ترياق الأسرةترياق الطفل

ظاهرة التنمر المدرسي

لماذا انتشرت ظاهرة التنمر المدرسي؟

ظهرت على ابني علامات الحزن منذ إعلان عودة الدراسة، أصبح كثير العزلة ولا يفضل الحديث معنا، أعرف أنه يكره مدرسته كثيرًا، ويتحجج بالكثير من الأسباب حتى لا يذهب إلى المدرسة!

لكن، لماذا يكره مدرسته إلى هذا الحد، خاصة وأنه متفوق دراسيًا؟!

تحدثت معه وعرفت أنه يتعرض للتنمر من زملائه، لكنه رفض الإفصاح عن الأسباب…

لماذا انتشرت ظاهرة التنمر؟! 

وكيف يمكنني مساعدة ابني على التغلب عليها؟

قبل أن نتطرق إلى أسباب انتشار ظاهرة التنمر بين الأطفال، دعونا أولًا نتعرف إلى شخصيات الأطفال من المتنمرين والضحايا…

السمات الشخصية للأطفال المتنمرين

  • يريدون السيطرة على زملائهم وإخضاعهم لأوامرهم.
  • مندفعون وسريعو الغضب.
  • يتحدون مع بعضهم، لكنهم يظهرون المشاعر العدوانية تجاه الآخرين من الكبار والصغار.
  • لا يتعاطفون مع ضحاياهم مهما كانت الخسائر.
  • قد يتميزون ببنية جسدية قوية تساعدهم على أفعالهم.

السمات الشخصية لضحايا التنمر

  • دائمًا ما يكونون شديدي الحذر والحساسية والهدوء والخجل.
  • يشعرون بالقلق دائمًا.
  • لا يقدرون أنفسهم حق قدرها.
  • لا يحبون الانخراط في المجتمع.
  • يعانون الاكتئاب ولديهم أفكار انتحارية.
  • قد لا يكون لهم أصدقاء مقربون؛ لأنهم يفضلون التعامل مع الأكبر سنًا فقط.
  • غالبًا ما يتسمون ببنية جسدية ضعيفة.

لماذا يتنمر الأطفال على بعضهم؟

قد يتنمر الأطفال على بعضهم بهدف الحصول على الأشياء التي لا يمكنهم الحصول عليها بالطرق السلمية العادية، أو ربما لفرض السيطرة على زملائهم.

يُرجع بعض علماء النفس التنمر إلى أربعة عوامل قد يتعرض لها الطفل في طفولته، وهي:

  • التعرض للضرب في فترة الطفولة: إذ أجرت (جامعة تولين الأمريكية) دراسة على الأطفال الذين تعرضوا للضرب مرة أو مرتين أو أكثر في طفولتهم، وأطفال آخرين لم يتعرضوا للضرب، فكانت النتيجة أن الأطفال الذين تعرضوا للضرب كانوا أكثر عنفًا بنسبة وصلت إلى الضعف من الأطفال الآخرين الذين لم يُضربوا.
  • مشاهدة الشجارات العائلية: حتى وإن لم يكن الطفل جزءًا من هذه المشاجرات، فإنه يتأثر بما يراه من صراخ وضرب وعنف بين أفراد أسرته، إذ يتعامل الآباء مع أبنائهم بمبدأ الصراخ بدلًا من التفاهم، والضرب بدلًا من التوجيه.
  • مشاهدة البرامج التليفزيونية العنيفة: هنالك العديد من الدراسات التي تربط بين عدد ساعات مشاهدة التلفاز وسلوكات الطفل العنيفة، إذ يتزايد معدل العنف بين الأطفال بزيادة عدد ساعات مشاهدة التلفاز.
  • صعوبة تفسير أفعال الآخرين: يعاني بعض الأطفال صعوبة تفسير تصرفات المحيطين بهم، مما يجعلهم يتصرفون بعنف تجاه الآخرين، ظنًا منهم أن هؤلاء يريدون أذيتهم أو يوجهون لهم الإهانات بالنظرات غير المفهومة أو الكلمات التي لا يفهمون المقصد منها.

يمكن القول إن المتنمرين يفتقرون إلى السلوكات الاجتماعية السليمة، ولا يفهمون مشاعر الآخرين، وربما يعانون جنون العظمة؛ فهم يتنمرون على الآخرين، ويسيئون معاملتهم ويخطئون فهمهم، لكنهم يرون أنفسهم بشكل إيجابي، إذ لا يعتقدون أنهم مخطئون في حق الآخرين.

تود الحصول على المزيد من المقالات المجانية على ترياقي؟ اشترك الآن ليصلك كل جديد!

كيف نتغلب على ظاهرة التنمر المدرسي؟

الآن وبعد أن عرفنا سيكولوجية الطفل المتنمر، علينا أن نتعامل مع هذه المشكلة بالشكل الذي يتناسب معه، لكن تختلف طرق التعامل مع هذه الظاهرة من المعلم أو الوالدين…

دور المعلم في القضاء على ظاهرة التنمر

  • يجب على المعلم أن يتابع طلابه، وأن يتدخل بحزم فور ملاحظته أي تنمر يحدث بين الأطفال.
  • التحدث إلى أولياء أمور الأطفال، ومساعدتهم على معرفة أساليب التنمر وكيفية السيطرة على الطفل المتنمر وتوجيهه إلى التصرف السليم.
  • وضع قائمة بالعقوبات التي سيتعرض لها الطفل المتنمر وإطلاع الأطفال وأولياء أمورهم عليها.

دور الآباء في الحد من ظاهرة التنمر:

  • راقبي سلوكات طفلك؛ لمعرفة ما إذا كان قد تعرض للتنمر، إذ لا يخبر الأبناء آباءهم عند تعرضهم للتنمر.
  • علم طفلك كيفية التصرف عند التعرض للتنمر.
  • حدد الأوقات المسموح فيها لطفلك باستخدام الهاتف أو مشاهدة التلفاز وأفلام الكارتون.
  • احرص على ألا يتعرض طفلك للتنمر في المنزل.
  • ساعد طفلك على الثقة بنفسه واحترام ذاته.
  • علم طفلك الآثار المترتبة على التنمر والتي من الممكن أن تتسبب له في بعض المشكلات القانونية.

لا يُولد أطفالنا متنمرين بطبعهم، لكنهم يتحولون إلى أطفال متنمرين في سن صغيرة، عندما يتعامل الآباء مع عنف أبنائهم بطريقة خاطئة، فيتحول العنف والتنمر إلى سلوك دائم…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى