تجارب نفسية

تجربة العمى غير المقصود!

حتى أكثر الأشياء وضوحًا يمكن أن تختفي!

تخيل شابًّا يقود سيارته في الطريق السريع الذي طالما مر منه، عين على عدَّاد السرعة، وعين على مرآة الرؤية الخلفية وحركة المرور…

ثم يضغط على الفرامل فجأة، لكنه يصطدم بغزال في منتصف الطريق!

يصر الراكبون معه على أنه كان ينتبه للطريق، ويقسم هو أنه لم يرَ الغزال!

تُرى، هل من الممكن ألا نرى الأشياء التي تبدو واضحة أمامنا؟!

الغوريلا غير المرئية

أجرى عالما النفس (كريستوفر شابريس) و(دانيل سيمونز) تجربة شهيرة عُرفت باسم “اختبار الغوريلا غير المرئية”، إذ عُرض على المشاهدين مقاطع فيديو لأشخاص يلعبون كرة السلة، وطُلب منهم أن يحسبوا عدد الرميات على الشبكة مقابل عدد التمريرات المرتدة.

ثم سُئلوا عما إذا لاحظوا شيئًا ما غير طبيعي في أثناء مشاهدتهم للمباراة؟

وكانت النتيجة أن حوالي 50% منهم لم يلاحظوا شيئًا غير عادي!

لكن في الواقع، كانت هناك امرأة ترتدي ملابس غوريلا تتجول في الملعب في أثناء المباراة، واصطدمت بالكاميرا، لكن المشاركون كانوا يركزون انتباههم على شيء آخر ألا وهو حساب عدد الرميات والمرتدات!

وظهر مصطلح (العمى غير المقصود) للمرة الأولى في أثناء بعض التجارب التي أجراها علماء النفس (أرين ماك) و(إيرفين روك) بعدما لاحظاها خلال تجارب الإدراك والانتباه.

تود الحصول على المزيد من المقالات المجانية على ترياقي؟ اشترك الآن ليصلك كل جديد!

لأن عدم القدرة على الإدراك (العمى البصري) ناتج عن انشغال الأشخاص بشيء آخر غير المحفز الذي ظهر أمامهم.

العمى غير المقصود

يُقصد به عدم القدرة على ملاحظة شيء مرئي بالكامل، لكنه غير متوقع بسبب انشغال العقل بأمر آخر.

هناك بعض المعايير التي تسبب العمى غير المقصود، مثل:

  • الفشل في ملاحظة كائن أو حدث مرئي.
  • يكون هذا الكائن أو الحدث مرئيًا بالكامل ويمكن للآخرين ملاحظته بسهولة.
  • ينتج الفشل بسبب جذب الانتباه إلى عوامل أخرى.
  • يكون هذا الحدث أو الكائن غير متوقع تمامًا.

تفسير ظاهرة العمى غير المقصود

نميل إلى التركيز على الأشياء الأكثر أهمية من حولنا، بدلًا من التركيز على التفاصيل الدقيقة الكثيرة في العالم، ذلك لأن قدراتنا المعرفية محدودة، لذا؛ نكرسها لما هو أكثر أهمية.

ربما يوضح هذا عدم ملاحظة بعض الأشخاص وجود الغوريلا؛ لأن وجودها لا يتناسب مع مباراة كرة سلة، لذا؛ من غير المرجح ملاحظتها، مع استبعاد وجودها عند تنفيذ المهمة المطلوبة.

ومع ذلك نستطيع بمنتهى السهولة ملاحظة الأشياء ذات الصلة بنا، مثل رؤية سيارة مسرعة نحونا!

أو رؤية غزال يقفز من الغابة إلى منتصف الطريق، بالطبع لن يتمكن كل شخص من رؤيته -كما هو الحال ببداية المقال-.

العمى غير المقصود وفقدان الذاكرة غير المقصود

يرى بعض علماء النفس أن هناك رابطًا بين العمى غير المقصود وفقدان الذاكرة غير المقصود، إذ من الممكن أن يرى الأشخاص هذا الشيء -الغوريلا على سبيل المثال- لكنهم ينسون تمامًا أنهم رأوه في الوقت الذي سُئلوا عنه فيه.

أي أنهم يعانون فقدان الذاكرة غير المقصود لا العمى غير المقصود!

وقد يكون التفريق بين هاتين الظاهرتين مستحيلًا، لأننا نوجه السؤال بعد نهاية الحدث؛ مما يترك الباب مفتوحًا أمام كلا الاحتمالين، وإن كان فقدان الذاكرة غير المقصود أكثر منطقية.

ربما مررنا جميعًا بتجربة العمى غير المقصود، سواء كان ذلك في عدم ملاحظة شخص يقف أمامنا بينما نبحث عن شخص أو شيء آخر، أو عندما لا ننتبه إلى تغير لون إشارة المرور لانشغالنا بشيء آخر على الطريق مثل سيارة مجاورة أو الهاتف.

هل مررت بهذه التجربة من قبل؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى