ترياق الطفل

النمو الاجتماعي للطفل | ضرورة أم ترف؟

(جميلة)… فتاة حديثة العهد بالأمومة، تندهش كثيرًا من طفلها الذي يغفو قليلًا…

فإذا تحركت لتؤدي واجباتها المنزلية، استيقظ سريعًا! وإذا تركته في مهده وذهبت إلى غرفة أخرى، شرع يبكي بشدة!

أثار كل هذا حيرتها، وقررت أن تسأل الطبيب عن كل هذا، عله يوضح لها الأمور.

وهناك، أخبرها الطبيب أن ما تتحدث عنه يُطلَق عليه “النمو الاجتماعي للطفل”.

فكما نعرف النمو الجسدي والعقلي، فهناك أيضًا النمو الاجتماعي. ولمعرفة المزيد عن ذلك المفهوم، ننصحكم بقراءة هذا المقال…

مفهوم النمو الاجتماعي للطفل

هو ما يؤثر في الطفل خلال سنواته الأولى من تجارِب، وكيفية التفاعل مع المحيطين به، والقدرة على تكوين علاقات قائمة على الثقة.

خلال هذه السنوات من عمر الطفل، يمُرُّ العقل بأكبر قدر من النمو، مما يمهد للنمو الاجتماعي والعاطفي.

مظاهر النمو الاجتماعي للطفل

  • زيادة وعيه بذاته.
  • الميل إلى حب الثناء والتقدير.
  • زيادة إدراكه للبيئة الاجتماعية.
  • محاولة جذب انتباه مَن حوله.
  • الرغبة في المنافسة مع الآخرين.
  • إنماء الصداقات مع الأطفال الآخرين.
  • توسيع دائرة التفاعل الاجتماعي داخل الأسرة.
  • محاولة إرضاء الأكبر سنًا للحصول على حبهم.
  • الميل إلى الاعتماد على النفس عند تناول الطعام.
  • الميل إلى اللعب الفردي، ثم مع الآخرين، ومحاولة تقمص دور الآباء وسلوكهم.
  • يستقل تدريجيًا في العناية بنفسه، والذهاب وحده إلى المدرسة في نهاية المرحلة.

مراحل النمو الاجتماعي للطفل

يبدأ النمو الاجتماعي للطفل منذ الولادة بتفاعله مع المحيطين؛ فيبكي عندما يكون وحده في الغرفة، لذلك يمُرُّ الطفل بمراحل مختلفة من النمو الاجتماعي، منها:

  • مرحلة الثقة مقابل عدم الثقة

تبدأ هذه المرحلة منذ الولادة وحتى عمر السنتين، ويكون الاتجاه النفسي الاجتماعي الذي يُولَد لديه هو الشعور بالثقة تجاه العالم.

وهنا يأتي دور الآباء بتوفير الحب، والحنان، وتنمية الثقة المستمرة بإشباع حاجات الطفل الأساسية.

تود الحصول على المزيد من المقالات المجانية على ترياقي؟ اشترك الآن ليصلك كل جديد!

ولكن إذا لم يتفهم الآباء مشاعر الطفل، وكانت رعاية الطفل سيئة، فسيتولد لدى الطفل الشعور بالخوف، لذا سيشعر بعدم الأمان والثقة تجاه العالم المحيط.

  • مرحلة الاستقلال مقابل الشك

تتمثل هذه المرحلة في سن الثالثة من عمر الطفل، وفيها يسعى الطفل لتحقيق نوع من الاستقلال،
إذ يُولَد لدى الطفل الشعور بالاستقلال الذاتي عندما يتوفر له الحب والحنان.

كما يتولد لدى الطفل التشكيك بقدراته إذا قام الأبوان بتأدية أعماله نيابة عنه.

  • مرحلة المبادرة مقابل الخجل

يمثل سن الرابعة من عمر الطفل هذه المرحلة، وقد تمتد لسن الخامسة، وفيها يُسمَح للطفل بالتجربة والاكتشاف،
وتكثر أسئلته التي يجب على الأهل التعامل معها بإيجابية لتنمية جانب المبادرة.

ولكن إذا تعامل مَن حوله مع أسئلته بسلبية، فسيتولد لديه الشعور بالخجل.

  • مرحلة الاجتهاد مقابل النقص

تمتد هذه المرحلة من سن السادسة إلى الثانية عشر، إذ يلتحق الطفل بالمدرسة، ويتحكم في سلوكه، ويحصل على التقدير باجتهاده والنجاح في أدائه.

متطلبات النمو الاجتماعي للطفل

تتمثل تلك المتطلبات في القدرة على الشعور بالرضا عن الذات، والتوافق مع الآخرين، والتعرف إلى مشاعره والتعبير عنها. وهي مهارات يجب تعليمها، وأفضل وقت لتعلمها هي سنوات الطفولة.

ليست سنوات الطفولة لتعلم النطق والحركة فقط؛ وإنما هي لتأسيس طفل قادر على مواجهة العالم بواسطة علاقاته بالآخرين، وفي بناء توقعاته عن عالمه والموجودين فيه.

هذه المهارات الأولى تمثل أسس التطور المستمر للطفل، وستؤثر في طريقة تفكيره واتخاذه لبعض القرارات في المستقبل. وفيما يلي بعض الوسائل لنمو طفلك اجتماعيا:

  • توفير بيئة آمنة ومليئة بالحب لطفلك

إن توفير الحب والحنان للطفل يوحى إليه بأنه مهم ومميز، وعندما يتلقى الأطفال الحب والحنان من ذويهم، فإنهم يتعلمون أيضًا كيفية التعبير عن حبهم وعاطفتهم للآخرين.

  • تسمية مشاعر طفلك

في سنوات الطفولة، ساعده على التعرف إلى مشاعره ووصفها؛ فهذا يعزز وعي الطفل بمشاعره الخاصة.

مساعدة طفلك على وجود طُرق مناسبة للتعبير عن مشاعره تعزز الثقة بالنفس، وتُمكِّنه من التعامل مع أقرانه ومع الآخرين.

  • دعه يتخذ القرارات

شجِّع طفلك على احترام الذات بمنحه بعض المسؤوليات في المنزل، والسماح له باتخاذ خيارات مناسبة لعمره بمفرده، واجعل تعليقاتك الإيجابية تفوق بكثير تعليقاتك السلبية.

  • اللعب بالألعاب

يُعلِّم اللعب طفلك كيفية التعامل مع العالم منذ نعومة أظفاره، حيث يمكن للعب الطفل أن يكون تعليميًا
وممتعًا في آنٍ واحد.

عزِّز النمو الاجتماعي للطفل بتشجيعه على ممارسة الألعاب التي تتطلب المشاركة والتعاون؛ فهذا مما يساعده على استكشاف عالمه والموجودين فيه.

  • الاقتداء بقدوة

يتطلع إليك طفلك ليتعلم كيفية تكوين العلاقات والتكيف الاجتماعي، لذا استفِد من كل فرصة لتعطيه النموذج المناسب الذي تُفضِّل أن ينتهجه.

خصائص النمو الاجتماعي للطفل

تختلف خصائص النمو الاجتماعي للطفل باختلاف عمره؛ فمثلًا:

أطفال الثلاثة أعوام

  • يرون أن العالم يتمركز حولهم فقط.
  • تكون عائلاتهم مصدر الأمان والطمأنينة.
  • لا توجَد لديهم صداقات حميمية، ولكن يُظهِرون الفرحة لوجود طفل آخر حولهم.

أطفال الأربعة أعوام

  • يلعبون في مجموعات صغيرة.
  • يستمتعون باللعب الخيالي والتقليد.
  • يلعبون بتعاون ومشاركة، وتبدأ النزعات القيادية لديهم في الظهور.

أطفال الخمسة أعوام

  • يحبون مصادقة الصغار والكبار.
  • يبدعون باللعب الخيالي والتنفيذ.
  • متعاونون مع الكبار أكثر من ذي قبل.
  • يسعون في تكوين صداقات حميمية مع أطفال آخرين.

العوامل المؤثرة في النمو الاجتماعي للطفل

إن العائلة هي أول عالَم اجتماعي يواجهه الطفل، ولها الدور الأكبر في التنشئة الاجتماعية، ولكنها ليست المؤثر الوحيد بالطبع.

تنقسم العوامل المؤثرة في النمو الاجتماعي للطفل إلى عوامل داخلية وخارجية، وهي كالتالي:

العوامل الداخلية

  1. العائلة.
  2. العقيدة الدينية.
  3. ترتيب الطفل في العائلة.
  4. وضع العائلة الاقتصادي.
  5. الطبقة الاجتماعية للعائلة.
  6. المستوى التعليمي والثقافي للعائلة.

العوامل الخارجية

  1. المؤسسات الاجتماعية، مثل: المدرسة، ودور العبادة، والأقران (أقران المدرسة، أو النادي، أو الجيران).
  2. وسائل الإعلام.
  3. ثقافة المجتمع.
  4. الوضع السياسي والاقتصادي للمجتمع.

ختامًا…

النمو الاجتماعي مسألة ضرورية لتنمية شخصية الطفل، سواء بالتعامل مع نفسه، والتعامل مع الآخرين، لذا فلتعلم أنك أفضل مُعلم لطفلك!

بقلم د. هالة الجزار

المصدر
5 Tips for encouraging social development in childrenStages of Social/Emotional DevelopmentThe first years last a lifetime. Continue reading at https://childdevelopmentinfo.com/child-development/erickson/#gs.xye7f0 | Child Development Institute
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى