ترياق الصحة الجنسية

اضطراب الهوية الجنسية

صباح الخير يا ولدي العزيز، ما رأيك في القطار الذي اشتريته لك البارحة؟

أمي، أنا لا أحب القطارات. أخبرتك مرارًا أنني أريد دمية على شكل سندريلا أو باربي!

حبيبي ماذا تقول؟! ولكنها ألعاب الفتيات!

ما رأيك يا أختي أن تشتري ذاك الفستان الذهبي؟ ستكونين جميلة جدًا فيه!

لا أحبه! سأشتري بنطال رعاة البقر مع قبعة بيضاوية وقميص أبيض، هذا أكثر وقارًا!

لحظة واحدة، ماذا يحدث هنا؟!

اهدأ قليلًا، إنه اضطراب الهوية الجنسية!

ما هو اضطراب الهوية الجنسية؟

يعد اضطراب الهوية الجنسية إحدى الحالات النفسية، التي تجعل الفرد يشعر باختلاف وعدم راحة بين هويته الجنسية والنوع الذي كتب في شهادة الميلاد -سواء كان ذكرًا أم أنثى-!

ماذا يعني هذا؟!

تود الحصول على المزيد من المقالات المجانية على ترياقي؟ اشترك الآن ليصلك كل جديد!

هذا يعني أن الرجل يتصرف كما لو كان امرأة؛ فيُحب الوقوف أمام المرآة كثيرًا، أو يتكلم بنبرة صوت رقيقة، أو يميل إلى اهتمامات النساء أكثر من اهتمامات الرجال!

هذا ما يدعى بـ “اضطراب الهوية الجنسية” أو ما يطلق عليه حديثًا “جندر ديسفوريا – Gender Dysphoria”.

من أجل فهم أعمق، تخيل معي أن هناك فتاة تمتلك مشية رجولية، أو تتحدث بصوتٍ عالٍ، أو تميل إلى اهتمامات الرجال دون النساء! 

هذا أيضًا يطلق عليه جندر ديسفوريا.

لكن تُرى ما أسباب هذا الاضطراب؟!

أسباب اضطراب الهوية الجنسية 

لا يزال السبب وراء الجندر ديسفوريا غير معروف لكن يمكن أن تساهم بعض العوامل في ظهور الحالة؛ مثل:

  • اضطراب الهرمونات عند الأم بسبب تناول بعض العقاقير.
  • عدم حساسية أنسجة الجنين للهرمونات مما يجعل جسمه لا يستجيب لها بشكل طبيعي، مثلما يحدث في “متلازمة عدم الحساسية للأندروجين”.
  • تضخم الغدة الكظرية الوراثي والذي ينتج عنه إفراز كميات كبيرة من هرمونات الذكورة، مما يتسبب في ظهور اضطراب الهوية الجنسية بعد الولادة إذا كان الجنين أنثى!

أعراض اضطراب الهوية الجنسية

في الأطفال

يمكن ملاحظة بعض الأعراض على الأطفال في حالة إصابتهم بالجندر ديسفوريا كالتالي:

  • وجود تناقض بين أفعال الطفل وما ينبغي أن يفعل تبعًا لنوعه، مثل أن يحب ولد الجلوس مع الفتيات تاركًا باقي أصدقائه الذكور!
  • يمتلك الطفل رغبة قوية في أن يكون من الجنس الآخر.
  •  يمكن أن يتحدث الطفل أو يتفاعل بطريقة النوع الآخر.
  • يود الطفل الذكر أن يرتدي ملابس الفتيات، وتود الإناث أن يرتدين ملابس الذكور.
  • يميل الذكر إلى ألعاب الفتيات؛ مثل: العرائس وأدوات الطبخ ومستحضرات التجميل.
  • تميل الأنثى إلى ألعاب الذكور؛ مثل: سيارات السباق أو القطار السريع أو الألعاب النارية.
  • يكره الطفل أعضاءه التناسلية.

في المراهقين والبالغين

تتشابه الأعراض في الأطفال والمراهقين والبالغين إلى حد بعيد -مع اختلافات ترجع إلى النضج العقلي والفكري. 

تتمثل الأعراض في:

  • وجود تناقض بين أفعال الشخص وما يشعر به وبين جنسه الحقيقي. 
  • ظهور رغبة قوية ومُلِحّة في التخلص من أعضائه التناسلية.
  • ميل شديد إلى الحصول على شكل وملامح الجنس الآخر.
  • يريد الفرد ممن حوله أن يعاملوه معاملة الجنس الآخر.
  • يفكر الشخص بطريقة الجنس الآخر طوال الوقت.

مضاعفات اضطراب الهوية الجنسية

يسبب اضطراب الهوية الجنسية عددًا من المضاعفات والمشكلات الحياتية للشخص المصاب به، ومن ذلك:

  • عدم رغبة الطفل الذكر في الذهاب إلى المدرسة؛ حتى لا يرتدي الملابس التي لا تناسب تفكيره -كالبنطال- فهو يريد أن يرتدي تنورة ويمشط شعره بشكل مختلف كل يوم!
  • فقدان رغبة الأنثى في الذهاب إلى أقاربها؛ لأنهم يدللونها بشدة مع كثير من القبلات بينما تريد هي أن تخرج للصيد بصحبة أبيها مع فريق الكشافة!
  • حدوث مشاكل في العمل.
  • وجود صعوبة شديدة في إقامة علاقات صحية مع الأصدقاء أو شريك الحياة.
  • الإصابة بالاكتئاب والإحباط والقلق والفصام.
  • ظهور ميول عدوانية تجاه الذات ومحاولة إيذاء النفس.
  • الاتجاه إلى تناول الممنوعات.
  • ظهور أفكار انتحارية.

تشخيص اضطراب الهوية الجنسية 

في الأطفال

يشخص الطبيب الجندر ديسفوريا في الأطفال إذا توفرت ستة من ثمانية أعراض واستمرت لستة أشهر على الأقل، وهي: 

  • رغبة قوية في أن يصبح من الجنس الآخر ولديه قناعة داخلية أنه ليس ما هو عليه الآن.
  • ارتداء ملابس الجنس الآخر.
  • التعامل والتصرف كما لو كان من النوع الآخر.
  • تفضيل الألعاب والأنشطة الخاصة بالجنس الآخر.
  • رفض تام للألعاب والأنشطة التي تناسب جنسه.
  • عمل صداقات مع الجنس الآخر وليس نفس الجنس.
  • كرهه لأعضائه التناسلية.
  • رغبة في الحصول على الأعضاء التناسلية الخاصة بالنوع الآخر.

في البالغين

يشخص الطبيب اضطراب الهوية الجنسية عن طريق اثنين من الأعراض التالية على أن يستمر حدوثها لستة أشهر على الأقل، وهي: 

  • تناقض بين حقيقة الشخص وميوله الجنسية.
  • رغبة في التخلص من الأعضاء التناسلية.
  • ميل شديد للحصول على الأعضاء التناسلية للجنس الآخر.
  • رغبة قوية أن يكون من النوع الآخر.
  • رغبة في أن يعامله الآخرون بطريقة معاملتهم للجنس الآخر.
  • لديه أفكار ومشاعر الجنس الآخر.

علاج اضطراب الهوية الجنسية

إن اضطراب الهوية الجنسية هو أحد الأمراض النفسية التي يمكنها أن تعيق الفرد عن أداء نشاطاته في أغلب نواحي الحياة.

يستهدف العلاج تقليل الإحباط والاكتئاب والميول العدوانية التي يتجه إليها الفرد بسبب رفضه الدائم لجنسه.

ينقسم العلاج إلى عدة أقسام:

العلاج النفسي

– يحاول الطبيب النفسي في هذه المرحلة أن يتحدث مع المريض؛ ليخرج ما بداخله من مشاعر ومعتقدات وأفكار ويعرف مراده بالتحديد فيطمئنه ويقلل من حالة الإحباط لديه.

يرغب البعض في تغيير أسمائهم أو ملابسهم أو مجتمع الأصدقاء المحيط بهم.

بينما يود البعض الآخر أن ينهوا الأمر فيخضعون لعمليات جراحية تحولهم كليًا من ذكور إلى إناث، أو العكس.

العلاج العائلي

يتحدث الطبيب إلى عائلة المريض ويشرح لهم كافة الأوضاع. يعلمهم كيف يتعاملون معه وكيف يتعايشون مع مشاعره ورغباته بشكل أفضل.

العلاج الهرموني

يخضع المريض للعلاج الهرموني، مثل: هرمونات الأنوثة (الإستروجين) أو هرمونات الذكورة (التستوستيرون)، تبعًا لحالة المريض.

العلاج الجراحي

يقرر الطبيب في بعض الحالات أن المريض يجب أن يحصل على عملية جراحية يتحول فيها من ذكر إلى أنثى أو العكس، بإزالة الأعضاء التناسلية الخارجية أو الداخلية.

هل يمكنني أن أسألك سؤالًا؟

بالطبع يا صديق!

كنت قد سمعتُ عن أنواع أخرى من اضطرابات الهوية، هل لك أن تخبرني عنها؟!

بالتأكيد!

يوجد أنواع أخرى من اضطرابات الهوية؛ منها:

اضطراب الهوية الفِصامي

يعد اضطراب الهوية الفصامي أحد الاضطرابات النفسية التي تجمع بين التقلبات المزاجية الشديدة مثل الاضطراب ثنائي القطب وأعراض الفصام مثل الهلاوس والأوهام.

اضطراب الهوية الانشقاقي

إن اضطراب الهوية الانشقاقي هو إحدى الحالات النفسية المعقدة، ويمكن أن يطلق عليه أيضًا “اضطراب الشخصيات المتعددة” أو “اضطراب الهوية التفارقي”.

يصبح الفرد مع هذا الاضطراب منفصلًا عن ذكرياته ناسيًا من يكون في المقام الأول، ويمكنه أن يتقمص كثيرًا من الشخصيات.  

أجل، توجد العديد من الاضطرابات النفسية؛ مثل: اضطراب الهوية الجنسية، واضطراب الهوية التفارقي وغيرهما.

لكن يمكنك أن تتخلص منها أو تتعايش معها عن طريق زيارة الطبيب النفسي في أسرع وقت؛ حتى يساعدك على الوصول للعلاج المناسب لكي تعيش حياة طبيعية جميلة.

اقرأ أيضا: متى أحتاج إلى طبيب نفسي؟

المصدر
What Is Gender Dysphoria? When You Don't Feel at Home With Your GenderGender dysphoria Gender DysphoriaTreatment - Gender dysphoriaSchizoaffective disorder Dissociative Identity Disorder (Multiple Personality Disorder)
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى