ترياق الحياة الصحيةعام

تطوير الذات | مفتاح تحقيق المعجزات!

لا أعرف كيف مر الوقت بهذه السرعة!
تبدو كل الأيام متشابهة بالنسبة لي! 
فما زلت أعمل في هذه الوظيفة الروتينية التي ينتهي راتبها بعد مرور عشرة أيام فقط من الشهر! 
وقد ازداد وزني وتبخرت أحلامي! 
أتذكر كيف كان قلبي ممتلئًا بالحماسة في الماضي، وكيف كنت أتطلع دومًا إلى تحقيق المزيد وتجربة كل جديد… 
بالتأكيد لم يكن هذا المستقبل الذي تخيلته!
أريد اللحاق بأحلامي مرة أخرى… لكن كيف؟! ومن أين أبدأ؟!
في هذا المقال، نتحدث عن رحلة تطوير الذات، وكيف نستطيع استعادة السيطرة على حياتنا من جديد.

ما تطوير الذات؟

هو عملية مستمرة تتضمن أي فعل يقوم به الشخص بغرض إحداث تغيير إيجابي في حياته.

قد يكون التغيير خارجيًا، مثل: فقدان الوزن؛ أو داخليًا، مثل: الوصول إلى المزيد من السعادة والسلام النفسي.

كيفية تطوير الذات وتقوية الشخصية

حان الآن موعد انطلاق رحلتنا، فهيا نستعرض معًا أهم خطوات تطوير الذات:

الخطوة الأولى: تقييم الوضع الحالي

يُعد تحليل سوات (SWOT analysis) من أفضل الطرق المُستخدمة للتقييم الذاتي

يساعدك هذا التحليل على تحديد عوامل القوة والضعف في شخصيتك، وتقييم الفرص والتهديدات التي قد تواجهها في أثناء رحلتك.

الخطوة الثانية: رتب أولوياتك

الآن، بعد أن أصبحت لديك رؤية أفضل للوضع، ستجد نفسك في مفترق الطرق:  

  • فقد تفاجأ بالكثير من الأشياء التي تحتاج إلى تغيير؛ وقد يصيبك ذلك بالإحباط. 
  • أو على النقيض، قد تشعر بحماسة زائفة ترغبك في إحداث كل التغييرات دفعة واحدة. 

لكن هذه الحماسة تختفي -غالبًا- بعد مدة قصيرة، مما يجعلك ترغب بالتوقف وتفقد الأمل في التغيير.

لذلك لا بد أن تتمهل وترتب أهدافك تبعًا لأهميتها، إذ يعد تحديد الأولويات من أهم مهارات تطوير الذات التي ينعكس أثرها على جميع جوانب حياتك.

  قد يفيدك طرح بعض الأسئلة، مثل:

تود الحصول على المزيد من المقالات المجانية على ترياقي؟ اشترك الآن ليصلك كل جديد!

  • هل يوجد تغييرات عاجلة أحتاج إلى القيام بها الآن؟
  • ما الفوائد المحتملة من إحداث هذا التغيير؟
  • هل يتناسب هذا التغيير مع ظروف حياتي الحالية؟

الخطوة الثالثة: حدد أهدافًا ذكية

يتسم الهدف الذكي بخمس صفات، فالهدف الذكي لا بد أن يكون:

  • محددًا قدر الإمكان.
  • قابلًا للقياس.
  • ممكن التحقق.
  • واقعيًا وذا صلة باهتماماتك وخبراتك.
  • مرتبطًا بزمن محدد.

أمثلة:

  • المشي مدة ثلاثين دقيقة يوميًا.
  • قراءة فصل جديد من كتاب في يوم العطلة الأسبوعية.
  • ممارسة التأمل مدة عشرين دقيقة قبل النوم.

الخطوة الرابعة: كن مرنًا

الحياة ملأى بالعثرات، وفي أثناء انطلاقك في رحلتك لتطوير الذات ستواجهك تحديات ومفاجآت شتى؛ ستجبرك -أحيانًا- على إجراء بعض التعديلات في خطتك.

لذلك، أنت تحتاج إلى التحلي بالصبر والمرونة؛ فهما سلاحاك الأقوى في هذه الرحلة.

فوائد تطوير الذات

تمتد فوائد تطوير الذات إلى كل ركن في حياتنا، في السطور الآتية نستعرض بعض هذه الفوائد:

تطوير الذات والثقة بالنفس 

كل إنجاز صغير تحققه ينعكس على ثقتك في نفسك وإيمانك بقدراتك وبما تستطيع تحقيقه، مما يؤدي بدوره إلى تحقيق المزيد من النجاح.

تطوير الذات في العمل

يتسم سوق العمل في الوقت الحالي بقدر كبير من المنافسة؛ لذلك فإن سعيك لاكتساب مهارات جديدة وتطوير الذات باستمرار هو الخيار الأمثل، إذا كنت تسعى إلى الحصول على وظيفة جديدة أو الترقي إلى منصب أعلى في وظيفتك الحالية.

علاقات أكثر إشباعًا

في أثناء تقدمك في رحلة تطوير الذات ستكتسب قدرًا لا يستهان به من النضج الذي سيساعدك على التفريق بين العلاقات الإيجابية والسلبية.

فالعلاقات ذات التأثير الإيجابي تدفعك إلى تحقيق المزيد من النجاح والعمل على إثرائها. 

أما تلك العلاقات التي تؤثر سلبًا فيك، فحري بك ألا تهدر وقتك الثمين فيها.

ثلاث حيل نفسية لتحقيق المزيد من النجاح

تتسم رحلة تطوير الذات بالتحدي والحاجة إلى بذل الجهد باستمرار، لذا نستعرض بعض الحيل النفسية من أجل رحلة أسهل وأكثر إمتاعًا:

١. قاعدة الدقيقتين

عادةً ما نبدأ أي تغيير بقدر كبير من الحماسة التي تختفي بعد مدة قصيرة، وتتلاشى معها قدرتنا على الاستمرار؛ فنعود إلى نقطة الصفر مرة أخرى!

لذلك تقترح هذه القاعدة أن نبدأ أي عادة جديدة بخطوات يسيرة لا يستغرق فعلها أكثر من دقيقتين.

أمثلة:

  • من أجل اكتساب عادة جديدة مثل القراءة، يمكنك البدء بصفحة واحدة يوميًا.
  • لتصبح أكثر خبرة في مجالك، يمكنك قراءة مقال قصير أو مشاهدة مقطع لا تتعدى مدته الدقيقتين؛ له علاقة بمجالك.

والآن لا يبدو الأمر تحديًا كبيرًا… أليس كذلك؟

على الرغم من أن هذه القاعدة تهدف إلى القضاء على الكمالية وبناء عادات جيدة تصاحبك مدى الحياة، فقد تظن للوهلة الأولى أنه لا فائدة من هذه الخطوات اليسيرة.

لكن تخيل معي مقدار التغيير الذي قد يحدث في حياتك بعد سنة من المداومة على هذه الخطوات!

٢. التحيز للمتوفر

عادةً ما يسعى العقل إلى بذل أقل مجهود يمكن بذله في عملية اتخاذ القرارات.

فإذا أردت قراءة كتاب جديد -مثلًا-، فما عليك سوى وضعه بجانبك؛ إذ تزداد حينئذ فرص قراءتك له باعتباره القرار الأسهل.

على النقيض، يمكنك التخلص من العادات السيئة بجعل الوصول إليها أكثر صعوبة.

٣. لا تخبر الآخرين

قد تعتقد أن إخبار من حولك عن خطتك الجديدة لإنقاص وزنك أو الحصول على درجات أعلى سيضاعف قدرتك على الالتزام بها، وأنك ستحصل على المزيد من الدعم الذي سيرفع احتمالية نجاحك في تحقيق الأمر…

لكن، إليك المفاجأة!

أظهرت الدراسات أن إخبار الآخرين بأهدافك المستقبلية يخلق حسًا زائفًا بالإنجاز، فيشعر عقلك أن الهدف قد أصبح واقعًا بالفعل… 

وهنا، يرى العقل ألا حاجة إلى بذل مزيد جهد، فتختفي الحماسة مع الوقت وتصبح فرصة الوصول إلى هدفك أضعف.

ختامًا، تطوير الذات رحلة مستمرة، قد تكلل بالنجاح غالبًا أو الفشل أحيانًا؛ فلا تيأس، حاول، واستمر في بذل الجهد.

بقلم د/بقلم د. دينا خليفة

المصدر
Research Reveals That Publicly Announcing Your Goals Makes You Less Likely to Achieve ThemIf you thought that telling everyone your goals creates accountability, think again.Using Expert Judgment for Risk AssessmentAvailability Heuristic and Decision MakingHow the 2-minute rule can help you beat procrastination and start new habitsPersonal SWOT Analysis
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى