ترياق الأسرة
الأسرة هي وحدة بناء المجتمع، فإذا استطعنا إصلاح اللبنة الأساسية، سنجعل العالم مكانًا آمنًا وملائمًا وأكثر سلامًا.
- سبتمبر- 2020 -6 سبتمبر
التربية الصارمة وأثرها على نفسية الأبناء | الصورة ليست كما تبدو في المرآة!
“لقد تربينا جميعًا بالشّدِّة ولم نتأثر سلبًا، كفى دلعًا لا معنى له!” تقرأ “منى” التعليق السابق مرارًا وتكرارًا في تلك المجموعة الخاصة بالأمهات الجدد؛ إذ تسأل إحدى الأمهات عن كيف تتعامل مع صغيرها ذي العامين وهو دائم الصراخ. وتسأل أخرى عن كيف تُقنِع ابنتها بأهمية المذاكرة أو أداء واجباتها أو الذهاب إلى التمرين وهي دائمة الرفض لكل شيء؛ لتنهال عليها نصائح الأمهات ذوات الخبرة. لكن يظل ذاك التعليق يطل من الشاشة بين الحين والآخر؛ معبرًا عن فئة كبيرة لا يمكن إغفالها فيما بيننا. وفي زمنٍ تؤثر الموضة بشكل كبير في كثير منا، انتشرت مؤخرًا بعض المصطلحات الخاصة بالتربية؛ مثل “التربية الإيجابية”، و”التربية الرحيمة” وغيرهما… وصار لكل منها مؤيد ومُعارض، مُدقِّق وسطحي. وكثرة الحديث عنها جعلتها تبدو للبعض كـ “موضة” يرغب في اتباعها؛ انطلاقًا من مبدأ (بما أن الجميع يتحدث عنها فهي بالتأكيد أمرٌ جيد)، تمامًا كما يُفعَل مع أي موضة أخرى! لكننا اليوم عزيزي القارئ، سنتحدث تفصيلًا عن تلك الشِدَّة…
أكمل القراءة » - 5 سبتمبر
الخيانة الزوجية والعشق الممنوع!
ليلي: سأذهب الليلة لتناول العشاء مع إحدى صديقاتي، لا تنتظرني. كاظم: حسنًا، كما تريدين! كاظم في نفسه: “لقد كثُرت زيارات ليلى لصديقاتها، أرجو ألا يؤثر هذا في المنزل، فأنا أكره أن أرى به نقصًا!” في اليوم التالي… “شكرًا ليلى على ليلةِ أمس، كنتِ جميلةً وجذابةً جدًا، أنتِ اسم على مسمى بالفعل!” وصلت تلك الرسالة المريبة من رقمٍ غريب إلى هاتف (ليلى)، ولسوء حظها… قد لاحظها الزوج المنكوب! اشتعلت النيران في رأس (كاظم)! فتح الهاتف، وفتَّش في سجل الدردشة بين زوجته وذاك الرقم… لم يجد شيئًا، إلا تلك الرسالة اللعينة! ازداد حنقًا واشتعالًا، لكنه حاول كظم غيظه… إلى أن يعرف تفاصيل الأمر كله! كاظم لنفسه: “يا ويل ليلى من شيطان كاظم الآن!” … ما الذي حدث؟! هل وقعت ليلى في فخ الخيانة الزوجية حقًا؟! أم أن للقصة تفسيرًا آخر؟! ما هي الخيانة الزوجية ؟ الخيانة الزوجية كسرٌ لرباط الثقة والأمان بين الزوج والزوجة بشكلٍ ما. تمر كل العلاقات الزوجية بنجاحاتٍ كثيرة…
أكمل القراءة » - 5 سبتمبر
محاكمة قنوات السوشيال ميديا!
أيها القاضي… حضرات المستشارين… إن المتهمين الماثلين أمامكم دمروا شبابنا، تسببوا في معدلات العنف والتنمر، نشروا الأكاذيب وأشعلوا الفتن… سيدي القاضي… كم من شاب أصيب بالاكتئاب! وكم من فتاة انتحرت بسبب منشورات السوشيال ميديا! أصبح الجميع يبحث عن الكمال الذي يراه في حياة مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي، هذا يتباهى بسيارته، وهذه تتباهى بفستانها، وهذا يحقد عليهم، وهذه تعرف أنها لن تحصل يومًا على ما حصلوا عليه؛ فيصيبها الاكتئاب… سيدي القاضي… نسمع عن فتاة استخدمت السوشيال ميديا لجذب الصغيرات إلى ممارسة الرذيلة مقابل المال، ونرى شابًّا يعرض حياته الزوجية على قنوات اليوتيوب لكسب المال، وهذا يتاجر بأمه وأولاده لكسب التعاطف، وهذه تروج الشائعات حتى تتحول إلى “ترند”! إلى أين ستصل بنا السوشيال ميديا؟! دعني أحدثك عن الأثر النفسي السلبي لمواقع التواصل الاجتماعي في المراهقين أجرت (جامعة لندن) دراسة على 13 ألف شاب وفتاة في سن المراهقة؛ لمعرفة مدى تأثير قنوات السوشيال ميديا في صحتهم النفسية، وكانت نتائج الفتيات كالتالي: عدم الحصول…
أكمل القراءة » - 5 سبتمبر
العلاقة بين الأجداد والأحفاد | “أعزُّ الوِلْدِ وِلْدُ الوِلْد”!
“أتمنى أن أرى أحفادي منك قبل أن أموت!”… هذه الجملة… اعتاد أخي الأكبر سماعها من والدتي يوميًا لتدفعه إلى الإقدام على الزواج وبناء أسرة، واعتاد كذلك تجاهلها؛ فهو لا يزال شابًا في مقتبل عمره، يرغب في الانطلاق، ويأبى كبتَ حريته بأية صورة ممكنة! هكذا ظَلَّ أخي يردُّ إلحاح أبي وأمي حتى وقع في شراك الحب، وما هي إلا سنة حتى تزوج، تلتها سنة أخرى لينجب طفلة ملائكية تشبه قطعة المارشميلو، التي يرغب جميع مَنْ بالبيت في التهامها! والآن نقف جميعًا لنشهد كيف يتحول والدَيَّ في حضور تلك القطة الصغيرة، وكيف لكل هذا الحب أن يجتمع في قلبيهما، بل نظن أحيانًا أنه يفوق حبهما لي ولإخوتي! تُرى ما هو شعور أن تصبح جدًا؟ وما الذي يجب عليك الانتباه له عند التعامل مع أحفادك؟ في هذا المقال، نتحدث عن العلاقة بين الأجداد والأحفاد… ما هو شعور أن تصبح جَدًّا؟ أشياء رائعة تحدث في وجود الأحفاد! بما أنك قد مررت بتجربة الإنجاب، تكون…
أكمل القراءة » - 5 سبتمبر
مهلًا أيها الأب المتسلط ! ترفق بأبنائك!
يذوب جلدي وترتعد فرائصي عندما يناديني والدي… ذاك الأب المتسلط! أعلم أنني سأتعرض إلى الإهانة والتقريع، على الرغم من بلوغي الثلاثين عامًا! ما زلت أتذكر جيدًا ذلك اليوم الذي زمجر فيه في وجهي قائلًا: “يا فاشل”؛ لأنني لم أحصد المركز الأول مثل كل عام. وما زلت أتذكر بكائي وتوسلاتي له أن يترك لي حرية اختيار الدراسة التي أحبها؛ فقد كنت شغوفًا بدراسة الهندسة، ولكنه مارس عادته في التسلط عليّ، وأجبرني على دراسة الطب. وها أنا ذا بعد سنوات من هيمنته عليّ واستبداده برأيه؛ قد أصبحت طبيبًا فاشلًا، ومترددًا في اتخاذ أبسط القرارات في حياته، لقد صرت شخصًا محطمًا من الداخل… فهل أنت سعيد الآن يا أبي؟! سنتحدث في السطور القادمة عن معنى التسلط الأسري، وأسبابه، وسنتطرق أيضًا إلى الحديث عن الحل مع الأب المتسلط؛ فتابع معنا هذا المقال. معنى التسلط الأسري نرى التسلط الأسري عندما يفرض أحد الأبوين آراءه وقرارته على باقي أفراد الأسرة، فنجد الأب المتسلط يهيمن ويفرض سيطرته…
أكمل القراءة » - 3 سبتمبر
كيف تتخطى صدمة موت الابن ؟ | اختبار لم يكن في الحسبان!
في هذه الحياة، لا تجد أحدًا معافا من الابتلاءات؛ فلكلٍ نصيبه منها. لكن بعض هذه الابتلاءات يترك في القلب جرحًا لا يُشفَى بسهولة. أن تفقد شخصًا عزيزًا وتكمل حياتك دونه اختبارٌ صعب بالتأكيد، لكن المصاب يكون جللًا في حالة موت الابن؛ قطعة منك رعيتها وبنيتَ أحلامًا لها، وتمنيتَ رؤية يوم تخرجه، ويوم زواجه، وحمل أحفادك منه، لكن أجله قد حان قبل أن تدرك كل هذا! وبعد أن ينفضَّ المُعَزُّون، ويذهب كلٌ لحياته، تبقى وحدك تختبر تلك المرارة، ويزيدها ضغط مَنْ حولك بأن عليك أن تصبر ولا تجزع، وتعود لحياتك سريعًا كي تنسى، فأنى لك النسيان؟! في هذا المقال، نتحدث قليلًا -عزيزي القارئ- عن بعض النصائح التي قد تساعدك على التأقلم مع صدمة موت الابن، وكيف يمكنك أن تتماسك وتهتم لصحتك النفسية بعد هذا الاختبار. فهيا بنا… ما أثر موت الابن على الأسرة؟ لا يمكن لأحد أن يغفل عن مقدار الحزن الذي يخلفه موت الابن على أسرته، لكن الأمر لا يقتصر…
أكمل القراءة » - أغسطس- 2020 -29 أغسطس
أثر مواقع التواصل الاجتماعي في الفرد والأسرة
في غرفتها الأنيقة، تستلقي “دينا” ذات الثلاثة عشر ربيعًا على سريرها تتصفح حسابها على الأنستجرام، وفجأة تلقي الهاتف من يدها -في غيظ- قائلةً: “صورتي ليس عليها سوى خمسين إعجابًا فقط، بينما صورة سمية صديقتي جلبت أكثر من ثمانين إعجابًا في ساعة واحدة، رغم أني أجمل منها بكثير.” هكذا يفكر الكثير من مراهقي وشباب هذا الجيل! فجميعهم يمتلك حسابات عدة على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، وأصبح أمرًا اعتياديًا أن يقضي أحدهم ساعات طوال من يومه متصفحًا إياها بلا كلل أو ملل. في الحقيقة، ليس التصفح هو أكثر ما يفعلونه؛ بل في أغلب الأحيان، يسارع معظمهم إلى مشاركة آرائهم في كل كبيرة وصغيرة، ونشر صورهم الشخصية، بل ومقتطفات من حياتهم، لتنهال عليهم الكثير من الإعجابات والتعليقات، فيُرضي ذلك غرورهم، وتنتشي نفوسهم ببعض العجب والخيلاء. لكن -يا تُرى- ما تأثير هذا الأمر في سلوكهم؟ هذا ما سنخبرك به في مقالنا اليوم… ما هي سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي؟ هل تعلم -عزيزي القارئ- أن تأثير…
أكمل القراءة » - 29 أغسطس
من مذكرات أم لطفل مختلف
نعيم أَمْ جحيم! متلازمة (داون)… توحُّد… شلل دماغي… ثلاثة أمراض لثلاث قصص، تحكي معاناة بعض الأمهات في التعامل مع نظرة المجتمع لطفلهم المختلف. إليكم ترياق “مذكرات أُمٍّ لطفل مختلف”… على مكتبي… أمامي دفتر سميك مليء بالمشكلات والحكايات، أو بمعنى أدق، مليء بمعاناة أمهات لهن أطفال مختلفون؛ مصابون بأمراض سببت لهم إعاقة ذهنية أو جسدية مزمِنة مدى الحياة. أرتشف فنجان قهوتي، وأبدا بقراءة جزء منها… “ابنتي نجلاء، وُلِدت بمتلازمة (داون)؛ وجه مستدير، ذقن صغيرة، أصابع أقدام متباعدة. بالنسبة لي، كانت ملاكًا يمشي على الأرض، لكني أبكي كثيرًا كلما أفكر في مصيرها بعد أن أموت، أو بعد أن يتزوج أخوتها ويتركونها، أصابتني موجة اكتئاب وحزن، حتى انعزلت أنا وهي عن أعين الناس والعالَم الخارجي”. أتنهد بألم، أتخيل يومها، ابنتها ومعاملة المجتمع لها، أقفز للصفحة رقم 8 وأكمل… “… ولما كثر صمتها أمام ندائنا -أنا وأباها- تعجبنا! ظننَّا أنها تشكو ضعفًا في السمع، لكن اكتشفنا ما لم يكن في الحسبان؛ كانت مصابة بالتوحد.…
أكمل القراءة » - 26 أغسطس
حب المراهقة | شبح يطارد الآباء!
أخذتني شدته وهيبته، بالرغم من فرق السن بيننا، إلا أنني وجدت فيه معاني الرجولة التي أبتغيها. في كل تجمُّع للعائلة، كنت أذهب فقط لأراه، وسيمٌ، غيورٌ، فارع الطول، كم أتمنى لو يكون لي وحدي لا تشاركني فيه إحداهن! لم أصدق نفسي عندما هاتفَتْ والدته أمي، وسألتها عني وعن رأيها بارتباطنا! كدت أطير فرحًا، أن أكون عروسه، كانت إجابتي واضحة بلا تردد. إلا أنه بدا لأمي رأي آخر! لمَّحت أمي لهما بالرفض، وأنهت المكالمة بلطف! صدمة عمري! كيف تجرؤ أمي أن تتخذ قرارًا يخصني بمفردها؟! وكيف استطاعت تدمير أحلامي في لحظة! مرَّت سنوات، أنهيتُ خلالها دراستي الجامعية وعزمت على العمل. وفي حفلة تخرجي، التقينا مجددًا، لكنني اليوم أتعجب؛ كيف كانت جُلُّ أحلامي يومًا أن أرتبط به؟! فرق العمر بيننا، واختلاف ثقافة كلٍّ منا، وكيف أنني أحتاج الآن إلى شريكٍ أكثر تفتحًا وأوسع صدرًا! تبدلت اختياراتي كثيرًا خلال هذه السنوات، وكذلك مشاعري. واليوم، أشكر أمي في نفسي، وأدعوك -صديقي المراهق، وصديقتي المراهقة-…
أكمل القراءة » - 25 أغسطس
افعل ولا تفعل| نصائح تربوية لجعل غيرة الطفل الأكبر أقل حدة
بعد شهور من الانتظار، رُزق (نور) ذو الثلاث سنوات بأخٍ صغير. انتشر الخبر السعيد، وجاء المهنئون والزوار يحملون الهدايا، متشوقين لرؤية فرد العائلة الجديد. يحملونه، يلتقطون له الصور، ويقبلون يديه الصغيرتين. وفي وسط تلك الجلبة، يدور في ذهن (نور) الكثير… “أمي متعَبة، لا تقوى على اللعب معي بالسيارات كما اعتدنا، وترفض أن تروي لي قصة قبل النوم، ولم تعد تصنع لي كعكًا على الفطور، بينما ينال الطفل الصغير كل الاهتمام! إنه هو! يحاول الاستيلاء على أمي، ولكني لن أسمح له!” يضع (نور) خطة الهجوم، وسرعان ما يبدأ في التنفيذ… تُرى كيف يمكن للأم أن تتعامل مع خطة (نور) وغيرة الطفل الأكبر؟! هل طفلي مستعدٌ لاستقبال أخيه الجديد؟ أعلم أنكِ تريدين أن تتأكدي من سلامة المولود الجديد في وجود الأخ الأكبر. لذا؛ فأول ما ستفعلينه بعد إخبار الطفل بحملك هو البدء بتعليمه كيف يعتني بأخيه الصغير. اشرحي له احتياجات الرضيع، ووضحي له أن الرُضََع يحتاجون من الكبار أن يعتنوا بطعامهم وشرابهم…
أكمل القراءة »