الخجل عند الأطفال | أنا بجانبك يا ولدي!

احمر وجه (هند) عندما سألها قريبها عن اسمها، حدثها بلطف محاولًا التودد إليها، ولكن لم تزدها محاولاته إلا التصاقًا بأمها!
كان هذا هو موقفها في كل مرة تتعامل فيها مع شخص لا تعرفه، وتطور معها الأمر حتى في المدرسة إذ أصبحت تخشى مدرسيها وزملاءها.
فلنفتح ملف الخجل عند الأطفال وعلاقته بالتحصيل الدراسي، ومضاعفات الخجل عند الأطفال، وكيفية مساعدة الطفل الخجول.
أنواع الخجل عند الأطفال
الخجل هو شعور بالخوف أو الانزعاج عند التعامل مع أشخاص آخرين، ولا سيما عند التعرض لمواقف جديدة أو التواجد بين الغرباء. وهو شعور غير محبب بالخوف مما يعتقده الناس عن الشخص ومما يفكرون فيه بخصوصه.
ويمتنع الشخص الخجول من قول أو عمل ما يريد وكذلك من تكوين علاقات اجتماعية قوية. وغالبًا ما ينخفض تقدير الشخص لنفسه ولقدراته، ويشعر بالقلق الاجتماعي.
وتختلف أنواع الخجل عند الأطفال حسب درجة الخجل وتأثيره كالتالي:
- الشعور بالانزعاج المعتدل الذي يستطيع الطفل التغلب عليه بسهولة، وهذا هو النوع الأكثر انتشارًا.
- الخوف الشديد من المواقف الاجتماعية، ويمكن أن يؤدي هذا الخجل إلى امتناع الطفل عن المشاركة في الأنشطة الاجتماعية،
وتظهر لديه بعض مضاعفات الخجل عند الأطفال مثل: القلق والاكتئاب.
الخجل أمر طبيعي ولا ضرر منه إذا ظل في حدود معينة، بل إن الخجل عند الأطفال له بعض الفوائد، فهو يجعل الطفل أكثر قدرة
على الإنصات الجيد وكذلك يجعله أقل تسببًا في المشكلات.
ولكن هناك آثارًا جانبية لهذا الحياء الزائد تستلزم أخذ المشورة العلمية، مثل الحالات الآتية:
- عند رفض الطفل المستمر للتوجه إلى المدرسة.
- إذا كان الطفل عاجزًا عن تكوين صداقات.
- اذا امتنع الطفل عن الاشتراك في أي ألعاب أو أنشطة جماعية.
- إذا كان يشعر بالقلق والتوتر بسبب خجله.
أسباب الخجل عند الأطفال
يولد الطفل ببعض الصفات الشخصية ومنها الخجل، ويكون دون سبب مباشر في هذه الحالة، ولكنه يكون ثانويًا في بعض الأطفال،
مثل:
- أن يرثه من الأهل أو يتعلمه منهم لطبيعتهم الخجول، حيث يميل الطفل إلى محاكاة أسلوب والديه في التعامل مع المواقف والأشخاص.
- التعرض لموقف اجتماعي لم يبل فيه الطفل بلاءًا حسنًا مما عرضه للسخرية أو الإهانة، يظهر الخجل في هذه الحالات فجأة بعدما كان الطفل منفتحًا قبل ذلك.
- التفاعل مع الوالدين، فإن الخجل عند الأطفال يظهر جليًا بين أبناء الآباء المستبدين، ولوحظ صعوبة تكوين مهارات اجتماعية عند هذه الفئة من الأطفال.
- أن يكون جزءًا من اضطراب القلق الاجتماعي، وهنا يكون الخجل شديدًا لدرجة التأثير سلبًا على الحياة اليومية والاجتماعية للطفل ويمنعه من تكوين صداقات. ويمكن أن تتحسن هذه الحالة مع العلاج.
- ثقافة المجتمع ونظرته للخجل، فإذا كان المجتمع يحبذ الخجل ويراه صفة حميدة فمن الطبيعي أن يميل الأطفال والكبار
إلى اعتماده أسلوبًا للتعامل، ونجد هذا واضحًا في بعض الثقافات الأسيوية، وعلى العكس في الولايات المتحدة الأمريكية
التي يرى أهلها أن الخجل غير محبب. - تصرفات المحيطين بالطفل وردود أفعالهم تجاه الطفل، فإن إذلال الطفل أو توبيخه الدائم يسببان انسحاب الطفل وتجنبه للمواقف الاجتماعية.
الخجلُ عند الأطفال بعمر السنتين

يولد حوالي 15 في المئة من الرضع مع ميل نحو الخجل، ولقد أظهرت الأبحاث اختلافات بيولوجية في تركيب أدمغة الأشخاص الخجولين عن غيرهم.
تود الحصول على المزيد من المقالات المجانية على ترياقي؟ اشترك الآن ليصلك كل جديد!
واحدة من العلامات الأولى التي تميز الخجل عند الأطفال بعمر السنتين هي رفض الطفل مغادرة جانب والديه، وكأنه يستمد منهم الشعور بالأمان ويخشى الابتعاد عنهما.
وكذلك يلاحظ الأبوان أن الطفل يبدو قلقًا أو خائفًا وأنه يُفضل اللعب منفردًا ويكون أكثر سعادة وهو وحيد، ولكن ليس بالضرورة أن كل طفل يحب اللعب وحيدًا هو طفل خجول.
الخجلُ عند الأطفال في المدرسة

عادة ما يكون الخجل عند الأطفال في المدرسة امتدادًا لخجلهم في المرحلة العمرية السابقة، ولكنه قد يُستحدث بسبب التعرض للتنمر والسخرية أو بسبب الأداء الدراسي السيئ أو إحراج المدرسون له.
وقد يظهر الأطفال الخجولون سلوكًا عدوانيًا تجاه الزملاء كتعويض عن الخجل.
ويشعر الأطفال الخجولون في هذه المرحلة العمرية بصعوبة بالغة في التواصل مع زملاء المدرسة، ويكون الأمر أكثر صعوبة
مع المعلمين لتخوفهم من العقاب أو الإحراج.
وبالبحث عن الخجل عند الأطفال وعلاقته بالتحصيل الدراسي تجد أن هذا الطالب يكون مفتقدًا للدافع إلى الدراسة ويرفض الانتظام بالمدرسة، وكذلك فهو يرتعب من الاختبارات التحريرية والشفهية وتكون استفادته محدودة من الدراسة.
ويعيق الخجل عند الأطفال في المدرسة من قدرة الطفل على مشاركة الزملاء في اللعب أو الأنشطة الرياضية، وكذلك الإجابة على الأسئلة الشفهية.
وأيضًا يتسبب في ارتباك الطفل في أثناء الرد على من يحادثه، مما يعرضه لمزيد من الإحراج والألم.
تعديل سلوك الخجلِ عند الأطفال

من الضروري علاج الخجل الشديد لتحسين صورة الطفل الذاتية أمام نفسه وتكوين ثقته بنفسه وبإمكانياته ليتمكن من التخلص من شعوره بالقلق ولتحسين علاقاته الاجتماعية ومستواه الأكاديمي.
يقع جزء كبير من مهمة التخلص من الخجل عند الأطفال على الوالدين، فيجب عليهما تعليم الطفل كيفية المشاركة في النقاشات
مع أصدقائه ومساعدته على إيجاد نقطة ليدخل منها إلى الحوار الدائر بينهم.
ويصعب التخلص من الخجل إذا زادت المدة التي عانى فيها الطفل منه؛ لذا يجب البدء في علاجه مبكرًا.
ويحتاج تعديل سلوك الخجل عند الأطفال إلى تضافر جهود الوالدين معًا. ويبدأ الأمر منذ السن الصغير، فإن الرعاية الدافئة الحنونة
من الوالدين تؤدي إلى نضج أطفال متمتعين بنفسية متوازنة وشعور بالراحة نحو الآخرين.
يمكن للوالدين ومساعدة الأطفال على تطوير المهارات التالية:
- القدرة على التعامل مع التغيير.
- إدارة الغضب باستخدام الفكاهة.
- التعاطف واللطف في التعامل مع الزملاء.
- أن يكون الطفل حازماً مع من يهينه
- مساعدة الآخرين
- الحفاظ على الأسرار.
كل هذه القدرات يمكن أن تساعد الأطفال في التعامل بسهولة بين أقرانهم.
كذلك ينبغي أن يقدم الأبوان القدوة للطفل بتصرفاتهم الواثقة وتعاملهم السلس مع الغير، ومشاركة الطفل لتجاربهم السابقة
في التخلص من الخجل عندما كانوا أطفالًا.
ولابد للوالدين من تجنب وصم الطفل بالخجل على مسمع منه ومنع الآخرين من ذلك أيضًا.
ويساعد العلاج النفسي الأطفال على التعامل مع الخجل بواسطة تعليمهم المهارات الاجتماعية، وكيف أن يكون الطفل على دراية
بخجله، وفهم السبب وراء شعوره بالخجل والقدرة على الفصل بين الأسباب المنطقية وغير المنطقية للخجل.
تساعد تقنيات الاسترخاء، مثل: التنفس العميق الأطفال في التعامل مع القلق الذي يشعر به الطفل الخجول. ويمكن أن يكون العلاج الجماعي مفيدًا أيضًا لهؤلاء الأطفال.
ونادرًا ما يحتاج الخجلُ عند الأطفال إلى العلاج الدوائي، ويكون لوقت قصير في هذه الحالات.
وهناك من طرق للاسترخاء ما يساعد الطفل على التخلص من الشعور بالقلق والخوف، مثل: التأمل الموجه أو قصص ما قبل النوم،
أو الرياضة.
أهم أفكار المقال
بالرغم من أن الخجل عند الأطفال يجعلهم هادئين ولا يسببون الحرج لأولياء أمورهم، إلا أنه يمنع الطفل من التصرف بحرية ومن تكوين أصدقاء أو علاقات اجتماعية سليمة.
أهم أسباب الخجل عند الأطفال هي خجل أحد الأبوين أو تعرض الطفل لموقف أثار تهكم المحيطين به أو عنف الوالدين تجاه الطفل.
يحتاج علاج الخجل عند الأطفال إلى تضافر بين جهود الوالدين والطب النفسي من أجل تحسين مهارات الطفل الاجتماعية
ومساعدته في تعديل سلوكه وتحسين قدرته على تكوين صداقات.