زملاء العمل الحاقدين | خمس خطوات للتعامل معهم

كبرتَ، وربما لاحظتَ أنه لن يحبك الجميع.
في الواقع، سيكرهك بعض الناس، وبدون سبب منطقي!
سوف يكرهك هؤلاء لأسباب غريبة ومختلفة -تتعلق بهم-، ولا حول لك فيها.
هون عليك يا عزيزي، ولا تأخذ الأمر على محمل شخصي، ولا تحاول حتى معرفة السبب.
في الحياة، يمكنك فقط ترك الحاقدين وشأنهم.
لكن في العمل قد يصعب عليك الابتعاد عنهم.
فما العمل إذا؟!
في هذا المقال سنتناول كيفية التعامل مع زملاء العمل الحاقدين بهدوء وحكمة.
النقد مقابل الحقد في بيئة العمل
في العالم المهني، النقد موجود في كل مكان.
من رئيسك الذي يقدم لك ملاحظات على مراجعتك السنوية، إلى زميلك الذي يخبرك عن كل الأشياء التي ترتكبها ومن المستحيل تجنبها.
تود الحصول على المزيد من المقالات المجانية على ترياقي؟ اشترك الآن ليصلك كل جديد!
حتمًا لا تريد تجاهل التعليقات على الأشياء التي تفعلها بشكل خاطئ دون إرادتك، والأشياء التي يمكن أن تحسن نفسك لتفعلها بشكل أفضل.
فالاستماع إلى السلبيات والتفكير فيها يمكن أن يكون وسيلة قوية لكي تصبح محترفًا أفضل عن طريق تحسينها.
نحن في هذا المقال لن نتعرض لهذا النقد البناء ولكن النقد الهادم، أو ما يمكن أن نسميه “الحقد”.
مضايقات زملاء العمل الحاقدين – جزء من بيئة العمل!
المزعجون في كل مكان، ولكن هناك شخص لا يمكنك الابتعاد عنه، مثل زميل العمل الحقود والغيور، فهو مزعج ويسبب مضايقات مستمرة.
ولكن إذا كنت ترغب في متابعة العمل، فإن التعامل مع زملاء العمل الحاقدين يمكن أن يكون جزءًا من الوظيفة.
عند الوصول إلى مستوى معين من النجاح، سيكون هناك بالتأكيد كارهون يشعرون بالغيرة والحقد من إنجازاتك.
من السهل أن تدع هؤلاء الناس يحبطونك، ومن المفهوم أنك لا تحب هذا الجو المشحون من حولك وخاصة إذا لم تخطئ في حق أحدهم.
لكن الحقيقة هي أن وجود هؤلاء الكارهين من حولنا أمر شبه حتمي، خاصة عند تحقيق النجاح تلو النجاح.
لذلك، فإن الخيارات المتاحة هي: إما السماح لهم بالتأثير فيك أو الاستفادة من الموقف.
وعندما تضطر إلى التعامل مع زملاء العمل الحاقدين، يمكن أن تتراكم إحباطاتك اليومية بسرعة؛ إذ لا مفر من الهروب من الأشخاص الذين تقضي معهم 40 ساعة في الأسبوع.
في السطور التالية، ستتعرف إلى فن التعامل مع زملاء العمل الحاقدين.
ولتعلم فنون حل الخلافات والمشكلات بينك وبين زملائك، يرجى قراءة هذا المقال.
فن التعامل مع زملاء العمل الحاقدين
لا تهدر طاقتك الثمينة في التعامل مع زملاء العمل الحاقدين، فعملك أولى بهذه الطاقة.
بدلًا من ذلك، تدرب على هذه النصائح الخمس لتخطي يوم عملك على الرغم من مضايقات زملاء العمل:
- كن مستعدًا للصراع
أفضل طريقة لتجنب المشكلة هي توقعها قبل أن تهاجمك، فإذا كان عليك التعامل مع زميل العمل المثير للجدل، فخطط مسبقًا لكيفية التعامل مع الموقف.
عندما لا تكون مستعدًا؛ فمن المحتمل أن تتفاعل مع غضبك بشكل غريزي لا يحقق شيئًا إيجابيًّا، بل يزيد الطين بلة.
لذا؛ وقبل أن تنفس عن غضبك، اسأل نفسك:
هل تهديد زميلي المزعج يجعلني شخصًا أفضل؟
وهل سيرتدع بعد تهديدي له؟
- وبدلًا من الرد على كل ملاحظة سخيفة، حاول التصرف بهدوء وبطريقة تهدف إلى حل النزاع، وليس أفضل من النقاش.
- تعلم ما يجب فعله وما لا يجب مناقشته، ولا تسمح لنفسك بالانجراف نحو الغضب، بل احترم أخلاقك وقيمك، ولا تكن متعجرفًا ولا عنيدًا.
- كن واثقًا من نفسك، ولا تقدم تنازلات.
- لا تؤجج النار

ستسمع همسات تأتي من أعماقك تدعوك للرد أو مهاجمة زميل بنفس الطريقة وبنفس القدر.
- لا تسمع لها يا عزيزي، فهذا أسوأ ما يمكنك القيام به، فأولئك الذين يحرضون على نشر الحقد ويسعون إلى العداء والشحناء لا يتمنون أكثر من مبارزتهم بإثارة الجدل.
- تذكر أن أي تبادل للكلمات السلبية يغذي حقدهم ويجعلهم يشعرون بالقوة.
- بدلًا من ذلك، استخدم السلاح السحري: الهدوء والعقلانية، ولله در القائل: “النار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله”.
- جرب ذلك وسوف ينتهي بهم الأمر إما بالإحباط الشديد أو بالملل الشديد، وفي النهاية يصبحون غير متحمسين لإثارة التوتر معك.
- مد يد العون

أحيانًا يكون زميلك الحقود هو مجرد روح مضطربة تبحث عن صديق، ولسوء الحظ، ينتهي الأمر به بصنع أعداء بدلًا من أصدقاء؛ لأنه لا يمتلك المهارات الاجتماعية اللازمة، أو بالتنمر على الآخرين كدرع لإخفاء هشاشته الداخلية.
وغالبًا ما يكون السلوك السلبي هو السمة المميزة للشخص الذي يتعرض للكثير والكثير من المشاكل المالية أو الزوجية أو الصحية.
تخيل، إذا كانت مشكلاته العائلية بالكاد تحت السيطرة، فكيف سيكون قادرًا على التعامل مع ضغوط العمل؟
لا أبرر بهذا سلوكه السيئ، ولكن من المحتمل أنه يتعرض لمشكلات وقضايا لم تختبرها مطلقًا.
- لذلك يا عزيزي، بادر أنت وادفع بالتي هي أحسن.
- اكسر هذا الحاجز ومد له يد العون، فربما اكتسبت رفيقًا جديدًا، وربما يدرك هذا الزميل عيوبه ويعتذر إليك بل ويطلب منك النصيحة.
- إشراك طرف ثالث
مهما كانت أخلاقك وحسن معاملتك، لا يمكنك نيل رضا الجميع؛ لذلك فمضايقات زملاء العمل حتمية.
وإذا باءت كل محاولاتك في التعامل مع زملاء العمل الحاقدين بالفشل، فاستعن بطرف ثالث محايد للتوسط.
يمكن أن يكون هذا الوسيط زميل عمل آخر أو ممثل الموارد البشرية، وسيعمل على إيجاد أرضية مشتركة بينك وبين زميلك.
لا تذهب إلى زميل قد تؤثر معرفته بالمشكلة سلبًا في حياتك المهنية.
أيضًا، لا تتوقع أن هذا الوسيط سينحاز إليك تلقائيًا، وكن مستعدًا للإجابة عن أسئلته في محاولته لفهم المشكلة وتفاصيلها.
كن مستعدًا لتقديم تنازلات منطقية، ووضع التفاهات جانبًا، والعمل كفريق واحد.
واحتفظ دائمًا بهدفك.
لا شك أن هذه الخطوة تعد الأفضل للتعامل مع زملاء العمل الغيورين والمزعجين، فقد تكتشف أمورًا عن نفسك لم تكن لتعرفها وقد تكتشف أن زميلك ليس هو المزعج الوحيد، بل أنت كذلك!
- استمر
هل حاولت حل الأمر مرارًا وبكل السبل الممكنة، لكن الأمر لم ينجح؟!
ربما عليك الاعتراف بأن الموقف غير قابل للحل في ظل هذه الظروف وبناء على هذه المعطيات الحالية.
وفي الحقيقة، أنت لا تستحق العمل كل يوم في بيئة مشحونة؛ لذا يجب أن تبتعد، خاصة إذا كان عملك سيتأثر بسبب خبث زملاء العمل.
لديك الآن ثلاثة خيارات ممكنة:
- الانتقال إلى قسم آخر.
- طلب نقله إلى قسم آخر.
- العثور على وظيفة جديدة.
اختر ما يناسبك في كل موقف، وتذكر دائمًا بألَا تسمح لزميلك المزعج بتقرير ما إذا كنت اليوم ستقضي يومًا جيدًا أو سيئًا في العمل.
وختامًا…
قد تطول الأحقاد طول العمر، فلا تشغل بالك، ولا تلتفت وراءك، وانشد الإخلاص، وراقب الضمير.