الشخصية العصابية | اكتشف نفسك!

أنا من تسببت في حدوث هذه المشكلة لابني، أشعر بالإجهاد والتعب في أثناء أداء وظيفتي، لا شيء يدعو للتفاؤل، أنا لم أخطئ في حق جارتي؛ هي التي تضايقني!
“هل رأيتي فستان منال؟ أتمنى لو كان لي”، “لا أريد أن أرى أحدًا”… كل هذه الأفكار والمشاعر السلبية تلقيتها في أثناء مكالمة هاتفية من إحدى صديقاتي، هكذا هي الشخصية العصابية.
دعونا نقترب أكثر من هذه الشخصية ونتعرف إليها في هذا المقال…
سمات الشخصية العصابية
العصابية ليست حالة مرضية؛ ولكنها سمة شخصية، وهي ميل عام نحو المشاعر السلبية.
فالشخصية العصابية لا تمتلك القدرة على ضبط النفس بسهولة عند القلق أو الانزعاج، ويصعب عليها التعامل مع الضغوط النفسية.

الشخصية العصابية شخصية متقلبة المزاج، تشعر بالضيق وعدم الرضا عن النفس أو عن الآخرين، وتتسم بالخصائص التالية:
- الميل العام نحو المشاعر السلبية.
- الشعور بالقلق.
- ضعف الاستقرار العاطفي.
- جلد الذات.
- الشعور بالخجل.
- الحزن وسوء المزاج.
- عدم القدرة على التعامل مع الإجهاد والضغط النفسي.
- تقلب المشاعر.
- عدم القدرة على الصمود أو التعافي بعد الشدائد.
- القلق المزمن المرتبط ببعض الأشياء.
- التعامل مع المواقف البسيطة على أنها تهديد.
- النظر إلى المشاكل الصغيرة على أنها ساحقة.
- صعوبة التحكم في العواطف أو رد الفعل المنعكس.
- الإفراط في الدفاع والسرعة في الهجوم.
- التحمس الشديد.
- الأنانية، وكثرة انتقاد الآخرين.
- الشعور بالغيرة من الآخرين.
- حسد الآخرين على ما لديهم.
- الإحباط والغضب من الأحداث اليومية.
- الاكتئاب.
الاضطرابات العصابية
الخط الذي يفصل الشخصية العصابية عن الشخصية الطبيعية هو الشدة، والتي تنعكس على طريقة التعامل مع المواقف، وإليك المثال:
السلوك الشائع: ترغب في الوصول إلى المطار قبل موعد الرحلة بساعتين.
السلوك العصابي: تُصِرُّ على الوصول قبل موعد الرحلة بأربع ساعات، ثم تسأل فرد الأمن كل 10 دقائق عمَّا إذا كانت المغادرة في الموعد المحدد.
الشخصية العصابية تجعلك أكثر عرضة للإصابة بالاضطرابات الداخلية مثل:
تود الحصول على المزيد من المقالات المجانية على ترياقي؟ اشترك الآن ليصلك كل جديد!
- اضطرابات القلق العام.
- الوسواس القهري.
- الاكتئاب العصابي.
- الهلع.
- اضطراب ما بعد الصدمة.
- العدوانية.
ما الفرق بين العصاب والذهان؟
العصاب
يُعَدُّ العصاب خلل في الجهاز العصبي، ويختلف عن الشخصية العصابية. يؤدي العصاب إلى اضطراب نفسي يصيب الإنسان، وله تأثير سلبي في الحياة اليومية.
ومن خصائص العصاب:
- عدم الاستقرار العاطفي.
- اضطراب الإحساس والحركة.
- فقدان القدرة على التفكير العقلاني.
- عدم القدرة على العمل.
- صعوبة التأقلم مع العواطف المكبوتة نتيجة التجارب السابقة.
للعصاب عدة أنواع منها:
- عصاب القلق: يتميز هذا النوع بالقلق الشديد، والخوف المصاحب بنوبات الهلع، مما يؤدي إلى ظهور أعراض جسدية تتمثل في القشعريرة والعرق.
- العصاب الاكتئابي: ينتج عن الحزن المستمر والعميق، وفقدان الاهتمام بالأنشطة التي كانت توفر المتعة في السابق.
- عصاب الوسواس القهري: ضيق ينتج عن تكرار الأفكار (الوساوس) غير المرغوب فيها، أو الميل لفعل شيء مرارًا وتكرارًا، بالرغم من عدم الرغبة في ذلك.
- العصاب القتالي: ويعرف الآن باضطراب ما بعد الصدمة، يؤدي إلى التوتر المفرط، وعدم القدرة على العمل في الحياة اليومية بعد التعرض لأحداث مؤلمة.
الذهان
هو فقدان للاتصال بالواقع مصحوب بالهلاوس والأوهام، مع رؤية أشياء غير موجودة، وصعوبة تحديد ما هو حقيقي وصحيح.

تشمل أعراض الذهان ما يلي:
- الهلوسة: يسمع الشخص -أو يرى، أو يستشعر، أو يشم- أشياء غير موجودة.
- الأوهام: يعتقد الشخص أشياء كاذبة، سواء مخاوف أو شكوك.
- التفكير غير المنظم.
- الكلام والسلوك غير المنظم، والقفز بين موضوعات غير ذات صلة.
- كاتاتونيا: عدم استجابة الشخص للمؤثرات.
- السلوك الحركي والنفسي غير المعتاد.
- صعوبة في التركيز.
- مشاكل في النوم.
- القلق العام والكآبة.
- صعوبة في اتخاذ القرار.
- الشك.
- وقد ينتحر الشخص المصاب بالذهان إذا أهملت حالته.
الاكتئاب العصابي
الاكتئاب حزن عميق لا يمكن التخلص منه، ويحدث كرد فعل طبيعي للخسارة أو معاناة الحياة.
الاكتئابُ العصابي يصيب الشخص غير المستقر عاطفيًا، وهو اكتئاب ثانوي لاضطرابات الشخصية العصابية والاضطرابات الناتجة عن تعاطي المخدرات، وعادة ما تكون أعراضه:
- الضيق والمشاعر السلبية المتزايدة.
- الإحساس بالحزن وخيبة الأمل.
- عدم الرضا.
- احتقار الذات.
- الوحدة والصراع مع الآخرين.
- الإجهاد والعمل بلا هدف.
- التشاؤم.
- غياب اللعب والمرح.

عصاب القلق
هو أحد اضطرابات الشخصية العصابية، إذ يعاني الأشخاص المصابون بعصاب القلق قلقًا وخوفًا شديدًا ومفرطًا ومستمرًا بشأن المواقف اليومية.
وهذا القلق ينتج عن عدم الاستقرار العاطفي نتيجة العواطف السلبية المكبوتة من التجارب السابقة.
وقد تتداخل مشاعر القلق مع الأنشطة اليومية وتصعب السيطرة عليها، مما يؤدي إلى ضعف الأداء الوظيفي.
أعراض عصاب القلق
- الشعور بالتوتر أو القلق.
- الشعور بالخطر الوشيك أو الذعر.
- زيادة معدل ضربات القلب.
- التنفس بسرعة.
- التعرق والقشعريرة.
- الإحساس بالضعف والتعب.
- صعوبة في التفكير أو التركيز في أي شيء غير القلق الحالي.
- الأرق وقلة النوم.
- مشاكل في الجهاز الهضمي.
- صعوبة في السيطرة على القلق.
- تجنب الأشياء التي تثير القلق.
العلاج
إذا كنت تشعر بالقلق، عليك اتباع ما يلي:
- طلب المساعدة المبكرة من الطبيب النفسي؛ فقد تجنبك مضاعفات يصعب علاجها إذا انتظرت.
- المشاركة في الأنشطة التي تستمتع بها، والتي تجعلك تشعر بالرضا عن نفسك.
- الاستمتاع بالعلاقات الاجتماعية مع الآخرين.
- تغيير نمط الحياة للتخفيف من أعراض اضطراب القلق.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- اتباع نظام غذائي صحي.
- النوم المنتظم، وتجنب المنشطات مثل القهوة.
- التحدث مع شخص موثوق فيه من أفراد أسرتك -أو صديق لك- بشأن المخاوف وما يسبب القلق.
وأخيرًا…
اطمئن؛ لا توجَد مشكلة ليس لها حل، خُذ قسطًا من الراحة، اخرج للمنتزهات، تحدَّث مع مَنْ تثق به من أسرتك أو أصدقائك، استمتع بحياتك، واترك حمولك على الله!
بقلم د/ خديجة عبد الحميد