اضطراب الدورة الشهرية | لا داعي للقلق

تُعتبَر الدورة الشهرية المنتظمة علامة على أن جسمك يعمل بشكل طبيعي، لكن كثيرًا ما تشكو النساء من اضطراب دورتهن الشهرية.
قد تكون الدورة الشهرية غير المنتظمة -أو المؤلمة، أو الغزيرة- علامة على وجود مشكلة صحية خطيرة، كما يمكن أن يؤدي عدم انتظامها إلى زيادة صعوبة الحمل.
فما هي أسباب اضطراب الدورة الشهرية؟ وما علامات اضطراب هرمونات الدورة؟ وكيف تتبعين دورتكِ الشهرية؟ ومتى يستدعي الأمر زيارة الطبيب؟
في هذه السطور المقبلة، سنجيب عن هذه الأسئلة، لنتعرف -عن قرب- إلى كل ما يخص اضطراب الدورة الشهرية.
ما هي الدورة الشهرية؟
هي دورة من التغيرات الهرمونية الطبيعية التي تحدث في الرحم والمبيض كل شهر استعدادًا للحمل، وتبدأ من سن البلوغ، وتنتهي في سن اليأس.
تستمر فترات الحيض لدى معظم النساء من أربعة إلى سبعة أيام. عادة ما تحدث الدورة الشهرية للمرأة كل 28 يومًا، ولكن يمكن أن تتراوح دورات الحيض الطبيعية من 21 يومًا إلى 35 يومًا.
ما معنى اضطراب الدورة الشهرية؟
هي مشاكل ترتبط بدورة الطمث الطبيعية عند المرأة، وتُعَدُّ واحدة من أكثر الأسباب شيوعًا لزيارة طبيب النساء.
يمكن لاضطرابات الدورة الشهرية وأعراضها أن تعطل الحياة اليومية للمرأة، كما يمكن أن تؤثر أيضًا في قدرتها على الحمل.
ولمعرفة التغيرات النفسية والجسدية التي تمُرُّ بها المرأة خلال الدورة الشهرية، اضغط هنا.
أشهر علامات اضطراب الدورة الشهرية عند البنات
- الدورات التي تستمر مدة أقل من 21 يومًا، أو أكثر من 35 يومًا.
- ثلاث دورات متتالية -أو أكثر- مفقودة.
- تدفُّق الدورة الشهرية أثقل أو أخف من المعتاد.
- دورات تدوم أكثر من سبعة أيام.
- دورات يصاحبها ألم، أو تشنج، أو غثيان، أو قيء.
- نزيف بين فترات الحيض بعد ممارسة الجنس.
اضطراب الدورة بعد سن الأربعين

قبل أن تتوقف دورتكِ الشهرية تمامًا، ينتقل جسمكِ إلى سن اليأس خلال مرحلة تُسمَّى “انقطاع الطمث”، والتي قد تستمر من 2 إلى 10 سنوات.
تود الحصول على المزيد من المقالات المجانية على ترياقي؟ اشترك الآن ليصلك كل جديد!
خلال هذا الوقت، تتقلب مستويات الهرمونات، وتنخفض في النهاية. وهذه إحدى أشهر التغيرات التي تحدث في الدورة الشهرية في هذه المرحلة:
- قد يكون الألم أكثر شدة.
- قد تصبح أقل تكرارًا.
- قد تفوتك دورة شهرية كاملة.
- قد تصبح أثقل.
ونظرًا لأنه لا يمكن التنبؤ بها، فقد يكون الأمر صعبًا للغاية بالنسبة للنساء، لأنهن لا يعرفن بالضبط متى ستأتي.
ما أسباب اضطراب الدورة الشهرية؟
ثَمَّة عدة أسباب لحدوث اضطراب الدورة الشهرية. وتتباين أضرار عدم انتظام الدورة الشهرية من الإجهاد إلى الحالات الطبية الأكثر خطورة، وإليكِ أشهرها:
1- عوامل الإجهاد ونمط الحياة
يمكن أن يكون اكتساب أو فقدان قدر كبير من الوزن أو اتباع نظام غذائي، أو السفر أو غير ذلك من الاضطرابات في الروتين اليومي ذو تأثير على الدورة الشهرية.
2- حبوب منع الحمل
تحتوي معظم حبوب منع الحمل على مزيج من هرمونات الإستروجين والبروجستيرون، ويحتوي بعضها على البروجستيرون وحده.
وتعمل حبوب منع الحمل على منع المبيضين من إطلاق البويضات، ويمكن أن يؤثر تناول حبوب منع الحمل أو إيقافها على الدورة الشهرية.
تعاني بعض النساء دورات غير منتظمة -أو متأخرة، أو فائتة- لمدة تصل إلى ستة أشهر بعد التوقف عن تناول حبوب منع الحمل.
وقد تتعرض النساء اللواتي يتناولن حبوب منع الحمل -التي تحتوي على البروجستيرون فقط- للنزيف بين فترات الدورة الشهرية.
3- الأورام الرحمية الحميدة أو الأورام الليفية
الأورام الرحمية الحميدة هي أورام صغيرة حميدة “غير سرطانية” في بطانة الرحم، أما الأورام الليفية الرحمية فهي أورام تلتصق بجدار الرحم.
عادة ما تكون الأورام الليفية حميدة، ولكنها قد تسبب نزيفًا شديدًا وألمًا في أثناء الدورة الشهرية.
وإذا كانت الأورام الليفية كبيرة، فإنها تضغط على المثانة أو المستقيم، مما يسبب الألم وعدم الراحة.
4- بطانة الرحم المهاجرة
تحدث هذه الحالة عندما تنمو بطانة الرحم خارج الرحم.
استجابةً للتغيرات الشهرية في مستويات هرمون الإستروجين، تنكسر هذه البطانة وتؤدي إلى نزيف خارج الرحم، ويمكن أن تسبب التورم والألم.
في كثير من الأحيان، يعلق نسيج بطانة الرحم نفسه بالمبيض أو قناة فالوب، وقد ينمو أحيانًا على الأمعاء، أو على الأعضاء الأخرى في الجهاز الهضمي.
قد يسبب هذا نزيفًا حادًا، وتشنجات -أو ألمًا- قبل الدورة الشهرية وخلالها، أو ألمًا في أثناء الجماع.
5- مرض التهاب الحوض
هو عدوى بكتيرية تصيب الجهاز التناسلي للأنثى، إذ تدخل البكتيريا المهبل عن طريق الاتصال الجنسي، ثم تنتقل إلى الرحم والجهاز التناسلي العلوي.
قد تدخل البكتيريا أيضًا إلى الجهاز التناسلي خلال الفحص الطبي غير المعقم، أو في أثناء الولادة أو الإجهاض.
وتشمل أعراض مرض التهاب الحوض إفرازات مهبلية غزيرة مع رائحة كريهة، وعدم انتظام في الدورة الشهرية، وآلام في منطقة الحوض وأسفل البطن، والحمى، والقيء أو الإسهال.
6- متلازمة المبيض المتعدد الكيسات
ينتج المبيض في هذه المتلازمة كميات كبيرة من الهرمونات الذكورية “الأندروجينات”، وقد تتكون أكياس صغيرة مملوءة بسوائل في المبايض.
وتعاني المرأة المصابة بمتلازمة تكيس المبايض عدم انتظام الدورة الشهرية، أو توقف الدورة الشهرية تمامًا.
7- قصور المبايض المبكر
تحدث هذه الحالة عند النساء دون سن الأربعين، واللواتي لا يعمل مبيضهن بشكل طبيعي، إذ تتوقف الدورة الشهرية بشكل مشابه لانقطاع الطمث.
ويمكن أن يحدث هذا في المرضى اللواتي يتم علاجهن من السرطان بالعلاج الكيميائي والإشعاعي، أو اللواتي لديهن تاريخ عائلي من قصور المبايض المبكر، أو بعض التشوهات الكروموسومية.
تشمل الأسباب الأخرى لاضطراب الدورة الشهرية ما يلي:
- سرطان الرحم، أو سرطان عنق الرحم.
- الأدوية مثل: الستيرويدات، أو الأدوية المضادة للتخثر.
- اضطرابات النزيف، ونقص نشاط الغدة الدرقية أو فرط نشاطها، أو اضطرابات الغدة النخامية التي تؤثر في التوازن الهرموني.
- المضاعفات المرتبطة بالحمل، بما في ذلك: الإجهاض، أو الحمل خارج الرحم.
كيف تتتبعين دورتكِ الشهرية؟

يُعَدُّ تتبُّع فترات الدورة الشهرية طريقة جيدة لمعرفة ما إذا كان هناك نمط لدورتكِ الشهرية. وأسهل طريقة لتتبُّع فترات الدورة الشهرية هي تدوين متى تبدأ، ومتى تتوقف.
من الأفضل الاحتفاظ بتقويم صغير في حقيبتك، وتدوين ملاحظاتكِ كما يلي:
- تحديد أيام الدورة الشهرية
وليكن بعلامة “X” مثلًا، مما يساعدكِ في توقُّع الموعد المحتمل للدورة الشهرية في الشهر التالي.
- النزيف
تذكري أن أول يوم يبدأ فيه النزف هو اليوم الأول من دورتكِ الشهرية، وأن النزيف يستمر عادة من 3 إلى 5 أيام.
- معرفة طول الدورة
ابدئي العَدَّ من اليوم الأول للنزيف حتى اليوم الأول من دورتكِ التالية.
- الألم
صِفي الألم المصاحب لدورتكِ الشهرية، وحددي شدته.
- تدفُّق دم الحيض
سجِّلي مدى كثافة تدفُّق الدم.
ولا تنسي تقديم تقويمك للطبيب عند زيارته.
متى يجب عليكِ أن تزوري الطبيب؟
اتصلي بطبيبكِ -لاستبعاد أي مشاكل صحية أخرى- إذا كانت لديكِ أي من الأعراض التالية:
- ألم شديد خلال دورتكِ الشهرية، أو على فترات منفصلة (إذا كانت مسكنات الألم -التي لا تستلزم وصفة طبية- لا تخفف الألم، أو إذا كان الألم يتعارض مع الأنشطة اليومية المعتادة).
- نزيف حاد بشكل غير عادي (النقع في فوطة صحية كل ساعة، لمدة تتراوح من ساعتين إلى ثلاث ساعات).
- جلطات دموية كبيرة موجودة في دم الحيض (أكثر من ربع الكمية).
- إفرازات مهبلية غير طبيعية أو كريهة الرائحة.
- ارتفاع درجة الحرارة.
- دورة تزيد مدتها عن سبعة أيام.
- نزيف مهبلي، أو اكتشاف نزيف بين فترات الحيض، أو بعد انقطاع الطمث.
- عدم انتظام الدورة الشهرية.
- الغثيان أو القيء في أثناء الدورة الشهرية.
- أعراض متلازمة الصدمة التسممية، مثل: الحمى الشديدة، والقيء، والإسهال، والإغماء.
كما يجب عليكِ أيضًا زيارة الطبيب إذا كنتِ تعتقدين أنك حامل.
عزيزتي، لا تخجلي من شرح مشاكل دورتكِ الشهرية لطبيب النساء، ولا تتأخري في الإبلاغ عن اضطراباتها، حتى لا تتفاقم إلى مشاكل صحية خطيرة.