السلطة الإدارية بين الغاية والوسيلة!

هل سبق وتعاملت مع مدير يصدر تعليماته الخاصة والمنفصلة عن سياسة مؤسسة العمل؟
هل شعرت في لحظة ما أنك تعمل لديه هو وليس لدى الشركة؟
على النقيض، هل تعاملت يومًا مع مدير لديه الكثير من السلطات، ولكنه يحسن استخدامها في إدارة العمل والسعي وراء حقوق العاملين معه؟
ياله من إحساسٍ رائعٍ حقًا، أن تشعر بمن يدعمك ويقف جوارك، فالكثير من المديرين يسيئون توظيف السلطة الإدارية للأسف!
هيا بنا نعرف المزيد عن “السلطة الإدارية”، والاستخدام الأمثل لها للوصول إلى نتائج أفضل داخل المؤسسة…
تود الحصول على المزيد من المقالات المجانية على ترياقي؟ اشترك الآن ليصلك كل جديد!
ما مفهوم السلطة الإدارية؟
تعني السلطة الإدارية: منح الحق للشخص في ممارسة كل الصلاحيات التي يعطيها له مديره المباشر في عمله، ولا يستطيع أي موظف ممارسة واجباته الوظيفية دون التمتع بهذه السلطة.
تتمثل السلطة الإدارية في القوة المتأصلة في العمل، وتمكين الموظف من أداء مسؤولياته بحيث يكون له الحق في:
- قيادة الآخرين.
- إعطاء الأوامر.
- التحكم في الموارد.
إن التفويض بالإدارة يخلق منظومة عملٍ سليمة، فلا يمكن لفردٍ أن يؤدي كل مهام العمل بمفرده.
ولذلك، إن كنت ترغب في إتمام العمل في وقته المطلوب؛ فعليك بتوزيع السُّلطة على الجميع، مع مراعاة عدم التحكم في الغير، إذ يوجد فارق واضح بين إصدار الأوامر بغرض الاتباع وبين إصدارها بغرض التحكم والتسلط.
فإذا أردت ممارسة سلطةٍ فعالةٍ ومؤثرةٍ فاحرص على الاستخدام العادل لها؛ حتى يتقبل المرؤوسون هذه الأوامر.
أنواع السلطة الإدارية
يختلف مفهوم القوة المطلقة عن السلطة، إذ تمثل السلطة القوة الرسمية المسموح بها من جهة العمل لتنفيذ مسؤوليات محددة، وتنقسم هذه السلطة إلى:
- السلطة التقليدية:
تُطبَّق فيها الحقوق التقليدية في المؤسسة ولا تقابَل بمقاومة المرؤوسين أو رفضهم، مثل: سلطة المناصب الموروثة.
- سلطة الكاريزما:
تشمل اتباع سلطة شخص يتمتع بكاريزما وصفات مميزة، فنجد مجموعة من الأشخاص تسارع بتنفيذ أوامره انبهارًا بشخصيته الفريدة.
- السلطة الرسمية:
وتشمل سَن القوانين وتطبيقها من خلال مجموعة محددة من الأفراد، وغالبًا ما تُقابل برفض العاملين.
عند تطبيق السلطة، يجب مراعاة وجود علاقة بين طريقة تنفيذها وطبيعة الأشخاص المنوط بهم تطبيقها؛ للوصول إلى الطريقة المثلى التي تحقق أهداف العمل.
وتختلف تصرفات الأفراد تبعًا لـ:
- اختلاف شخصياتهم.
- توقعاتهم للمهام الموكلة إليهم ومدى فهمهم لها.
- درجة تقبلهم للقيود المفروضة عليهم.
- القدرة على التحكم في الانفعالات المختلفة.
وهنا يأتي دور الشخص المنوط به تطبيق القوانين في الموازنة بين الشخصيات المختلفة واختيار وسائل التطبيق.
هل حُسن استخدام السلطة موهبة أم مهارة يمكن تعلمها؟
ليس على المدير أن يتمتع بكل مهارات الإدارة، ولكن يمكنه معرفة أسس الإدارة بالقراءة أو الخبرة.
وليس بالضرورة أن يبتكر هذه الخبرات التكنيكية بنفسه، إذ يمكنه الاستعانة بخبرات الآخرين ونصائحهم.
كيف يؤثر سوء استخدام السلطة الإدارية في نفسية الموظفين؟

أحد أهم الأسباب المؤثرة في نفسية الموظفين أولئك الأشخاص الذين يشغلون مناصب إدارية، مهما كان تشجيع المديرين لهم على الاستمرار بالعمل.
إن اتباع نماذج وأنظمة للتعيين والترقية ينجم عنه عاملون ومديرون أكثر تنافسيةً وتوافقًا مع الموقع الوظيفي، وعليه فإن اعتماد مديرين دون معرفتهم بهذه الأنظمة ينتج عنه أشخاص أنانيون لا يستوعبون المهام الموكلة إليهم.
وبناءً على ذلك، يبدأ سوء التعامل مع العاملين في الظهور في صورة قلة التحفيز لهم، أو المبالغة في التقدير والمكافآت، أو جعلهم غير متوافقين مع سياسة منظومة العمل.
هل منح السلطة الإدارية المطلقة يخلق مديرين سيئي السلوك؟
يُنمي المديرون المؤثرون في فريق العمل فكرة الانتماء إلى المؤسسة أكثر من البحث عن متطلبات العمل في المقام الأول، وذلك من خلال:
- مساعدة زملاء العمل.
- تولي المزيد من المسؤوليات.
- الترحيب بالأفكار والحلول البناءة.
- منح العمل المزيد من الوقت والجهد.
تحظى هذه الأفعال برضا العاملين، الذي يظهر في سعيهم إلى:
- زيادة كفاءة فريق العمل.
- الحفاظ على موارد الشركة.
- جعل بيئة العمل أكثر جاذبية.
- تحسين وضع المؤسسة بين منافسيها.
وعليه، فإن منح السلطة الإدارية المطلقة وسوء استخدامها يخلق بيئة غير مناسبة للعمل، يسيء فيها المديرون التعامل مع موظفيهم ويُقابل هذا بفعل مماثل.
هل تضاءلت مكانة السلطة الإدارية؟

لا يزال دور المدير في منظومة العمل مهمًا -على الرغم من اعتماد الاقتصاد العالمي على التكنولوچيا والبرمجة-؛ نظرًا للحاجة الدائمة إلى شخص يطبق قواعد العمل.
يستدعي ذلك إعادة رسم صورة الإدارة وتشكيلها، يمكننا -مثلًا- البدء في جعل كل موظفٍ مديرًا في موقعه.
تتبع بعض الشركات حاليًا فكرة “الإدارة دون مديرين”، فكل موظف بإمكانه الإقدام على أخذ القرار، بما يعزز فكرة “المبادرة” لديه.
كيفية التحكم في السلطة الإدارية لخلق التعاون الوظيفي بين الجميع

يلجأ كثير من المديرين إلى تطبيق السلطة الإدارية ولكن من خلال إلهام العاملين وتقييمهم ومكافأتهم؛ وهذا ينعكس على إنجاز مهام المؤسسة وأهدافها.
ولا شك أننا نلاحظ اختلاف وظيفة المدير في الماضي عن الحاضر عمومًا، من مجرد متحكمٍ في مرؤوسيه إلى شخصٍ يعيد توجيه الآخرين ويقدم لهم النصيحة للوصول إلى الأهداف العامة للشركة.
يتضح مما سبق أن السلطة الإدارية سلاح ذو حدين؛ فبينما يوجد من يحسن استخدامها وتوظيفها لصالح المؤسسة والعاملين فيها، يوجد أيضًا من يسيء استعمالها لمصالحه الشخصية بغض الطرف عن الأضرار الناتجة عن ذلك.
من خلال ما سبق، يُنصح بالالتحاق ببرامج تأهيل المديرين لتعلم فنون الإدارة والقيادة، فالإدارة الجيدة هي سفينة النجاة للمؤسسات الناجحة!
كتبته: دعاء محمود أحمد
مقال رائع بارك الله في من كتبته