اليوم العالمي للنوم | ثلث العمر!

في عصرنا هذا، قلَّ منا من لا يعاني القلق وقلة التركيز، ويسيطر عليه شعور بالحزن والاكتئاب!
يتبادر في أذهاننا أن كل ما نمر به هو مجرد مشكلة عضوية أو نفسية تعيقنا من استكمال حياتنا بصورة طبيعية!
لماذا لم نلتفت ونمنح جزءًا من اهتمامنا إلى شيء يُمثل ثلث عمرنا؟!
نعم، أعتقد أننا أخطأنا التشخيص وأخطأنا في حق أجسادنا وأنفسنا، وأن كل ما نحتاج إليه هو النوم وأخذ قسط كافٍ من الراحة!
يعد النوم احتياجًا أساسيًّا للإنسان، تمامًا مثل احتياجه إلى الغذاء والمأوى والملبس.
يمثل النوم ثلث حياتنا ويمنحنا الطاقة والقدرة على خوض معارك الحياة وضمان الاستمرارية.
نستعرض في هذا الترياق حديثًا عن اليوم العالمي للنوم، ونتطرق إلى مخاطر الحرمان من النوم على الصحة النفسية، ونقدم لك نصائح تساعدك على الحصول على نوم صحي ومنتظم.
اليوم العالمي للنوم
هو دعوة سنوية ونداء لكل العالم للتوعية بشأن النوم وأهميته في حياتنا، يسعى هذا اليوم إلى جذب انتباه الأشخاص وتوجيه تركيزهم إلى أهمية النوم الصحي، ومساعدة أولئك الذين يعانون صعوبات في النوم.
بدأ اليوم العالمي للنوم منذ عام 2008، وأصبح نشاطًا عالميًا بقصد التوعية ضد مخاطر الحرمان من النوم، ويُحتفل به يوم الجمعة قبل الاعتدال الربيعي من كل عام.
يهدف اليوم العالمي للنوم بشكل رئيسي إلى تغيير الطريقة التي ينظر بها الناس إلى النوم، وتجربته من خلال منحهم موارد ونصائح ذات قيمة لمساعدتهم في حياتهم اليومية.
تود الحصول على المزيد من المقالات المجانية على ترياقي؟ اشترك الآن ليصلك كل جديد!
مخاطر الحرمان من النوم
قد تحرم مقلتيك من النوم أو قد تمنحها نومًا متدني الجودة؛ بسبب أنك تنام وفي رأسك هموم الدنيا، منشغلًا بضغوط الحياة ومشكلاتها.
جدير بالذكر أن العلم ربط قلة النوم بالعديد من المشكلات الصحية والنفسية التي قد تظهر آثارها على المدى القريب، مثل:
- التثاؤب المتكرر.
- التعب والشعور بالنعاس في أثناء ساعات النهار.
- استهلاك المنشطات مثل: الكافيين، ما يزيد من صعوبة النوم ليلًا.
ومن الممكن أن يذهب حرمانك من النوم إلى أبعد من ذلك ويظهر تأثيره على المدى البعيد، فيتداخل مع أنظمة الجسم ويتسبب في ظهور مضاعفات أو أعراض تؤثر في صحتك النفسية والعقلية.
تأثير الحرمان من النوم في الصحة النفسية
هناك ارتباط وثيق بين النوم وصحتك النفسية؛ إذ يؤدي النوم دورًا رئيسيًا في الصحة البدنية والعقلية، فقلة النوم قد تسبب في البداية شعورًا بسيطًا بالضيق والإرهاق، ثم تمتد لتسبب عواقب صحية وخيمة لاحقًا.
قد تكون اضطرابات النوم نتاجًا لأن الشخص يعاني مشكلات نفسية، وقد يحدث العكس وتتسبب مشكلات النوم في ظهور وتفاقم العديد من أعراض الأمراض العقلية، مثل: الاكتئاب والقلق والاضطراب ثنائي القطب.
لذا، فإن الأشخاص الذين يعانون فعليًا مشكلات في الصحة العقلية، هم أكثر عرضة للإصابة بالأرق أو اضطرابات النوم الأخرى.
تؤدي قلة النوم إلى ظهور بعض الحالات النفسية، نستعرض منها الآتي:
- الإجهاد
هكذا نشعر عندما نقضي ليلة كاملة في التقلب يمينًا ويسارًا دون القدرة على الخلود للنوم، يعقبها تغيرات في الحالة المزاجية وسرعة الغضب.
يُصبح الفرد غير قادر على مواكبة ضغوطات الحياة حتى الهينة منها، وغير قادر على التكيف معها، ويعكس ذلك شعورًا بالإحباط والارتباك.
- الاكتئاب
يُشكل الأرق في العموم أحد أعراض الاكتئاب، لكن أشارت الأبحاث في الآونة الأخيرة إلى أن قلة النوم ينتج عنها الدخول في نوبات اكتئاب فعلية.
كما أثبتت 21 دراسة مختلفة أن الأشخاص الذين يعانون الأرق لديهم خطر مضاعف للإصابة بالاكتئاب، وذلك مقارنة بمن لا يعانون اضطرابات في النوم.
- القلق
تُعد العلاقة بين القلق والنوم كالحلقة المتصلة والمستمرة؛ إذ إن الأشخاص المصابين بالقلق يشكون المزيد من اضطرابات النوم، كذلك فإن الحرمان من النوم يسهم بشكل كبير في الشعور بالقلق.
أقرت إحدى الدراسات أن مشكلات النوم تمثل مؤشرًا للإصابة باضطراب القلق العام لدى الأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 9 إلى 16 عامًا.
- اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه
هو حالة نفسية شائعة تؤثر في نحو 5.3 % من الأطفال، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 6 و17 عامًا.
وهو أيضًا يتعلق بمشكلات النوم، إذ إن 25% إلى 55% من الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يعانون كذلك اضطرابات النوم.
إذا استمر مسلسل قلة النوم أو انعدامه، فقد يتطور الوضع ليصبح أكثر خطورة على صحتك النفسية، وتظهر في الصور الآتية:
- الشعور بالهلوسة، مثل رؤية أو سماع أشياء غير موجودة فعليًا.
- التفكير في الانتحار.
نصائح للتغلب على قلة النوم
يمكنك اليوم أن تتخلص من كابوس الأرق الذي يسيطر عليك وينهب حياتك أمام عينيك، فقط عليك أن تسعى جاهدًا في تحسين نوعية النوم وكميته، ولا تقلق! فعوامل الخطورة التي تُشكلها قلة النوم قابلة للتعديل في أغلب الحالات.
إليك بعض الأشياء التي يمكن اتباعها لتحسين جودة النوم ليلًا:
- الحد من القيلولة
لا تفرط في النوم في أثناء النهار، إذ إنه سيؤثر في قدرتك في النوم ليلًا.
احرص ألا تتعدى مدة القيلولة 30 دقيقة على الأكثر لتضمن أن يكون نومك ليلًا مريحًا وغير متقطع.
- ضع روتينًا للنوم
التزم بمجموعة من العادات التي تهيئك للنوم سريعًا، مثل: الاستحمام أو قراءة كتاب أو ممارسة التأمل لبضع دقائق؛ إذ يساعد ذلك على تهدئة الجسم.
واعلم أن اتباع بعض العادات وتكرارها يوميًا يضبط الحالة المزاجية ويوفر لك نومًا هادئًا مساءً.
- تجنب المنبهات
يؤدي تناول الشاي والقهوة وغيرها من المشروبات التي تحتوي على مادة “الكافيين” إلى صعوبة في النوم.
لذا، ينصح بتجنب تلك المشروبات قبل موعد النوم.
- أغلق أجهزتك
تؤدي مشاهدة التلفاز أو استخدام الهواتف الذكية وقت النوم إلى فقدان القدرة على الاسترخاء والدخول في النوم بشكل سهل وسريع.
حاول أن تضع قيودًا وتحدد وقت الإقلاع عن استخدام أجهزتك قبل فترة من النوم، وينصح بترك الأجهزة قبل ذاك الموعد بساعة على الأقل.
- تحدث إلى طبيب
إذا لم تنجح في تنظيم نومك أو شعرت أن اضطرابات النوم التي تعانيها ناجمة عن حالة نفسية أصابتك، فلا تتردد في استشارة طبيب متخصص؛ ليدلك على الحل الأنسب لحالتك.
ختامًا…
يشفي الجسم نفسه بنفسه، ويستعيد توازنه الكيميائي ومقدرته على الاحتفاظ بالذاكرة من خلال نوم صحي منتظم.
وبذلك نتأكد أن أجسامنا تحتاج إلى النوم كما نحتاج نحن إلى أساسيات أخرى في حياتنا؛ لتكون في أفضل حالاتها دومًا.
بدون قسط كافٍ من النوم، لن يعمل دماغك وجسمك بشكل طبيعي، ومن ثم تنخفض جودة حياتك بشكل كبير.
اعلموا أعزائي أن النوم أولوية وليس رَفَاهيَة!