ترياق الأمراض النفسية
أخر الأخبار

أعراض الهوس الاكتئابي وكيفية علاجه

عند الحديث عن الهوس الاكتئابي -وهو المسمى القديم لاضطراب ثنائي القطب-، قد يظن البعض أنه يعني التقلبات المزاجية، فأغلبنا يمر بفترات من السعادة وأخرى من الفتور والحزن غير المبرر أحياناً. 

ولكن الأمر ليس بهذه السهولة في حالة الهوس الاكتئابي.

فإن تخيلنا المشاعر على خط ممتد، فقمة هذه المشاعر تمثل السعادة المفرطة أو الهوس بمعنى أدق، وعلى الطرف الآخر يقع الاكتئاب الحاد.

غالباً ما نتأرجح في منطقة المنتصف. ولكن في حالة وصول الشخص لأحد هذين الطرفين فمعناه أنه يعاني أحد الاضطرابات الشعورية. 

ما هو الهوس الاكتئابي؟ 

يعبر الهوس الاكتئابي عن مرور الشخص بفترات من الهوس أو الطاقة المفرطة، يتبعها فترات من الاكتئاب الحاد، لمدة محددة.

فالشخص الطبيعي تتأرجح مشاعره فوق خط المنتصف من حالة الاتزان، إلى فترات من السعادة تصعد وتهبط قليلاً. 

والاضطراب أحادي القطب يعبر عن مرور الشخص بفترات من الاكتئاب الحاد، أي يهبط إلى قاع خط المشاعر. 

أما في حالة الهوس الاكتئابي ثنائي القطب، فيتأرجح المريض بين موجة تصل لقاع الشعور بالاكتئاب لفترة قد تصل لأسبوعين، يتبعها الوصول لقمة الشعور بالسعادة، لفترة تستمر لأسبوع على الأقل.

في حالة تكرار هذه الموجات لأربع مرات خلال عام، يشخَّص المريض على أنه يعاني الهوس الاكتئابي ثنائي القطب.

تود الحصول على المزيد من المقالات المجانية على ترياقي؟ اشترك الآن ليصلك كل جديد!

أسباب الهوس الاكتئابي

لم يقف العلماء بعد على أسباب حدوث الهوس الاكتئابي، ولكنه يقع بين مجموعة من الأسباب الجينية وغير الجينية: 

  • العوامل الجينية: وُجد أن الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للمرض -خاصة من أقارب الدرجة الأولى- يكونون أكثر عرضة للإصابة باضطراب ثنائي القطب.
  • عوامل بيولوجية: فمن يعانون من اضطراب ثنائي القطب تتغير وظائف الدماغ لديهم، وقد وُجد أن هناك تغيرات فسيولوجية في أدمغتهم لم يتوقف العلماء على أسبابها بعد. 

أعراض فترات الاكتئاب في الهوس الاكتئابي

أعراض الهوس الاكتئابي

ستجد هنا أن الأعراض هي نفسها أعراض الاكتئاب الحاد، إذ قد تعاني من: 

  • الحزن غير المبرر أحياناً.
  • فقدان الطاقة والرغبة في ممارسة نشاطاتك المعتادة.
  • زيادة الأفكار السلبية، والتشاؤم.
  • شعورك بالذنب، وبأنك عديم الجدوى.
  • وأعراض جسدية تظهر في النوم والأكل: 
    • فإما تنام كثيراً، أو تعاني من الأرق وصعوبة النوم.
    • وقد تأكل أكثر من اللازم فتكتسب الوزن الزائد، أو تعاني فقد الشهية وتخسر بعض الوزن.

وقد تستمر فترات الاكتئاب المصاحبة لاضطراب ثنائي القطب إلى أسبوعين، تزداد فيها أفكارك السلبية وقد تصل لحالة خطيرة من التفكير في إيذاء نفسك أو محاولات الانتحار. 

أعراض فترات الهوس المفرط في اضطراب الهوس الاكتئابي

وهنا تنتقل لقمة الموجة، فتمر بفترة إثارة كبيرة جداً تفقد السيطرة عليها، وقد تصل للانفصال عن الواقع أحياناً أو ما يُعرف بالذُهان، والهلوسة. 

كما تمر بهذه الأعراض: 

  • تعاني من أفكار متلاحقة أكبر من استيعابك وغير مرتبطة ببعضها.
  • شعور بالعظمة.
  • لحظات انتشاء غير مبررة.
  • أفعال اجتماعية غير لائقة أحياناً نتيجة فقدك السيطرة على طاقتك الكبيرة فتدفعك للقيام بهذه الأفعال.
  • زيادة رغبتك الجنسية.
  • فقد التفكير المنطقي والحكم العقلاني على الأمور.
  • فقد القدرة على النوم نتيجة زيادة طاقتك، فقد تصل إلى 3-4 أيام بدون نوم مطلقاً.

والتأرجح بين هذه الفترات يصنف بأنه اضطراب ثنائي القطب من النوع الأول وهو الأكثر خطورة.

وهناك حالة أخرى من اضطراب ثنائي القطب، يمر فيها الشخص بفترات من الهوس الخفيف،
أي أقل حدة في أعراض الهوس وزيادة الطاقة، مع وجود نفس أعراض فترات الاكتئاب الحاد؛ وهو ما يعرف باضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني. والفرق بينه وبين النوع الأول هو في حدة الهوس: 

  • فلا يوجد فيه فترات من الذهان أو الهلوسة.
  • كما لا يحمل نتائج سلبية كبيرة بتأثير هذه الطاقة على العمل أو العلاقات.

أعراض الهوس الخفيف في اضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني

  • قلة الرغبة في النوم.
  • زيادة التركيز في العمل.
  • زيادة الإنتاجية والقدرة على الإبداع.
  • المزاج الجيد.
  • زيادة الثقة بالنفس.
  • الإقدام على بعض الأفعال المتهورة.
  • القيام ببعض التصرفات الخطرة للحصول على السعادة أو الاحتفال بالمزاج الجيد.

متى ينبغي عليك زيارة الطبيب؟

رغم التقلبات المزاجية القصوى ما بين فترات الهوس الشديدة والاكتئاب في الهوس الاكتئابي، إلا أنه أحيانا قد لا تلاحظ هذا التغيير عليك، حتى مع تأثيره على قراراتك وحياتك ومن حولك، فيؤثر الهوس على طريقة تفكيرك، وحُكمك على الأمور، وقدرتك على اتخاذ قرارات عقلانية.

قد تجد أنك أنفقت قدرا كبيرا من المال على أمر تافه خلال مرورك بإحدى فترات الهوس. 

وقد يعجبك الشعور بالسعادة أو الطاقة أو زيادة إنتاجيتك، خاصة بعد خروجك من فترة الاكتئاب، إلا أن هذه الفترات سيتبعها بالتأكيد فترة جديدة من الانهزام والاكتئاب مرة أخرى، وقد تجد نفسك واقعاً في مشاكل مالية أو اجتماعية أو عاطفية نتيجة القرارات المتهورة التي اتخذتها.

لذا فمن الضروري أن تطلب المساعدة الطبية إذا واجهت أياً من أعراض الهوس الاكتئابي من فترات الهوس المتبوعة بفترات الاكتئاب، إذ لا يتحسن الهوس الاكتئابي بدون علاج. لكن التدخل المبكر يحسن من الأعراض ويخفف من حدة الأمر عليك، ويعطيك الفرصة للتعايش مع هذا الاضطراب بشكل أفضل. 

اقرأ أيضًا: متى أحتاج إلى طبيب نفسي

كيف يعالَج الهوس الاكتئابي؟ 

علاج الهوس الاكتئابي

على عكس الكثير من الاضطرابات النفسية الأخرى، فالهوس الاكتئابي لا يعتمد في علاجه على الجلسات النفسية بشكل رئيسي، إذ ليس لها أهمية كبيرة في تعديل سلوكك، لكنها قد تفيد بعد الخروج من فترات الهوس، للتخلص من أثر القرارات التي اتخذتها في هذه الفترة. هذا بالإضافة إلى: 

  • أملاح الليثيوم: إذ أن الليثيوم مثبت للحالة النفسية المزاجية فيُستخدم في علاج الهوس. 
  • أدوية مضادات الذهان: فقد يصل بك الأمر في فترات الهوس إلى مرحلة الذهان أو الهلوسة، لذا قد تحتاج لمضادات الذهان للسيطرة على هذا الأمر.
  • البنزوديازيبينات: يمكن استخدامها أيضاً كمثبت للحالة النفسية المزاجية. 
  • مضادات الاكتئاب: فقد تحتاج في فترات الاكتئاب إلى اللجوء لبعض مضادات الاكتئاب، فقد يصل بك لدرجة كبيرة تحتاج للعلاج. ولكن غالباً ما يكون تأثير مثبتات الحالة المزاجية أقوى من تأثير مضادات الاكتئاب في علاج الهوس الاكتئابي. 

هل يمكن علاج الهوس الاكتئابي بالأعشاب؟

نظراً لوجود بعض الآثار الجانبية لأدوية الهوس الاكتئابي، قد يلجأ البعض لاستخدام بعض الطرق البديلة، كتحسين نمط حياتهم واتباع بعض الخيارات الصحية كالتغذية والرياضة وما يمكن أن يحسن من الصحة العامة.

ولكن لم يثبُت إمكانية علاج الهوس الاكتئابي بالأعشاب حتى الآن. بعض هذه المواد قد يتعارض تأثيره مع فعالية الأدوية التي تستخدمها.

لذا فإن قررت تجربة بعض الأعشاب كعلاج تكميلي، فمن الضروري أن تعرف أنه لا يمكنك الاستغناء عن الأدوية أو إيقافها بدون الرجوع للطبيب.

كما يجب عليك استشارة الطبيب قبل تناول أي من هذه المواد لمعرفة إذا كان لها تأثير سلبي على علاجك. 

مضاعفات الهوس الاكتئابي 

يمكن للهوس الاكتئابي أن يكون شديد التأثير على جميع جوانب حياتك إذا لم يتم علاجه، فيسبب لك مشاكل كثيرة: 

  • قد تصل لإدمان الأدوية أو المخدرات أو الكحوليات
  • قد تقع في أزمات مالية أو قانونية نتيجة أفعالك غير المتزنة في فترات الهوس.
  • يؤثر على أدائك الدراسي أو تقدمك في العمل.
  • كما قد يودي بك إلى التفكير في الانتحار أو الإقدام عليه.

لذا فمن الضروري أن تلاحظ أي أعراض غير طبيعية تظهر عليك، وتطلب المساعدة الطبية فور ظهورها.

بمعرفتك كيف يعالج الهوس الاكتئابي، ستدرك أن الأمر يمكن أن يتحسن ولا يكون بهذا السوء الذي قد تتخيله.

لكنه من الأمراض التي تستمر معك لبقية حياتك، لذا لا تتوقف عن العلاج بمجرد شعورك بالتحسن حتى لا تسوء حالتك مجدداً. والتزم بخطة علاجك قدر الإمكان، وستصل لطريقة مُرضية لممارسة حياتك بشكل طبيعي. 

اظهر المزيد

د. آلاء عمر

آلاء عمر، صيدلانية، أم، وكاتبة محتوى طبي، أهدف إلى إيصال المعلومة الطبية للقارئ بسهولة وزيادة الوعي الطبي لدى الناس. مهتمة بمجال الصحة النفسية وما يخص الطفل والمرأة طبياً. مؤمنة بقدرة الإنسان على اكتساب الوعي والتغيير الإيجابي للإرتقاء بمستوى حياته للأفضل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى