ترياق الحدث

اليوم العالمي للسرطان | أنت أقوى من المرض!

أغسطس 2012 … صباح جديد في مطعم الوجبات السريعة.

“انتابني شعور غير مسبوق بالإرهاق”…

لكنني لم أكترث كثيرًا لذلك، بالطبع هو نتيجة لضغوطات العمل ومسؤولياتي المتزايدة.

تغير مسار حياتي في الشهر التالي؛ فعندما كنت أربط حزام المقعد، شعرت بوجود ورم في الترقوة اليسرى بالقرب من رقبتي، ظننت أنني أُصبت بمشكلات في الغدة الدرقية تمامًا مثل ما حدث لوالدي.

دفعني ذلك إلى أخذ الأمور بطريقة جدية وذهبت إلى طبيب العائلة.

استبعد الطبيب تمامًا أن يكون الورم نتيجة نزلة برد أو بسبب الغدة الدرقية.

ازداد شعوري بالقلق والتوتر عندما أخبرت طبيبي أني فقدت 40 رطلًا من وزني خلال الشهور الأربعة الماضية، وطلب مني حينها إجراء بعض التحاليل والفحوصات.

مرارة البدايات

أظهرت النتائج تورمًا في الغدد الليمفاوية وارتفاعًا في عدد خلايا الدم البيضاء، أخبرني الطبيب حينها أنني بحاجة إلى إجراء عملية لأخذ خزعة وفحصها.

كم يبدو لي الأمر مضحكًا! فأنا أعلم جيدًا أنني مريضة بالسرطان…

 أكاد أشعر به في جسدي!

تود الحصول على المزيد من المقالات المجانية على ترياقي؟ اشترك الآن ليصلك كل جديد!

بهذه الكلمات عبرت “أدريان” عن لحظاتها الأولى في رحلتها لاكتشاف المرض. 

المواجهة

في هذه اللحظات قد ينتاب المريض حالة من الإنكار أو الخوف من الاعتراف بالحقيقة.

التفكير في الموت والأهل والأطفال هو سيد الموقف، هل سأرحل وأتركهم؟

أما عن “أدريان” فقد قررت المواجهة …

ديسمبر 2012 …

ذهبت إلى طبيب أورام محلي، الذي بدوره أكد إصابتي بسرطان الغدد الليمفاوية “Hodgkin’s disease”.

الآن ظهرت الحقيقة السوداء، لا وقت للهروب ولا مفر من المواجهة!

رحلة الدفاع عن الحياة

نصحني الطبيب بأن أباشر العلاج سريعًا، وقد كان.

على الفور بدأت أولى جلسات العلاج الكيميائي -من الدرجة الأولى- الذي يستخدم عادةً لعلاج سرطان الغدد الليمفاوية.

كانت المعلومات المتاحة عن هذا النوع من السرطان وكيفية علاجه مطمئنة إلى حد كبير، فبدأ الأمل يدب في قلبي من جديد وزاد تفاؤلي، واطمأننت أن كل شيء سيكون على ما يرام. 

مررت بعدة جلسات من العلاج الكيميائي كانت حالتي الصحية فيها تتحسن وتسوء ما بين حين وآخر.

مرت السنون وخضعت لعملية زرع خلايا جذعية ذاتية في أكتوبر 2013، وواصلت بعدها متابعة الفحوصات والخطط العلاجية الموصوفة لحالتي.

في أغسطس 2015 … 

تلقيت الخبر المؤسف أن السرطان قد انتشر بصورة كبيرة، وكنت بين نارين؛ إما أن أُجري عملية زرع خلايا جذعية خيفية، أو أن أشارك في تجرِبة سريرية.

بعد البحث طويلًا استقررت على التجربة السريرية، التي استمرت ستة أشهر وأظهرت فحوصاتها أن جسدي ما زال ينتج خلايا سرطانية.

كان ذلك مزعجًا بشكل كبير…

وانتهى بي المطاف إلى اللجوء لعملية زرع الخلايا الجذعية الخيفية، فقد أجمع الأطباء على أنه الحل الأنسب لحالتي الآن.

بريق أمل 

انتظرت طويلًا لأجد المتبرع المناسب لإجراء العملية، وخلال هذه المدة كنت أتلقى مجموعة من العلاج الدوائي، وكان نظام جديد وقتها، أظهر تحسنًا مبهرًا ونجح في جعل حالتي مستقرة.

وجاء الخبر السعيد … عندما عثروا على خلايا متبرع متطابق معي، وأتممت العملية في يناير 2017.

ولكن كان علي أن أنتظر في المشفى عدة شهور لضمان نجاح العملية.

لحظة الانتصار

أبريل 2017 …

أخيرًا، أنا في طريقي للعودة إلى المنزل وسط الدعم المحاط بي من زوجي وأطفالي وكل أفراد أسرتي، لحظة الانتصار التي انتظرتها طويلًا لأنعم بحياتي كما كنت قبل السرطان.

اليوم أقول وبكل ثقة: “لقد قهرت المرض” …

نحتفل الليلة باليوم العالمي للسرطان ونهدف لرفع الوعي والحث على الوقاية من السرطان.

نبْذَة عن اليوم العالمي للسرطان

السرطان لا يعرف حدودًا!

تشير الدراسات الحديثة إلى أن هذا المرض اللعين يودي بحياة شخص واحد من بين كل ست أشخاص حول العالم.

لذا، اعتمدت المنظمات اليوم العالمي للسرطان في جميع أرجاء العالم بهدف حشد المجتمع ولفت الانتباه للتوعية بمرض السرطان ودعم المرضى.

يُحتفل باليوم العالمي للسرطان يوم 4 فبراير من كل عام لتوحيد العالم تحت شعار واحد، وهو مكافحة السرطان وانتشال الملايين من الوقوع في معاناته من خلال الوقاية منه وزيادة الوعي ضده.

درْهم وقاية خير من قِنطار علاج

تختلف فرصة إصابة الفرد بالسرطان اعتمادًا على نمط الحياة الذي يتبعه.

 لذا؛ إليك قائمة بأهم النصائح الحياتية للوقاية من السرطان:

  • ابتعد عن التدخين

يُعد تجنب التدخين أو التوقف عنه خطوة مهمة للوقاية من السرطان، إذ ارتبط التدخين بالعديد من أنواع السرطانات، مثل: سرطان الرئة والفم والبنكرياس.

  • اتباع نظام غذائي صحي

الإكثار من تناول الفواكه والخضراوات والأطعمة النباتية الأخرى مثل: الحبوب الكاملة، كذلك عدم تناول اللحوم المصنعة، قد يقلل من خطر الإصابة بالسرطان.

  • ممارسة النشاط البدني

خصص 30 دقيقة من وقتك لممارسة أنواع متعددة من النشاط البدني، إذ إنه يسهم في الحد من خطر الإصابة بسرطان الثدي والرئة والكلى.

  • تجنب أشعة الشمس في وقت الظهيرة

يُعد سرطان الجلد من أكثر الأنواع شيوعًا، لذلك ينصح بالابتعاد عن أشعة الشمس المباشرة خاصةً وقت الظهيرة، وحاول البقاء في الظل قدر الإمكان.

  • حافظ على الوزن المثالي

اتباع حمية غذائية سليمة، وتناول كَمَيَّة مناسبة من الماء يوميًا، يساعد على الحفاظ على الوزن وتقليل خطر الإصابة بالأمراض.

كيف أدعم مريض السرطان نفسيًّا؟

أشارت العديد من الدراسات إلى أن الناجين من السرطان وجدوا دعمًا قويًا من المحيطين بهم؛ الأمر الذي شجعهم على التكيف مع التغيرات التي يجلبها السرطان لحياتهم.

يسعى الكثير إلى إظهار الدعم والحب لمصابيهم، لكن قد يتساءل البعض عن أفضل وسيلة لذلك.

إليك بعضًا من طرق الدعم المتنوعة:

  • احرص على زيارته للاطمئنان عليه، وكن دائم التواصل معه. 
  • لا تخف من وضع خطط مستقبلية معه، فهذا يمنحه بريق أمل لغد أفضل.
  • حافظ على الأجواء الإيجابية، واقضوا وقتًا ممتعًا مُمتلِئًا بالضحك والتسلية.
  • شاركه أوقات الحزن والإحباط التي يمر بها، ولا تتجاهل مشاعره السلبية ولحظات اليأس.
  • اعرض عليه المساعدة في إنجاز أي مهمة يعجز عن إتمامها بنفسه.

ختامًا، مهما كان مريضك قويًّا؛ فهو ما زال يحتاج إلى صديق بجواره يشاطره أحزانه ويقاسمه معاناته، والأهم أن يساعده على التمسك بالأمل وقهر المرض.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى