ترياق الطفل

التبول اللاإرادي عند الأطفال

أقبل الشتاء، وزادت معاناتي مع طفلي الذي يدرس في المرحلة الابتدائية؛ فهو يعاني التبول اللاإرادي منذ فترة.

ومع انخفاض درجات الحرارة، يشكو من أعراض أخرى، إلى جانب الجهود المضاعفة في تجفيف الملابس وتعقيم الفرش، وتجهيزه لبدء يومه الدراسي!

يُعَدُّ التبول اللاإرادي عند الأطفال -بنوعيه: الليلي والنهاري- من أكثر مشاكل الطفولة شيوعًا، وتشير الدراسات
إلى أن ما يقرب من 7% من الذكور و3% من الإناث في سن الخامسة يعانونه، وما يقرب من 3% من الذكور و2% من الإناث في سن العاشرة كذلك.

يتعافى معظم الأطفال من هذه المشكلة مع مرور الوقت، وتبقى نسبة بسيطة تصل إلى 1% من الذكور والإناث تستمر معهم هذه المعاناة إلى سن المراهقة أحيانًا.

التبول اللاإرادي عند الأطفال 9 سنوات 

ينتشر بنسبة تتراوح بين 3-4% في الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4-12 سنة، وتزيد النسبة في الإناث
عن الذكور بمقدار الضعف تقريبًا.

ومن أهم الأسباب المؤدية إلى التبول اللاإرادي عند الأطفال:

  • الإمساك: حيث يؤدي تجمع البراز في القولون إلى الضغط على المثانة، مما يؤدي إلى تقلصها، فينساب منها البول.
  • العادات غير الصحية، مثل: حبس البول لمدة طويلة، وعدم اكتمال إفراغ المثانة.
  • عدوى الجهاز البولي.
  • المشاكل الصحية المتعلقة بالجهاز العصبي، مثل: الشلل الدماغي، ومتلازمة داون، واضطراب نقص الانتباه مع فرط الحركة (ADHD)

التبول اللاإرادي عند الأطفال في النهار 

من غير الطبيعي للأطفال الذين اعتادوا قضاء حاجتهم بشكل طبيعي أن يبللوا ملابسهم بشكل متكرر. ولذلك، هناك أعراض أخرى ينبغي ملاحظتها وطلب المساعدة الطبية عند إيجادها، ومنها:

  • التبول اللاإرادي لمدة تزيد على 2-3 أيام بشكل متواصل.
  • التبول اللاإرادي مرة أسبوعيًا لمدة تزيد على شهرين أو أكثر.
  • أن يكون سن الطفل أكبر من 4 سنوات، ولم يسبق له حدوث التبول اللاإرادي خلال 6-9 شهور سابقة.
  • التبول بشكل زائد أو بشكل أقل من المعدل الطبيعي.
  • عدم السيطرة على التبول.
  • خروج كميات بسيطة أو قطرات من البول في أثناء التبول.
  • عندما يتخذ الطفل وضع القرفصاء، أو يمسك أعضاءه التناسلية لمنع البول من الخروج.
  • الشعور بالألم في أثناء التبول.
  • عدوى متكررة بالجهاز البولي.

علاج التبول الليلي عند الأطفال بالأدوية 

علاج التبول الليلي عند الأطفال بالأدوية

لا يُنصَح باستعمال أدوية التبول اللاإرادي لمَنْ هم تحت سن 6 سنوات، ويجب أخذ أعراضها الجانبية بعين الاعتبار عند وصفها، ويُفضَّل اقترانها مع طُرق العلاج الأخرى لكي لا تنتكس الحالة عند التوقف عن تناول الدواء.

ومن أهم الأدوية المستخدَمة في علاج التبول الليلي عند الأطفال:

1- ديسموبرسين

وهو نظير تخليقي للهرمون المضاد للبول “فازوبريسين”، يعمل على تقليل كمية البول في أثناء الليل، وتقليل الضغط على المثانة، ويأتي على شكل أقراص أو بخاخ أنفي. ومن أشهر أسمائه التجارية دواء (منيرين – Minirin).

تود الحصول على المزيد من المقالات المجانية على ترياقي؟ اشترك الآن ليصلك كل جديد!

يمكن البدء بجرعة 10 ميكروجرام من البخاخ الأنفي قبل النوم، ويمكن زيادة الجرعة إلى 20 ميكروجرام،
ثم إلى 40 ميكروجرام قبل النوم.

أما الأقراص، فجرعتها الابتدائية 0.2 مليجرام قبل النوم، ويمكن زيادتها إلى 0.6 مليجرام.

2- إيميبرامين

لا تزال آلية عمله غير مفهومة تمامًا، وتشير إحدى النظريات إلى أن له تأثيرًا مضادًا للكولينيات، ويؤدي إلى تخفيف انقباض المثانة، ويزيد قدرتها الاستيعابية.

يفيد إيميبرامين في علاج ما يقارب 50% من حالات التبول اللاإرادي عند الأطفال ليلًا، إلا أن 25% فقط منهم يتعافون تمامًا باستخدامه.

وبسبب أعراضه الجانبية، وإمكانية انتكاس الحالة عند إيقافه، لا يُفضَّل البدء به إلا عند عدم فعالية الطُرق الأخرى، وأقصى جرعة له هي 0.9-1.5 مليجرام/كجم من وزن الجسم، تعتمد على عمر الطفل.

التبول اللاإرادي عند الأطفال ليلًا 

التبول اللاإرادي عند الأطفال ليلًا

يوجَد نوعان من التبول اللاإرادي الليلي:

  1. تبول لاإرادي أساسي: يكون منذ الطفولة المبكرة جدًا، وهو الأكثر شيوعًا.
  1. تبول لاإرادي ثانوي: يحدث بعدما يكون الطفل قادرًا على دخول الحمام، مع استمرار المشكلة لمدة لا تقل عن 6 أشهر، وربما تمتد لسنوات.

ولفهم المشكلة بشكل مبسَّط، يجدر بنا أن نعلم أن المثانة وعاء عضلي، فإذا تمددت دخلت فيها كمية أكبر من البول، وإذا انكمشت دفعت البول خارجها.

في الحالة الطبيعية، ترسل أعصاب المثانة إشارة إلى المخ عند امتلاء المثانة، فيرد المخ بإشارة أخرى لتمنع المثانة من الإفراغ حتى يكون الشخص مستعدًا لذلك.

ولكن في الأطفال المصابين بالتبول اللاإرادي، توجَد أسباب تؤدي إلى الخلل في تلك العملية. ومن أهم تلك الأسباب ما يأتي:

  • خلل هرموني: يوجَد هرمون مضاد لإدرار البول -يُسمَّى “فازوبريسن”- يسبب قلة التبول ليلًا، وعند نقص هذا الهرمون في الجسم يزيد التبول اللاإرادي ليلًا.
  • مشكلات المثانة: يؤدي صغر حجم المثانة أو زيادة تقلصاتها إلى عدم تمكنها من جمع كمية البول الطبيعية.
  • مشكلات وراثية: غالبًا ما يكون آباء الأطفال المصابين بالتبول اللاإرادي قد عانوا هذه المشكلة في نفس المرحلة العمرية.
  • مشكلاتٌ في النوم: قد يكون نوم الطفل عميقًا لدرجة لا تمكنه من الاستيقاظ عند حاجته للتبول.
  • تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين، حيث إنه من المواد المدرة للبول.
  • المشكلات الصحية: تزيد من فرصة الإصابة بالتبول اللاإرادي الثانوي، مثل: داء السكري، والعيوب الخلقية في الجهاز البولي، والإمساك، وعدوى الجهاز البولي.
  • مشكلات نفسية: يرجح بعض المختصين أن التوتر له علاقة وطيدة بالتبول اللاإرادي.

وللتغلب على هذه المشكلة، يمكن اللجوء إلى بعض السلوكيات التي قد تساعد على حل المشكلة. ومن أهمها:

  • تنظيم الأكل والشرب قبل النوم: بشرب كميات قليلة من السوائل ومحاولة التبول قبل النوم مباشرة، والامتناع عن الأطعمة والمشروبات التي تهيج المثانة -مثل: الشاي، والقهوة، والشوكولاتة، والمياه الغازية- لاحتوائها على مادة الكافيين.
  • طريقة التخيلات الإيجابية: حيث يتخيل الطفل قبل نومه أنه يستيقظ وملابسه جافة غير مبتلة، وقد أثبتت هذه الطريقة نجاحًا ملحوظًا مع بعض الحالات.
  • استخدام منبهات التبول: تحتوي على مستشعرات متصلة بملابس الطفل أو فراشه، وتطلق تنبيهًا بمجرد استشعار البلل والرطوبة، فيستيقظ الطفل ويذهب إلى الحمام، ثم يعود إلى النوم مرة أخرى، وهكذا. وفي حالة الأطفال ذوي النوم العميق، يمكن أن يساعدهم آباؤهم على الاستيقاظ بمجرد انطلاق المنبه.

التبول اللاإرادي عند الأطفال بسبب الخوف 

التبول اللاإرادي عند الأطفال بسبب الخوف

أثبتت دراسة -أجراها الطبيب النفسي (وولف-كريستنسن) في عام 2012- أن ما يقارب 15.2% من الأطفال المصابين بالتبول اللاإرادي يعانون مشكلات نفسية واجتماعية. وكلما زادت حدة هذه المشكلات، زاد معها تدهور الحالة.

وأظهرت الدراسة أن التوتر والخوف في مرحلة تدريب الطفل على التبول الإرادي قد يؤديان إلى إصابة الطفل بالتبول اللاإرادي الأساسي.

التبول اللاإرادي عند الأطفال وعلاجه

يشمل علاج التبول اللاإرادي عند الأطفال العديد من الجوانب، ومنها:

العلاج بالأدوية

تساعد بعض الأدوية على التخفيف من تقلصات المثانة، وبالتالي يمكنها الاحتفاظ بكمية أكبر من البول.

وهذه الأدوية لا بُدَّ أن يصفها الطبيب المختص، وأشهرها تلك التي تحتوي مادة ديتروبان، مثل: دواء ديترول وإينابلكس، وقد تمتد مدة العلاج شهورًا، وربما سنوات.

طريقة الارتجاع البيولوجي

وفيها يتم تدريب الطفل على إرخاء عضلات قاع الحوض، مما يمكن المثانة من الإفراغ الكامل في أثناء وجوده في الحمام.

وخلال ذلك يتم وضع لاصقات متصلة بأسلاك على بطن الطفل ومؤخرته لقياس نشاط العضلات، وتُستخدَم فيها تمارين تعتمد على ألعاب فيديو، يمكن للطفل التحكم فيها عن طريق عضلات قاع الحوض.

وهذه الطريقة مفيدة جدًا للأطفال محبي الأنشطة والتمارين، واتباع مواعيد محددة للتبول.

اتباع العادات الصحية

وذلك للمحافظة على حركة الأمعاء بصورة طبيعية، مما يمنع حدوث التبول اللاإرادي. ومن أهم هذه العادات:

  • تناول وجبات غذائية غنية بالألياف.
  • تناول كمية مناسبة من السوائل طوال اليوم.
  • دخول الحمام في أوقات معينة كل يوم.
  • عدم الاستعجال وأخذ الوقت الكافي لإفراغ المثانة بالكامل.
  • يمكن استخدام الملينات في حالات الإمساك الشديدة.
المصدر
Daytime Wetting (Diurnal Enuresis)Enuresis in ChildrenNocturnal EnuresisBedwetting (Nocturnal Enuresis)The Relationship Between Child Anxiety Related Disorders and Primary Nocturnal Enuresis
اظهر المزيد

Mohammed Saad

صيدلي ومترجم طبي وكاتب محتوى طبي، أسعى إلى تبسيط وإثراء المحتوى العلمي العربي؛ لإلسهام في نشر الوعي والثقافة الطبية في العالم العربي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى