الأعشاب المهدئة للأعصاب – ما لها وما عليها!

دائمًا ما يربط الناس -خطأً- كلمة ” الأعشاب ” بكلمات مثل “آمنة” أو “صحية” أو “طبيعية”.
وللأسف، هذا الربط قد يؤدي إلى كوارث صحية بعضها لا يكتشف إلا بعد فوات الأوان.
وتشير الإحصائيات إلى أن ما يقرب من نصف مرضى الحالات النفسية يستعملون أعشابا “مهدئة للأعصاب” كجزء من علاجهم.
في هذا المقال، سنسلط الضوء على أشهر الأعشاب التي شاع استخدامها لتهدئة الأعصاب وتقليل التوتر والانفعال.
الكافا – كافا (الفلفل المسمَّم)
استُخدمت نبتة الكافا – كافا لأغراض طبية ودينية واجتماعية في مختلف الثقافات في جنوب المحيط الهادئ.
يأتي العلاج -تقليديًا- من الجذر، الذي يُطحن ويُدمج مع الماء لصنع مستحلب.
أشارت العديد من التجارب، التي أجريت على مجموعة من مشاركين يعانون من القلق، إلى أن مستخلص الكافا – كافا قلل من مستويات القلق حسب “مقياس هاملتون”.
إلا أن معظم هذه التجارب بها عيوب منهجية، مثل صغر عينة الدراسة واحتمالية التحيز “Bias”.
وتشمل الآثار الجانبية للكافا: الصداع، والتخدير، والنعاس.
كذلك كشفت تقارير عديدة عن وجود حالات تسمم كبدي وفشل كبدي تحدث بعد استعمالها لمدة تتراوح من أسابيع إلى عامين.
تود الحصول على المزيد من المقالات المجانية على ترياقي؟ اشترك الآن ليصلك كل جديد!
لذا؛ فقد أوصت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) بضرورة استخدام الكافا بحذر، خاصة في المرضى الذين لديهم تاريخ مرضي لأمراض الكبد أو المعرضين لخطر الإصابة بها.
حشيشة الهِر (جذر فاليريان)
كان “أبقراط” أول من وصف حشيشة الهر بأن لها تأثيرات مهدئة ومزيلة للقلق.
أجريت عدة تجارب سريرية لدراسة تأثير حشيشة الهر في تهدئة الأعصاب. إلا أن هذه التجارب فشلت في إثبات دور الحشيشة في تقليل القلق مقارنة بالدواء الوهمي (أو ما يعرف بالـ Placebo)؛ إذ لم تكن هناك أية فروق ذات دلالة إحصائية.
كما أبلغ عن أعراض جانبية نتيجة استعماله، مثل: النعاس والدوار وآلام في البطن.
ينبغي الحذر من خطر الإصابة بالاكتئاب التنفسي “Respiratory Depression”، إذا تم اقتراح حشيشة الهر للاستخدام بالتزامن مع الأدوية المهدئة أو إدمان الكحول.
زهرة العاطفة (Passion flower)

استُعمل -سابقًا في الولايات المتحدة- مستخلص زهرة العاطفة كملطف يساعد على النوم بدون وصفة طبية (over-the-counter) ، ولكن في عام 1978 منعت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية استخدامه بهذه الكيفية؛ إذ لم يَثبت أمانه وفاعليته.
يشيع استخدام مستخلص زهرة العاطفة في الأطعمة والمشروبات كمادة منكهة آمنة.
الآثار الجانبية لزهرة العاطفة نادرة، وقد تشمل النعاس والتنميل والغثيان والقيء والدوخة.
البابونج
يستخدم البابونج كدواء تقليدي منذ آلاف السنين لتقليل القلق وتهدئة المعدة، كما يُعرف بأنه أحد مكونات شاي الأعشاب.
يشرب بعض الناس شاي البابونج من كوب إلى أربعة أكواب يوميًا لتهدئة الأعصاب.
يحتوي البابونج على بعض المركبات الفريدة التي قد تفيد جودة نومك، حيث يحتوي على “الأبيجينين”، وهو أحد مضادات الأكسدة التي تعزز النعاس وتقلل الأرق.
أفادت إحدى الدراسات أن النساء اللائي شربن شاي البابونج بعد الولادة لمدة أسبوعين تنعمن بجودة نوم أفضل مقارنة بالمجموعة التي لم تشرب شاي البابونج.
كما كن أيضًا أقل عرضة للاكتئاب الذي ارتبط غالبًا بمشاكل النوم.
على الرغم من هذه النتائج الواعدة، إلا أن المزيد من الدراسات ضروري لتحديد مدى تأثير شاي البابونج على النوم.
ولأن للبابونج خصائص مضادة للتخثر، فيجب استخدامه بحذر في المرضى الذين تتطلب حالتهم مراقبة النسبة المعيارية الدولية (INR).
الزعفران

هو أحد التوابل النفيسة الشائع استعمالها في الأطعمة، ويستخدم في الطب التقليدي لعلاج العديد من الحالات بما في ذلك التقلصات والاكتئاب.
قد يساعد مستخلص الزعفران في علاج الاكتئاب، وتحسين المزاج؛ إذ أظهرت العديد من الدراسات أنه يعمل على تقليل حدة التوتر والانفعال.
لكن، يجب إجراء دراسات أكبر لمعرفة درجة أمانه وفعاليته.
وبشكل عام، فاستعمال الأعشاب لتهدئة الأعصاب أو لتحسين المزاج محفوف بالمخاطر؛ إذ إنها تسبب آثارًا جانبية وتفاعلات دوائية، بالإضافة إلى أن معظمها لم يدرس بشكل كافٍ.
عزيزي…
إذا كنت تقرأ هذا المقال، فيرجى استشارة الطبيب قبل تجربة أي عشب جديد.
ومن الأفضل أخذ المشورة الطبية من طبيب أو صيدلاني على دراية جيدة باستخدام الأعشاب جنبًا إلى جنب مع الأدوية.