ترياق الروح
أخر الأخبار

الشعور بالوحدة | طرقٌ بسيطة للتغلب على هذا الشعور

ما هو الشعور بالوحدة؟ هل تمشي في الشارع وترى مجموعة من الأصدقاء يتحدثون ويضحكون معاً فَتشعر حينها بالوحدة؟

هل تشاهد بحسابك على منصات التواصل الاجتماعي صوراً لأشخاص يذهبون للتنزه بعطلة نهاية الأسبوع، ويستمتعون معاً وتشعر بالحزن والوحدة؟

من السهل أن تشعر بالوحدة، وتظن أنك الشخص الوحيد الذي يمر بهذه المشاعر، ولكن في حقيقة الأمر يوجد العديد من الناس بمختلف الأعمار والطبقات الاجتماعية يعانون من الوحدة، فما هو الشعور بالوحدة؟ وما تعريف الوحدة النفسية؟ وكيف يمكنك التغلب على هذا الشعور؟ هذا ما سنتناوله في هذا المقال. 

يمكن تعريف الوحدة النفسية أو الشعور بالوحدة، بأنه إحساس الفرد بحالة من العزلة، والشعور بالفراغ، وربما شعور الفرد بأنه غير مرغوب به.

وهي حالة ذهنية داخل عقلك، فليس بالضرورة أن تكون بمفردك، على سبيل المثال: قد يَشعر طالب الجامعة بالوحدة، رغم كونه محاطاً بزملاء في السكن أو الجامعة، وربما يشعر الجندي الذي بدأ مسيرته العسكرية بالوحدة، رغم كونه محاطاً باستمرار بأفراد آخرين.

أسباب الشعور بالوحدة

تتعدد أسباب الشعور بالوحدة وتختلف من شخص إلى آخر، ربما تكون الأسباب ملموسة مثل: تجربة الطلاق، أو الانتقال إلى مكان أو بلد جديد.

يُمكن أن يؤدي موت شخص مهم في حياتك إلى الشعور بالوحدة.

إضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون عرضاً لاضطراب نفسي مثل الاكتئاب.

يُعزى الشعور بالوحدة أيضاً إلى عوامل داخلية مثل عدم تقدير الذات، وغالباً ما يعتقد الأشخاص الذين يفتقرون إلى الثقة بأنفسهم أنهم لا يستحقون اهتمام الآخرين، فيؤدي ذلك إلى الشعور بالوحدة والرغبة بالانعزال.

تود الحصول على المزيد من المقالات المجانية على ترياقي؟ اشترك الآن ليصلك كل جديد!

المخاطر الصحية المرتبطة بالشعور بالوحدة

يُسبب الشعور بالوحدة مجموعة من الآثار السلبية على الصحة البدنية والعقلية مثل:

إذا كنتَ تعاني باستمرار من الشعور بالوحدة، فربما يُسبب ذلك خللًا في نظامك الغذائي، وفقدان القدرة على النوم بشكل كاف، والتعب المستمر، والخمول في أثناء النهار، أضف إلى ذلك عدم الانتظام بتمَارينك الرياضية، فتكون أكثر عرضة للإصابة بالشيخوخة المبكرة.
كما أظهرت الأبحاث العلمية أن الشعور بالوحدة لفترات طويلة، ربما يعرض الشخص لمشاكل صحية خطيرة، مثل السرطان.

من الأكثر عرضة للشعور بالوحدة؟

مع أن الشعور بالوحدة يمكن أن يُصاب به أي شخص في أي فترة من العمر، إلا أن الأبحاث العلمية قد ركزت على مجموعة معينة من الناس. 

الوحدة في كبار السن

الوحدة في كبار السن

أُجريت العديد من الأبحاث العلمية على كبار السن، والتي أظهرت أن هناك العديد من كبار السن قد يمضون فترات طويلة دون التحدث إلى صديق، أو جار، أو أي فرد من العائلة، خاصة إذا كانوا يعيشون بمفردهم في منازلهم، مما يؤدي إلى الاكتئاب وتدهور في صحتهم البدنية والعقلية، وقد يَميل كبار السن إلى عدم الرغبة في طلب المساعدة، وهنا تقع المسئولية على الأبناء؛ بالاهتمام بكبار السن، وتقديم الدعم لهم باستمرار.

الوحدة في المراهقين

تطرأ تَغيُرات متعددة على المراهقين، إذ أنهم ما زالوا يشكلون هوياتهم، ويعملون على بناء استقلاليتهم، الأمر الذي ربما يُسبب فجوة بينهم وبين الآخرين كَالآباء والأمهات، أو زملاء الدراسة، وقد يتولد لديهم شعور بعدم الثقة بالنفس، وعدم تقدير الذات، فيميلون للعزلة والشعور بالوحدة، وربما يؤدي ذلك أيضاً إلى الإصابة بالاكتئاب.

فترة المراهقة من أكثر الفترات الحساسة التي يمر بها الطفل.
تحتاج هذه الفترة من الآباء والأمهات احتواء أبنائهم وخلق حوار دائم، وإظهار الدعم والتقبل.

فقد وُجد أن الأطفال الذين يحظون بعلاقات دافئة مع الآباء والأمهات في أثناء فترة المراهقة، يتطورون بشكل أفضل،
ويكونون أقل عرضة للشعور بالوحدة، أو الاكتئاب عكس من ينمون في بيئة يسودها التوتر وعدم القَبول.

نصائح عن كيفية التعامل مع الشعور بالوحدة

تقبل مسألة الشعور بالوحدة

يعاني الكثير من البشر حول العالم من الشعور بالوحدة، فلست وحدك من يمر بهذا الأمر. تَقبُل هذا الشعور والاعتراف به يساعد كثيراً في حل المشكلة.

طلب المساعدة من المختصين

من أهم خطوات حل الشعور بالوحدة التي يمكن أن يتخذها الشخص، هي طلب المساعدة من الطبيب النفسي، الذي يمكنه مساعدتك في اكتشاف العوامل الخفية وراء مشاعرك، ويمكنه أيضاً معالجة المشكلات الأخرى المؤدية لهذا الشعور؛ كفُقدان أحد أفراد العائلة، أو صديق مقرب في الفترة الأخيرة، الأمر الذي قد يُشعرك بالوحدة والحزن.

توطيد العلاقات بمن حولك

يساعد تعزيز العلاقات الاجتماعية في التغلب على مشكلة الشعور بالوحدة، فيمكنك تحديد موعد كل يوم أو أسبوع للاتصال بصديق ما، أو زيارته، أو دعوة شخص مقرب لتناول الغداء، ووَطّد علاقتك بجيرانك ولا تتردد في بدء حوار معهم كلما أمكن، ويمكن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لإعادة التواصل مع الأشخاص البعيدين عنك، كما يمكنك الانضمام إلى نادي رياضي، أو مجموعة من الأصدقاء تشاركهم اهتماماتك. 

حَدث نفسك بإيجابية

عندما تشعر بالوحدة تبدأ الأفكار السلبية تتوارد إلى ذهنك مثل: “أنا أكره حياتي”، لا أحد يريد قضاء الوقت معي”.
تزيد هذه الأفكار من الشعور بالوحدة، والضيق، فَحاول أن تستبدل هذه الأفكار برسائل إيجابية، والتَمس الأعذار للآخرين.

مارس هواياتك المفضلة 

ممارسة الهواية المفضلة

ابحث عن شيء تشغل به وقتك، فالمَلل والفراغ يزيدان شعورك بالوحدة، وحاول أن يكون لهوايتك جانب اجتماعي.
مشاهدة الأفلام، وحل الكلمات المتقاطعة أمر جيد، ولكنك تمارسها وحدك، فابذل قصارى جهدك لاختيار بعض الهوايات الجديدة التي ستضعك في المواقف الاجتماعية سواء مع الجيران أو الأصدقاء.

شارك بالعمل التطوعي     

 يُعد العمل التطوعي من الأمور المهمة التي تمنح الشخص شعوراً بالسعادة.

فمن خلال التطوع لا تضع نفسك فقط في مكان حيث يمكنك مقابلة أشخاص آخرين، ولكنك تركز أيضاً على مهمة معينة، ويمكن أن يساعدك ذلك في التخلص من الشعور بالحرج إذا كنت تعاني من القلق الاجتماعي.

والشيء الآخر الرائع في العمل التطوعي هو أن الأشخاص الذين تلتقي بهم من المرجح أن يشاركوك نفس اهتمامك،
على سبيل المثال، إذا كنت تحب السفر للدول الفقيرة لتوفير الماء أو تعليم اللغة مثلا، فستقابل بالتأكيد أشخاصاً آخرين لهم نفس الاهتمام.

 تربية حيوان أليف

قد يكون الكلب أو القط رفيقًا جيدًا، فتربية أي حيوان أليف يمكن أن تكون مفيدة بشكل كبير في حل الشعور بالوحدة، كما يُمكنه أن يجعلك تمشي بالخارج، أو حتى يمكنك من مقابلة آخرين لهم نفس الاهتمامات.

ملخص

هناك فرق كبير بين كونك وحيداً وبين الشعور بالوحدة المَرضية،
يمكن أن تكون وحدك في شقتك وتشعر بالرضا التام، أو تكون في منتصف حفلة كبيرة وتشعر بالوحدة الشديدة.
الأمر كله يتعلق بكيفية إدراكك للأشياء، والاستجابة لها، وأذكرك مرة أخرى أنك لست الوحيد الذي يعاني هذا الأمر.
وهناك العديد والعديد من الأشخاص حول العالم يمرون بفترات تشعرهم بالوحدة، ولكن تقبلك لشعورك
واعترافك به هو أول خطوات علاج الأمر، ولا تتردد في التواصل مع معالج مختص حتى تتجاوز هذه المحنة بسلام. 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى