عاممفاهيم ومدارك

تَعلَّم كيف تصبح قائدًا!

منذ نعومة أظافري، وأنا أحلم بأن أصبح قائدًا…

كان كل مَن حولي يخبرونني أني أمتلك المهارات اللازمة للقيادة، حتى كبر الحلم بداخلي، وظلَّ يراودني ليل نهار.

لكنني كنت تائهًا، لا أدري كيف يمكنني أن أستغل مهاراتي التي يتحدثون عنها، وأصبح قائدًا في مجموعتي، ومن ثَمَّ في مجتمعي، فأنهض بنفسي وبهم، وأفيد وأستفيد!

إذا كانت تلك قصتك يا صديقي، ولا تدري كيف تصبح قائدًا مؤثرًا، فهذا المقال لك…

في السطور القادمة، سنخبرك عن كل الطرق التي تحتاجها، والمهارات التي يجب أن تمتلكها لكي تصبح قائدًا ناجحًا.

لكن في البداية، وقبل أن نخبرك كيف تصبح قائد فريق ناجح، دعنا نستكشف معًا ماذا تعني القيادة، وما أهميتها في حياتنا، فقط تابع معنا القراءة…

معنى القيادة

القيادة تعني قدرة الفرد على التأثير في المجموعة التي يديرها، والنجاح في توجيه جهودها نحو تحقيق أهداف معينة.

اقرأ هنا عن الفرق بين القيادة والتسلط.

لماذا نحتاج إلى مهارة القيادة في حياتنا؟ 

لإدراك أهمية القيادة في حياتنا، دعنا نتخيل مجموعتين، تسعى كل منهما لتحقيق هدف ما، ويمتلك أفراد كل مجموعة نفس المهارات والإمكانيات. 

اختارت المجموعة الأولى قائدًا لها، لتكون مهمته تنظيم عمل الأفراد، واستغلال جهودهم الاستغلال الأمثل لتحقيق الهدف المشترك. 

تود الحصول على المزيد من المقالات المجانية على ترياقي؟ اشترك الآن ليصلك كل جديد!

أما الأخرى، فقررت أنه لا داعي لذلك، وليعمل كل فرد بحسب ما يرتئي. 

برأيك، أي المجموعتين نجحت في الوصول إلى هدفها؟ بالطبع، المجموعة الأولى هي الأقرب إلى النجاح.

وحتى لو استطاعت المجموعة الثانية الوصول إلى هدفها في النهاية، فمما لا شك فيه أن المجموعة الأولى حققت ذلك بشكل أفضل وأسرع، ووفرت على نفسها الكثير من التخبط وعثرات الطريق. 

لماذا؟

لأن القيادة لا غنى عنها، وتكمن أهميتها في القدرة على تنظيم الأدوار بين الأفراد، ووضع كل فرد في مكانه المناسب، وحثه على بذل الجهد المطلوب، من أجل تحقيق أفضل النتائج له ولمجموعته. 

اقرأ هنا عن أنواع القيادة.

ولعلنا نلاحظ أن فكرة القيادة لا تقتصر فقط على البشر؛ ولكنها تمتد لتشمل كائنات أخرى كثيرة تعيش معنا على كوكب الأرض، مثل: الحيوانات، والحشرات، وغيرهم.

كيف تصبح قائد فريق ناجح؟

لكي نجيبك عن هذا السؤال، يجب أن نخبرك أولًا عن دور القائد ومهامه الأساسية

دور القائد

حتى ينهض أي قائد بفريقه، يجب عليه فعل الآتي:

  • وضع رؤية 

من أهم مهام القائد وضع رؤية عامة لفريقه، يحدد فيها الأهداف التي يسعون لتحقيقها. 

فعندما يعرف الأفراد رؤية فريقهم، يصبحون أكثر تركيزًا، وأكثر إدراكًا لقيمة دورهم الفردي في نجاح عمل الفريق وتحقيق رؤيته. 

  • اختيار أعضاء الفريق وتحفيزهم

تقع مهمة اختيار الأعضاء الفاعلين بالفريق على عاتق القائد، فيجب عليه اختيار مَن تتناسب إمكانياتهم ومهاراتهم مع رؤية الفريق، ويضعهم في مكانهم المناسب.

وبعد ذلك، يختار طريقة ملائمة لتحفيزهم على بذل أفضل جهدهم، من أجل تحقيق الأهداف المرجوة. 

  • إنشاء هيكل تنظيمي

من المهام الأساسية أيضًا للقائد تنظيم عمل الأفراد، وتوضيح اختصاص كل منهم ودوره في الفريق. 

يساعد ذلك على زيادة كفاءة العمل، ويمنع التخبط وتداخل الأدوار، ويوفر كذلك فرصًا للتواصل الفعال بين أفراد الفريق. 

  • إدارة الوقت

إدارة الوقت بفاعلية مهمة أساسية من مهمات القائد، والغرض منها تقليل الوقت الضائع، والتركيز على تحقيق الهدف. 

يلعب تنظيم الأدوار الذي تحدثنا عنه في الفقرة السابقة دورًا مهمًا في تحقيق هذه المهمة. 

والآن وصلنا إلى سؤالنا المهم: كيف تصبح قائدًا ناجحًا؟

في الفقرات القادمة، سنخبرك عن الوسائل والطرق التي ستساعدك على أن تصبح قائدًا، سواء في عملك، أو مع أصدقائك، أوحتى في مجتمعك.

كيف تصبح قائدًا في عملك؟

إذا كنت عضوًا في فريق عمل ما، وتتوق إلى قيادته، وترى في نفسك أنك أهل لمهمة القيادة، وقادر على تحمل مسؤولياتها وتبعاتها، فإليك بعض النصائح لتطوير إمكانياتك القيادية:

  • كن عضوًا فعالًا في فريقك

في وقتنا الحالي، تهتم جميع المؤسسات بفكرة روح الفريق، وهو ما يدفعهم إلى توظيف قادة متعاونين قادرين على إذكاء هذه الفكرة.

يجب أن تولي اهتمامًا خاصًا لهذا الأمر، وأن تُظهِر لرؤسائك قدراتك في الحفاظ على تماسك الفريق، وذلك عن طريق مساعدة زملائك، والتعاون معهم من أجل تخطي الأزمات التي يواجهها العمل. 

  • كن قائدًا في موقعك 

لا تنتظر حتى تصبح قائدًا فعليًا، ولكن مارِس القيادة حيثما كنت. 

جِد حلولًا لمشكلات الفريق، واضطلع بأداء المهمات الصعبة، وتواصل مع الجميع بفاعلية.

سيحسن ذلك -بلا شك- مهاراتك القيادية، ويجعلك دائمًا مستعدًا لكي تصبح قائدًا ناجحًا عندما تحين الفرصة. 

  • نمِّ مهاراتك ووسع مداركك

من المهم كثيرًا أن تهتم بتخصصك، وتؤدي دورك في الفريق على أكمل وجه، لكن لا يمنعك ذلك من تعلم مهارات جديدة، وإتقان أدوار أخرى ما استطعت إلى ذلك سبيلا. 

أي: لا تقف متجمدًا في مكانك؛ طوِّر من نفسك، وابقَ على اطلاع بكل ما هو جديد في مجالك، لأن هذه صفات القائد الناجح. 

  • تقبَّل النقد البناء 

اعلم أن هذا هو الطريق الأول لتطوير نفسك، لأنه وسيلتك لمعرفة نقاط ضعفك، ومن ثَمَّ العمل عليها وتطويرها. 

فلا تستثقل النقد، وتقبَّله كما تتقبل الثناء، ولتعلم أنه دليل على مرونتك واستعدادك للتغيير والتطور. 

  • تعلَّم كيف تتواصل بفاعلية

القادة يعرفون جيدًا متى وكيف يتحدثون، فتصل رسائلهم واضحة ودقيقة.

لذلك إذا أردت أن تصبح قائدا، يجب عليك أن تتعلم طرق التواصل الفعال، حتى تكون كل كلمة تنطقها أو تكتبها في مكانها الصحيح. 

بعد أن أخبرناك كيف تصبح قائدًا في عملك، هيا بنا لنخبرك الآن كيف تكون قائد لأصدقائك. 

كيف تكون قائد لأصدقائك؟ 

إذا كنت تتساءل كيف تصبح قائدًا ناجحًا لأصدقائك، دعني أدلك على الطريقة…

1- كن حاضرًا متى احتاجك الأصدقاء

كن مصدر دعم لأصدقائك، وإذا رأيت أن أحدًا منهم بحاجة إلى المساعدة، أو يمُرُّ بفترة صعبة، كن أول مَن يتواجد بجانبه ويساعده. 

عندما تفعل ذلك، سيدرك أصدقاؤك قيمتك، وستصبح قائدهم، لأن معدن الصداقة الحقيقي يظهر وقت الشدة. 

2- كن قدوة لأصدقائك

أصلح من نفسك ونمِّها من جميع جوانبها، وكن دائمًا موضع فخر لأصدقائك، حينها سيرغب الجميع باتباع خطاك حتى يكونوا مثلك، وهذه بالطبع سمة من سمات القائد. 

3- اهتم بما يهتم به أصدقاؤك

اعرف اهتمام كل فرد في مجموعتك وشارِكه إياه، وساعده على تطوير نفسه في الجانب الذي يهتم لأمره. وإذا حقق فيه نجاحًا، كن أول المهنئين الداعمين. 

سيقوي ذلك من علاقتك بجميع أفراد مجموعتك، وسيشعرون حينها بأنك قائدهم المتواجد بجانبهم دائمًا. 

4- شارك في اتخاذ القرارات المهمة الخاصة بمجموعتك

إذا اتبعت الخطوات السابقة، فهذا يعني أنك صرت عالمًا بكل كبيرة وصغيرة تخص أصدقاءك، وهذا يجعلك أهلًا لاتخاذ القرارات المهمة الخاصة بكم كأصدقاء، وبهذا ستصبح قائدًا لمجموعتك. 

والآن، حان دور الإجابة عن تساؤلك: “كيف أكون قائدًا في مجتمعي؟”…

كيف أكون قائدًا في مجتمعي؟ 

إذا أردت أن تتعلم كيف تصبح قائدًا في مجتمعك، اتبع هذه النصائح:

  • ابحث عن القضايا والمشكلات التي تهم مجتمعك، وكن طرفًا فاعلًا في إيجاد حلول لها. 
  • شارك في تنمية مجتمعك من جميع النواحي، واهتم برفع وعي أفراده. 
  • كن متواضعًا وقريبًا من الجميع، وإذا جاءك أحد طالبًا المساعدة لا ترده. 
  • كن مرنًا، وحاول أن توفق بين الأفكار المختلفة لأبناء مجتمعك، ولا تأخذ جانب أحد على حساب الآخر، بل اجعل هدفك السعي للوصول إلى صالح الجميع. 
  • نمِّ مهارة الذكاء العاطفي لديك، حتى تصبح قادرًا على قراءة مشاعر الآخرين وأفكارهم دون حتى أن يبوحوا بها، سيجعلك ذلك قريبًا من الجميع، وقادرًا على التواصل معهم. 

في النهاية…

فلتعلم يا صديقي أن القيادة ليست مهمة سهلة، بل مسؤولية عظيمة، فلا تضطلع بها ما لم تكن أهلًا لها، واسعَ دائمًا إلى تطوير نفسك وتنميتها، وكن قائدًا ناجحًا لحياتك قبل أن تفكر في قيادة غيرك.

المصدر
How To Be A LeaderDo These 7 Things If You Want to Become a Leader10 easy ways to be a great community leaderImportance of Leadership in Organizational DevelopmentPositive Leadership: Roles Of The LeaderLeadership: Meaning, Characteristics and FunctionsHow to Be a Leader in Your Group
اظهر المزيد

د. سارة شبل

سارة شبل، طبيبة أسنان وكاتبة محتوى طبي، شغوفة بالبحث والكتابة منذ الصغر، أسعى إلى تبسيط العلوم الطبية وأتوق إلى إثراء المحتوى العلمي العربي، لكي يتمكن يومًا ما من منافسة نظيره الأجنبي بقوة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى