كل جزء من أجزاء الجسم بمرور الوقت.
هناك احتمالية حدوث تأثيرات شديدة ودائمة على المدى الطويل، مثل: تغييرات في جينات خلايا الدماغ والخلايا العصبية والبروتينات.
يشعر المتعاطون بأحاسيس فورية مقبولة ولكن آثار إدمان الكوكايين تكون قاسية على المدى البعيد.
يؤدي إدمان الكوكايين إلى أحاسيس، مثل:
- الانتباه الشديد.
- التهيج.
- التوتر والقلق.
- الشعور بالثقة الزائدة.
- الرغبة في الثرثرة.
يدوم مفعول الكوكايين لمدة 15-30 دقيقة في حالة استنشاقه، بينما تكون المدة 5-10 دقائق في حالة تعاطيه حقنًا أو تدخينه.
ورغم قصر مدة تأثير حقن الكوكايين إلا إنه أكثر خطرًا للتعرض للجرعة الزائدة وما ينتج عنه من أخطار تصل للوفاة.

ما هي أعراض إدمان الكوكايين
يختلف التأثير حسب مدة إدمان الكوكايين، ففي البداية يكون الشعور بالمتعة والإثارة وأحاسيس إيجابية أخرى، ثم تظهر آثارًا سيئة على أجهزة الجسم المختلفة.
التأثيرات قصيرة المدى
- الحساسية الشديدة للمس والصوت والبصر.
- السعادة شديدة.
- سرعة الغضب أو الانفعال.
- الشعور بجنون العظمة.
- قلة الشهية.
آثار إدمان الكوكايين طويلة الأمد
- الصداع.
- التشنجات.
- أمراض القلب والنوبات القلبية والسكتة الدماغية.
- اضطرابات المِزَاج.
- المشكلات الجنسية.
- تلف الرئة.
- فيروس نقص المناعة البشرية أو الالتهاب الكبدي الوبائي نتيجة مشاركة الحقن.
- تلف الأمعاء في حالة ابتلاعه.
- فقدان حاسة الشم.
- نزيف الأنف وسيلانه.
- صعوبة البلع في حالة استنشاقه.
أضرار الكوكايين القاتلة
بالطبع إن أشد أضرار الكوكايين هو الوفاة، والسبب الأكثر شيوعًا للوفاة بين متعاطيه هو السكتة الدماغية أو السكتة القلبية بسبب ازدياد الضغط على القلب.
يمكن أن تؤدي الجرعات الأقوى والأكثر تكرارًا إلى تغييرات طويلة المدى في كيمياء المخ ويبدأ الجسم في الاعتماد على الدواء.
وهكذا يصبح من الصعب على الشخص التفكير والنوم واسترجاع الأشياء من الذاكرة. وكذلك يكون وقت رد فعله أبطأ، ويزداد خطر مشكلات القلب والمعدة والرئة.
يتعرض متعاطي الكوكايين لأضرار شديدة بسبب الجرعة الزائدة، وهو أمر سهل الحدوث نتيجة اضطرار المُدمن لتعاطي جرعة أكبر ليشعر بنفس النشوة.
أعراض الجرعة الزائدة من الكوكايين
- زيادة التعرق.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- زيادة معدل ضربات القلب.
- صعوبة التنفس.
- ألم بالصدر.
- الغثيان أو القيء.
- الشعور بالارتباك.
- التشنجات أورعشة الأطراف.
- الإحساس بالقلق.
- الهلع.
- جنون العظمة.
- الهلوسة.
- الهذيان.
- السكتة الدماغية.
- نوبات القلب.
علاج إدمان الكوكايين
يحتاج المريض إلى دخول أحد مراكز العلاج (إعادة التأهيل) في الأغلب؛ للتغلب على أعراض الانسحاب وللابتعاد عن كافة المخدرات.

الأعراض الانسحابية المصاحبة
- الاكتئاب.
- القلق.
- الإعياء.
- صعوبة التركيز.
- زيادة الجوع.
- الرغبة الشديدة في المخدرات.
- الأحلام المزعجة.
- القشعريرة.
- آلام في الأعصاب والعضلات.
و يُعالج المريض بواسطة جلسات مع مُعالج نفسي لإجراء تغييرات على سلوكه وتفكيره بواسطة العلاج السلوكي المعرفي.
لا توجد أدوية معتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج إدمان الكوكايين حاليًا، وغالبًا ما تكون العلاجات السلوكية هي العلاجات الوحيدة المتاحة والفعالة لعلاج الإدمان.
ركزت البحوث السابقة في المقام الأول على الدوبامين، لكن العلماء وجدوا أيضًا أنه يسبب تغيرات في الدماغ مرتبطة بالناقلات العصبية الأخرى، بما في ذلك السيروتونين وحمض جاما أمينوبوتريك (GABA) والنورادرينالين والجلوتامات، ولهذا تُجرى بحوث حول أدوية تعمل على هذه المستقبلات.
أظهر دواء ديسليفيرام Disulfiram نتائج إيجابية في علاج بعض الحالات ولكنه لم ينجح مع الجميع.
طور الباحثون وأجروا اختبارات مبكرة على لقاح للكوكايين حديثًا يمكن أن يساعد في تقليل خطر الانتكاس. يحفز اللقاح جهاز المناعة على تكوين أجسام مضادة خاصة بالكوكايين ترتبط بالكوكايين، وتمنعه من الدخول إلى الدماغ، ولكنه مازال قيد البحث.
بديل الكوكايين
إن إحدى طرق العلاج التي تخضع للبحث هي استخدام بديل الكوكايين (الميثيلفينيديت Methylphenidate)، وهو مادة مساعدة في علاج الاعتماد على الأفيون والنيكوتين.
أهم النِّقَاط بالمقال
الكوكايين هو مسحوق أبيض يتعاطاه المدمن حقنًا أو تدخينًا أو شمًا ليشعر بالنشوة والسعادة والطاقة، ثم الهلوسة ونسيان أحداث اليوم.
تتلف الرئتين والكلى والقلب وبعض الخلايا العصبية مع زيادة مدة إدمان الكوكايين.
لابد للمريض من الابتعاد عن البيئة التي تعلم فيها تعاطي المخدرات إذا أراد العلاج بجدية، لأن الكوكايين يرتبط بالمخدرات الأخرى، مثل: الكحول والحشيش.