تحفيز الأطفال | السهل الممتنع لدى الكثير من الآباء

“طفلي يتجاهلني، لا ينفذ أي شيء أطلبه منه، لا بد من إعادة الكلام مرارًا وتكرارًا حتى يستجيب لي، وحينها لا أجد حلًّا سوى الصراخ الدائم في وجهه، وليته يفعل ما أريده منه، بل يزيد في عناده!”
شكوى متكررة لدى كثير من الآباء والأمهات، ولا يدرون كيف يتعاملون مع تلك المشكلة، ألا وهي تحفيز الأطفال للاستجابة لتعليمات الأهل فيما يخص سلوكاتهم، ودراستهم، وتعاملهم مع البيئة المحيطة.
في هذا المقال، سنستعرض بعض أبسط الطرق لتحفيز الأطفال ودفعهم لاكتساب العادات الصحيحة.
تحفيز الأطفال للتعلم
يعد تحفيز الأطفال للتعلم من أهم وأصعب المهمات التي تواجه الأهل؛ إذ إن الأطفال غالبًا ما يرغبون باللعب،
ولا يحبون القراءة والتعلم، ولكنهم يحبون كثيرًا تقليد والديهم في كل ما يفعلونه.
وهنا يأتي دور الأب والأم ليصبحوا قدوة حسنة لأطفالهم، إذ يستطيع الآباء حث أبنائهم على التعلم من خلال القراءة أمامهم وتبادل أدوار القراءة معهم، فينشأ الطفل على حب القراءة والاطلاع منذ نعومة أظفاره.
هناك الكثير من الأساليب التي تساعد على تحفيز الأطفال للتعلم، مثل الألعاب التعليمية التي تثير فضول الطفل،
وتدفعه للتجربة والتطوير من قدراته الذهنية، مثل: حل الأحجيات وألعاب منتسوري.
إن التركيز على اهتمامات الطفل والنشاطات التي يحبها من أكثر الأشياء التي تحفزه وتعزز استجابته، فليس من الحكمة أن تجبر طفلك على القراءة وهو يحب مشاهدة البرامج الوثائقية عن الحياة البرية على سبيل المثال؛
فمعرفة شغف الطفل واهتماماته خطوة أساسية في تقدمه التعليمي وتطور مداركه.
أحد أكبر الأخطاء التي يقع فيها الوالدان في أثناء تحفيز الأطفال على الدراسة هي ربط قدر الإنجاز بدرجاتهم في الاختبارات، الأمر الذي قد يسبب الإحباط لأطفالهم، والشعور بالفشل إذا ما حصلوا على درجات متدنية؛
لذا فمن الأفضل أن نسأل الأطفال عما تعلموه في المدرسة أكثر مما نسألهم عن درجاتهم.

يظن الآباء أن وضع الأبناء في مقارنات دائمة مع أقرانهم يرفع من تحصيلهم الدراسي، ويزيد من حس المنافسة لديهم، ولكن هذا غير صحيح في المطلق؛ ففي بعض الأحيان لا يساعدهم ذلك بل يحبطهم، إذ لكل طفل نوع الذكاء الذي يميزه عن الآخرين، مثل الذكاء البصري، والذكاء السمعي، وهناك أيضًا أطفال يتمتعون بالذكاء العاطفي.
كيفية تشجيع الطفل على الرياضة:
بطبيعة الحال يحب الطفل اللعب والحركة كثيرًا؛ لذلك ليس من الصعب تشجيعه وتعويده على الرياضة من خلال بعض الخطوات البسيطة، مثل:
تود الحصول على المزيد من المقالات المجانية على ترياقي؟ اشترك الآن ليصلك كل جديد!

1- العب مع طفلك.
2- اجعله يختار اللعبة التي يفضلها، ولا تفرض عليه أن يلعب كرة القدم مثلًا إذا كان لا يحبها.
3- احجز له اشتراكًا شهريًّا في النادي الرياضي لممارسة لعبته المفضلة.
4- مارس تمارين الصباح معه كل يوم حتى يعتاد عليها.
5- خذ طفلك لمشاهدة المباريات في أكثر من لعبة، سيساعده ذلك على إدراك نوع الرياضة التي يفضلها.
6- قدِّر الجهد وليس النتيجة، لا بد أن يحتاج طفلك إلى الوقت حتى يتقن ما يقوم به، والأهم هو بذله أقصى جهده
في ممارسة رياضته.
7- مشاهدة الأفلام عن الرياضات المختلفة التي تحكي قصص أساطير الرياضة العالمية؛ ليستمد منهم الإلهام والمثابرة حتى النجاح.
كيفية مكافأة الأطفال:
من المعروف أن اتباع أسلوب المكافأة من أبرز طرق تحفيز الأطفال، فالمكافأة تشجعهم على الالتزام، واكتساب عادات مفيدة مع الوقت.
استخدام جداول الملصقات مثلًا يساعد على تحفيز الأطفال كثيرًا، فالطفل الذي يفرش أسنانه يوميًا سيحصل على
ملصق يوضع تحت اسمه في جدول الملصقات، وهكذا حتى يحصل الطفل صاحب أكبر عدد ملصقات على هدية
في آخر الشهر.
لكن هناك ملاحظة يجب على الأهل الانتباه لها؛ إذ إن أسلوب المكافأة قد يأتي بنتائج عكسية إذا استخدم بطريقة خاطئة.
لا بد أن يعلم الطفل أن المكافأة ليست رشوة، وأنه لا يوجد هناك مكافأة لكل عمل صائب يفعله، فعلى سبيل المثال
قد يتعمد الطفل البكاء في مكان عام حتى تعطيه أمه الحلويات ليصمت، وينتج هذا التصرف عن فهم خاطئ لمعنى المكافأة، وسوء الفهم هذا مسؤولية الأبوين؛ فالمكافأة يجب أن تكون عند إحسان التصرف ولا يجب أن تكون في
الحال وإلا فإنها مساومة.

أفكار لمكافأة الأطفال:
هناك العديد من الطرق التي يمكن بها مكافأة الأطفال، ويبدو أنها تختلف من طفل لآخر، فكل أم تعرف ما يحب ولدها والطريقة المناسبة لمكافئته.
إليكم بعض الأفكار:
1- التقدير والثناء على الطفل عندما يفعل أمرًا صائبًا، فهما لا يكلفان شيئًا، ولهما مفعول السحر في تحفيز الأطفال.
2- مشاهدة فيلم كرتوني مصور.
3- اختيار وجبة العشاء بنفسه، ويأكل منها الجميع في تلك الليلة.
4- منحه يومًا خاليًا من الواجبات المنزلية والمدرسية.
5- شراء المثلجات.
6- إعطاؤه الحلويات التي يحبها.
7- منحه وقتًا إضافيًّا للعب على الأجهزة الذكية أو ألعاب الفيديو.
8- شراء المجلة المفضلة لديه.
من هنا نخلص إلى أن الطفل كائن ذكي جدًّا رغم حداثة سنه، يحمل بين طياته الكثير من المشاعر، ويستطيع تمييز
من يعامله بلطف، ومن يقسو عليه. وتحفيزه لا يمكن أن يحدث عبر الصراخ وصب جام الغضب عليه، فإن ذلك كفيل بإصابته بالعديد من الاضطرابات النفسية والسلوكية، والتي يصعب معالجتها فيما بعد.
تربية الأطفال تحتاج إلى الصبر، وإلى القراءة والاطلاع على الكتب التربوية التي تعلمنا كيف نتصرف مع أطفالنا
في شتى المواقف الحياتية؛ من أجل تنشئة جيل سوي نفسيًّا وواثق من نفسه وقدراته، وقادر على اتخاذ قراراته،
جيل يتميز بالأخلاقيات والقيم، لا جيلا مشوها نفسيًّا ومشغولا عن إعمار الأرض بمعالجة تلك التشوهات.
بقلم د/ سارة رأفت فاروق