التوحد عند الكبار | الأعراض والعلاج

يعاني أخي الأكبر -أبي، وصديقي، ورفيقي- التوحد…
أحاول جاهدة أن أدعمه، ودومًا ما أقول له: “لن أتركك وحدك تحس بمشاعر العزلة، سأشعر بما تحتاج إليه عندما تجد صعوبة في التعبير عنه، ولن أدعك تمر بمشاعر القلق والخوف”.
في هذا المقال، سنتعرف إلى التوحد عند الكبار، وأعراضه، وطرق علاجه.
التوحد عند الكبار
يعد اضطراب طيف التوحد واحدًا من اضطرابات النمو العصبي الأكثر انتشارًا، وفي أغلب الحالات يُشخص التوحد في سن الطفولة، عادة بعد سن الرابعة.
يوصَف اضطراب طيف التوحد باسم “الطيف”؛ نظرًا للتنوع في أعراضه وعلاماته، والاختلاف في شدتها.
ويمكن أن تختلف أعراض التوحد عند الكبار عن أعراضه عند الأطفال.
صفات التوحد عند الكبار وأعراضه
تشمل أعراض التوحد عند الكبار الآتي:
- الصعوبة في مناقشة حديث.
- صعوبة في الحفاظ على العلاقات الاجتماعية خاصة مع الأصدقاء.
- الشعور بعدم الراحة في أثناء التواصل البصري.
- الشعور بصعوبات في تنظيم العواطف.
- الاهتمام الشديد بموضوع محدد.
- حديث متكرر حول نفس الموضوعات.
- الحساسية الشديدة نحو بعض الروائح أو الأصوات التي قد لا تكون مزعجة للآخرين.
- عمل ضوضاء لا إرادية.
- ضعف نبرة الصوت في أثناء الحديث.
- الاهتمام بأنشطة قليلة فقط.
- صعوبة فهم مشاعر الآخرين.
- صعوبة فهم تعبيرات الوجه ولغة الجسد.
- تفضيل الأنشطة الفردية.
- الاعتماد على أنظمة يومية، وإيجاد صعوبة في التعامل مع التغييرات في نظام الحياة.
- تكرار السلوكات.
- الشعور بالقلق الاجتماعي.
- قدرات متفوقة في الرياضيات في بعض الحالات.
- الشعور بالحاجة إلى ترتيب الأمور في نظام محدد.
لا يُشترط أن يصاب مريض التوحد بكل هذه الصفات مجتمعة، ويمكن أن تظهر أعراض أخرى غير مذكورة، إذ تختلف الأعراض من شخص لآخر.
كذلك يمكن أن تختلف الأعراض بين النساء والرجال، وعادة ما تكون النساء أكثر هدوءًا، وأكثر قدرة على التعامل مع المواقف الاجتماعية عن الرجال، ومن ثَم تختلط هذه الصفات مع أعراض التوحد فيصعب تشخيصه عند النساء.
تشخيص التوحد عند الكبار وعلاجه

يُشخص التوحد عادة في مرحلة الطفولة، لكن ماذا إذا كنت تعتقد أنك تعاني طيف التوحد ولكنه لم يشخص بعد؟!
تود الحصول على المزيد من المقالات المجانية على ترياقي؟ اشترك الآن ليصلك كل جديد!
مهلًا يا عزيزي، سبب واحد قد يجعل تشخيص التوحد عند الكبار شائكًا؛ أنك أصبحت قادرًا على التحكم في الأعراض بصورة جيدة، أو نجحت في إخفائها!
يلاحظ الطبيب المتخصص سلوكك ويسألك الكثير من الأسئلة، ويمكن أن يطرح عليك الأسئلة الخاصة بطيف التوحد عند الأطفال نظرًا لتشابه الكثير من الأعراض، مثل: السلوك المتكرر، وهاجس الروتين اليومي، وصعوبة التفاعل الاجتماعي.
قد يكون من الصعب الحصول على معلومات عن مرحلة الطفولة من المريض نفسه، لذا قد يحتاج الطبيب إلى التحدث مع الوالدين أو أحد الأقارب.
علاج التوحد عند الكبار
حتى الآن، لم يظهر علاج للشفاء التام من التوحد، لكن يمكن أن تساعد أساليب عديدة على تحسين التفاعل الاجتماعي، والتعلم، وطبيعة حياة المريض.
تشمل هذه الأساليب التي قد تساعد في حالة التوحد عند الكبار الآتي:
- العلاج المعرفي
- العلاج بالكلام
- العلاجُ السلوكي التطبيقي
كما ستحتاج إلى علاج بعض الصعوبات التي تواجهها مثل: (القلق، أو العزلة الاجتماعية، أو أي مشكلات في العلاقات، أو صعوبات في العمل).
يمكن أن تساعدك بعض هذه الأمور:
- زيارة طبيب نفسي متخصص في علاج التوحد من أجل التقييم الطبي.
- استشارة معالج نفسي من أجل العلاج الفردي أو الانضمام لإحدى المجموعات العلاجية.
- تناول الأدوية التي يصفها الطبيب لعلاج بعض الأعراض، مثل: القلق، والاكتئاب، والمشكلات السلوكية المرتبطة بالتوحد.
- الحصول على التأهيل المهني للتغلب على صعوبات العمل.
يمكن أن يساعدك إجراء اختبار التوحد للكبار لتحديد إذا كنت مصابا به بالفعل، ومن ثم بحاجة إلى زيارة طبيب متخصص لتشخيص التوحد وعلاجه.
بعض الأساليب المستخدمة في علاج التوحد

تحليل السلوك التطبيقي
يعد تحليل السلوك التطبيقي واحدًا من أكثر الطرق انتشارًا في علاج التوحد عند الكبار والأطفال، إذ يشير إلى استخدام مجموعة من الأساليب التي تشجع السلوكات الإيجابية مستخدمةً نظام المكافأة.
يوجد أنواع من تحليل السلوك التطبيقي، منها:
- التدريب التجريبي المنفصل.
- التدخل السلوكي المبكر المكثف.
- تدريب الاستجابة المحورية.
- تدخل السلوك اللفظي.
- دعم السلوك اللفظي.
العلاج السلوكي المعرفي
يعد نوعًا من العلاج بالكلام.
خلال الجلسات، يستطيع الأشخاص تعلم الروابط بين المشاعر والأفكار؛ الأمر الذي قد يساعدهم على تحديد الأفكار والمشاعر المحفزة للسلوكات السلبية.
وكذلك، تشير الأبحاث إلى أن العلاج السلوكي المعرفي قد يساعد المصابين بالتوحد على التحكم في القلق.
التدريب على المهارات الاجتماعية
يساعد المصابين بالتوحد -خاصة الأطفال- على تطوير المهارات الاجتماعية، إذ قد يجد بعض المصابين صعوبة في التعامل مع الآخرين.
يساعد كذلك على تعلم المهارات الاجتماعية الأساسية، مثل: كيفية التحدث مع الآخرين، وفهم الدعابة، وقراءة المنبهات العاطفية.
يُستخدم بشكل شائع في الأطفال، لكنه قد يكون فعالًا في الكبار كذلك، خاصة في أوائل العشرينيات.
أساليب أخرى مستخدمة في علاج التوحد

علاج التكامل الحسي
يعمل هذا العلاج على توازن استجابة الشخص تجاه التحفيز الحسي، ويعتمد على بعض الطرق، مثل: الرسم على الرمال أو قفز الحبل.
العلاج المهني
يركز على تعليم المهارات الأساسية المستخدمة في الحياة اليومية، إذ يهتم بتطوير المهارات الحياتية الاستقلالية، مثل: الطهي، والتنظيف، والتعامل مع المال.
علاج التخاطب
يساعد المصابين بالتوحد على التواصل بصورة أفضل، إذ يساعدهم على كيفية التعبير عن الأفكار والمشاعر.
الأدوية
لا توجد أدوية مخصصة لعلاج التوحد، لكن قد تساعد بعض الأدوية في علاج الأعراض المصاحبة للتوحد.
مثل:
اعتمدت هيئة الغذاء والدواء استخدام ريسبيريدون (ريسبردال) وأريبيبرازول (ابليفاي) في علاج أعراض التوحد.
مضادات الاكتئاب
لم تؤكد الأبحاث بعد هل تساعد بالفعل مضادات الاكتئاب في علاج أعراض التوحد أم لا، لكنها قد تكون فعالة في علاج اضطراب الوسواس القهري، والاكتئاب، والقلق الذي يعانيه المصابون بالتوحد.
مضادات التشنج
قد يعاني بعض المصابين بالتوحد الصرع، لذلك قد توصف لهم مضادات التشنج للتغلب على هذه النوبات.
التوحد عند كبار السن
تظهر الحاجة إلى مزيد من الرعاية واليقظة في حالة رعاية مصاب بالتوحد من كبار السن؛ وذلك نتيجة معاناته مشكلات صحية عديدة، إضافة إلى تناوله الكثير من الأدوية، وكذلك فهم يعانون مشكلات ثانوية مرتبطة بالصحة البدنية، والوظيفية، والنفسية، والاجتماعية.
انتبه! قد يحدث تجاهل بسهولة لتشخيص التوحد عند كبار السن في حالة وجود اضطرابات نفسية أخرى.
كيف تتعايش مع التوحد؟

إذا اكتشفت أنك تعاني التوحد عند الكبر فلا تحزن! قد يساعدك هذا الاكتشاف على فهم نفسك بصورة أفضل، وكذلك فهم العالم من حولك.
قد يساعدك كذلك على العمل على نقاط قوتك بصورة أكبر، وتقوية نقاط الضعف، وقد يساعد من حولك على فهم صفاتك الفريدة.
لا تتردد! ساعد نفسك بالتعاون مع طبيبك وعائلتك في إيجاد طرق العلاج المناسبة لك.
أهداف علاج طيف التوحد عند الكبار
نستطيع القول أن الطرق العلاجية المستخدمة في حالة التوحد عند الكبار مفيدة إذا كانت قادرة على تحسين قدرة الشخص على مواجهة العالم بنجاح.
إذ الهدف من العلاج أن يساعدك على تقليل القلق، وتحسين المهارات الوظيفية، والسيطرة على عواطفك.
قد يساعدك السعي للوصول إلى علاج في التعرف على متخصصين ومجموعات الدعم، التي لها قدرة أكبر على فهم التحديات التي تواجه أصحاب التوحد.
لا يعني العلاجُ الشفاءَ من التوحد، إذ لا يوجد تعافٍ تام منه؛ لكن يساعدك العلاج على فهم الصعوبات ونقاط القوة التي لديك لعيش حياتك بصورة أفضل.
في النهاية، لكي تتأقلم مع التوحد عليك تقبل الأمر، وأن تصنع بيئة هادئة ومريحة من حولك بعيدة عن القلق والتوتر، وأن تطلب الدعم من الآخرين كلما احتجت لذلك.
حاول أن تستغل قدراتك بطريقة إيجابية، ولا تنسَ أخذ العلاج والذهاب إلى المتخصصين.
أخبِر نفسك أنك شخص مختلف تتميز عن الآخرين بمهاراتك وقدراتك!