الشخصية المتهورة | كيف تتعامل معها؟

هل سبق لك أن ذهبت للتسوق من البقالة لشراء بعض الخبز، ووجدت نفسك تغادر المحل بحقيبة مليئة بأشياء لم تكن تنوي شراءها؟
أو ربما كنت ملتزمًا بالحفاظ على نظام غذائي، ولكن وجدت أنه من المستحيل مقاومة كعكة الشوكولاتة اللذيذة؟
قد نتصرف باندفاع، في الأمور الحياتية.
لكن الإفراط في الاندفاع قد يؤدي إلى عواقب سلبية، وقد يرتبط بإدمان الكحول أو المخدرات أو الإفراط في تناول الطعام أو بعض السلوكيات الجنسية الخطرة.
ما هو التهور أو الاندفاع؟
هو إظهار سلوك أو فعل غير مناسب للموقف بلا تريث ودون تفكير في العواقب، والمخاطرة بلا داع، بما يتسبب في نتائج غير مرغوبة.
مثل التصرف السريع في موقف يحتاج إلى تفكير، أو شراء شيء لم تخطط له، أو الجري في الشارع دون النظر يمينًا وشمالًا.
ويتضمن الاندفاع عنصرين مهمين:
أولًا: التصرف غير المناسب في موقف ما.
ثانيًا: اختيار المكاسب قصيرة المدى على الأخرى طويلة المدى.
وتفضل الشخصية المتهورة الحصول على إشباع فوري على مكسب متأخر، واتخاذ قرارات سريعة قبل تقييم المعلومات المتاحة.
تود الحصول على المزيد من المقالات المجانية على ترياقي؟ اشترك الآن ليصلك كل جديد!
تتخذ الشخصية المتهورة قرارات متسرعة قد تؤدي إلى تقويض العلاقات أو إلى ضرر مالي أو قانوني إذا تركت دون رادع.
يشيع هذا السلوك عند الأطفال والمراهقين، وهو ليس بالضرورة علامة على وجود مشكلة، فمن الطبيعي أن يتصرفوا باندفاع لأن أدمغتهم ما زالت تتطور.
ما هي سمات الشخصية المتهورة ؟

من غير المرجح أن تدرك الشخصية المتهورة العواقب المحتملة، وغالبًا ما يتحول سلوكها إلى سلوكات مؤذية -مثل الإفراط في تناول الطعام- كوسيلة للتأقلم.
عادة ما توصف الشخصية الاندفاعية بالسمات الآتية:
- الاندفاع في المشاعر
- التسرع في اتخاذ القرارات
- نفاد الصبر
- الاندفاع في الكلام
- صعوبة في انتظار الرد
- صعوبة في انتظار الدور
- مقاطعة الآخرين أو التطفل عليهم
- بدء الحديث في أوقات غير مناسبة
- السلوك العدواني
- سهولة تشتت الانتباه
قد يكون الاندفاع علامة على اضطراب ما!
المستويات المتزايدة من الاندفاع هي أيضًا سمات مميزة لبعض الحالات العصبية والنفسية، ومن أكثرها شيوعًا:
يظهر سلوك الاندفاع هنا عند مقاطعة الآخرين في أثناء حديثهم، أو الصراخ بإجابات على الأسئلة، أو صعوبة انتظار دورك عند الوقوف في الصف.
يؤثر هذا الاضطراب على مزاجك ومستوى طاقتك وقدرتك على القيام بالأنشطة اليومية، ويمكن أن يظهر الاندفاع في سلوكيات، مثل: عادات الإنفاق المفرط أو تعاطي المخدرات.
إذا كنت مصابًا بهذا الاضطراب، فإنك لا تهتم كثيرًا بالصواب والخطأ، وتميل إلى معاملة الناس معاملة سيئة دون التفكير في العواقب.
يمكن أن يشمل السلوك الاندفاعي إساءة استخدام المواد المخدرة أو الأفعال الضارة الأخرى أومشاكل في العلاقات الشخصية.
- اضطرابات السيطرة على الاندفاع
وهي اضطرابات تدفع الشخص المتهور للتصرف بناءً على دوافع لفعل أشياء تضر بهم أو بالآخرين، أو غير مقبولة اجتماعيًا أو مخالفة للقانون.
ويمكن أن تتخذ أشكالًا مختلفة، لعل أشهرها: الاضطراب الانفجاري المتقطع: وهو مرض عقلي ونفسي يتعرض فيه المريض إلى نوبات قصيرة ومفاجئة من الغضب الشديد وفقد السيطرة على النفس.
إذ لا يمكنك التوقف عند شد شعر رأسك أو حاجبيك أو جفنيك، أو أي شعر في أي مكان آخر بجسمك.
ما هي أسباب ظهور الشخصية المتهورة ؟
لا أحد يستطيع أن يقول على وجه اليقين ما الذي يسبب ظهور الشخصية المتهورة، ويمكن إرجاع سبب السلوك الاندفاعي في الشخصية المتهورة إلى:
- عوامل نفسية
تنتج الشخصية المتهورة -غالبًا- عن اضطراب ما بعد الصدمة، خاصةً إذا حدثت الصدمة في مرحلة الطفولة.
- عوامل وراثية
من المعتقد أن الخطأ الجيني في “الكروموسوم 9” قد يكون مرتبطًا بسمات “اضطراب الشخصية الحدية”.
قد تغير مثل هذه الطفرات من الإنتاج الطبيعي للسيروتونين والدوبامين، وهي الناقلات العصبية المرتبطة بالمزاج والإدراك.
في الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية قد يكون الاندفاع أيضًا مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بمستقبلات الدوبامين في الدماغ نفسه.
إذا تعطلت هذه المستقبلات -خاصة في الفص الدماغي الجبهي المسؤول عن القرارات المنطقية- قد يصبح الشخص أقل قدرة على التفكير في الأمور قبل التصرف.
قد تفسر نفس المستقبلات المعطلة سبب شعور الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية -في كثير من الأحيان- بمشاعر الفراغ وكراهية الذات.
بدون وسائل استقبال ونقل إشارات الدوبامين بشكل فعال، يكون الشخص أقل قدرة على تحقيق ضبط النفس أو الحفاظ على الشعور بالراحة العاطفية.
هذا المزيج من العوامل البيئية والجينية والفسيولوجية هو الذي يخلق -على الأرجح- العاصفة المثالية لتطوير هذه الشخصية المتسرعة.
كيف يمكن تشخيص الشخصية المتهورة ؟
لا يوجد اختبار واحد يمكنه تأكيد ما إذا كان السلوك الاندفاعي ناتجًا عن اضطراب الشخصية الحدية أو غيره.
في حالة الاشتباه في اضطراب الشخصية الحدية، سيقوم الطبيب بإجراء فحص نفسي لتحديد ما إذا كانت الأعراض تتوافق مع اضطراب الشخصية الحدية -كما هو موضح في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية DSM-5-، أم لا.
لمزيد من التفاصيل حول كيفية تشخيص مريض اضطراب الشخصية الحدية، اضغط هنا.
ما هي المخاطر المرتبطة بالاندفاع؟

يمكن للاندفاع أن يسبب للشخصية المتهورة كثيرًا من المتاعب بسبب عدم التفكير في العواقب، مثل:
- مشاكل بالعمل.
- مشاكل اجتماعية خطيرة.
- خرق القانون، مثل: كسر إشارات المرور.
- إيذاء النفس المتعمد.
- محاولة الانتحار.
- الاكتئاب.
علاج التسرع والاندفاع
حافظ على هدوئك وتحكم في اندفاعك
إذا كنت قادرًا على التحكم في انفعالاتك جيدًا، ستأخذ الوقت الكافي للنظر في البدائل وجمع المعلومات والتوصل إلى نتائج مدروسة.
ستكون قادرًا أيضًا على تحديد الأهداف والأولويات والحفاظ على المسار الصحيح لها.
وإليك بعض الاستراتيجيات للمساعدة في علاج الاندفاع عند الكلام:
- توقف عند الغضب، عد إلى عشرة قبل أن تتكلم.
- خذ نفسًا عميقًا من خلال الأنف.
- فكر واسأل نفسك: “ما الذي سبب اندفاع مشاعري في هذا الموقف؟”
- تصرف: فكر في الإجراءات التي يمكن اتخاذها للتخلص من هذه المشاعر.
- فكر مرة أخرى: هل كان هذا حلًّا جيدًا؟ ما هي عواقب هذا الحل؟
وهذه بعض النصائح العامة للسيطرة على الانفعالات:
- التفكير في عواقب هذا التصرف المتهور وما قد يسببه من متاعب.
- عدم الجمع بين أكثر من عمل في وقت واحد.
- تجنب الضوضاء الشديدة والجدل والثرثرة.
- النوم العميق يخلص المرء من الإرهاق والانفعالات والتوتر الجسدي والعصبي.
- الاستجمام والحصول على قدر كاف من الترفيه؛ فالعمل المتواصل والمشاكل المتلاحقة سوف تؤدي -حتمًا- للتوتر والعصبية.
تذكر أنك من تغذي انفعالاتك، والانفعال الأقوى يغلب الانفعال الأضعف في النهاية ويهيمن عليه، وأيًّا كان الانفعال الذي تغذيه فسوف يتنامى ويصير هو المسيطر على سلوكك.
لذا عزيزي، لا تغذِّ انفعالك بالتفكير المتواصل والحديث المستمر حول الأمور التي تسبب لك الضيق والغضب، بل تناسَها فتتلاشى…
أرأيت نارًا بلا حطب ولا وقود!