ترياق الأدوية النفسية

التوقف المفاجئ وأعراض الانسحاب| أرجوك لا تترك هذا الدواء!

مر الدواء ولا فخ الابتعاد عنه! أعلم أنك قد سئمت دواءك ربما لمجرد أنه يذكرك بمرضك.

أو قد أضناك تبعاته وآثاره الجانبية.

ربما تجهل كيف يعمل دواؤك ولماذا تتناوله. 

أو لتوّك شعرت بتحسن حالتك وتعجلت الاستغناء عنه.

إذا دفعك واحد من هذه الأسباب لترك دوائك فجأة دون استشارة طبيب، فتمهل عزيزي حتى لا تقع في فخ الانسحاب.

أرى دهشة على جبينك… اصحبني عبر كلماتي الآتية لأوضح لك الأمر.

يعمل المخ والجسم دائمًا على توفير بيئة متوازنة ومستقرة داخلهما، وتناولك لأي مادة خارجية يخل هذا التوازن؛ مما يدفع جسمك للقيام ببعض الخطوات كي يتكيف مع الوضع الجديد، وبمرور الوقت يتحمل جسمك تلك المادة ويتعود عليها.

إذًا ماذا يعني ذلك؟

تَحمُّل الدواء يعني احتياج جسمك لجرعة أكبر لتحقيق نفس التأثير الواقع للجرعة التي استخدمت في البداية.

أما التعود فيعنى الإدمان أو أن جسمك يحتاج إلى هذا الدواء؛ فقد تكيف عليه وتوقفه يعني الانسحاب. 

تود الحصول على المزيد من المقالات المجانية على ترياقي؟ اشترك الآن ليصلك كل جديد!

تتنوع نتائج التوقف المفاجئ وأعراض الانسحاب بين جسدية ونفسية وعقلية، ويختلف نمطها من شخص إلى آخر.

قد تكون أعراض الانسحاب خطيرة في بعض الحالات، لذا عليك دائمًا استشارة طبيبك قبل التوقف عن استخدام أي دواء.

آثار التوقف المفاجئ وأعراض الانسحاب النفسية والعقلية

  • القلق.
  • نوبات الهلع. 
  • الانفعال. 
  • الاكتئاب.
  • العزلة الاجتماعية. 
  • الإعياء.
  •  ضعف الشهية.
  • الأرق.
  • ضعف التركيز.
  •  ضعف الذاكرة.

آثار التوقف المفاجئ وأعراض الانسحاب الجسدية

  • الصداع والدوخة.
  • التعرق.
  • ضيق الصدر وصعوبة التنفس.
  • سيلان الأنف.
  • إدماع العين.
  • الخفقان وتسارع دقات القلب. 
  • ارتفاع ضغط الدم.
  •  الغثيان والقيء.
  •  الإسهال وآلام المعدة.
  • الشد العضلي. 
  •  التشنجات. 
  •  رعشة.
  • آلام في العضلات.

ماهي الأدوية التي لا يجب إيقافها فجأة؟ وكم تستمر أعراض الانسحاب إذا أوقفت؟

تختلف شدة تبعات التوقف المفاجئ وأعراض الانسحاب ومدتها بناء على نوع المادة المستخدمة وطريقة عملها بالجسم، وإليك بعض أنواع الأدوية والمواد المختلفة التي تؤدي إلى أعراض انسحابية عند التوقف عن استخدامها فجأة:

أدوية ارتفاع ضغط الدم 

إذا توقفت فجأة عن تناول دواء خفض الضغط من فئة حاصرات بيتا، فقد يؤدي ذلك إلى:

  •  زيادة معدل ضربات القلب.
  •  نقص تروية القلب.
  •  ارتفاع حاد في ضغط الدم.
  • احتمالية حدوث نوبة قلبية في المستقبل. 

مضادات القلق

قد تعطي الأدوية من فئة البنزوديازيبينات نتائج سريعة ضد أعراض القلق؛ ولكن لا تتسرع في إيقافها بمجرد اختفاء الأعراض، حتى لا تكون عرضة لنوبات صرع نتيجة التوقف المفاجئ وأعراض الانسحاب خلال أول 24 إلى 72 ساعة بعد التوقف. 

الستيروديات

تفرز الغدة الكظرية هرمونًا ستيرويديًّا طبيعيًا مضادًا للالتهاب يسمى الكورتيزول، في حالات الالتهاب الحاد قد لا يكفي الكورتيزول الطبيعي للمقاومة؛ فيصف لك الطبيب ستيرويدًا خارجيًا، مثل: دواء بريدنيزون.

مع استخدام الدواء فترة تعتمد عليه الغدة الكظرية؛ فتخفض نشاطها ويقل إنتاج الكورتيزول الطبيعي، فإذا امتنعت عن تناول الدواء فجأة قد تظهر بعض الأعراض، مثل:

  • الضعف. 
  • الغثيان.
  • القيء. 
  • الإسهال.
  • آلام البطن.

قد تستمر مدة أعراض الانسحاب حوالي أسبوع أو أسبوعين، حتى تستعيد الغدة الكظرية نشاطها مرة أخرى.

المسكنات الأفيونية

إذا كنت تتناول أحد المسكنات الأفيونية، مثل: الكوديين أو المورفين أو الهيدروكودون، قد ينتج من التوقف المفاجئ وأعراض الانسحاب ما يلي:

  • الأرق.
  • القلق.
  •  الهياج. 
  • الإسهال.
  •  الألم عام. 

مسيلات الدم

إذا وصف لك الطبيب أحد أدوية مسيلات الدم للوقاية من الجلطات الدموية؛ فلا توقفه أبدًا دون علمه، فقد تكون عرضة للإصابة بسكتة دماغية أو نوبة قلبية.

أدوية الغدة الدرقية

عزيزي القارئ، إذا كنت تعاني فرط نشاط الغدة الدرقية؛ فتجنب الامتناع عن أخذ الدواء فجأة حتى لا تصاب بعاصفة درقية.

عاصفة الغدة الدرقية هي حالة خطيرة تهدد الحياة، يصاحبها ضربات قلب سريعة وحمى وإغماء، وإذا تركت دون علاج تؤدي إلى غيبوبة.

أدوية الصرع

قد يؤدي التوقف المفاجئ عن تناول أدوية الصرع إلى ارتداد النوبات وزيادة تواترها، ويفترض ظهور تبعات التوقف المفاجئ وأعراض الانسحاب خلال 24 إلى 48 ساعة، وأكثرها شيوعًا هي:

  •  توهان. 
  • اضطراب.
  • هياج.

الهيروين

يعاني مدمنو الهيروين في أثناء علاجهم من بعض أعراض الانسحاب الشديدة، ولكن مهما ساءت الأعراض فستهدأ في غضون خمسة إلى سبعة أيام، ويمكن أن تستمر مدة أعراض الانسحاب الحادة لأسابيع أو شهور.

النيكوتين

لا يعاني الجميع نفس أعراض انسحاب النيكوتين، وقد يجد بعض الأشخاص صعوبة في الإقلاع عن السجائر بسبب سوء الأعراض الانسحابية، يمكن الاعتماد على النيكوتين البديل للمساعدة في الامتناع عن التدخين.

مضادات الاكتئاب

إذا وصفت لك مضادات الاكتئاب لتحسين مزاجك وتخفيف قلقك، لا تلجأ إلى التوقف المفاجئ عنها بمجرد أن تشعر بتحسن، وتفترض أنك لم تعد بحاجة إليها.

تعمل معظم مضادات الاكتئاب على استعادة الوظيفة الطبيعية للمواد التي تنظم المِزَاج في المخ، التي تسمى الناقلات العصبية، مثل: السيروتونين والنورأدرينالين، وتوفرها بنسبة متوازنة تعمل على تحسين الاكتئاب والقلق. 

قد يؤدي التوقف المفاجئ عن مضادات الاكتئاب إلى أعراض فسيولوجية نتيجة سحبها -مثلما يتوقف شخص مصاب بالسكري عن الأنسولين- لكنها ليست إدمانية ولا تسبب التعود.

مضادات الاكتئاب

أعراض التوقف المفاجئ عن أدوية الاكتئاب

يمكن أن يؤدي إيقاف الدواء فجأة إلى تعطيل الخطة العلاجية والرجوع للوراء، فقد تتفاقم الأعراض وتعود مرة أخرى.

في البداية قد تظهر أعراض تشبه الإنفلونزا وألم بالمعدة، ثم قد يتطور الأمر إلى أفكار انتحارية، وتشمل جميع أعراض التوقف المفاجئ عن أدوية الاكتئاب المتوقعة ما يلي:

  • القلق.
  • الاكتئاب وتقلبات المِزَاج.
  • الدوار ومشاكل التوازن.
  • أحاسيس تشبه الصدمة الكهربائية.
  • إعياء.
  • الصداع.
  • التشنجات العضلية.
  • الغثيان.
  • القيء.
  • كوابيس.
  • قشعريرة.
  • تنميل.
  • كاتاتونيا.
  • اضطراب النوم.
  • هلاوس بصرية.
  • أفكار انتحارية. 

كم تستمر أعراض الانسحاب من أدوية الاكتئاب؟

تظهر الأعراض غالبًا خلال ثلاثة أيام من إيقاف مضادات الاكتئاب، وعادة ما تكون خفيفة وتزول في غضون أسبوعين تقريبًا.

علاج آثار التوقف المفاجئ وأعراض الانسحاب

يعتمد علاج الانسحاب على الدعم والرعاية وبعض الأدوية التي يمكنها تخفيف الأعراض ومنع المضاعفات المحتملة.

في بعض الحالات يمكنك التوقف والانسحاب وإدارة الأعراض بنفسك؛ فإذا كنت تقلع عن الكافيين -مثلًا- قد لا تحتاج إلى استشارة أو مساعدة.

بينما قد يكون الإقلاع المفاجئ عن البنزوديازيبينات أمرًا خطيرًا، ويحتاج إلى تدخل طبي.

أدوية تخفيف أعراض الانسحاب

قد يصف لك الطبيب بعض الأدوية المستخدمة في تخفيف أعراض الانسحاب اعتمادًا على نوع المادة التي كنت تتناولها، وتتضمن ما يلي:

  • كلونيدين.
  • كلورديازيبوكسيد.
  • البوبرينورفين.
  • ديازيبام.
  • لورازيبام.
  • الميثادون.

وهناك مجموعة أخرى من الأدوية المستخدمة على حسب الأعراض الظاهرة، مثل:

  • مضادات القلق.
  • مضادات التشنج.
  • مضادات الذهان.
  • أدوية علاج اضطرابات النوم.
  • أدوية علاج الغثيان.

نصائح للتعامل مع تبعات التوقف المفاجئ وأعراض الانسحاب

  • اطلب المساعدة من أصدقائك وأفراد عائلتك؛ فأنت في حاجة إلى الدعم الاجتماعي.
  • احرص على تناول وجبات مغذية ومتوازنة، وابتعد عن الأطعمة المقلية والدهنية.
  • حاول أن تمارس الرياضة كل يوم، مثل: المشي أو السباحة، فقد تساعد في تعزيز مزاجك.
  • اشرب الكثير من الماء، خاصة إذا كنت تعاني أعراضًا تشبه الأنفلونزا مثل الغثيان والقيء.
  • حاول الحصول على قدر كافٍ من الراحة وتنظيم ساعات النوم.
  • يمكنك استخدام الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية -وبالجرعات الموصى بها- إذا كنت تعاني أعراضًا مثل: الصداع أو اضطراب المعدة أو الإسهال.
المصدر
What Is Withdrawal?9 Medications You Should Never Stop Taking AbruptlyThe Problem of Medication Non-AdherenceDrug and Alcohol WithdrawalSSRI Withdrawal SymptomsStopping Antidepressants: Is it Withdrawal?
اظهر المزيد

د. مي جمال

صيدلانية ومترجمة وكاتبة محتوى طبي. أحب البحث والتعلم، ولا أدخر جهداً لمشاركة وتبسيط ما تعلمت للآخرين. أعتز بالنفس البشرية، وأهوى البحث في أعماقها، ولا أجد أبلغ من الكلمات للتعبير عنها ومناقشة قضاياها، مساهمةً في نشر الوعي والارتقاء بحياة البشر.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى