اكسر القيود وتخلص من الخجل الاجتماعي!

اليوم يوم ميلادي…
كم أشعر بالخجل!
اليوم هو احتفالي الكبير، أشعر أن ضيوف حفلتي يتوقعون مني أن أتصرف بحيوية ونشاط… لكني غير مرتاحة!
أشعر أنني تحت ضغط اختبار صعب، شيء ما يعوق ما أريد قوله ويترك شعورًا بالمرارة والسخرية!
إن كل ما أريده هو أن أثأر من مشاعري التي أعجز حتى عن التعبير عنها…
تود الحصول على المزيد من المقالات المجانية على ترياقي؟ اشترك الآن ليصلك كل جديد!
لذا، استأذنت منهم وغادرت القاعة، لكي أهرب من هذا الموقف المزعج!
سنصحبكم في هذا الترياق في رحلة قصيرة، نخبركم خلالها كل ما تحتاجون معرفته عن “الخجل الاجتماعي” وأسبابه، وسنُلقي الضوء على خطواتٍ سهلة للتغلب عليه…
ما الخجل الاجتماعي؟
يُعرف الخجل الاجتماعي بأنه شعور شديد بالتوتر والقلق وعدم الكفاءة، يظهر في المواقف الاجتماعية، خاصةً عند لقاء أشخاص جُدد يكون الفرد في حالة تفاعل مباشر معهم.
يشعر الفرد عادةً أن الخجل يُحطم مشاعره العميقة ويضعها مهمشة في قلبه، ويجعل الكلمات على الشفاه باردة متجمدة، ويعوق أي شيء يحاول قوله، تاركًا إياه عاجزًا عن التعبير عن نفسه.
أعراض الخجل الاجتماعي

يصاحب تجنب المواقف الاجتماعية أعراض أخرى، مثل:
- التحدث بصوت منخفض جدًا.
- اضطراب التواصل البصري.
- احمرار الوجه وفرط التعرق والتلعثم.
- اختلاق الأعذار والحجج لتجنب المقابلات.
- توتر العضلات وتسارع ضربات القلب.
- شعور الشخص بالدونية وأنه متطفل وغير مرغوب فيه.
- عدم القدرة على النطق بالكلام المناسب في الوقت المناسب.
لكن عادةً ما يكتشف الشخص بعد انتهاء الموقف الاجتماعي أنه كان بإمكانه أن يتكلم ويجيب عن ما يوجه إليه من أسئلة بطريقة أكثر كفاءة.
- شعور الفرد بوعيه المبالغ فيه بذاته وانفعالاته وبمظهره الخارجي خاصة.
أسباب الخجل الاجتماعي

لا توجد أسباب محددة للخجل الاجتماعي، لكن الدراسات الحديثة تفترض أن الخجل الاجتماعي ينتج عن مزيج من عوامل بيئية ووراثية وتجارب سلبية مر بها الفرد في حياته.
على سبيل المثال:
1. أن يرث الطفل الخجل من والديه أو يكتسبه منهم، إذ يميل الأطفال إلى تقليد آبائهم في طريقة تعاملهم مع الآخرين.
2. تلقي الطفل التربية في بيئة مُسيطرة، بحيث يبالغ الوالدان في حمايته والخشية عليه فينشأ شديد الحذر في التعامل مع الآخرين.
3. خوف الشخص من تعرضه للتنمر لأي سبب، فالشعور بالخوف الدائم من ردود أفعال الآخرين وتقييمهم يُشعره بالخجل الشديد من إبداء رأيه.
4. التعرض للعنف الجسدي، مثل: الاغتصاب أو التحرش.
5. النشأة في بيئة عائلية تشوبها الخلافات المستمرة.
6. السعي إلى المثالية التي تجعل الفرد يضع معايير عالية للأشياء، فهو لا يتوقع أن يزل لسانه في كلمة ويرى أن على الجميع الإنصات إليه دائمًا، فإن حدث عكس ذلك يلتزم الصمت ويشعر بالإحباط.
7. الشعور بعدم تقدير الذات وانعدام الثقة بالنفس.
كيف يؤثر الخجل الاجتماعي في حياة الفرد؟

إن عدم الاهتمام بالبحث عن حل للخجل الاجتماعي يؤدي إلى كثير من المشكلات الحياتية التي تُؤرق صاحبها، مثل:
- العزلة وصعوبة تكوين علاقات اجتماعية.
- انخفاض التحصيل الدراسي وصعوبة إيجاد فرص للتوظيف.
- الاكتئاب والنظرة الذاتية الدونية.
- الشعور بعدم تقدير الذات.
- توارد أفكار انتحارية.
- صعوبة اتخاذ القرارات.
10 خطوات للتغلب على الخجل الاجتماعي
إن الشعور بمراقبة الآخرين لنا يحطم كل العمليات العقلية، فيصبح تفكيرنا مضطربًا وتركيزنا مشوشًا وقد نعجز عن تنفيذ خططنا.
لكن لا يزال الأمل موجودًا في إمكانية التغلب على فرط الخجل، لكن الأمر بحاجة إلى وقت وجهد ونية صادقة في التغيير.
عزيزي القارئ…
نهديك هذه النصائح التي حتمًا ستساعدك على كسر حاجز الخجل المفرط لديك:
1. حاول فتح حوار مع من يجاورك، ويُفضل التحدث بموضوع لا يتعلق بالعمل، مثل: الحديث عن الرياضة أو فيلم أو غير ذلك من الموضوعات المتنوعة.
2. النظر في عيون الناس في أثناء التحدث إليهم، لتُبرهن على أنك حقًا مهتم بما يقولون، وإذا كنت لا تزال تشعر بعدم الارتياح في التواصل البصري فابدأ تدريجيًا مع الناس الذين تشعر معهم بارتياح.
3. حاول تجرِبة أشياء جديدة مفيدة حتى وإن كانت تزعجك، فبمرور الوقت ستشعر بالاستمتاع بها.
4. احرص على زيادة التفاعل مع الناس، ولا تخشَ التعبير عن رأيك، وكن شخصًا لطيفًا ودودًا.
5. حاول التركيز على الحوار والأشخاص الذين تتواصل معهم، لا على صعوبة التعامل في مثل هذه المواقف.
6. تعرف إلى نقاط قوتك، وسجل جميع صفاتك الإيجابية في قائمة، واستعن بها عند الشعور بالإحباط وفقدان القدرة على التواصل مع الآخرين.
7. لا تسمح لمخيلتك أن تهدم محاولاتك السابقة، فلا تعتقد أنك مُعرض دائمًا لرفض الآخرين، وتعامل بطبيعتك.
8. تجاهل آراء الآخرين السلبية، حتى لا يزيد التوتر والخجل لديك من المقابلات الجماعية، تعامل مع الأمر بهدوء وتذكر قائمة نقاط قوتك.
9. تجنب الاستمرار في وصف نفسك بالخجول، وعليك إدراك أن الخجل لا يعيبك في شيء.
10. تعلم لغة الجسد واشترك في نشاطات جماعية لتطوير مهارات التواصل وتعزيز ثقتك بنفسك.
إن شعرت أن هذه الطرق لا تجدي نفعًا معك، لا تترد في استشارة الطبيب، كي يساعدك على التعافي والاستمتاع بحياتك من جديد بما يتناسب مع حالتك.
وفي النهاية، عزيزي القارئ…
لا تدع خوفك يشعرك بالإحباط ويمنعك من التمتع بالحياة، وإنما فكر بمنطقية وابتكر طرقًا لمواجهة المحن والصعوبات.
واجه نفسك، وخذ بزمام الأمور، وعاهد نفسك على التخلص من الخجل الاجتماعي والرهبة من مواجهة الناس.
تأكد أن التحرر من كل قيود التوتر سهلة فقط إن أعلنت قرارك الإيجابي ببدء مرحلة اجتماعية جديدة في حياتك بعزم وثقة في النجاح.
بقلم د. ناهد عبد الحكم أحمد