العلاج بالزيوت العطرية.. علم حقيقي أم وهم نفسي؟!

«أضيفي زيت شجرة الشاي إلى روتينك المسائي مدة 7 أيام وستشعرين بالفرق!»
كان ذلك عنوان آخر فيديو (يوتيوب) شاهدته، يشرح الفيديو طريقة استخدام الزيت على البشرة ويعرض بعض الصور لنتائج ما بعد الاستخدام…
شجعني ذلك على استخدامه، وكانت النتائج مذهلة في تهدئة الحبوب الملتهبة على بشرتي، وتقليل إفراز الدهون.
منذ ذلك اليوم وأنا أستخدمه عند ظهور حبوب في وجهي، وقد ساقني شغفي إلى مزيد بحث عن فوائد العلاج بالزيوت العطرية.
في هذا المقال -عزيزي القارئ- ستجد كل ما تود معرفته عن الزيوت العطرية، وفوائدها، وطرق استخدامها.
ما الزيوت العطرية؟
هي مستخلصات نباتية مركزة وفريدة؛ كونها تحمل رائحة النبات أو جوهره.
تُستخلص الزيوت العطرية دون عمليات كيميائية، ثم تُدمج مع زيت ناقل لإنتاج منتج جاهز للاستخدام.
الزيوت الحاملة الأكثر شيوعًا هي: زيت اللوز الحلو، وزيت الزيتون.
تُستخدم الزيوت العطرية طاردًا طبيعيًا للبعوض، ولصُنع بعض مستحضرات التجميل.
ما طرق الحصول على الزيوت العطرية من النباتات؟
يوجد طرائق متنوعة لاستخلاص الزيوت العطرية من النبات، منها:
تود الحصول على المزيد من المقالات المجانية على ترياقي؟ اشترك الآن ليصلك كل جديد!
- التقطير
تُوضع المادة النباتية الخام في جهاز التقطير فوق مياه ساخنة، فيمر البخار عبر المواد النباتية وتتبخر المركبات المتطايرة، بعدها تتدفق الأبخرة عبر قنوات حلزونية حيث تتكثف مرة أخرى إلى سائل، ثم تجمع في وعاء الاستقبال.
- الضغط
يُضغط قشر الحمضيات ميكانيكيًا أو يُعصر على البارد، ومن أشهر الأمثلة على ذلك: استخراج زيت الزيتون.
كان استخلاص الزيوت العطرية بالضغط سائدًا قبل اكتشاف التقطير.
- الاستخلاص بالمذيبات:
من أشهر المذيبات المستخدمة في استخلاص الزيوت العطرية: الهكسان والكحول الإيثيلي.
اكتشف مفهوم العلاج بالزيوت العطرية
هو أسلوب علاجي من أساليب الطب البديل، يعتمد على استخدام الزيوت العطرية المُستخرجة من بعض النباتات.
ويُعد من الأساليب العلاجية المعقدة، التي تتطلب -أحيانًا- استخدام العديد من المكونات الأخرى في أثناء جلسات العلاج، مثل: الزيوت الناقلة (Carrier oils).
يسهم مزج الزيوت العطرية الملائمة معًا في رفع درجة فاعلية الجلسات العلاجية بها.
العلاج بالزيوت العطرية لتخفيف التوتر والصداع والأرق

- التوتر
تعد الزيوت العطرية بدائل علاجية طبيعية لمن يعانون القلق والتوتر؛ إذ تساعد على تخفيف هذه الأعراض.
استخدام الزيوت العطرية في التدليك يساعد على تخفيف التوتر، ولكن هذا التأثير يستمر في أثناء جلسة التدليك فقط.
مثال: التدليك باستخدام زيت الكاموميل أو زيت اللافندر أو زيت الليمون.
- الصداع والصداع النصفي
وضع مزيج من زيت النعناع والإيثانول على الجباه يخفف آلام الصداع.
ووضع مزيج من زيت البابونج وزيت السمسم على الصدغ قد يعالج الصداع النصفي، وهذا علاج فارسي تقليدي.
- الأرق
يساعد زيت اللافندر النساء على النوم الجيد بعد الولادة، وكذلك المرضى الذين يعانون أمراض القلب.
أظهرت غالبية الدراسات أن استنشاق زيت اللافندر كان له أثر إيجابي في عادات النوم.
عسر الهضم والعلاج بالزيوت العطرية
يساعد زيت النعناع الحوامل على التخلص من الشعور بالغثيان.
ويستخدم زيت اللافندر أو البابونج أو النعناع لمرضى اللوكيميا؛ لتقليل كل من الغثيان وفقدان الشهية.
كيفية العلاج بالزيوت العطرية

- الاستنشاق:
إذ تتبخر الزيوت في الهواء عند وضعها في وعاء مغمور بماء دافئ (حمام بخار).
تنتقل الجزيئات التي تدخل الأنف أو الفم إلى الرئتين، ومن هناك إلى أجزاء الجسم المختلفة، لذلك يكون للزيوت الأساسية تأثير شامل في الجسم.
- التطبيقات الموضعية:
تُمتص زيوت التدليك ومنتجات الاستحمام والعناية بالبشرة من الجلد، فتدليك المنطقة بالزيت يؤدي إلى تعزيز الدورة الدموية وزيادة امتصاصه.
كيفية اختيار زيت عطري جيد
يقع الاختيار ضمن المعايير الآتية:
- النقاء:
أن يحتوي الزيت على مركبات نباتية عطرية فقط، دون إضافات أو زيوت صناعية.
- الجودة:
الزيوت العطرية الحقيقية هي التي:
– تتغير بأقل قدر خلال عملية الاستخراج.
– تخلو من المواد الكيميائية.
– تستخرج بالتقطير أو الضغط الميكانيكي على البارد.
- مصدر الشراء:
يفضل شراء علامة تجارية مشهورة تمتاز بمنتجات عالية الجودة.
هل يمكنكِ العلاج بالزيوت العطرية في أثناء الحمل؟

لم تُثبِت الأبحاث أن استخدام الأمهات الحوامل أو المرضعات العلاج بالزيوت العطرية آمن، لذلك لا يوصى به.
يُمثل العلاج بالزيوت العطرية خطرًا على نمو الجنين في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل؛ نظرًا لقدرتها على عبور المشيمة.
لكن يعد القليل منها آمنًا للاستخدام في أثناء التدليك قبل الولادة لتقليل القلق والخوف من الولادة.
يجب على النساء المرضعات تجنب زيت النعناع العطري، لأنه يفرز في حليب الثدي.
تحذيرات العلاج بالزيوت العطرية
- على الجلد:
لا بد من تخفيف الزيت العطري بخلطه مع زيوت أخرى قبل استخدامه على الجلد.
يجب على أصحاب الأمراض الجلدية -مثل: الإكزيما والصدفية- تجنب الزيوت العطرية.
ينبغي إخبار المعالج عن أي حساسية جلدية قبل العلاج بالزيوت العطرية، لئلا يزيد الأمر سوءًا.
- عند البلع:
يعد ابتلاع الزيوت العطرية خطرًا بل مميتًا في بعض الحالات؛ إذ تُنتِج بعض الزيوت سمومًا تسبب تلف الكبد أو الكلى أو الجهاز العصبي.
- مع الأدوية:
يجب تجنب تناول الأعشاب المنشطة -مثل: إكليل الجبل- مع أدوية ضغط الدم المرتفع.
يُقلل الينسون تأثير مضادات الاكتئاب ويزيد تأثير الأدوية التي تؤثر في الجهاز العصبي المركزي.
خُلاصة القول:
يعد العلاج بالزيوت العطرية من العلاجات التكميلية التي لها دور في تقليل بعض الأعراض الخفيفة، مثل: التوتر والغثيان والأرق.
إذا كنت تتناول أي أدوية فيجب عليك استشارة طبيبك الخاص، ليخبرك عن مدى وجود أي تعارض بينها وبين استخدام الزيوت العطرية.
تجدر الإشارة إلى أن العلاج بالزيوت العطرية لا يجدي في الأمراض الخطرة؛ فلا يوجد إلى الآن دراسات حاسمة حول إمكانية ذلك.
بقلم/ د. أسماء الملاح