ليلي: سأذهب الليلة لتناول العشاء مع إحدى صديقاتي، لا تنتظرني.
كاظم: حسنًا، كما تريدين!
كاظم في نفسه: “لقد كثُرت زيارات ليلى لصديقاتها، أرجو ألا يؤثر هذا في المنزل، فأنا أكره أن أرى به نقصًا!”
في اليوم التالي…
“شكرًا ليلى على ليلةِ أمس، كنتِ جميلةً وجذابةً جدًا، أنتِ اسم على مسمى بالفعل!”
وصلت تلك الرسالة المريبة من رقمٍ غريب إلى هاتف (ليلى)، ولسوء حظها…
قد لاحظها الزوج المنكوب!
اشتعلت النيران في رأس (كاظم)!
فتح الهاتف، وفتَّش في سجل الدردشة بين زوجته وذاك الرقم…
لم يجد شيئًا، إلا تلك الرسالة اللعينة!
تود الحصول على المزيد من المقالات المجانية على ترياقي؟ اشترك الآن ليصلك كل جديد!
ازداد حنقًا واشتعالًا، لكنه حاول كظم غيظه… إلى أن يعرف تفاصيل الأمر كله!
كاظم لنفسه: “يا ويل ليلى من شيطان كاظم الآن!”
…
ما الذي حدث؟!
هل وقعت ليلى في فخ الخيانة الزوجية حقًا؟! أم أن للقصة تفسيرًا آخر؟!
ما هي الخيانة الزوجية ؟
الخيانة الزوجية كسرٌ لرباط الثقة والأمان بين الزوج والزوجة بشكلٍ ما.
تمر كل العلاقات الزوجية بنجاحاتٍ كثيرة وإخفاقاتٍ متكررة، ربما تؤدي تلك الإخفاقات إلى تولد الاحتقان في العلاقة بين الزوجين.
ومن الوارد أيضًا أن تقوي الثقة بينهما، وتزيد مساحة التفاهم والتقبل، بل وتساعدهما على تخطي العقبات وتحمل المسؤوليات بصورة أفضل.
لكن ماذا لو تطور الأمر لأكثر من مجرد إخفاقات؟!
ماذا لو ضعُفت أواصر المحبة بينهما، أو تسلل الملل أو الضجر أو النفور إلى قلبيهما؟!
بل ماذا لو تبدلت بمشاعر الحب مشاعر الكره؟!
حينها فقط، يمكن أن تجد بدلًا من السبب الواحد ألفًا لتُبرر لنفسك طريق الخيانة!
اقرأ أيضًا: الزواج السام – السير على قشور البيض
أسباب الخيانة الزوجية
ما سُمي القلبُ قلبًا إلا من شدة تقلبه، فتجد نفسك اليوم تحب فلانًا وغدًا تبغضه، إلا إذا كنت ممن يتحكمون في عقولِهم، لا من تتحكم فيهم عقولُهم.
يمكن أن تتشابه أسباب الخيانة الزوجية عند المرأة والرجل في بعض النقاط، مثل:
- عدم الرضا عن العلاقة الزوجية.
- فقدان الاستقرار والهدوء النفسي داخل المنزل.
- الشعور بعدم الأمان المادي أو العاطفي مع الطرف الآخر.
- ضعف الثقة بالنفس.
- فقدان الرغبة الجنسية، والنفور من الزوج.
- الإدمان بأنواعه: الجنس أو المخدرات أو القمار أو الكحول.
- الهروب من المشاكل الزوجية.
- الشعور بالإحباط والاكتئاب.
إذن، تعددت أسباب الخيانة الزوجية في علم النفس، ولكن الخيانة لا تزال واحدة!
كاظم: ما الذي أدى بليلى إلى خيانتي؟!
كيف طاوعها عقلُها البائس على ارتكاب مثل هذه الجريمة الشنعاء؟!
أنواع الخيانة الزوجية
لا يقتصر مفهوم الخيانة فقط على العلاقة الجسدية غير الشرعية، بل لها صور مختلفة، منها:
الخيانة الإلكترونية
تحدث بشكلٍ كامل على الإنترنت، دون أي لقاءاتٍ حقيقية. وتتضمن الرسائل الغرامية، أو محادثات الفيديو الجنسية غير الشرعية.
للمزيد: الملل الزوجي – ناقوس خطر للطلاق
خيانة المشاعر
تحدث عندما يتعلق أحد الطرفين عاطفيًا بشخصٍ آخر، يتحدث إليه عن أحلامه وطموحاته وتفاصيل يومه، ويشاركه أفراحه وأحزانه وحياته.
تكمن الخيانة هنا في اغتصاب شخصٍ غريب لحق الزوج في مشاركة هذه الأشياء مع زوجته، هذا بالإضافة إلى إفشاء أسرار المنزل والزوجين للغرباء.
الخيانة الجسدية
عندما يلتحم جسد أحد الطرفين بجسدٍ آخر غير جسد شريك الحياة، هنا قد حدثت الخيانة الجسدية أو الجنسية.
الاهتمامات الأخرى
فقدان الاهتمام بالزوج والاتجاه إلى أشياء أخرى خارج المنزل، مما يجعلها تحتل أولوية أعلى من أولوية شريك الحياة.
لا يعد هذا النوع خيانةً بالمعنى الشائع، لكنه يندرج تحت الإهمال العاطفي بشكلٍ أكبر.
كاظم: ليلى، هل لكِ أن تخبريني من أرسل إليكِ هذه الرسالة؟!
ليلى [وقد تسارعت خفقات قلبها]: أيُّ رسالة؟!
إنه… إنها… حسنًا، هذا (أمجد) أخو صديقتي (علا)، إنه صديقي، سأقصُّ عليك الأمر كله!
كنت في أحد الأيامِ عند (علا) وأنا منهارةٌ من مشاكلنا التي لا تنتهي، فحاول (أمجد) أن يهدئ من روعي، ثم تطورت علاقتنا إلى علاقة صداقة لا أكثر.
وأخبرني في الرسالة أنني جميلة لأنني كنت أرتدي فستانًا رائعًا ليلة أمس، هذا كل ما في الأمر.
ماذا أفعل حين اكتشف الخيانة الزوجية ؟
الغضب والخزي والرغبة في الانتقام، كلها مشاعر تتولد داخل الشخص الذي تعرض لضربة الخيانة.
فما هو التصرف الأمثل في مثل هذه المواقف العصيبة؟
أعلم أن الأمر أصعب من أن تحصره هذه السطور، وكيف هي نفسية الزوج بعد الخيانة، لكن تأكد أن انجرافك خلف مشاعرك لن يؤدي بك إلا إلى طرقٍ خاطئة، قد تندم لاحقًا على ولوجها.
إليك بعض النصائح التي يمكن أن تفيدك في هذا الوقت:
- حاول أن تهدأ قدر الإمكان حتى تعرف تفاصيل الأمر بِرمَّته.
- لا تتخذ أي قرار طائش الآن.
- ابتعد عن شريكِك بعض الوقت حتى تفكر بِرويَّة.
- لا تقص الأمر على أي طرفٍ إلا الأطراف التي تساعدك على معرفة الحقيقة أو إيجاد حلٍ مناسب للموقف.
للمزيد: فوبيا الخيانة
عواقب الخيانة
لن تستمر الخيانة والكذب بدون عواقب طويلًا، إليك إيصالًا بثمن الخيانة:
ثمن الخيانة على الطرف الخائن:
- الإصابة بالقلق والاكتئاب والإحباط.
- الشعور الدائم بالذنب والخوف من اكتشاف الأمر.
- الإحساس بالعجز وفقدان القدرة على الخروج من هذا الموقف الشديد.
ثمن الخيانة على الطرف الآخر:
- الإحساس بثورة غضب عارمة.
- الإصابة بالقلق والإحباط.
- ضعف الثقة بالنفس وتقدير الذات.
- الشعور بالخزي.
- الإصابة باضطراب ما بعد صدمة الخيانة.
- قلة الإنتاجية في العمل.
ثمن الخيانة على الطرفين:
- فقدان الثقة.
- فقدان الأمان والاستقرار داخل المنزل.
- الشعور بالوصم.
- قد يصل الأمر إلى الطلاق.
التعافي من صدمة الخيانة
“طُعنت في قلبي وكرامتي وأحاول وقف النزيف!”، هذا ما آل إليه (كاظم) بعد صدمة خيانة زوجته، لكن ماذا يمكن أن يفعل حتى يتعافى من الأمر؟
يعتمد التعافي من صدمة الخيانة على عدة عوامل، منها: رغبة الطرف المكلوم في إكمال حياته مع شريكه الخائن بعد ندمه الشديد على فعلته.
وفي كل الأحوال يمكن أن تساعده هذه العوامل على نسيان ما قد كان:
الوقت
إن مفعول الوقت أشبه بمفعول السحر، يمكن أن يبرِّد نيران قلبك ويعيد إليك روحَك وسكينتَك.
قد تطول فترة التعافي، لكنك حتمًا ستصل إلى غايتك في النهاية.
التسامح والغفران
يعد الغفران من أصعب الأمور على النفس البشرية خاصةً إذا مسَّ الأمر كرامة الإنسان.
لكن، أخبر نفسك أن جميعنا بشرٌ معرضٌ للخطأ والصواب، حاول أن تسامحه وتعفو عما فعل سواء أكملت مسيرتك معه أم لا، حتى لا تعاني فقدان الثقة في جميع البشر بعد ذلك.
زيارة الطبيب النفسي
إذا لم تنجح محاولاتك في تهدئة نفسك؛ حاول ترتيب زيارة للطبيب النفسي حتى يساعدك على تخطي هذه الصدمة.
اقرأ أيضًا: العلاقات السامة – ألا تستحق الأفضل؟
ليلى: أنا سفة، ولكنِّي لست خائنة يا كاظم، مهما أهملتني وتركتني وحيدة، أنا لست خائنة!
كاظم [وهو يحتضن ليلى]: ليلى، أنا آسف لما حدث، أعرف أنني كنت السبب في انهيارك، لكنك تعلمين أنه لا يجوز أن تصادقي شابًا آخر غيري، أليس كذلك؟!
ليلى: أعرف، أنت محق، أنا آسفة جدًا، سأقول لعلا أن تخبره ألا يرسل إلىَّ أي شيءٍ آخر، ولن أذهب لزيارتها مرةً أخرى.
كاظم: وأنا أعدكِ ألا أترككِ مرة أخرى تنهارين هكذا، هلَّا ارتديتِ فستانك الجميل الآن؟
سنتناول العشاء معًا بالخارج.
ليلى: أنت أجمل كاظمٍ في الحياة.
كاظم: وأنتِ أجمل ليلى في كل ليلة…
