ترياق الطفلعام

ذوي الإعاقة العقلية | أفضل وسائل تعليمية لهم

هل سبق أن رأيت فيلم (فورست غامب) من قبل؟

هذا الفيلم مأخوذ من رواية تحمل نفس الاسم، ويسرد قصة حياة فورست غامب وهو شابٌّ بطيء الفهم، ولا يستطيع التعامل مع الأشخاص بشكل طبيعي.

لم يحصل فورست على الكثير من الدعم والقبول، ولم يتفهم حالته سوى أمه، ولكنه استطاع تحقيق العديد من النجاحات حتى أصبح في النهاية من أصحاب الملايين.

تختلف الحياة الواقعية عن الأفلام؛ فلا تحدث الصدف الجيدة باستمرار، ولن ينقذ الحظُّ الطفلَ المصاب بإعاقة عقلية من الفشل والإحباط.

إذا كنت تتعامل مع طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة فهذا المقال سيساعدك في التعرف إلى أفضل وسائل تعليمية لـ ذوي الإعاقة العقلية التي يمكنك أن تستخدمها حتى تشجع الطفل على مواصلة التعلم وتعطيه الأمل في النجاح.

كيف تتعرف إلى الطفل المصاب بإعاقة عقلية؟

قبل أن نتعرف إلى أهمية استخدام وسائل تعليمية لـ ذوي الإعاقة العقلية ، يجب أن نعلم أولًا العلامات التي تظهر على الطفل المصاب بهذه الإعاقة.

إذا كنت معلمًا ولديك طفل تظهر عليه هذه العلامات، ينبغي أن تعلم أنك تتعامل مع طفل مميز؛ ولكنه يحتاج إلى استخدام وسائل تعليمية مختلفة، ومن هذه العلامات:

  • الجلوس بعيدًا عن الأطفال الآخرين.
  • صعوبة في التحدث.
  • عدم القدرة على فهم القواعد الاجتماعية.
  • صعوبة تذكر المعلومات.
  • عدم القدرة على حل المشكلات.
  • تأخر النطق.
  • عدم القدرة على التفكير المنطقي.
  • ضعف عضلات الأطراف.
  • صعوبة التواصل مع الآخرين.

معاناة الطفل خلال مدة الدراسة

معاناة الطفل خلال مدة الدراسة

يواجه الطفل المصاب بإعاقة عقلية العديد من المشكلات خلال مدة دراسته، وقد يحاول الهروب من المدرسة حتى يتخلص من تلك المعاناة.

لن تستطيع تنمية ذكاء الطفل ومهاراته باستخدام بعض الوسائل التعليمية لذوي الاحتياجات الخاصة فقط؛ فهو يحتاج أكثر من ذلك؛ إنه يريد أن تساعده في مواجهة بعض المشكلات التي تؤثر سلبًا في حالته النفسية، مثل:

الوحدة

يشعر الطفل خلال مدة دراسته بالوحدة وعدم تقبل الطلاب الآخرين له، ويجد صعوبة كبيرة في تكوين الصداقات والاندماج في الأنشطة المدرسية.

تود الحصول على المزيد من المقالات المجانية على ترياقي؟ اشترك الآن ليصلك كل جديد!

يتعرض الأطفال ذوو الاحتياجات الخاصة إلى التنمر باستمرار؛ ومع مرور الوقت ربما يفقد الطفل رغبته في مواصلة التعلم.

الشعور بالفشل

 قد يكون المعلم غير مؤهل للتعامل مع حالة الطفل ولا يستطيع تشجيعه أو مساعدته في فهم المعلومات بالطريقة التي تتناسب مع حالته. فيجد الطفل أنه لا يستطيع فهم المعلومات بنفس السرعة التي يفهم بها زملاؤه؛ ويشعر بالفشل والإحباط.

الحماية الزائدة

قد يعتقد المعلم أن الحماية الزائدة للطفل ستحسن حالته وتنمي مهاراته، ولكن اختلاف المعاملة الملحوظ بين الطلاب لن يساعده في الاندماج مع زملائه، ولن يعدل سلوكياته الخاطئة.

أفضل وسائل تعليمية لدى ذوي الإعاقة العقلية

يعد استخدام وسائل تعليمية لـ ذوي الإعاقة العقلية أكثر الطرق فاعلية لمساعدة الطفل في فهم المعلومات بسهولة، لذلك لا تيأس من الطفل؛ فقد يحتاج وقتًا أطول من زملائه، ولكنه يستطيع أن يتعلم الكثير من الأشياء.

 إذا كنت معلمًا يمكنك أن تستخدم وسائل تعليمية للمعاقين عقليا، ومن أبرزها:

1- الملصقات والرسوم

تعد الملصقات أهم الوسائل التعليمية لذوي الاحتياجات الخاصة وأكثرها شيوعًا، إذ إنه في البداية يجد الطفل صعوبة في القراءة والكتابة، لذلك قد يساعده عرض الملصقات والنماذج الملونة في جذب انتباهه.

2- الأقلام الملونة

قد يعاني بعض الأطفال صعوبة في التركيز على سطر واحد خلال القراءة ويتشتت انتباههم بسرعة.

يمكنك أن تحل هذه المشكلة بواسطة توزيع بعض الأقلام الملونة وتطلب منهم تلوين كل جزء بلون مختلف، حتى يتمكنوا من التركيز على فقرة محددة وفهمها بسهولة.

3- ساعة توقيت

يتميز الأطفال ذوو الإعاقة العقلية بالسلوكيات البطيئة؛ لذلك يمكنك أن تستخدم وسائل تعليمية للمعاقين عقليا تشجعهم بها على سرعة القراءة وحل المسائل الرياضية.

تستطيع أن تستخدم ساعة توقيت وتحدد وقتًا لكل شيء، وبعد مدة قلِّل الوقت المطلوب حتى يتمكن الطلاب من إنجاز المهام بشكل أسرع.

4- التمثيل

تساعد المحاكاة الدرامية في فهم الطفل للتفاصيل بسهولة، من الممكن أن تساعد الأطفال في قراءة الدرس؛ ثم تطلب من بعضهم تقمص أدوار الشخصيات الموجودة في القصة.

تتطلب هذه الطريقة الكثير من الجهد والصبر، ولكنها تأتي بنتائج رائعة؛ إذ إنها تساعد الطفل في:

  • تعلم العمل الجماعي.
  • تعديل سلوك الطفل.
  • تعلم ألفاظ ومفردات جديدة.
  • تنمية المهارات التعبيرية والحركية.
  • علاج بعض المشكلات النفسية، مثل: الخجل والانطواء.
  • مساعدة الطفل في الاندماج مع زملائه.

5- المكافآت الصغيرة

لا يقتصر نظام المكافآت على ذوي الاحتياجات الخاصة فقط؛ إذ يمكنك استخدامه مع أي طالب.

قد تعتقد أن هذه الطريقة مكلفة ماديًا، ولكنك تستطيع استخدام مكافآت صغيرة، مثل: الأقلام أو القصص القصيرة.

ربما تبدو لك هذه الجائزة عديمة الفائدة؛ ولكنها مهمة جدًا للطفل لأنها ستذكره دائمًا بتفوقه، وتشجعه على مواصلة التعلم وبذل المزيد من الجهد.

6- المجسمات ثلاثية الأبعاد

يمكن أن تكون هذه المجسمات على هيئة نباتات أو طيور؛ إذ يستطيع الطفل اكتساب المعلومات بواسطة الملاحظة والاستكشاف. 

ومن أهم فوائد استخدام المجسمات:

  • التركيب والتجريب.
  • البحث والدراسة عن قرب.
  • تنمية المهارات الحسية.
  • تذكر المعلومات مدة أطول.

وسائل تعليمية للمعاقين بصريا

وسائل تعليمية للمعاقين بصريا

بعد أن تعرفنا إلى كيفية استخدام وسائل تعليمية لـ ذوي الإعاقة العقلية ، سنتحدث الآن عن نوع آخر من الإعاقة؛ وهو الإعاقة البصرية.

 يستطيع الطفل الكفيف فهم المعلومات بسهولة مثل أي طفل آخر، ولكنه يعتمد على حاسة السمع واللمس فقط.

يمكنك أن تستخدم وسائل تعليمية للمعاقين بصريا، حتى تساعدهم في التأقلم والتعلم بسهولة، ومن أهم هذه الوسائل:

  • أجهزة التسجيل التي تساعده في مذاكرة دروسه.
  • الخرائط البارزة والمجسمات ثلاثية الأبعاد.
  • الآلة الحاسبة الناطقة حتى تظهر له النتائج فور ظهورها على الشاشة.
  • آلة برايل الكاتبة.

أهمية الوسائل التعليمية لدى ذوي الاحتياجات الخاصة

لا نستطيع تجاهل أهمية الوسائل التعليمية لذوي الاحتياجات الخاصة؛ فهي الطريقة الوحيدة التي نستطيع بها التواصل معهم.

تتمثل أهمية هذه الوسائل في النِّقَاط الآتية:

  • مساعدة الطفل في فهم المعلومات بسهولة، وتجنب مشاعر الفشل والإحباط.
  • تنمية مهارات الطفل.
  • مساعدته في الاعتماد على نفسه والثقة بقدراته.
  • تشجيعه على التعلم والاستكشاف.
  • تنمية روح المنافسة والرغبة في التفوق.
  • تعديل بعض سلوكيات الطفل الخاطئة.

نصائح لتوفير بيئة تَعلُّم مناسبة للطفل

نصائح لتوفير بيئة تَعلُّم مناسبة للطفل

عندما تستخدم وسائل تعليمية لـ ذوي الإعاقة العقلية دون توفير بيئة مناسبة تشجعهم على التعلم، لن تحصل على أي نتيجة إيجابية.

إليك بعض النصائح التي يمكن أن تساعدك:

  • توفير مكان هاديء: يجد الأطفال ذوو الاحتياجات الخاصة صعوبة في التركيز؛ إذ إن وجود أي ضوضاء في الفصل سيشتت انتباههم؛ لذلك عندما يتوفر مكان هاديء سيستطيع الطفل التعلم والاستيعاب بسهولة.
  • التكرار: لا تتوقع من الطفل سرعة الحفظ وعدم النسيان؛ فإن كنت تتعامل مع طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة يجب أن تعتاد التكرار حتى يستطيع فهم وتذكر المعلومات.
  • التواصل مع الأسرة: لن يستطيع الطفل تحقيق أي تقدم دون الحصول على دعم الأسرة؛ فالتواصل مع الأسرة وإخبارهم بتقييمك لأداء الطفل أمر مهم جدًا، حتى يقدموا له الدعم والتشجيع.
  • المناهج المناسبة: يجب اختيار المناهج التي تتناسب مع قدرات الطفل ومهاراته، وتقسيم هذه المناهج إلى أجزاء صغيرة حتى يستطيع الطفل فهمها بسهولة، وينبغي أيضًا تأهيل المعلمين للتعامل مع هؤلاء الأطفال بالطريقة التي تتناسب مع حالتهم.

في النهاية، قد يحقق هذا الطفل الذي نطلق عليه لقب (معاق) العديد من الإنجازات التي نعجز عن تحقيقها؛ وبالتأكيد يواجه هذا الطفل معاناة لا نعرف عنها شيئًا. لذلك كل ما علينا فعله هو الصبر وبذل المزيد من الجهد حتى يستطيع أن يتعلم مثل أي طفل طبيعي.

المصدر
CREATIVE WAYS TO ENGAGE SPECIAL EDUCATION STUDENTS6 Strategies for Teaching Special Education Classes10 Items Every Special Educator Should Have In Their Classroom
اظهر المزيد

د. راشيل نادي

صيدلانية وكاتبة محتوى طبي. هدفي أن يصل العلم بشكل غير معقد لمن يريد المعرفة، أثق أن الكتابة ليست مجرد موهبة ولكنها شغف نستطيع به أن نصل لعقول الآخرين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى