
نستيقظ بين الحين والآخر على فاجعة جديدة؛ خبر انتحار شخص ما -في الغالب شباب في عمر الزهور- يُدمي قلوب من يعرفونهم ومن لا يعرفونهم عليهم، نبحث عن إجابات لكثير من الأسئلة… يا ترى بماذا يفكر المنتحر؟ هل توجد علامات تسبق محاولة الانتحار؟ ما دور العلاج النفسي للانتحار؟ والسؤال الأهم كيف يمكن إقناع شخص بعدم الانتحار؟
يعد الانتحار واحدًا من أكثر الحوادث المؤلمة والمؤثرة بشكل كبير جدََا على كل أفراد المجتمع. إن قرار الانتحار لا يدفع ثمنه الباهظ صاحبه فقط بخسارة روحه، بل يشاركه هذا الثمن عائلته وأصدقائه وكل محبيه لمدة ليست بالقصيرة من بعده.
تُشير الكثير من الإحصائيات التابعة لمنظمة الصحة العالمية أن قرابة المليون شخص يقررون إنهاء حياتهم بالانتحار سنويََا، على الرغم من الجهود المبذولة لتوعية المجتمع بمخاطر الانتحار والكثير من الإرشادات المنتشرة والمتبعة لتوعية الأفراد بمخاطر الانتحار وتعليمهم كيفية إقناع شخص بعدم الانتحار.
الأشخاص الأكثر عرضة للأفكار الانتحارية
هناك الكثير من العوامل المحفزة والمرتبطة ارتباطََا وثيقََا بظهور أفكار انتحارية لدى بعض الأشخاص دونًا عن غيرهم:
- المعاناة من أمراض نفسية مزمنة لفترة طويلة من الزمن مثل الاكتئاب.
- المعاناة من أمراض عضوية مزمنة ومقاساة ألم جسدي لمدة طويلة.
- التعرض لضغط نفسي شديد وعدم القدرة على التعامل معه مثل: الانفصال، أو فقد شخص عزيز، أو وجود مشاكل مالية مثل الإفلاس.
- التعرض لإيذاء نفسي أو انتهاك جسدي مثل حوادث الاغتصاب.
- المُهجَّرون وقاطنو المستوطنات والناجون من الحروب وويلاتها المختلفة.
- إدمان الكحول والمخدرات.
- العزلة لفترات طويلة عن البشر مثل السجون.
- تناول بعض الأدوية المضادة للاكتئاب قد يساهم في تكوين تلك الأفكار الانتحارية، لذلك ينصح بمتابعة المريض مدة لا تقل عن أربعة أسابيع على الأقل.
- وجود تاريخ مرضي لدى العائلة أو محاولات انتحار سابقة.
11 علامة يمكنك سماعها تقول لك “انتبه هناك شخص في طريقه للانتحار!”:
الكثير من العلامات والإشارات التي تعد بمثابة جرس إنذار مدوي تخبرك أن هذا الشخص يفكر في الانتحار منها:
- كثرة الحديث عن الانتحار أو إيذاء النفس أو الرغبة الشديدة في الاختفاء من الحياة.
- قراءة كتب عن الموت وكتابة عبارات تشير إليه.
- الإحساس الشديد بانعدام الأمل، وسوداوية الحياة وشكوى الشخص من عدم قدرته على تحمل الأشخاص المحيطين به.
- فقدان الشخص قدرته على الاستمتاع بملذات الحياة المختلفة.
- عدم القدرة على القيام بالأنشطة اليومية البسيطة.
- التحول الجذري في الشخصية: من شخص شديد الاعتناء بنفسه ومظهره لشخص مهمل، أو من شخص اجتماعي محب للحياة لشخص آخر منطوٍ.
- البحث عن أدوات يحتمل استخدامها في الانتحار مثل اقتناء حبل، أو مسدس، أو سكين، أو التخطيط للذهاب لمكان مناسب لإتمام انتحاره.
- التخلي عن الممتلكات الثمينة للفقراء أو الأشخاص المحيطين به.
- زيارات مفاجئة للأهل والأصدقاء وتلك بمثابة محاولة أخيرة لوداعهم.
- تكرار الكثير من العبارات مثل “أنا مش شايف أي فايده من حياتي”، “ايه إلي هيحصل لو مت”، “هتزعل عليا لو مت أو حصلي حاجة.
- وأخيرََا شعورك بأن هذا الشخص أصبح أكثر هدوءََا ومرحََا بعد فترة طويلة من المعاناة ليس إلا خدعة، وخاصة إن كان هذا التحسن مفاجئًا؛ فالكثير من الأشخاص ينتابهم شعور عميق بالسلام لمجرد حسمهم الأمر واتخاذهم لقرار الانتحار؛ فلا يثنيك هذا عن الاستمرار في البحث عن طريقة لإقناع شخص بعدم الانتحار.
بماذا يفكر المنتحر؟

مفتاح نجاح مهمتك بإقناع شخص بعدم الانتحار هو التفكير جيدََا قبلها في هذا السؤال “بماذا يفكر المنتحر؟”
تدور الكثير من الأوهام والأفكار المربكة بذهن الشخص المنتحر؛ مثل إحساسه الشديد بالذنب، وجلد الذات، وفقدان الأمل في نفسه وفي الظروف المحيطة به وفي الحياة بوجه عام، وعدم قدرته على تحمل الألم، والتفكير أن الحل الوحيد لإنهاء معاناته أو التكفير عن ذنبه هو التخلي عن ما تبقى من حياته بالانتحار.
لا تظن عزيزي القارئ أن قرار الانتحار هو بالقرار السهل أو الهين، فحياة هذا الشخص ثمينة عنده كما هي ثمينة لديك. قد يظل المقبل على الانتحار فترة طويلة تتأرجح مشاعره بين الحفاظ على حياته والانتحار رغبةً فقط في إنهاء الألم الذي يعاني منه.
بعد ما تبين لنا في فقراتنا السابقة الأشخاص الأكثر عرضة للأفكار الانتحارية وأشهر العلامات التي يمكنك ملاحظتها عليهم، والإجابة عن سؤال بماذا يفكر المنتحر؟ جاء دور السؤال الأكثر أهمية وهو كيف تقنع شخصًا بعدم الانتحار؟
تود الحصول على المزيد من المقالات المجانية على ترياقي؟ اشترك الآن ليصلك كل جديد!
ما هي كيفية إقناع شخص بعدم الانتحار؟

ذكرنا في بداية مقالنا أن إقناع شخص بعدم الانتحار ليست مهمة مستحيلة ولكنها أيضًا ليست بالسهولة المتوقعة من البعض؛ فهذه المهمة عزيزي القارئ تحتاج منك للكثير من الصبر والحكمة والقدرة على تقدير الموقف، فإن كنت تشعر بثقلها فحاول إسنادها لمن يستطيع التعامل معها وهذه نصيحتنا الأولى، وكذلك:
- أبدِ اهتمامك الشديد بالشخص الذي يفكر في الانتحار واسمعه جيدََا.
- كن متعاطفََا لأقصى حد ولا تحاول الحكم على ما يقوله.
- لا تحاول بأي شكل من الأشكال الاستهتار بمشاعره أو التسفيه منها.
- هذا ليس الوقت المناسب لإعطاء دروس حول قيمة الحياة وأهميتها.
- لا تلم نفسك أبدََا فهذا لن يغير من الأمر شيئًا.
- اسأله بطريقة مباشرة إن كان يفكر في الانتحار جديََا وحاول معرفة إلى أي مدى قد وصل به التفكير.
ربما تثير النقطة الأخيرة الريبة في نفسك عزيزي القارئ، ربما تظن أن مجرد السؤال قد يزرع في رأسه الفكرة إن كانت غير موجودة من قبل. هذا غير صحيح؛ إن إجابة هذا السؤال يعتمد عليه تقييم الأمر، ومعرفة الطريقة الأنسب لإقناع شخص بعدم الانتحار، وتحديد خطوات العلاج اللازمة لهذا الشخص وهذا ما سوف نوضحه في الفقرة التالية.
يبدأ علاج الانتحار بالتقييم الصحيح لحالة الشخص الذي تراوده أفكار انتحارية وقد يعتمد هذا التقييم على الحديث السابق خلال محاولتك لإقناع شخص بعدم الانتحار ومن خلال عدة أسئلة مثل:
- هل يملك الشخص خطة واضحة للانتحار أم لا؟
- هل يمتلك الشخص وسيلة يخطط لاستخدامها في الانتحار؟
- ما مدى خطورة تلك الوسيلة؟
بناء على إجابات تلك الأسئلة يمكن تقسيم شدة الأفكار الانتحارية فإن كان المريض لديه خطة واضحة ويمتلك أداة لتنفيذها؛ فكل ما عليك وقتها طلب المساعدة من الطوارئ والبقاء معه وإبعاده عن أي أداة يمكن استخدامها لتنفيذ مخططه ومن ثم يُحجز في مستشفى نفسي للعلاج.
وإن كانت تلك مجرد أفكار بدون خطة فيجب عليك بكل الطرق إقناعه بضرورة البحث عن طبيب متخصص لعلاجه. لا يتوقف دورك هنا عند إقناع الشخص بعدم الانتحار بل يستمر دعمك له خلال مرحلة العلاج.
العلاج النفسي للانتحار
يلعب العلاج النفسي دورًا مهمََا جدََا في تقليص الأفكار الانتحارية وتقليل عدد حالات الانتحار وذلك بمساعدة الطرق العلاجية الأخرى مثل الأدوية والعلاج التحفيزي للمخ.

يقوم الطبيب النفسي باستخدام عدة طرق علاجية هدفها إقناع شخص بعدم الانتحار عن طريق ثلاث محاور مختلفة:
- التعامل مع الأفكار المختلفة التي يعاني منها المريض مثل: فقدان الأمل، وجلد الذات، وانعدام الرغبة في الحياة.
- التعامل مع المشاكل الشخصية التي أدت لظهور الأفكار الانتحارية.
- التعامل مع المشاكل البيئية والمجتمعية المتعلقة بالانتحار مثل العنف والاغتصاب.
من أشهر أنواع العلاج النفسي المستخدم لعلاج الانتحار العلاج المعرفي السلوكي والعلاج الدعمي.
في النهاية تذكر عزيزي القارئ أن إقناع شخص بعدم الانتحار يحتاج للكثير من الوعي والحكمة والصبر وأن الحديث عن الانتحار ليس رفاهية ولا يمكن أن يؤخذ باستهتار، وأن وجودك في الوقت المناسب هو الأهم.
دمتم دائمََا بخير.
انا تعرفت على فتاه فلسطينه من رام الله . على الاستجرام. و عدنا بعض بالزواج. وفجاه الفون بتاعي اتسرق. وعندما أتيت بفون جديد لم أجد صفحتها وكان اسمها ماسا منذ فقدانها وانا افكر في الانتحار يوميا ولا اعرف من الذي سرق الهاتف. من وجده تكلم معها بطريقه غريبه جعلها تغلق الحساب لا أفهم شئ. ارجوكم ساعدوني فأنا افتقدها
الله يكون بعونك يا رب ادعي الله دائما يساعدك