ترياق الطفل

الأنانية عند الأطفال | كيف تتعامل مع الطفل الأناني؟

انزعجت كثيرًا عندما سمعت طفلي وهو يلعب مع صديقه، ينتزع الأشياء منه بقوة ويصرخ: “هذه لي”، بل ويرفض مشاركة ألعابه.

تحدثت مع والده: “هل طفلنا أناني؟”، حاولنا كثيرًا تفسير هذه التصرفات، لكن أوضحت لي إحدى صديقاتي السبب وراء ذلك؛ طفلي يشعر بالغيرة من أخيه الأصغر، ما يجعله أنانيًا.

حينها، أدركت أنني بحاجة إلى معرفة الكثير عن الأنانية عند الأطفال…

هل تلك التصرفات ما تُسمَّى بالأنانية عند الأطفال؟

تيقنت من ذلك السلوك عندما وجدته يغضب كثيرًا إذا رفض والده تلبية طلباته متى شاء، ولا يلعب مع أخيه أو يهتم به.

تابع معنا هذا المقال لتعرف المزيد عن الأنانية عند الأطفال، وأسبابها، وطُرق علاجها.

الأنانية عند الأطفال 

عندما يجعل الطفل نفسه وكل متعلقاته محور اهتمامه، ويسعى دائمًا إلى جمع الأشياء واكتنازها لنفسه فقط، بل ويرفض مشاركتها مع أصدقائه؛ فهو في هذه الحالة يتصف بالأنانية.

قد لا يعرف أيضًا مراعاة مشاعر الآخرين، أو تقديم أي مساعدة لغيره في المنزل أو خارجه.

أسباب الأنانية عند الأطفال

قد ترجع أسباب الأنانية عند الأطفال إلى الوالدين بشكل مباشر أو غير مباشر، سنعرض عليك تلك الأسباب، ومنها:

  • التدليل: تدليل الأطفال كثيرًا لأسباب سلبية خاصة بك، مثل الشعور بالذنب من عدم التواجد في المنزل أو الانشغال لفترة طويلة، وتعويض ذلك بالتدليل الزائد.
  • الإهمال: شعور الأطفال بالتجاهل الشديد من والديهم، فيحاولون جذب الانتباه. 
  •  الغيرة: الشعور بالغيرة من الأخوة الصغار.
  • التقليد: إذا كان أحد أفراد الأسرة يتصرف بأنانية، فإن الطفل يحاول تقليد هذا التصرف.
  • إذا لم يتعلم طفلك أبدًا قيمة نكران الذات.
  • إذا كان يعاني القلق أو الاكتئاب أو الغضب، مما يصعب عليه التفكير في الآخرين.
  • عدم وضع حدود صارمة للطفل يلتزم بها.
  • عدم الثقة بالنفس يجعل الطفل أنانيًا كوسيلة للفت الانتباه.

أعراض الأنانية عند الأطفال

تعرَّف معنا إلى بعض سمات الأنانية عند الأطفال، والتي قد تقل بتقدم عمر الطفل:

  • عندما تقول له “لا”، تصيبه نوبة غضب حتى يحصل على ما يريد.
  • يسعى دائمًا إلى الاحتفاظ بالحلوى والألعاب، وعدم مشاركتها مع أصدقائه.
  • الاهتمام فقط باحتياجاته ورغباته؛ فهو يضع نفسه في المرتبة الأولى.
  • عدم الاكتراث للآخرين، ومقاطعة الحديث دومًا، محاولةً منه للفت الانتباه.
  • يتحدث دائمًا عن نفسه وإنجازاته دون الاعتراف بالآخرين.
  • عدم التعاطف مع غيره، أو الشعور بآلام وأحزان إخوته أو أصدقائه، لضعف ذكائه الاجتماعي.
  • عدم مساعدة الوالدين في أعمال المنزل.

طرق علاج الأنانية عند الأطفال

تظهر الأنانية عند الأطفال في سن مبكرة عند معظمهم، وقد تختفي عند الكبر ويجتازها الطفل، أو قد تستمر معه وتصبح سمة من سمات شخصيته.

تود الحصول على المزيد من المقالات المجانية على ترياقي؟ اشترك الآن ليصلك كل جديد!

لذا، يجب على الوالدين مراقبة هذه التصرفات في الصغر، والسعي إلى التخلص منها، ومعرفة كيفية تعديل سلوك حب التملك لدى الطفل.

قد تختلف طُرق العلاج من طفل إلى آخر باختلاف سبب تلك الأنانية، ومنها:

معرفة السبب

فكما ذكرنا من قبل هناك عدة أسباب، منها ما يرجع للوالدين وكثرة تدليلهم لطفلهم، ومنها ما يرجع للطفل وشعوره بالغيرة وعدم الثقة بالنفس. لذا، يجب التعامل مع الطفل بالطريقة المناسبة.

عدم التسامح

عندما يتصرف الطفل بأنانية، عند عدم مشاركة ألعابه مع أصدقائه مثلًا، أخبره أنك لن تتسامح مع هذا السلوك، وعليه ألا يكرره أبدًا. 

لا بُدَّ أن تكون حازمًا في هذا الأمر، خاصةً إذا اعتاد الطفل تلبية كل رغباته متى شاء، فيكون من الصعب عليه قَبول تصرفك بهذا الشكل.

تعليم الطفل التعاطف

إذا كان باستطاعة الطفل أن يشعر بألم وحزن الآخرين، ويضع نفسه مكانهم، فهو أقل عرضة لأن يصبح أنانيًا.

لذا، يجب على الوالدين تدريب الأطفال منذ الصغر على التعاطف مع غيرهم، والاهتمام بالآخرين، وعدم الانغماس في مشاعره فقط.

من الممكن أن يصطحب الوالدان الطفل إلى دور الأيتام، أو إلى الأعمال التطوعية؛ فقد يفيد ذلك الطفل كثيرًا، ويجعله يشعر بآلام هؤلاء الأطفال وأهمية دوره في مجتمعه.

وضع القواعد

يضع الوالدان القواعد المناسبة للطفل الأناني، ويتفقان عليها بإلزام الطفل بعدم الأنانية داخل المنزل وخارجه.

ولا بُدَّ من التمسك بهذه القواعد، وعدم الاستسلام لرغبات الطفل -إذا صرخ أو أصابته نوبات غضب- لكي يحصل على ما يريد. لذا، تحدَّث مع طفلك عن خطأ هذه الأنانية وعواقبها عليه. 

كن قدوة

انتبه لأفعالك داخل المنزل إذا كنت تتصرف بأنانية؛ فإن طفلك يحاول تقليدك. لذا، كُن قدوة طيبة له.

اصطحبه معك، واجعله يراك وأنت تعامل الآخرين بكرم وتتعاطف معهم؛ سوف يخبر والدته بهذه التصرفات، ويحاول تقليدها في المستقبل.

تعزيز التصرفات غير الأنانية

كافئ طفلك إذا رأيته يشارك ألعابه مع أصدقائه أو يساعد إخوته في المنزل، امدحه كثيرًا واشكره على هذا السلوك الإيجابي.

أخبره كيف استطاع بهذا السلوك غير الأناني أن يسعد غيره؛ وسوف تلاحظ كيف يكرر هذا العمل الإيجابي مرة أخرى.

تجنب الإهمال وكثرة الاهتمام

يحاول الطفل لفت الانتباه بتلك التصرفات الأنانية، كرد فعل لتجاهل أفراد الأسرة له، أو نتيجة تدليلهم الزائد باستجابتهم المفرطة لطلباته ورغباته.

تعلم فن المشاركة 

إذا كنت تريد حلًا سريعًا لتعديل سلوك الطفل الأناني، درِّب طفلك دائمًا على مشاركة إخوته بألعابه أو المساهمة في أعمال المنزل.

هذا ما تفعله المدارس الآن عن طريق مشاركة التلاميذ بالألوان والأدوات المدرسية، وذلك لتُفهِمهم أهمية المشاركة للطفل.

قد يتطور السلوك الأناني في الصغر إلى الأنانية المفرطة، وهي نوع من أنواع الأنانية تتميز بلغة “الأنا” وإنكار الآخر. لذا، يجب الحرص على تعديل هذا السلوك في سن مبكرة.

في النهاية، جميعنا نسعى دائمًا لجعل أبنائنا في أحسن حال. فإذا كان سلوك طفلك أنانيًا، ابحث عن السبب، واتبع الحلول السابقة لتجاوز ذلك السلوك الأناني!

بقلم د/يمنى كمال شرقاوي

المصدر
Curbing Selfish BehaviorSelfishness in Children – Tips to Raise an Altruistic Child8 signs your child is self-absorbed
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى