أفق! – توقف عن عيش دور الضحية

أفيقي!
توقفي عن عيش دور الضحية، ولوم الآخرين على ما آلت إليه حياتك!
ظلت كلماتها تتردد في أذني طوال الليل، هل أنا حقًا أعيش دور الضحية؟ لقد تعرضت للظلم في دراستي وفي عملي؛ فأنا أستحق المزيد، ولكن الحياة ليست عادلة.
في أحيان كثيرة، أشعر وكأن العالم كله ضدي، وكأنه يكرهني، فهل أنا محقة؟
سنتحدث في السطور القادمة عن عقلية الضحية، والسمات الدالة عليها، كما سنتطرق إلى بعض النصائح التي قد تساعدك على التحرر من دور الضحية؛ فتابع معنا هذا المقال.
لنتعرف أولًا على الفرق بين الضحية ومن يعيش دور الضحية.
الضحية
هو شخص تعرض للهجوم أو القتل أو السرقة أو الغش أو الخداع من قبل شخص آخر.
يتعرض الكثير منا للأذى خلال مراحل حياته، كما نتضرر من الأحداث غير السارة التي نواجهها؛ لذا فنحن جميعًا ضحايا اللحظات الصعبة التي نعيشها، من الجيد أن نعترف لأنفسنا بلحظات العجز والضعف التي تصاحب تلك التجارب المؤلمة.
ومع مرور الوقت، نستطيع تجاوز هذه المشاعر، وتعود الحياة لطبيعتها.
من يعيش دور الضحية – Acting as a victim
هناك من يعيش دور الضحية طوال الوقت، ودائمًا ما يعلق تحدياتِه اليومية ومشاكله على شخص آخر، ويتجنب تحمل مسؤولية أفعاله.
تود الحصول على المزيد من المقالات المجانية على ترياقي؟ اشترك الآن ليصلك كل جديد!
عادة ما يشعر من يعيش دور الضحية بأن الحياة ليست عادلة، بل وأنها تسعى لإيذائه، كما يظن أن الكون كله يتفنن في عقابه.
كذلك فإنه لا يحاول أن يمسك زمام أموره، أو يواجه مشاكله وتحدياته؛ فهو على يقين بأن أفعاله لا علاقة لها بمشاكله أو بحلها، ولذا يترسخ لديه شعور بالعجز التام.
يعد كونك تعاني عقلية الضحية، أو تعرف شخصا يشعر بأنه ضحية للحياة تحديًا صعبًا؛ ولذا أرجوك توقف ولا تلعب دور الضحية.
كيف يفكر من يعيش دور الضحية
إن كنت تعيش حياتك ويغمرك الشعور بأنك ضحية؛ فإنك سترى حياتك من منظور أن التجارب السيئة تحدث لك وحدك.
وترى معظم الأحداث على أنها سلبية وخارجة عن إرادتك، وتشعر بالأسى على نفسك.
دور الضحية – as a victim:
هو الطريقة التي يلجأ إليها البعض لتجنب تحمل المسؤولية تجاه أفعاله؛ لظنه أنه ليس لديه القوة لمواجهة الأمور وحلها، كما يلقي اللوم على الآخرين.
بينما يدرك الشخص السوي أن الأحداث السيئة تحدث أحيانًا، بل وقد يواجه أشياءً سيئة نتيجةً لبعض الاختيارات الخاطئة التي اتخذها.
ولذا فهو يجلس ويفكر ويقيم هذه الاختيارات، ويتحمل مسؤوليته تجاهَها، ويعمل جاهدًا على ألا يكررها مرة أخرى.
ولا يرهق ذهنه بالتفكير في من يستحق ومن لا يستحق.
كيف يبدو من يعيش دور الضحية؟
هناك علامات مميزة تشير وبقوة إلى من يلعب دور الضحية، نذكر منها:
يتجنب المسؤولية
هي السمة الأساسية لمن يعيش دور الضحية.

ويشمل ذلك:
- إلقاء اللوم على الآخرين.
- اختلاق الأعذار لنفسه.
- عدم تحمل مسؤولية أفعاله.
- يواجه عقبات الحياة بطريقة واحدة “ليس خطئي”.
قد تحدث المواقف السيئة للأشخاص الجيدين، وقد يواجه البعض الصعوبة تلو الأخرى، ولكن تنطوي بعض التحديات على درجات متفاوتة من المسؤولية الشخصية.
لا يحاول البحث عن حلول ممكنة
لا يمكنك تغيير المواقف السيئة التي قد تحدث، ولكن يمكنك التفكير في حلول لتحسين الوضع ولو حتى قليلًا.
قد يُظهر الشخص الذي تعرض للإيذاء اهتمامًا ضئيلًا لتغيير ما آلت إليه الأمور، وقد يرفض مساعدة الآخرين له، وقد يراه الآخرون مندمجًا في الشعور بالأسى على نفسه.
إن قضاء بعض الوقت بعد التعرض لأزمة ما ليس بالضرورة أمرًا غير صحي، بل قد يساعدك على التعرف إلى مشاعرك وكيفية التعامل معها.
بينما ينخرط من يعيش دور الضحية في الحزن على نفسه، ولا يحاول إيجاد الحلول لمساعدته على تخطي الأمر.
الشعور بالعجز
يظن من يعيش دور الضحية أنه يفتقر إلى القوة التي تمكنه من تغيير وضعه، كما يشعر أن الحياة تلقاه دائمًا بوجهها السيئ.
كما يظن أنه لا يمكنه فعل شيء للنجاح أو الهرب من تلك الحياة البائسة التي يعيشها.
الرسائل السلبية الذاتية
“كل الأمور السيئة تحدث لي”
“لا يمكنني فعل أي شيء حيال ذلك الأمر”
“لا أحد يحبني أو يهتم بي”
عادة ما يوجه من يعيش دور الضحية رسائل سلبية لنفسه، تعزز شعوره بأنه ضحية.

عندما يقع الشخص فريسة لتلك الرسائل التي يوجهها لنفسه؛ فإنه يخرب ذاته دون وعي منه، وتصعب محاولاته للخروج من هذه الدوامة.
عدم الثقة بالنفس
يعاني من يرى نفسه كضحية عدم الثقة بنفسه، وعدم احترامه لذاته، وهي من أقسى المشاعر وأشدها تدميرًا للنفس.
كما تمنعه تلك العدسة السلبية التي يرى نفسه من خلالها من تطوير ذاته، وصقل مهاراته، وتحديد نِقَاط قوته وتطويرها.
الإحباط والغضب والاستياء
يشعر من يعيش دور الضحية بالكثير من المشاعر السلبية التي تؤثر في صحته النفسية، نذكر من تلك المشاعر:
- الإحباط والغضب من ذلك العالم الذي يراه وكأنه ضده.
- اليأس من ظروفه التي لا تتغير.
- الألم عندما لا يهتم به أحباؤه.
- الاستياء ممن يراهم سعداء وناجحين.
تتباين حدة هذه المشاعر من شخص لآخر، وقد تؤثر في بعض الأشخاص بشكل كبير؛ مما يؤدي إلى:
- نوبات غضب.
- اكتئاب.
- عزلة وشعور بالوحدة.
لا تلعب دور الضحية
هذه بعض النصائح التي تساعدك على أن تمسك زمام أمورك، وألا تلعب دور الضحية، نذكر منها:
- تحمل المسؤولية
أنت قائد حياتك؛ حدد ما تريد فعله، ورتب أولوياتك، وانشغل بحياتك، وافعل كل ما يلزمك لتحقيق أهدافك.
لا تضيع الوقت في إلقاء اللوم على غيرك، أو الغضب من الآخرين، ولا تتوقع أن يمسك أحدهم زمام أمورك.
- تدرب على قول “لا”
لا تكن مسلوب الإرادة، إن كنت لا ترغب في القيام بشيء ما، وليس عليك فعله في الواقع؛ فقل “لا”، ولا تفعله.
- لا تلقِ اللوم على الآخرين
قل لنفسك “توقف” بصوت عال عندما تبدأ قصص إلقاء اللوم على الآخرين؛ لتشتتَ انتباهك عن تلك الأفكار.
- ابحث عن السبب الحقيقي لإحساسك بالعجز
قد تشعر بالعجز تجاه بعض التحديات التي تواجهها، قبل أن تتخذ أي موقف سلبي، فلتبحثْ وتنقب عن سبب إحساسك بالعجز.
- لا تقسُ على نفسك
لا تتوهم أنك تساعد نفسك عندما تشعر بأنك ضحية؛ فإنك تزيد من معاناتك، ويتفاقمُ الألم النفسي الذي تشعر به.
أنت الآن لا تعاني مما حدث فقط، بل تعاني أيضًا إحساسك أنك لا تحصل على ما يحصل عليه الآخرون، وأن الحياة تسير على غير هواك.
- ساعد الآخرين
عندما تندمج في أداء دور الضحية؛ فإنك تشعر أن العالم كله ضدك ويدور حول ألمك.

لا تكثر من الشفقة على نفسك، وحاول مساعدة غيرك؛ إذ يساعدك تقديم العون للآخرين على تخطي تلك المشاعر السلبية.
- كن ممتنًا
لا تنظر فقط إلى نصف الكوب الفارغ، لا تركز على معاناتك، وما لا تستطيع الحصول عليه.
كن ممتنًا للأشياء الجميلة التي تمتلكها، وركز تفكيرك عليها، واستمتع بها.
- ابحث عن الحلول
عندما تشعر وكأنك ضحية بعد موقف ما، اكتب قائمة بالمقترحات التي يمكنك القيام بها لتغيير هذا الوضع السيئ.
- سامح واصفح عن الآخرين
لا تتمسك بالغضب والاستياء من الآخرين؛ فأنت غالبًا لم تتحقق من نيتهم تجاهك.
بدلًا من تسميم حياتك بتلك المشاعر السيئة، جرب أن تصفح عنهم، واجعلها عادة جديدة تتزين بها.
لا تلعب دور الضحية؛ فحياتك هي نتاج أفعالك، واعلم أنك ستفقد نفسك إن استمررت في العيش بعقلية الضحية.
انبذْ الأفكار السلبية التي تهاجمك، وكن قويًا لتتحملَ المسؤولية الواقعة على عاتقك؛ فأنت لها يا صديقي.