عام

طرق حل الخلافات | استراتيجيات ومهارات!

الخلافات… جزء لا يتجزأ من رحلتنا في الحياة، إذ لا تخلو أي علاقة طبيعية من الاختلافات الشخصية بين طرفيها؛ وهو ما يؤدي إلى نشوب الصراعات والنزاعات بينهم…

دائمًا ما تسبب لي الخلافات التي أواجهها في حياتي الأسرية أو العملية الكثير من الضغوطات؛ فأنا أفتقر إلى مهارات حل النزاعات…

بينما تبهرني براعة زميلتي ومهارتها في التفكير في طرق حل الخلافات في العمل؛ فهي قادرة على الاستماع إلى الطرف الآخر باهتمام، والتعامل بحيادية تامة…

أرى بالفعل أن تلك مهارة -يفتقدها الكثيرون-، بينما يتمكن من يتحلى بها من حل الخلافات الاجتماعية والعملية على حدٍّ سواء، ويتمتع بحياة هادئة مع المحيطين به.

سنتحدث في السطور القادمة عن طرق حل الخلافات، واستراتيجية حل النزاع، وسنتطرق إلى مهارات حل النزاعات؛ فتابع معنا هذا المقال. 

ولكن لنتعرف -أولًا- إلى النزاعات أو الخلافات.

النزاعات

ويطلق عليها -أيضًا- الخلافات أو الصراعات، وهي جزء طبيعي من رحلتنا اليومية؛ فمن الصعب أن يتفق الجميع دائمًا.

إذ تنشأ تلك الخلافات من جراء الاختلافات بين الزوجين أو زملاء العمل أو الأصدقاء أو أفراد الأسرة…

ولذا تنقسم الخلافات إلى:

  • الخلافات الزوجية: التي تنشأ بين الزوجين، وهي أمر لا يخلو منه الزواج.
  • الخلافاتُ الاجتماعية: تنشأ بين أفراد العائلة الواحدة من جراء اختلافاتهم الشخصية.
  • الخلافات في العمل: تحدث تلك الخلافات بين زملاء العمل، وهو شيء طبيعي؛ فليس من المتوقع أن ينتهج الجميع نفس وجهات النظر.

طرق حل الخلافات

تشير طرق حل الخلافات بين الناس إلى الخطوات التي عليك اتباعها لحل النزاعات التي تنشأ بينك وبين طرف آخر، والتوصل إلى حل يرضي الجميع.

تود الحصول على المزيد من المقالات المجانية على ترياقي؟ اشترك الآن ليصلك كل جديد!

وتكمن البراعة في طرق حل الخلافات في عدم تجنبها، بل التحدث مع الطرف الآخر بهدوء والبحث عن حلول ترضي جميع الأطراف.

لا يوجد فائز أو خاسر… هذه هي كلمة السر في إيجاد “طرق حل الخلافات بين الناس”؛ إذ ينبغي لنا التفكير في كيفية حل تلك الخلافات والصراعات، وليس الفوز بها.

فالتفكير بعقلية الفائز والخاسر كفيل بهدم تلك العلاقات… 

ولذا فإن الحل الأمثل هو التحدث بصدق عما تشعر به، وتوضيح وجهة نظرك، والاستماع بإنصات للطرف الآخر، وفي النهاية التوصل إلى حل وسط -يرضي جميع الأطراف-.

ولا تختلف طرق حل الخلافات الزوجية والاجتماعية كثيرًا عن طرق حل الخلافات في العمل… فأنت تحتاج إلى التحلي بمهارات حل النزاعات التي تعينك على ذلك.

استراتيجية حل النزاع

هناك خمس استراتيجيات مختلفة للتعامل مع النزاعات، وهي:

  • التجنب

لا يُعد تجنب حل الخلافات “استراتيجية حل النزاع” الأمثل؛ فهنا يتجاهل الإنسان الصراعات التي تواجهه، وينسحب منها.

وعليك أن تدرك أن تجنب التفكير في طرق حل الخلافات لا يثمر عن حلها، أو التعامل معها بطريقة صحية.

  • التنافس

إن كان الهدف من حل النزاع هو الفوز به؛ فإن التنافس هو الاستراتيجية المتبعة في هذه الحالة.

ولكن…

الخلاف مع الآخر ليس حربًا عليك الفوز بها؛ ولذا فإن تلك الاستراتيجية ليست ناجحة، ونادرًا ما تُفلح كإحدى طرق حل الخلافات بين الناس.

  • التكيف

وهنا يستسلم أحد الطرفين لرغبات الطرف الآخر ومطالبه عندما يكتشف أنه كان على خطأ وأن الطرف الآخر على حق.

ولكن قد يضطر بعض الأشخاص إلى “استراتيجية التكيف” للحفاظ على العلاقة الطيبة مع الطرف الآخر، أو لتجنب نشوب المزيد من الصراعات.

وتلك الاستراتيجية لا تُعد -أيضًا- الاستراتيجية الأمثل في حل النزاعات.

  • التعاون

يفضل الأشخاص المتعاونون والحازمون استراتيجية التعاون في حل النزاعات… 

فهنا يشعر الجميع بالراحة تجاه إبداء وجهة نظرهم، والاستماع للآخرين، والتفكير في طرق حل الخلافات، والتوصل إلى حل يرضي الجميع.

التعاون هو “استراتيجية حل النزاع” الأمثل، وهو طريقة رائعة لحل الخلافات الاجتماعية والعملية.

  • المرونة

ويطلق عليها -أيضًا- التسوية، وهنا يتخلى كل شخص -قليلًا- عما يريده في سبيل التوصل إلى حل يرضي الطرفين.

تعد تلك الاستراتيجية عادلة حتى ولو لم يكن الحل مرضيًا -تمامًا- للطرفين.

والآن، لنتحدث عن المهارات التي تحتاج إليها في رحلتك إلى إيجاد طرق حل الخلافات…

مهارات حل النزاعات 

هي تلك المهارات التي تحتاج إليها لتعينك في رحلتك إلى التوصل إلى “طرق حل الخلافات”، وتشمل مهارات حل النزاعات:

  • لا تتخذ موقفًا دفاعيًا

من السهل أن تقفز إلى الدفاع عن حجتك في الخلافات التي تنشأ بينك وبين الآخرين…

ولكن يمكنك التحلي ببعض الصبر، وبدلًا من اتخاذ موقفًا دفاعيًا؛ اغتنم تلك الفرصة لرؤية الأمور من وجهة نظر مختلفة.

وبدلًا من استخدام كلمات مثل: “نعم” أو “لا”، يمكنك استخدام عبارات توحي بتفهمك للطرف الآخر مثل: “أتفهم موقفك تمامًا”، وهكذا.

  • دع الطرف الآخر يعبر عن رأيه، واستمع إليه جيدًا

الاستماع الجيد هو إحدى مهارات حل النزاعات المهمة التي تعينك على التوصل إلى طرق حل الخلافات الزوجية أو في العمل.

دع الشخص الآخر يتحدث؛ ليخبرك بالتفاصيل الصغيرة التي قد تغيب عن ذهنك، والتي تساعدك على تخيل الصورة الكاملة عن وجهة نظره.

ولذا، دعه يتحدث… ربما قد أسأت فهمه في البداية!

  • لا توجه أصابع الاتهام

لا ينبغي لك أن ترى الطرف الآخر مذنبًا؛ لكونه -فقط- على خلاف معك…

وكذلك فإن هجومك على الطرف الآخر يخلق بيئة سلبية للتعامل بينكما، ويشير إلى عدم احترامك للرأي الآخر.

لا تضع اللوم على الآخرين، وتشعرهم بعدم الأمان -فقط- لرغبتهم في إبداء آرائهم التي تختلف عنك.

إذ تعد أفضل طرق حل الخلافات هي السماح لكل طرف بالحديث عن رأيه ووجهة نظره دون لومه أو تقريعه.

  • تحدث عن نفسك “أنا”

تبدو الجمل التي تبدأ بـ “أنت”، وكأنها لوم للطرف الآخر؛ ولذا ينبغي لك استخدام الجمل التي تعبر عن “أنا”.

مثل: “أشعر بأنني لا أحظى بفرصة لشرح وجهة نظري” بدلًا من “أنت لا تستمع إلىَّ”.

اجعل كلماتك تدور حول مشاعرك وأفكارك وآرائك ومعتقداتك الشخصية بدلًا من الانهماك في سرد الصفات التي لا تعجبك في الطرف الآخر.

تخيل معي تأثير تلك المهارة في إيجاد طرق حل الخلافات في العمل أو حياتك الشخصية والاجتماعية.

  • حافظ على نبرة صوت هادئة

لن يساعدك الصراخ على التفكير في طرق حل الخلافات التي تواجهها في البيت أو العمل؛ بل سيؤدي إلى المزيد من النزاعات.

يمكنك الصراخ والبكاء والتنفيس عن غضبك الذي تشعر به، ولكن في وقتك الخاص؛ فعليك أن تكون هادئًا قبل مواجهة الطرف الآخر والتحدث إليه.

  • كن متعاونًا

أظهر رغبتك في التعاون أو التنازل قليلًا للتوصل إلى حل يرضي الجميع… 

التعاون هو إحدى المهارات التي تحتاج إليها للتوصل إلى طرق حل الخلافات الزوجية أو تلك التي تواجهها في العمل.

يتيح لك التخلي عن كبريائك وتمسكك برأيك أن تظهِر اهتمامك تجاه الطرف الآخر، ولك أن تتخيل تأثير ذلك في علاقتكما!

إذ يشعره ذلك أنك تفضل التوصل إلى حل يرضيكما معًا على الفوز بذلك النزاع… 

  • انتبه للغة الجسد

انتبه إلى تلك الإشارات غير اللفظية والإيماءات والتعبيرات التي يظهرها الطرف الآخر… 

فقد تخبرك لغة الجسد عما يرفض الطرف الآخر البوح به؛ فقد يخبرك “أنه بخير” بينما تفضحه عيناه، وتظهر كم هو متألم لذلك الخلاف!

إذ لا يفضل بعض الأشخاص “الأكثر حساسية” الصراعات والصدامات مع الآخرين.

  • ركِّز تفكيرك على النزاع الحالي

قد يكون النزاع الحالي الفتيل الذي يشعل الصراعات التي سبق وواجهتها مع ذلك الشخص؛ وهو ما يثير لديك الكثير من الذكريات المؤلمة.

وقد تشعر بأن هذا هو الوقت المثالي لإثارة المشكلات السابقة؛ ولكنك لن تجني شيئًا سوى المزيد من الصراعات، ولن تتمكن من حل النزاع الحالي.

  • تحلَّ بحس الدعابة

تعد تلك المهارة مناسبة لمساعدتك على التواصل مع شريك حياتك والتفكير في طرق حل الخلافات الزوجية بينكما.

يساعدك إطلاق النكات على التخفيف من التوتر والضغط العصبي الذي يشعر به كلاكما، ويتيح لكما الفرصة في مناقشة الحل براحة أكثر.

وتشمل المهارات الأخرى التي عليك التسلح بها في رحلتك إلى إيجاد طرق حل الخلافات الاجتماعية أو العملية:

  • لا تتحدث عن الطرف الآخر وراء ظهره.
  • لا تأخذ الأمر بمحمل شخصي؛ فالخلاف مع الآخرين شيء طبيعي من جراء الاختلافات الشخصية.
  • حدِّد نقاط الاختلاف ونقاط الاتفاق؛ فهذه إحدى المهارات المهمة عند التفكير في طرق حل الخلافات في العمل.
  • لتكن أولويتك هي حل النزاع، وليس الفوز به.
  • تعلم متى تعتذر ومتى تسامح الطرف الآخر.

“الخلاف في الرأي… لا يفسد للود قضية” هذا هو نهج العقلاء؛ فالخلافات جزء من طبيعتنا البشرية…

وفي النهاية، ينبغي لك أن تفكر أيهما أهم: كونك على حق وفوزك بذلك النزاع، أم استمرار علاقتك بالطرف الآخر؟!

المصدر
5 Conflict Resolution Strategies We All UseHow to Handle Conflict in the Workplace14 Conflict Resolution Skills to Use with Your Team and Your Customers
اظهر المزيد

د. أمل فوزي

أمل فوزي، صيدلانية، أعمل في الهيئة القومية للرقابة والبحوث الدوائية. أعشق الكتابة، وأجيد البحث، أستمتع بكتابة المقالات الطبية بأسلوب سلس وبسيط، هدفي الارتقاء بمستوى المحتوى الطبي العربي، ونشر العلم من مصادره الموثوقة لينتفع به القارئ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى