الفرق بين المدير والقائد والرئيس ودور كلٍ منهم

(علي) شاب حديث التخرج، قدَّم سيرته الذاتية في شركات كثيرة. وبعد فترة طويلة، أرسلت شركة منهم بريدًا إلكترونيًا له بالموافقة على تحديد موعد مقابلة معه.
فرح (علي) جدًا وشعر بأن أبواب الأمل فُتِحَت له، بعد أن تسلَّل إليه اليأس من عدم رد أي شركة عليه.
لكن لم تُنسِ الفرحة (عليًّا) ضرورة البحث عن تاريخ الشركة، وإنجازاتها، ورئيسها.
عندما بحث (علي)على الشركة من خلال (جوجل)، وجد مسمَّيات كثيرة للشركة، منها الرؤساء والمدراء.
في البداية، شعر(علي) بالارتباك لعدم معرفته الفرق بين المدير والقائد والرئيس. لكن بعد قراءته لطبيعة عمل كل فرد منهم، وضحت الرؤية له.
ما الفرق بين المدير والقائد والرئيس؟
إذا طرأ على مسامع بعض الأشخاص أي مصطلح من الثلاثة، يعتقد أنهم شيء واحد. لكن يظهر الفرق بين المدير والقائد والرئيس في سلطاتهم، وطبيعة عملهم.
الرئيس
يُعرَف بـ(رئيس مجلس الإدارة)، وهو أعلى منصب بالشركة، والممثل الأول لها بين الشركات وفي سوق العمل.
يُعيَّن الرئيس نتيجة لانتخابات بين أعضاء مجلس الإدارة، وتختلف أدوار وطبيعة عمل الرئيس من شركة لأخرى وفقًا لمجالها. من أهم أدواره:
- تحديد رؤية وسياسة الشركة، وإلزام كافة القطاعات باتباعها.
- تعيين أو إقالة الموظفين، أي لا يمُرُّ أي قرار للتعينات دون إمضائه.
- الإشراف على الموارد المالية للشركة، ووضع الموازنة السنوية لها.
- صاحب القول الفاصل في القرارات المصيرية للشركة.
- البحث الجيد عن فرص للاستثمار أو للتحالف مع شركات أقوى من أجل تحسين الوضع الحالي للشركة.
- الاجتماع مع المدراء دوريًا لتذكيرهم باستراتيجية الشركة، والتأكد من فهمها، والسير على نهجها، لتحقيق الأهداف طويلة وقصيرة الأمد.
- يُعَدُّ حلقة الوصل بين أقسام الشركة ومجلس الإدارة، حيث يقدم لهم تقارير مفصلة بتقييمه لكل قسم.
المدير
يلي المدير الرئيس في السلم الوظيفي، حيث يكون مسؤولًا عن قطاع معيَّن من قطاعات الشركة، ويُمثِّله أمام الرئيس في النقاش حول نتائجه، ومدى انضباط القسم في تحقيق أهداف الشركة.
يحصل المدير على منصبه من خلال ترقيته وخبراته الطويلة في المجال، ويلتزم باللوائح والتعليمات في تنفيذ مهامه.
تود الحصول على المزيد من المقالات المجانية على ترياقي؟ اشترك الآن ليصلك كل جديد!
تدور مهام المدير حول أربعة محاور: وضع خطة عمل يتبعها الموظفون، وتنظيم خط سير القطاع من خلال تكليف كل فرد بمهمته، والإشراف على الموظفين، ومحاسبة كل فرد على نتائج العمل.
يلتزم المدير بخطة ثابتة، ولا يميل إلى التغيير خوفًا من أي مخاطر أو مغامرات تؤثر في كفاءة القسم، وينقل هذه الصورة للموظفين حتى يسيروا على نهجه.
القائد
هو شخصية ذات كاريزما وحضور قوي بين الناس، قادر على التأثير في عواطفهم وأفكارهم، وكسب ثقتهم واحترامهم، ومن ثَمَّ، اتباعهم له.
ليس شرطًا أن يكون القائد ذا منصب أو سلطة كالمدير أو الرئيس؛ بل قد يكون موظفًا قادرًا على التأثير فيمن حوله، وجمعهم حول هدف واحد من خلال العمل الجماعي.
ليس كل مدير أو رئيس قائدًا؛ يظهر ذلك جليًا في المؤسسات التي يتبع فيها الموظفون مديريهم من أجل سلطتهم، لا من أجل الإيمان بفكرهم. وحبذا لو كان القائد رئيسًا أو مديرًا، فيجمع بين السلطة وقوة التأثير في الآخرين.
من أهم صفات القائد الناجح:
- التفكير بإبداعية، وعدم التقيد بلوائح أو قوانين؛ فكل ما يشغله هو إيجاد حلول للمشكلة التي تواجهه.
- الاهتمام بالقوة البشرية، وتطويرها بجانب المهمة الواجب تنفيذها؛ فهو يؤمن بأن القوة البشرية هي من تصنع الفارق.
- كسب ثقة واحترام مَنْ حوله من خلال الحضور المؤثر والشخصية القوية.
- الاستماع إلى أفكار الموظفين، وتنفيذ ما يُفيد الصالح العام.
- البعد عن النمطية، والميل إلى التغيير من أجل الوصول إلى نجاحات غير مسبوقة.
من خلال توضيح دور كلٍ من المدير والقائد والرئيس، أجبنا عن سؤال: (ما الفرق بين المدير والقائد والرئيس؟). لكن هل تعرف أوجه التشابه والاختلاف بينهم؟
المدير والقائد والرئيس… أوجه التشابه والاختلاف

نجد أن الثلاثة يلتقون عند نقطة تشابه، ألا وهي السيطرة على مجموعة من الأفراد، وتوجيهم إلى تنفيذ أهداف معينة، مع الإشراف على تنفيذ مهامهم، والتأكد من فهمهم لرؤيتهم.
أما عن أوجه الاختلاف، فهي تظهر واضحة في تفكيرهم وطُرُق التنفيذ، فمثلًا:
يتحمل الرئيس مسؤوليات ومهام كبيرة، فيستعين بمدراء في أقسام مختلفة، ويتناقش معهم حول نتائج هذه القطاعات، أي لا يختلط بالموظفين مباشرة، بل على فترات متباعدة.
أما عن الفرق بين المدير والقائد والرئيس، فالرئيس يحدد رؤية بعينها، أما المدير فيعمل على إيجاد آليات لتنفيذ الرؤية بطريقة تقليدية، بينما القائد يفكر -ومَنْ يتبعه- بإبداع للوصول لأفضل آلية لتنفيذ الرؤية.
يختلف المدير عن الرئيس في تبعيته لاستراتيجية الرئيس، وتواصله مع الموظفين مباشرة من أجل الحصول على نتائج جيدة، لكن دون الحيد عن القوانين والتعليمات.
يختلف المدير عن القائد أيضًا في استخدام سلطته في السيطرة على مَنْ حوله لتنفيذ الأوامر، بغض النظر عن الاهتمام بتطويرهم، فكل ما يشغله المهام وليس الأشخاص.
يتميز القائد عن الرئيس والمدير في عدم استخدامه السلطة والأوامر مثلهم، بل يشعل حماسة ودوافع مَنْ حوله للإيمان بفكره وتنفيذه.
والقائد لا يكتفي بذلك؛ بل يهتم بتطوير الموظفين على الجانب الشخصي والعملي، ويجعلهم يشاركونه آرائهم واقتراحاتهم لتنفيذ رؤيته بأفضل وسيلة.
الفرق بين القائد والوكيل…من أين تأتي سلطتهما؟
بعد أن تعرفنا إلى أدوار المدير والقائد والرئيس، وأوجه التشابه والاختلاف بينهم، سنتناول الفرق بين القائد والوكيل.
تختلف طبيعة عمل وسلطة الوكيل عن القائد؛ فالوكيل هو شخص مختار من المدير أو الرئيس لينوب عنه فيما يسمح له به، وذلك من خلال عقد رسمي موثَّق من المحكمة بأحقية التصرف نيابة عن موكِّله.
قد يختار المدير أو الرئيس وكيلًا لهما ليكون وسيطًا لطرف ثالث في دولة أخرى من أجل الاستثمارات الخارجية، والتي تشمل شراء قطع أراضٍ أو عقد صفقات.
قد يختارا أيضًا وكيلًا لهما ليستطيع التصرف في أثناء غيابهما، كأخذ عطلة أو لسبب مرضي، مما ييسر حركة العمل.
أما عن اختلاف دور الوكيل عن القائد، فيظهر واضحًا في اتخاذ للقرار؛ فالقائد يأتي قراره من المشورة مع موظفيه، أما الوكيل فيتلقى التعليمات من موكِّله.
من هنا، نجد أن الوكيل سلطته محدودة بإرادة الموكِّل؛ فهو يسمح له بالتصرف فيما يريد فقط. أما القائد فهو الملهِم للتابعين له، ويساعدهم على التغيير والتطور، ويأخذ قراره بالمشورة معهم.
يتلخص الفرق بين المدير والقائد والرئيس في كيفية الوصول إلى مناصبهم، ومهامهم المختلفة، وطبيعة تفكير كلٍ منهم. لكنهم يجتمعون عند نقطة هامة، ألا وهي إدارة الأزمات، لكن بطُرُق مختلفة.