
اضطراب شيزوفرينيا أو الفصام هو اضطراب عقلي مزمن. هل تدرك أن ملاحظتك لأعراض الفصام لنفسك أو لأحد المقربين هو شيء مخيف؟ ولكن ذلك ينقذك من عيش حياة بائسة؛ إذ يَصعُب على مريض شيزوفرينيا التمييز بين ما هو حقيقي وخيالي، ويؤثر على تركيزه وتواصله مع الآخرين، ويعاني من الهلاوس والأوهام، وأعراض أخرى سنذكرها فيما يلي. تتحسن الأعراض كثيرًا مع العلاج الصحيح والمساعدة الذاتية. اقرأ هذا المقال لمزيد من المعلومات عن علاج الشيزوفرينيا وأسبابها وأعراضها.
ما هي شيزوفرينيا؟
هي اضطراب عقلي مزمن يصيب الأشخاص في الفئة العمرية ما بين 16- 30 عام، ويصيب الذكور والإناث على حد سواء، ويميل الذكور لإظهار الأعراض في سن أبكر من الإناث. تتطور الشيزوفرينيا ببطء ـ في كثير من الأحيان ـ وقد لا يعلم المريض أنه مصاب به لعدة سنوات، ولكن -في أحيانٍ أخرى- يتطور المرض بشكل سريع جدًا.
خرافات حول مرض شيزوفرينيا
هناك بعض المفاهيم الخاطئة حول مرض شيزوفرينيا، نذكر منها:
- يعاني مريض شيزوفرينيا من شخصية منقسمة أو شخصيات متعددة، ولكن اضطراب الشخصية المتعددة هو اضطراب مختلف وأقل شيوعًا.
- مرض فصام الشخصية نادر الحدوث.
- يُعتقد أن معظم المصابين خطرون، ويميلون إلى العنف، ولكن -رغم الأوهام والهلاوس التي قد تؤدي إلى سلوك عنيف في بعض الأحيان- إلا أن معظم المرضى غير خطرين.
- يُعتقد أنه لا يمكن مساعدة مرضى الفصام، ولكن هناك علاجات طويلة الأمد تساعد المرضى على التمتع بحياة مُرضية ومنتجة؛ ولذا لا مجال لليأس.

حقائق سريعة عن شيزوفرينيا
بعض النقاط الرئيسية حول شيزوفرينيا:
- تصيب شيزوفرينيا 1% من البشر.
- تشمل الأعراض الأوهام والهلاوس والأفكار غير المنظمة.
- يُشخص المرض فقط بعد استبعاد الأمراض الأخرى.
الشيزوفرينيا والبارانويا
تعد الشيزوفرينيا والبارانويا أو ما يسمى بالفصام البارانويدي أكثر الأنواع شيوعًا. إذ يعاني المريض من سماع أو رؤية أشياء غير حقيقية، أو يتحدث بطريقة غريبة ومربكة للآخرين، أو يشعر دائمًا بأنه مراقب من الآخرين، ويكون لديه تصور مغاير للواقع؛ ومن ثم تتأثر العلاقات الاجتماعية للمريض مع المحيطين به.
تتداخل هذه الأعراض مع الأنشطة اليومية التي يمارسها المريض مثل تناول الطعام والاستحمام وإدارة الأعمال؛ مما يؤدي إلى تعاطي المخدرات والكحول كمحاولة للعلاج الذاتي.
ينسحب كثير من المرضى من العالم الخارجي، وتميل تصرفاتهم إلى الحيرة والخوف، ويزداد خطر محاولاتهم للانتحار خاصة في أثناء نوبات الذهان، وفي الستة شهور الأولى من العلاج.
علامات الإنذار المبكر بالفصام
قد تظهر شيزوفرينيا فجأة دون سابق إنذار، ويتطور المرض ببطء -في معظم الأحيان- مع وجود علامات تحذيرية خفية، وتدهور تدريجي في أداء المهام قبل وقت طويل من أول نوبة شديدة. غالبا ما يعرف الأصدقاء وأفراد العائلة في وقت مبكر بوجود خطب ما دون معرفة ماهيته.
تود الحصول على المزيد من المقالات المجانية على ترياقي؟ اشترك الآن ليصلك كل جديد!
عندما ينشط المرض، يعجز المريض عن التمييز بين ما هو حقيقي وزائف، ويعتمد الكثير من المرضى على ذويهم بسبب عدم قدرتهم على رعاية أنفسهم أو أداء الوظائف. تختلف شدة الأعراض ومدتها وتواترها من شخص لآخر، وتقل -في أغلب الأحيان- فرص حدوث أعراض ذهانية حادة في رحلة حياة المريض.
تشمل علامات الإنذار المبكر الأكثر شيوعا:
- الاكتئاب والانسحاب الاجتماعي.
- العداء، والشك، ورد الفعل العنيف.
- عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية.
- نظرة سطحية غير معبرة.
- عدم القدرة على البكاء، أو إظهار الفرحة، أو الضحك والبكاء بشكل غير مناسب.
- النوم أو الأرق، والنسيان، وعدم التركيز.
- التحدث بطريقة غير منطقية، أو التفوه بكلمات غريبة.
قد تنجم هذه العلامات عن العديد من الأمراض -وليس فقط شيزوفرينيا- ولكنها كافية لتثير القلق. اطلب المشورة الطبية عندما يؤثر سلوكك غير الطبيعي على حياتك، أو على المحيطين بك. كلما بدأت علاج الشيزوفرينيا مبكرا؛ زادت فرص السيطرة على المرض.
أعراض شيزوفرينيا
تختلف الأعراض من شخص لآخر، ولكنها تُصنف لأربع مجموعات:
- الأعراض الذهانية الإيجابية: الهلاوس مثل سماع الأصوات، وأوهام الارتياب أو جنون العظمة، والتخيلات والسلوكيات والأفكار المبالغ فيها.
- الأعراض السلبية: فقد أو تناقص القدرة على بدء الخطط، أو التحدث، أو التعبير عن المشاعر.
- أعراض تشوش الأفكار: التفكير أو الكلام المضطرب أو غير المنظم، والتفكير غير المنطقي، والسلوك الغريب، والحركات غير الطبيعية.
- ضعف الإدراك: مشاكل في التركيز والانتباه والذاكرة، وانخفاض المستوى التعليمي.
تظهر أعراض شيزوفرينيا عادة في مرحلة البلوغ المبكر، تظهر الأعراض عند الذكور في آخر مرحلة المراهقة أو في بداية سن العشرين، بينما تظهر عند الإناث في المرحلة العمرية بين 20 – 30 عاما، ولكن -كما ذكرنا- تظهر علامات إنذار مبكرة لا يمكن تجاهلها.
أسباب احتمالية الإصابة بمرض شيزوفرينيا
هناك العديد من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة، نذكر منها:
- العوامل الوراثية: تزداد فرص الإصابة في العائلات التي يعاني فيها فرد أو أكثر من شيزوفرينيا، ولكن قد تحدث الإصابة دون تاريخ مرضي سابق في العائلة. تَزيد بعض الجينات من خطر الإصابة، ولكن لا يوجد جين محدد يسبب هذا الاضطراب. لا يمكن -حتى الآن- استخدام المعلومات الوراثية؛ لمعرفة المرضى المحتملين.
- العوامل البيئية: تشمل التعرض للفيروسات، وسوء التغذية قبل الولادة، ومشاكل في أثناء الولادة، والضغوطات النفسية والاجتماعية.
- حدوث خلل كيميائي في المخ: يُعتقد أن عدم التوازن في مستوى الناقلات العصبية مثل الدوبامين والجلوتامات، يلعب دورًا في ظهور شيزوفرينيا. يخضع المخ لتغيرات كبيرة في أثناء البلوغ التي قد تحفز ظهور أعراض ذهانية لدى الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة.
- الفصام الناجم عن المخدرات: يُسبب مُركب (ثنائي إيثلاميد حمض الليسرجيك) والماريجوانا انتكاسات لمرضى الفصام، ويحفز تعاطي الحشيش النوبة الأولى للمرض.
تشخيص مرض الفصام – شيزوفرينيا

تُشخص الإصابة عن طريق مراقبة سلوكيات المريض، ويحتاج الطبيب لمعرفة التاريخ الطبي والنفسي للمريض، تُجرى اختبارات معينة لاستبعاد الأمراض الأخرى التي تؤدي إلى ظهور أعراض شبيهة، نذكر منها:
- اختبارات الدم: تُجرى في حالات تعاطي المخدرات.
- إجراء التصوير بالأشعة: ليستبعد الطبيب الأورام والإصابات التي تؤثر على الدماغ.
- التقييم النفسي: يقيم الطبيب الحالة النفسية للمريض، ويراقب سلوكياته وتصرفاته ومظهره.
علاج الشيزوفرينيا
تتضمن استراتيجية علاج الشيزوفرينيا الأكثر فاعلية؛ مزيجًا من استخدام الأدوية، وتغيير نمط الحياة، والدعم الاجتماعي من المحيطين. يضطر أغلب المرضى إلى التعامل مع الأعراض مدى الحياة، ويساعد العلاج في تحسين أعراض شيزوفرينيا.
- الأدوية المضادة للذهان: يستطيع -بفضلها- أغلب مرضى الفصام الانخراط في المجتمع، وهي تؤخذ بشكل يومي، ويُمنع وقفها عند اختفاء الأعراض. وقد تظهر على المريض بعض الآثار الجانبية مثل زيادة الوزن أو الإصابة بالسكري، ولكنها تختفي بعد فترة من العلاج؛ ولذا يمكن للأطباء والمرضى العمل معًا لإيجاد أفضل طريقة لعلاج الشيزوفرينيا والجرعة المناسبة.
- العلاجات النفسية والاجتماعية: تزيد من مهارات التأقلم، والقدرة على مواجهة التحديات اليومية، ويعد الأشخاص المشاركون في العلاجات النفسية أقل عرضة لحدوث الانتكاسات.
- رعاية متخصصة منسقة: وهي نظام يدمج بين الأدوية والعلاجات النفسية والاجتماعية وإدارة الحالات ومشاركة الأسرة وخدمات التعليم والتوظيف المدعومة؛ بهدف تقليل الأعراض وتحسين نمط الحياة.
كيف تساعد شخصا مصابا بشيزوفرينيا؟
يصعُب الاهتمام ودعم شخص نحبه يعاني من شيزوفرينيا؛ إذ تجهل كيف تتعامل مع السلوكيات الغريبة والخاطئة.
إليك بعض النصائح التي تمكنك من مساعدة من تحب:
- شجعه على تلقي العلاج والانتظام عليه.
- تذكر أن أفكاره والهلاوس التي يعاني منها تبدو حقيقية له.
- أخبره أن من حق كل شخص أن يرى الأشياء من منظوره الخاص.
- كن محترمًا وداعمًا ولطيفًا دون تحمل أي سلوك خطير أو غير لائق.
- تحقق من وجود مجموعات دعم نفسي ليشترك بها.