تأخر الدورة الشهرية مع وجود أعراضها | ناقوس خطر لخلل في صحتك!

(منى) فتاة متزوجة حديثًا تنتظر خبر حملها بفارغ الصبر، عندما تتأخر الدورة الشهرية عليها، ينتابها الفرح وتسرع لإجراء اختبار الحمل المنزلي.
لكنها تتفاجأ أنها ليست حامل، وهى على هذه الحال منذ ثلاثة أشهر.
أخذت (منى) تسأل نفسها -بما أنها غير حامل- لماذا تعاني تأخر الدورة الشهرية مع وجود أعراضها هل هناك سبب مرضي يمنع الحمل؟ أم أن التوتر والقلق لهما دور في تأخرها؟
سنتناول سويًا أهم أسباب تأخر الدورة الشهرية مع وجود أعراضها، وأسباب تأخر الدورة الشهرية للمتزوجات،
وما هي مدة تأخر الدورة الشهرية لمعرفة الحمل.
نبذة عن الدورة الشهرية
الدورة الشهرية هي أمر طبيعي يحدث عند بلوغ الفتاة، ما يثبت قدرتها على الإنجاب.
يبدأ نزول الحيض عند الفتيات لأول مرة في أعمار تتراوح ما بين التاسعة والخامسة عشرة، وفقًا لتكوينهن الجيني وتأثير البيئة عليهن، أي بعد سنتين من ظهور علامات البلوغ، مثل نمو الثديين، وظهور شعر العانة.
تتكرر الدورة الشهرية عند معظم السيدات كل ٢٨ يومًا، لكن هناك فئة من السيدات يتراوح تكرار دورتهن الشهرية من ٢١ إلى ٣٥ يومًا، وتُعَدُّ هذه الدورة طبيعية.
أما إذا تأخر نزول دم الحيض عن ٣٥ يومًا، فيُعَدُّ ذلك تأخرًا للدورة الشهرية عن موعدها الطبيعي.
أسباب تأخر الدورة الشهرية مع وجود أعراضها
معظم النساء على مستوى العالم واجهن تأخر الدورة الشهرية مع وجود أعراضها، ولو مرة أو اثنين،
لكنهن يجهلن السبب وراء ذلك. فيربطنه بالقلق، أو وجود خلل في هرمونات الأنوثة، لكن هذه بعض الأسباب وليست كلها.
هناك حالتان يُعَدُّ تأخر الدورة الشهرية بهما أمرًا غير مقلِق، ألا وهما:
تود الحصول على المزيد من المقالات المجانية على ترياقي؟ اشترك الآن ليصلك كل جديد!
- عند بداية حدوث الدورة الشهرية، خاصة أول سنتين.
- عند قرب انقطاع الطمث بحوالي خمس سنوات.
إليكِ أهم أسباب تأخر الدورة الشهرية مع وجود أعراضها:
التوتر العصبي
مروركِ بضغوطات يومية، سواء في العمل أو مشاكل شخصية، يؤثر في انتظام دورتكِ الشهرية.
يثبط الضغط العصبي منطقة بالمخ تُدعَي”تحت المهاد”، وهي المسؤولة عن نشاط الغدة النخامية (الغدة الرئيسية المتحكمة بكافة غدد الجسم، ومنها المبيضان)؛ ما يفسر تخبُّط إنتاج الإستروجين. ومن ثَمَّ، تأخُّر الدورة الدورة الشهرية مع طول أو قصر فترة الحيض.
تغيرات الوزن
يسبب كل من اكتساب أو فقدان الوزن خللًا في الهرمونات المسببة للدورة الشهرية؛ فمثلًا، قلة عدد السعرات الحرارية
-في حالة فقدان الوزن- قد توقف إنتاج هرمون الإستروجين المسؤول عن الإباضة.
أما في حالة زيادة الوزن واكتساب المزيد من الدهون المساهمة في تكوين الإستروجين، سيرتفع مستوى الإستروجين
مسببًا تأخُّر الدورة الشهرية مع وجود أعراضها.
ممارسة التمارين المرهقة
ممارسة الرياضات العنيفة -وخاصة في الفتيات اللاتي يعانين نقص الوزن- تجعلهن أكثر عرضة لخلل في الدورة الشهرية، إذ تحرق الرياضة الدهون القليلة في أجسادهن، مما يخفض إنتاج هرمون الإستروجين.
زيادة إفراز هرمون البرولاكتين
ويُسمَّى أيضًا بـ”هرمون اللبن”، ويُفرَز في الأمهات المرضعات. لكن في بعض الأحيان، تصاب الفتيات بزيادة إفراز البرولاكتين الذي يقلل إنتاج الإستروجين والبروجيسترون، مما يفسر تأخر نزول الدورة الشهرية مع وجود أعراضها.
اضطرابات النوم
إذا كنتِ تعانين تغيرًا في مواعيد نومك، أو قلة عدد ساعات نومك، أو النوم المتقطع، من المؤكد أنكِ ستصابين بتأخر الدورة الشهرية رغم وجود أعراضها، ومتلازمة ما قبل الحيض.
اضطراب ساعتكِ البيولوجية يؤدي إلي خلل في إفراز هرمونات الإستروجين والبروجيسترون، ما يسبب عدم انتظام الدورة الشهرية.
أمراض الغدة الدرقية
يؤثر نشاط أو خمول الغدة الدرقية في الدورة الشهرية؛ فالغدة الدرقية تؤثر سلبًا في المبايض، مما قد يُحدِث عدم انتظام في التبويض. ومن ثَمَّ، يترتب عليه غزارة أو قلة الحيض، أو انقطاعه لعدة أشهر.
داء السكري
أثبتت العديد من الدراسات أن عدم التحكم في مستوى سكر الدم -في النوع الأول والثاني- من أهم أسباب تأخر الدورة الشهرية، مع إطالة المدة بين الدورة والأخرى، وزيادة كمية الدم في أثناء الحيض.
ما هي أبرز الأمراض النسائية المسببة لتأخر الدورة الشهرية رغم وجود أعراضها؟
مرض تكيس المبايض
من الأمراض الشائعة بين البنات والسيدات؛ فقد وصلت نسبة الإصابة في بعض الدراسات إلى واحدة من كل ١٠ سيدات.
يختلف حجم الأكياس وعددها من امرأة لأخرى وفقًا لحالتها، لكن الشيء المشترك بين هؤلاء النساء أن هذه الأكياس
تؤثر سلبا في كفاءة المبيض وإنتاج الإستروجين والبروجيسترون، مما يترتب عليه تأخر الدورة الشهرية،
أو عدم نزولها لشهور، أو نزولها بغزارة.
مرض التهابات الحوض
أحد أهم أسباب الإصابة بالتهابات الحوض هي عدوى الكلاميديا الطفيلية ومرض السيلان، ويمكنهما إصابة كافة أعضاء الجهاز التناسلي.
تسبب التهابات الحوض اضطرابات ملحوظة في الدورة الشهرية، تتمثل في تأخر الدورة الشهرية مع وجود أعراضها، واستمرار فترة الحيض أكثر من سبعة أيام.
أسباب تأخر الدورة الشهرية للمتزوجات… ما بين الحمل وأمور أخرى
الحمل

أحد أشهر أسباب تأخر الدورة الشهرية للمتزوجات، لكن هل مدة تأخر الدورة الشهرية لمعرفة الحمل تناسب كل النساء أم لا؟
على حسب طبيعة الدورة الشهرية لكل امرأة؛ فإذا كانت منتظمة، فإن تأخرها أسبوعًا عن موعدها الأصلي هو إشارة إلى إمكانية حدوث حمل.
أما إذا كانت الدورة الشهرية غير منتظمة، سيكون من الصعب تحديد ما إذا كان هناك حمل أم أنه مجرد تأخر في الدورة الشهرية.
استخدام وسائل منع الحمل

وتشمل حبوب منع الحمل، سواء كانت بروجيستيرون أو إستروجين، وحُقَن منع الحمل، وجهاز اللولب الهرموني.
تمنع حبوب منع الحمل المكونة من -الإستروجين والبروجيسترون- المبايض من التبويض، مما يسبب تأخر الدورة الشهرية مع وجود أعراضها.
تظل اضطرابات الدورة الشهرية مصاحبة للسيدة لمدة ستة أشهر من إيقاف استخدامها، ثم تنتظم بعد ذلك وتعود لطبيعتها.
أما جهاز اللولب الهرموني، فهو يحتوي على ليفونورجيستيرول -مشتق من البروجيستيرون- الذي يقلل من سُمك الرحم، لتجنُّب حدوث حمل.
يُعَدُّ هذا السُمك هو الدم في أثناء الحيض، وبما أن هذا الهرمون يقلل سُمك الرحم، فاحتمالية تأخر الدورة الشهرية رغم وجود أعراضها كبيرة.
الضغط العصبي
يظهر الضغط العصبي واضحًا في بداية الزواج نتيجة لترتيبات الزواج المرهِقة، والتفكير في الحياة الجديدة،
والمسؤوليات الكثيرة عليكِ، والتأقلم مع طباع شريك الحياة.
تغير روتين حياتك
بعد الزواج، يتغير روتينكِ بداية من السكن في منزل جديد، والالتزام بمواعيد معينة للاستيقاظ والنوم، وترتيب المنزل -خاصة لو كنتِ امرأة عاملة-، ومشاركة حياتكِ مع زوجكِ بدلًا من التصرف بمفردك. كل هذه الأسباب قد تؤثر في انتظام دورتك الشهرية.
زيادة الوزن
يرتبط الزواج بزيادة وزن معظم النساء؛ فهم أكثر عرضة من أزواجهن لزيادة الوزن.
يرجع السبب في ذلك إلى الارتياح النفسي بعد إيجاد شريك الحياة، وعدم الحرص على ممارسة الحمية الغذائية.
كذلك إذا كانت الأم حاملًا أو مرضعة، فإن وزنها يزداد بشكل ملحوظ.
زيادة دهون الجسم تعمل على زيادة إفراز هرمون الإستروجين؛ مما يسبب اضطرابات الدورة الشهرية وتأخر نزولها، مع زيادة كمية من الحيض.
مجمَل القول، تأخر الدورة الشهرية مع وجود أعراضها إنذار لخلل ،سواء في صحتكِ النفسية أو الجسدية.
لذلك، لا تهملي هذا الأمر.
ينبغي لكِ زيارة طبيبة النساء في هذه الحالات:
- انقطاع الدورة الشهرية لمدة تزيد عن شهرين.
- آلام شديدة قبل أو في أثناء الحيض.
- غزارة دم الحيض، وطول مدته عن ٧ أيام.
- الحمى.
- الشعور بالغثيان والقيء.