أعراض انسحاب الترامادول | اترك جسدي في سلام!

بدأت علاقته بالترامادول منذ أن وصفه الطبيب علاجًا لآلامه.
كم كان تأثيره سحريًّا! فقد حرره من أوجاعه والسجن الذي حُبس فيه.
توقف عن تناوله فجأة دون استشارة طبيبه، ظنًّا منه أنه لم يعد بحاجة إليه.
لم يُدرك أنه خرج من سجن آلامه ودخل سجن الترامادول!
أعراض كثيرة غير مفهومة دفعته لتناوله مرة أخرى هربًا منها.
ما الحل؟!
كيف الخلاص؟!
في هذا المقال سنتعرف بالتفصيل إلى أعراض انسحاب الترامادول.
ما هو الترامادول؟
الترامادول مُسكِّن أفيوني، يُستخدم لعلاج الآلام المتوسطة والشديدة.
يُصنَّف الترامادول عقارَ جدولٍ نظرًا لقابليته لسوء الاستخدام ومن ثَم الإدمان؛ لذا؛ لا يجب استخدامه إلا بوصفة طبية.
تود الحصول على المزيد من المقالات المجانية على ترياقي؟ اشترك الآن ليصلك كل جديد!
يختلف الترامادول عن بقية المُسكِّنات الأفيونية في أنه يُسكِّن الألم بآليَّتيْن، هما:
- تحفيز مستقبلات الأفيونات Opioids receptors في الدماغ (مثل الإندورفين وبقية المسكنات الأفيونية)، وبذلك يُقلِّل من إشارات الألم التي يستقبلها دماغك من الجسم.
- تثبيط إعادة امتصاص الناقلين العصبيين: السيروتونين (Serotonin) والنورإبينفرين (Norepinephrine).
اقرأ: ترامادول | بين تسكين الآلام الشديدة والإدمان!
انسحاب الترامادول

تحدث أعراض انسحاب الترامادول عند التوقف عن تناوله (سواء كان هذا التوقف بأمر من الطبيب، أو بعد سوء استخدام من المريض)؛ وذلك بسبب تعوُّد الجسم على تأثيره Tolerance، واعتماده عليه Dependance.
يحدث التعود عندما لا تُحقِّق الجرعة المعتادة نفس التأثير، ما يدفعك إلى زيادة الجرعة حتى تصل إلى نفس النتيجة (مثل: تسكين الألم، أو النشوة والاسترخاء).
أما الاعتماد على الترامادول فهو نتيجة اعتياد الجسم على وجود الدواء باستمرار، وحدوث تغيُّرات في كيمياء ومسارات الدماغ؛ الأمر الذي يتسبَّب في أعراض الانسحاب عند التوقف عن تناوله.
إساءة استخدام الترامادول تتضمن عدم استخدامه كما وُصف (تناوله بجرعات أكبر، أو أكثر من المعتاد، أو مع أدوية أخرى)، أو تعاطيه بشكل غير قانوني (من أجل النشوة بمفرده أو مع غيره من الأدوية، أو لعلاج أعراض انسحاب المواد الأفيونية الأخرى).
أسباب إدمان الترامادول
العوامل الآتية قد تزيد من قابلية التعلُّق بالترامادول وإدمانه:
- تناوله فترات طويلة (حتى وإن كان ذلك بالجرعة الموصوفة).
- تناول جرعات كبيرة.
- وجود تاريخ لإدمان المواد المخدرة (سواء كان تاريخًا للمريض نفسه أو لفرد من أسرته).
- الضغوطات النفسية (مثل: التوتر المستمر، والتعرُّض للإساءة أو الإهمال، والصدمات النفسية).
- العمر؛ إذ تؤثر المرحلة العمرية التي يبدأ فيها الشخص إساءة استخدام العقاقير في تعلُّقِه بها (على سبيل المثال: أثبتت الدراسات زيادة احتمالية إدمان البالغين الذين أساؤوا استخدام المواد المخدرة في أثناء المراهقة؛ وذلك بسبب عدم اكتمال نمو الدماغ في هذه المرحلة، وتضرُّر المناطق المسؤولة عن اتخاذ القرارات والتحكم في الاندفاعات والتعلُّم وغيرها).
كيف تختلف أعراض انسحاب الترامادول عن باقي المواد الأفيونية؟
ينفرد الترامادول من بين المسكنات الأفيونية في حدوث نوعين من أعراض الانسحاب؛ أعراض انسحاب أفيونية تقليدية (مثل بقية المسكنات الأفيونية)، وأعراض انسحاب غير تقليدية (تُشبه أعراض الانسحاب من مضادات الاكتئاب ومثبطات إعادة امتصاص السيروتونين)، وذلك بسبب آليات عمله المختلفة (التي ذُكِرت سابقًا).
من أعراض الانسحاب الأفيونية التقليدية (معظم الحالات)
- الغثيان والقيء.
- إسهال.
- آلام في الجهاز الهضمي.
- آلام في الجسم والعضلات.
تَقِل حدة أعراض الانسحاب التقليدية في الترامادول عن المواد الأفيونية الأخرى (مثل: الهيروين والأوكسيكودون)؛ وذلك لأن تأثيره في مستقبلات المواد الأفيونية أضعف.
من أعراض الانسحاب غير التقليدية (نادرة الحدوث)
- القلق الشديد ونوبات الهلع.
- الارتباك.
- الهلاوس.
- جنون العظمة
- وخز وتنميل في الأطراف.
تظهر خطورة أعراض انسحاب الترامادول النفسية من خلال تأثيرها في حكم الشخص وتفكيره، فقد تدفعه إلى اتخاذ قرارات خاطئة أو وضع نفسه في مواقف خطِرة.
أشهر أعراض خروج الترامادول من الجسم

تتميز معظم حالات الانسحاب بالآتي:
- أعراض تُشبه الانفلونزا.
- الرغبة الشديدة في تناول الترامادول.
من أشهر أعراض انسحاب الترامادول من الدم:
- التهيُّج.
- التقلبات المزاجية والاكتئاب.
- الارتباك
- الأرق.
- الكوابيس.
- الصداع.
- الدوار.
- ارتعاشات في الجسم.
- ألم في العضلات.
- المغص.
- نقص الشهية.
- الغثيان والقيء.
- الإسهال.
- تشوش الرؤية.
- التعرق.
- الإحساس بالوخز.
يَصعُب التنبؤ بالأعراض التي ستعانيها وحدَّتها ومُدة استمرارها؛ فذلك يختلف من شخص لآخر ويتأثر بعوامل مختلفة (سنتناولها لاحقًا)، لذلك يجب إيقاف تناول الترامادول تحت إشراف طبي.
ما مدة انسحاب الترامادول؟
في البالغين الأصحاء، تظهر أعراض خروج الترامادول من الجسم عادةً بعد وقت قصير من التقليل الفجائي للجرعة أو التوقف عن تناوله (خلال يوم أو يومين)، وتنحسر هذه الأعراض في غضون أسبوع أو أسبوعين، وقد تستمر مدة أطول (قد تصل إلى شهور)، وذلك يعتمد على عوامل عدة سنتعرف إليها تاليًا.
العوامل التي تؤثر في أعراض انسحاب الترامادول
تختلف حدة وطول مدة أعراض انسحاب الترامادول من شخص لآخر تبعًا لعوامل عدة، منها:
- مدة تناول الترامادول.
- الجرعة المتناولة.
- العمر
- وجود مشكلات صحية.
- تزامن وجود اضطرابات نفسية.
- الأدوية المستخدمة.
- تعاطي مواد مخدرة أخرى إلى جانب الترامادول.
علاج انسحاب الترامادول

يمكن القول أنه إدارة للانسحاب أكثر من كونه علاجًا، حيث يهدف إلى تخليص الجسم من السموم Detox، مع السيطرة على أعراض خروج الترامادول، وإرشاد المريض ودعمه خلال هذه المرحلة.
يتضمن علاج انسحاب الترامادول الآتي:
- التناقص التدريجي Tapering
يتسبَّب الإنقاص الشديد لجرعة الترامادول أو إيقافه فجأة في حدوث أعراض الانسحاب المزعجة، لذلك يعدُّ التقليل التدريجي للجرعة المتناولة هو الوسيلة الأنسب لتفادي حدوث أعراض الانسحاب.
لا يوجد جدول زمني عالمي لكيفية إنقاص الجرعة، ولهذا يجب القيام به بواسطة طبيب متخصص يضع خطة مصممة خصِّيصًا للمريض تعتمد على عدة عوامل، مثل:
- الجرعة المُتناولة.
- مدة تناول الدواء.
- طبيعة الألم الذي يعالج بالترامادول.
- الصحة الجسدية والعقلية.
- العلاج الدوائي
تستخدم بعض العقاقير في إدارة عملية انسحاب الترامادول بهدف تخفيف الأعراض، وتقليل الرغبة الشديدة في تناوله.
ومن هذه العقاقير:
- بيوبرينورفين Buprenorphine: محفِّز جزئي لمستقبلات الأفيونات طويل المفعول، يقلل من أعراض الانسحاب، ويمتاز بوصول تأثيره إلى مرحلة قصوى لا يزداد بعدها مهما زادت الجرعة، ومن ثَم لا ينتج عنه إساءة استخدام.
- نالتريكسون Naltrexone: مضاد لمستقبلات الأفيون يمنع التأثير المبهج للمواد الأفيونية، ويحمي من خطر العودة لإساءة استخدامها.
- ميتوكلوبريمايد Metocloperimide: لعلاج الغثيان والقيء.
- لوبيريمايد Loperimide: لعلاج الإسهال.
- أيبوبروفين Ibuprofen أو أسيتامينوفين Acetaminophen: لآلام العضلات.
- كلونيدين Clonidine: لعلاج التعرق والقلق.
- يعالَج انسحاب الترامادول في مراكز متخصصة أو في المنزل، وقد يشتمل على الخطوات الآتية:

- الانسحاب من الدواء تحت إشراف طبي.
- استشارات نفسية لدعم المريض في رحلة الانسحاب، وعلاج أي اضطرابات نفسية، ومساعدة المريض على الاستمرار في الإقلاع وعدم الانتكاس.
- مجموعات دعم.
- علاج أسري، وتشكيل مجموعة دعم من الأسرة والأصدقاء.
يعتمد تحديد خطة العلاج على درجة إدمان الترامادول أو الاعتماد عليه، وحِدَّة أعراض الانسحاب التي يعانيها الشخص، وحالة المريض نفسه وصحته.
عادة ما يكفي التقليل التدريجي للجرعة في علاج أعراض الانسحاب، وذلك عند الالتزام بالجرعات الموصوفة كعلاج للألم مع وجود خطة للتعامل مع الألم في المستقبل، لكن إساءة استخدام الترامادول وإدمانه يستلزمان وضع خطة علاجية تتضمن وسائل متنوعة.
اقرأ: علاج إدمان الترامادول | الدليل الشامل
تنبيهات مهمة
- متلازمة السيروتونين
على الرغم من ندرة حدوث متلازمة السيروتونين خلال الانسحاب من الترامادول، فإن تناول جرعة كبيرة منه (نتيجة الانتكاس في أثناء الانسحاب) قد يتسبب في هذه المتلازمة الخطرة، والتي من أعراضها: زيادة سرعة ضربات القلب، وزيادة التعرق، ارتعاش العضلات أو تصلبها، اتساع حدقة العين.
قد تحدث هذه المتلازمة -أيضًا- عند تناول الترامادول مع الأدوية التي تزيد من مستوى السيروتونين في الجسم مثل مثبطات إعادة امتصاصه (مثل SSRIs وSNRIs)، ومثبطات الأوكسيداز أحادي الأمين (MAOIs).
- كبار السن والانسحاب
كبار السن أكثر عرضة لمضاعفات انسحاب الترامادول؛ وذلك لبطء معدل تكسير الدواء، ومن ثَم ازدياد تأثيره واستمراره وقتًا أطول.
وهكذا يتأخر لديهم ظهور أعراض الانسحاب، لكنَّها تكون أكثر حدة!

قد يجعلك الألم يائسًا تبحث عن أي وسيلة للتخلص منه، وقد ترى أن ترامادول هو طوْق النجاة.
تذكَّر…
ترامادول علاج ذو وجهين؛ فكما يبدو هو الحل لآلامك، قد يتحول إلى سبب لمشكلاتك
لا تتناوله دون استشارة الطبيب، ولا تتردد في طلب المساعدة إذا استشعرت سيطرته عليك، وكن واثقًا أنك أقوى منه ومن آلامك.