الانجذاب الجنسي – ما له وما عليه!

نخوض برفق في درب الميل الجنسي للشخص والأسباب التي تحدد اتجاه الانجذاب الجنسي للفرد. نتعرف إلى الطبيعي وغير الطبيعي منه وكيفية التعامل مع الميل غير المقبول دينياً واجتماعياً.
من ناحية أخرى، سنناقش بعض الأمور اللطيفة حول أبطال القصص الخيالية ونرى علاقتها بالأمراض النفسية.
معنى الانجذاب الجنسي
هو نمط الميل العاطفي والجنسي للشخص نحو الآخرين، ويحدد من سيفضل هذا الشخص عندما يرغب في الارتباط العاطفي والجنسي.
أي إن “الانجذاب الجنسي” هو نفسه “الميل الجنسي” Sexual orientation and Sexual attraction.
وهو يختلف عن الهُوِيَّة الجنسية Gender identitiy التي تشير إلى الإحساس الداخلي للشخص بجنسه… أي هل يشعر أنه ذكر أم أنثى؟
لا تتعجب، فهناك من الأشخاص من يشعر أنه غريب في جسده وأنه لا يخصه ولا ينتمي إليه.
فالطبيعي أن يشعر صاحب الجسد الذكوري بأنه ذكر ويمارس أنشطة الذكور مستمتعاً بها.
أما أن يشعر بأنه أنثى، وأن جسد الذكر هذا لا يناسبه؛ فيشعر أنه يريد أن يرتدي ملابس الأنثى ويتصرف مثلها، فهذه هي المشكلة!
أنواع الانجذاب الجنسي
- الانجذاب نحو الجنس الآخر Heterosexuality
هذا هو النوع الطبيعي الوحيد، ويعني أن ينجذب الرجل إلى المرأة والعكس بالعكس.
- الانجذاب نحو نفس الجنس Homosexuality
ما يُطلق عليه “الشذوذ”، أي الميل الجنسي للأشخاص من نفس الجنس؛ فيميل الرجل لمعاشرة الرجال (اللواط) وتميل المرأة للنساء (السحاق).
- الانجذاب نحو الجنسين Bisexuality
وهو أن يميل الشخص لممارسة الجنس مع الجنسين بلا تفضيل لأحدهما على الآخر.
- اللاجنسي Asexual
في هذا النوع لا يكون لدى الشخص ميل جنسي تجاه أيٍّ من الجنسين، بالرغْم من أنه يميل عاطفيًّا نحو أحد الجنسين أحيانًا ولكن دون رغبة جنسية.
- الانجذاب نحو الذكور Androsexual
يعني الميل للرجل، أو للذكور عامةً بغض النظر عن كونه إنسانًا أم حيواناً.
بمعنى: انجذاب الرجل (أو الأنثى) نحو الرجل ونحو الذكور في الحيوانات.
- الانجذاب نحو الإناث Gynesexual
هو ميل المريض للإناث، بغض النظر عن جنس المريض أو النوع البيولوجي الذي يميل إليه.
مثال:ميل الرجل (أو الأنثى) للأنثى من الإنسان وكذلك إناث الحيوانات.
- الانجذاب الجنسي للنفس Autosexual
هنا يفتقد المريض الميل الجنسي لأيٍ من الجنسين، ولكنه يريد أن تكون العِلاقة بنفسه فقط؛ فيلجأ إلى ممارسة العادة السرية.
- الانجذاب العاطفي للنفس Autoromantic
هنا يحب المريض نفسه فقط؛ فتميل مشاعره الرومانسية لشخصه فقط.
يصف المريض ممارسته العادة السرية بالعمل الرومانسي العاطفي، وليس بأنها مجرد تفريغ لمشاعر الكبت الجنسي.
- مزدوج العاطفة Biromantic
ينجذب المريض عاطفيًّا (وليس جنسيًّا) إلى الأشخاص من الجنسين: ذكورًا وإناثًا.

أسباب الميول الجنسية
هناك اعتقاد بأن الانجذاب الجنسي يتحدد طبقًا للهرمونات الجنسية التي تفرز في جسده منذ أن كان جنينًا.
ولكن الطريقة التي يُحدث بها الهرمون هذا الانجذاب ما زالت غير مفهومة.
يرى بعض العلماء أن هناك عوامل أخرى تشترك في تحديد الانجذاب الجنسي، مثل: البيئة المحيطة بالشخص وميله العاطفي.
تبدأ الميول الجنسية بالظهور مع بَدْء مرحلة المراهقة إذ تنتاب المراهق حينها أفكارًا جنسية ويشعر بالميل العاطفي والشهوة تجاه أحد الجنسين.
يرى المختصون أن الإنسان ليس له حرية الاختيار؛ لأنه محكوم بالجينات والهرمونات، ولكن لا يمنع هذا تقويم هذا الانجذاب الجنسي إن كان خطأً.
تأثير الانجذاب الجنسي على الصحة العقلية
لا بأس من الميول الجنسية الطبيعية نحو الجنس الآخر، بل إنها أحد علامات النضج ومن دلائل الصحة النفسية والعقلية.
تظهر المشكلة مع الميل غير الطبيعي للأشخاص من نفس الجنس.
نظرًا لأن هذا الأمر غير مقبول دينيًّا ولا مجتمعيًّا؛ فإن الشخص يواجه حالة من الرفض تجعله يخشى الإفصاح عنه.
يتسبب هذا في معاناته من الضغط العصبي المستمر الذي يسفر عن الاكتئاب والقلق العصبي والتوتر،
ويصل الأمر أحيانًا إلى إدمان المخدرات أو الانتحار.
سؤال: هل يُعد الانجذاب تجاه نفس الجنس أو كِلا الجنسين مرضًا نفسيًّا أو عقليًّا؟
لا، ليس مرضًا نفسيًّا أو عقليًّا؛ نظرًا لأن أسبابه هرمونية ووراثية وبيئية، ولكنه في نفس الوقت لا يتوافق مع الطبيعة البشرية السوية.
ثم إن الأديان والمجتمعات تحرم الميول الشاذة، هذا إلى جانب الأمراض النفسية الناتجة عنها؛ لذا لابد من علاجها.
التعامل مع الانجذاب الشاذ
- يبدأ الأمر بالاعتراف بأنها مشكلة تحتاج إلى علاج ولا يمكن تجنبها أو التواؤم معها.
- التوجه لطلب المساعدة من الاختصاصي النفسي؛ ليوجه الشخص نحو العلاج الجماعي بضمه إلى مجموعات تعاني نفس الحالة.
- توجيه الرغبة الجنسية نحو الجنس الآخر فقط.
- المشورة الدينية واللجوء إلى النصوص الشرعية؛ لترسيخ رفض الفكرة في العقل الباطن.
- يجب على الآباء توجيه أبنائهم ممن يعانون الانجذاب الجنسي الشاذ، ولكن دون ضغط مفرط.
الشخصيات الخيالية
تزخر أفلام هوليود والرسوم الكرتونية بالأبطال والمبدعين من الشخصيات الخيالية التي تُبهرنا كبارًا وصغارًا.
ولا شك أن الكثير من الأطفال يبدون إعجابًا شديدًا بهذه الشخصيات، ويحاولون تقليدها كذلك.
لابد أن يعلم الطفل والكبير أن هذه الشخصيات ليس لها وجود مادي في الواقع.
يجب أن نعرف أيضاً أننا لا نستطيع تقليدهم ولا امتلاك نفس مواهبهم وقدراتهم.
وعلى هذا…لا يمكننا أن نحبهم وكأنهم من أقربائنا أو معارفنا.
أما في حالة إن كان هذا البطل هو ممثل وليس شخصية كرتونية فلابد من تأكيد أن الشخصية الحقيقية لهذا الممثل تختلف عن البطل المغوار الذي تراه على الشاشة.
إنه ليس نموذجياً كما يبدو فلا داعي للارتباط الشديد به.

إضافةً إلى ذلك، إن هؤلاء الأبطال الخياليون يرسلون رسائل إلى العقل الباطن للمشاهد، وتكون بعض هذه الرسائل غير مقبولة!
وهذا ما يدفعنا أكثر إلى مراعاة عدم التعلق بهذه الشخصيات الخيالية أو اتخاذها قدوة.
المرضى النفسيون بين الشخصيات الخيالية
هذا هو الجانب الطريف، إذ يفسر الأطباء النفسيون بعض الأمراض النفسية في بعض الشخصيات، ونذكر منها:
- هاري بوتر: هو طفل يعاني “اضطراب ما بعد الصدمة”.
- كالفين: يعاني مرض “الفصام” أو “الشيزوفرينيا”.
- بات مان: يقال إن الرجل الوطواط مصاب بـ “اضطراب الشخصية الفصامية”.
- هالك: لا يتحكم هذا العملاق في غضبه؛ هو إذًا مريض بـ “الاضطراب الانفجاري المتقطع”، ولديه أيضًا تعدد بالشخصيات “اضطراب الهويّة التفارقيّ”.
- دورا: هذه الفتاة اللطيفة تنسى الذكريات الصعبة وتتخيل أشياء كثيرة؛ لذا فهي تعاني “الهلوسة” و”فقدان الذاكرة الفصامي”.
- دكستر: المخترع الصغير الذي يعاني صعوبة في الاندماج مع المجتمع.
هناك الكثير من أصحاب الحالات النفسية بين الشخصيات الكرتونية -وبين أبطالها تحديدًا، ولكنني سأكتفي بهذا القدر منعًا لإحباطك!

متلازمة Ficsexual
تعني هذه المتلازمة الانجذاب نحو الشخصيات الخيالية في الأفلام والقصص المصورة. إنه انجذاب تام، عاطفي وجنسي وعقلي.
أيضاً، يتخيل الشخص نفسه أحد تلك الشخصيات الخيالية وكأنه بطل لعمل فني ما؛ مما يجعل الشخص منعزلًا عن المجتمع الحقيقي… كيف؟!
إنه يشعر بنفس مشاعر البطل الخيالي ويتصرف مثله، ويتعامل مع تفاصيل يومه من وجهة نظر هذا البطل الوهمي!
لعلك تشعر الآن أن هذا أمرٌ غير طبيعي وأنها لا تستحق هذا الاهتمام والحب.
وفي النهاية نقول:
هناك عدد من الميول الجنسية التي تحدد لمن سيكون الانجذاب الجنسي للشخص، ويجب التعامل مع الأنواع غير الطبيعية منها بحسم، ومحاولة التغلب عليها باللجوء إلى الله تعالى ثم العلم.
وأنصحك ألا تنبهر بشخصيات الأفلام الهوليودية وأفلام ديزني، بل وانتبه لأطفالك فأغلبها شخصيات مريضة!
ونحن لا نريد زرع بَذْرَة الانحراف والأمراض النفسية بين أبنائنا، ولا نريد أن يصل الأمر إلى الحب والميل الجنسي لهذه الشخصيات.