ترياق الحياة الصحية

تأثير الديكور على النفسية

– حبيبي، لدي فكرة رائعة!

دعنا نغير لون غرفة المعيشة في عطلة نهاية الأسبوع، ألا ترغب في فعل شيء مختلف لكسر الروتين؟!

= أي غرفة وأي لون؟! أنسيتِ أننا لم يمر على زواجنا سوى عامين؟ الطلاء لا يزال بحالة جيدة…

– نعم أعي ذلك، لكنني أشعر بالملل والكآبة تجاه هذا اللون! أشعر أنه لا يشبهني… وقد وعدتني أن نغير بعض الديكور الذي لم يعجبني اختياره بعد فترة من زواجنا، فهيا نفعلها رجاءً!

عزيزي القارئ، هل يبدو الحوار السابق مألوفًا لك؟! لعلك جئت باحثًا عن تأثير الديكور على النفسية، وكيف يمكن لاختيار ألوان الجدران أن يؤثر في راحتك وصحتك النفسية، وما الذي يمكنك فعله من تغييرات بسيطة في مساحة معيشتك أو عملك لتتمتع بصحة نفسية أفضل، فإن كنت كذلك، فتابع القراءة…

تأثير الديكور على النفسية

تؤثر ألوان الديكور بمنزلك في راحتك النفسية ومستوى طاقتك، ولا عجب في ذلك؛ فبعض الألوان تضفي شعورًا بالسعادة والنشاط، وبعضها الآخر يجعل المنزل كئيبًا لا طاقة فيه. 

الأمر نفسه هو ما يجعلك تحب الذهاب إلى مقهى معين دون العودة للمنزل، وتفضل البقاء فيه لساعات دون ملل،
فهذا جزء من تأثير ألوان الديكور على النفسية.

ولعل الواقع قد فرض علينا البقاء في منازلنا فترات طويلة في ظروف استثنائية، مثل أوقات انتشار الأوبئة العالمية مثل وباء الكورونا، ما دفع كثيرين إلى الانتباه إلى المساحات المهدرة في منازلهم، والبحث عن طرق لتجديد الديكور لزيادة الراحة النفسية.

لذا؛ أُجريت أبحاث علمية حول تأثير الديكور على النفسية، فدعنا نتحدث -عزيزي القارئ- عن بعض عناصر التصميم الداخلي التي يمكن أن تؤثر في نفسيتنا بشيء من التفصيل.

تأثير المساحات

يمكن للمساحات إضفاء فرق كبير في حالتك النفسية، فالأسقف المرتفعة والغرف المفتوحة -على سبيل المثال- تعطي شعورًا بالحرية والراحة.

تود الحصول على المزيد من المقالات المجانية على ترياقي؟ اشترك الآن ليصلك كل جديد!

وبحسب دراسة علمية، فمعيشتك في منزل ذي سقف مرتفع تؤثر في استقبالك اللا واعي للمساحات والبيئة من حولك،
فتزيد من قدرتك على التركيز والإبداع، وتحسن حالتك المزاجية.

من الضروري أيضًا ترتيب الأثاث موجهًا إلى الفراغ وليس إلى الحائط، والانتباه إلى تأثير اللون في الفراغ عند اختيار قطع الأثاث مع ألوان الجدران، والاهتمام بخلق مساحة كافية للحركة بين قطع الأثاث، ما يعزز مشاعر الراحة لديك.

إدخال عناصر الطبيعة

إدخال عناصر الطبيعة

ربما أضفت الحداثة لمساتها في لا وعينا فأثرت في خياراتنا في تصميم منازلنا، وجعلتنا نتمنى منازل نظيفة براقة بألوان صريحة قاسية. 

لكن وَفْقًا لِما تؤكده الدراسات العلمية، فوجود عناصر من الطبيعة من حولك يعد جزءًا أساسيًا من تأثير الديكور على النفسية؛ إذ تترك أثرًا بالغَ الأهمية في صحتك النفسية والجسدية أيضًا.

بالطبع لا يملك جميعنا الفرصة لاختيار منزل يطل على مساحات خضراء واسعة أو على ضفاف النهر،
لكن لحسن الحظ أن تأثير الطبيعة يمكن أن يتحقق بإضفاء لمسات بسيطة لكنها تحدث فرقًا كبيرًا.

لذا؛ لإضفاء بعض عناصر الطبيعة إلى مساحة معيشتك، فَكِّر في النقاط الآتية:

  • يمكنك إضافة نبتة داخلية داخل غرفة المعيشة، أو وضع بعض النباتات في شُرفة منزلك.
  • لا يقتصر دور النباتات الطبيعية على الزينة فقط، إنما هي روح تحتاج إلى اهتمام وتواصل كي تشعر بفرق في حالتك النفسية برؤيتها تنمو وتتغير من طور إلى آخر.
  • اتجه دائمًا إلى النباتات الطبيعية دون الصناعية -التي تقتصر على الزينة فقط-، واقرأ عن أنواعها وما تفضله لتصل إلى الخيار الأمثل.
  • الأسقف والأرضيات الخشبية تترك شعورًا بالدفء وراحةً نفسيةً أكبر، الأمر نفسه ينطبق على وجود بعض قطع الديكور الخشبية.

الترتيب والنظام

المنزل المكدس عدو الإبداع!

عزيزتي القارئة، كيف يكون شعورك بعد تلميع آخر قطعة أثاث بالمنزل في نهاية يوم التنظيف؟

هكذا يؤثر التنظيم في الراحة النفسية ويشجع على التركيز، فالغرفة الفوضوية ليست مناسبة للمذاكرة أو العمل،
بل تسحب من طاقتك ويتشتت معها الذهن بسهولة لكثرة التفاصيل، كما تستهلك مزيدًا من الوقت والجهد لتنظيفها.

لذا، يُنصح دائمًا بالتخلص من الكراكيب وكل ما يمكن الاستغناء عنه، والبعد عن الأجهزة ذات الوظيفة الواحدة
-مثل كثير من أدوات المطبخ التكميلية عزيزتي القارئة-.

ركن الاهتمام بالنفس

بأبسط الإمكانات يمكنك تحويل ركن فارغ بغرفة المعيشة إلى مساحة للإبداع؛ بوضع رف وبعض الأدوات المكتبية البسيطة لتصميم أشغال يدوية، أو ربما إنشاء ركن للقراءة، أو استغلال الغرفة الفارغة بمنزلك لممارسة اليوجا أو أي رياضة تفضلها.

لا تنس إضافة الشموع ذات الروائح المهدئة حسب ذوقك، والاستعانة بالمصابيح ذات الإضاءة الصفراء قدر الإمكان،
فهي تكسر حدة الأجواء وتعطي انطباعًا بالراحة والدفء.

تأثير ألوان الديكور على النفسية

تأثير ألوان الديكور على النفسية

يمكن تلخيص الفكرة الأساسية لسيكولوجية الألوان في تقسيم الألوان تبعًا لطولها الموجي، ولمعرفة تأثير ألوان الجدران على النفسية دعنا نقسمها كما يأتي:

الألوان ذات الطول الموجي الطويل:

وتشمل درجات الأحمر والأصفر والبرتقالي، وهي تُعَد ألوانًا مثيرة.

  • اللون الأصفر والبرتقالي: يتركان شعورًا بالطاقة والدفء والسعادة في المنزل، وسنتحدث عن تأثير اللون الأصفر تفصيلًا في فقرة قادمة.
  • اللون الأحمر: يفضل مهندسو التصميم الداخلي الابتعاد عن اللون الأحمر أو تقليله قدر الإمكان، فلا يفضل استخدامه في دهان الجدران؛ إذ يترك شعورًا بالعدائية ويزيد مستوى التوتر لدى الكبار والأطفال أيضًا،
    فيمكن الاكتفاء بوجوده في قطعة ديكور أو لوحة فنية -على سبيل المثال-.

الألوان ذات الطول الموجي القصير:

منها درجات الأزرق والأخضر والبنفسجي، وهي ألوان ذات تأثير مهدئ.

  • اللون الأزرق: عادة ما يعبر عن السكينة والهدوء، لذا يمكن استخدامه لطلاء غرفة النوم.
  • اللونُ الأخضر: هو لون الطبيعة، ويظهر تأثير ألوان الجدران على النفسية في استخدام هذا اللون في غرف المعيشة أو النوم، ليعزز مشاعر الراحة والسلام الداخلي.
  • اللون البنفسجي: يعد لونًا ملكيًا بامتياز، فهو يترك انطباعًا بالثروة والثراء.

اللون الأبيض:

يظهر تأثير اللون في الفراغ في استخدام الأبيض لونًا أساسيًا لأغلب حوائط المنزل؛ إذ يوحي بالاتساع،
فيُفضَّل استخدامه في المساحات الضيقة أو لإظهار الأثاث أكثر. ويجب الانتباه عند اختيار ألوان الحوائط إلى تأثير الألوان على الديكور الذي سنختاره.

اقرأ أيضًا: تأثير الألوان على نفسية الإنسان

تأثير اللون الأصفر

يختلف تأثير اللون الأصفر واستقباله من شخص لآخر، النقاط الآتية توضح بعضًا من تأثيره في النفسية:

  • جذب الانتباه: اللون الأصفر من أكثر الألوان جذبًا للانتباه نظرًا لشدته، لذا نستخدمه كثيرًا في قصاصات الملاحظات (sticky notes) في ركن المذاكرة، أو في أماكن العمل.
  • تحفيز الطاقة: يُعتقد أن اللون الأصفر يحفز عملية الأيض، فيزيد مستوى الطاقة بالجسم.
  • صعوبة القراءة: من المتفق عليه أنه لون غير مريح للعين في القراءة؛ إذ يسبب إجهادها، فلا يفضَّل استخدامه
    في الكتابة أو في خلفية شاشة جهازك اللوحي إذا كان تركيزه شديدًا.
  • الشعور بالانزعاج: يرى البعض اللون الأصفر شديد الإثارة، إذ يزيد مستوى توترهم، ويحفز سرعة الغضب،
    لهذا لا يُفضل استخدامه بنسبة كبيرة في حوائط المدارس أو غرف الأطفال.
  • الدفء: كما ذكرنا مسبقًا فهو يعد من الألوان الدافئة؛ إذ يمثل ضوء الشمس وألوان بعض الزهور والفاكهة المحببة للكثيرين.

قد تختلف أو تتفق في حب اللون الأصفر، لكن شأنه شأن أي لون آخر، يمكن توظيفه في قطع الديكور البسيطة
أو قطع الأثاث الكبيرة تبعًا لراحتك، وهذا ما يتأثر بانطباعك عنه.

أخيرًا عزيزي القارئ، بعد أن تعمقنا في تأثير الألوان على الديكور، وأوضحنا تأثير الديكور على النفسية،
ربما حان الوقت لإجراء بعض التغييرات في منزلك أو مكان عملك، وربما تكون فرصتك أفضل إذا كانت قراءتك لهذا المقال جزءًا من استعدادك لتأسيس منزلك كما تحب، فهنيئًا مقدمًا!

المصدر
How Interior Design Affects Mental HealthThe Color Psychology of YellowInterior design tips improve your mental healthColor Psychology: Does It Affect How You Feel?
اظهر المزيد

د. آلاء عمر

آلاء عمر، صيدلانية، أم، وكاتبة محتوى طبي، أهدف إلى إيصال المعلومة الطبية للقارئ بسهولة وزيادة الوعي الطبي لدى الناس. مهتمة بمجال الصحة النفسية وما يخص الطفل والمرأة طبياً. مؤمنة بقدرة الإنسان على اكتساب الوعي والتغيير الإيجابي للإرتقاء بمستوى حياته للأفضل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى