الإدمان

علاج إدمان الترامادول | الدليل الشامل

الترامادول واحد من أشهر العقارات الأفيونية الموصوفة من قبل الأطباء؛ لتخفيف الآلام المزمنة لدى الكثير من المرضى.

على الرغم من أنه أقل في القوة من أقرانه إلا أن الإهمال في استخدامه قد يدفع إلى الإدمان.

فلتتعرف معنا على علاج إدمان الترامادول في هذا المقال.

الترامادول.. ما هو؟

يعد الترامادول أحد المسكنات الأفيونية المصنعة والمستخدمة لتسكين الآلام الشديدة عقب الجراحات المختلفة، أو الآلام المزمنة التي تفشل المسكنات الضعيفة في التعامل معها.

يرتبط الترامادول بالمستقبلات العصبية الأفيونية داخل الدماغ ويمنع الإشارات العصبية المسؤولة عن الإحساس بالألم من المرور عبر الأعصاب المختلفة.

نتيجة لتأثير الترامادول على بعض النواقل العصبية الكيميائية؛ تظهر أحيانًا بعض الأعراض الجانبية المصاحبة لتناوله وهي:

  1. الشعور بالتعب والإرهاق.
  2. الشعور بالغثيان والدوار.
  3. إمساك مزمن.
  4.  جفاف في الفم.
  5. تعرق.

وأحيانََا تظهر أعراض جانبية شديدة الخطورة مثل:

  1. صعوبة في التنفس.
  2. ظهور هلاوس سمعية وبصرية.
  3. النوم لساعات طويلة.
  4. ظهور تشنجات.

الترامادول.. من دواء.. لإدمان

على الرغم من أن احتمالية إدمان الترامادول أقل من غيره من المسكنات الأفيونية المعروفة مثل الكودايين والميثادون؛ إلا أن إساءة استخدامه وتعاطيه لفترة طويلة قد تؤدي إلى الإدمان.

بعد فترة من تناول عقار الترامادول بشكل منتظم وبالجرعات الموصوفة؛ يعتمد الجسم بشكل ما على وجوده، وحتى عندما يحاول المريض التوقف عنه في مرحلة ما تكون أعراض الانسحاب التي تواجهه في تلك الفترة أقوى فيعود لتعاطيه مرة أخرى، وهذا ما يسمى بالاعتماد على العقاقير (drug dependence).

بعد فترة أطول يقل تأثير الجرعة المعتادة على الجسم، ويلجأ المريض لمضاعفة الجرعة للحصول على تأثيره السابق فيما يسمى بالتعود على الدواء (drug tolerance)، ثم بعد مرور فترة أطول يحتاج لمضاعفة الجرعة أكثر وهكذا تكون بداية الطريق للإدمان.

المخاطر الناتجة عن إدمان الترامادول

على الرغم من مشاعر الاسترخاء والسعادة الغامرة المصاحبة لإدمان الترامادول؛ إلا أن تناول جرعات كبيرة منه له العديد من المخاطر مثل:

  • انخفاض في ضغط الدم.
  • انخفاض معدل ضربات القلب.
  • تعرق شديد.
  • بلادة في الشعور.
  • فقدان للوعي.
  • ظهور تشنجات.
  • ضيق حدقة العين.
  • غيبوبة.
  • في النهاية قد يكون المصير المحتمل هو الموت.

إن تناول الكحوليات، والمهدئات أو المسكنات الأخرى بجانب الترامادول يزيد من احتمالية إدمانه، وفي أحيان أخرى يتم استخدامها عن عمد للوصول بالنشوة إلى أقصى درجاتها، لكن الأضرار الناتجة عن هذا الخلط في غاية الخطورة.

تود الحصول على المزيد من المقالات المجانية على ترياقي؟ اشترك الآن ليصلك كل جديد!

علامات تشير إلى إدمان الترامادول

توجد العديد من العلامات التي تشير وبقوة إلى إدمان الترامادول لكنها تختلف في حدتها على حسب درجة الإدمان ومنها:

  • محاولة الحصول على الترامادول بأي طريقة سواء كانت شرعية مثل زيارة الطبيب للحصول على وصفة مكتوبة أو غير شرعية.
  • إنفاق الكثير من المال للحصول على الترامادول.
  • ظهور أعراض انسحاب شديدة عند التوقف عن تناول العقار.
  • مواصلة تعاطي الترامادول على الرغم من معرفة الأضرار الناتجة عن إدمانه.
  • عدم الالتزام بالجرعة المحددة ومضاعفتها بدون استشارة الطبيب.
  • تقلبات مزاجية شديدة.
  • تغير في السلوك مثل إهمال المسؤوليات المهمة، والعصبية غير المبررة وأحيانََا الانعزال عن المجتمع.
  • السعي للحصول على المال بأي طريقة.
  • صعوبة في التركيز.
  • بلادة في الشعور.
  • إرهاق دائم، وأرق، وفقدان الوزن.

كلما كانت ملاحظتك لتلك الأعراض عليك أو على أحبتك أبكر؛ كلما زادت فرصة علاج إدمان الترامادول، لكن ما هي خطوتك التالية؟ 

إن علاج إدمان الترامادول أو أي مادة مخدرة أخرى يعتمد كليََا على الاعتراف بوجود المشكلة والرغبة القوية في التخلص منها وعلاجها في أسرع وقت.

ربما لا يشعر الكثير من مدمني الترامادول بوجود مشكلة ما؛ لذلك فإن مواجهتهم بهذه الحقيقة ربما تكون الخطوة الأصعب.

أولََا: استشر طبيبا مختصا وتحدث معه حول ما تلاحظه من أعراض للتأكد من شكواك.

ثانيََا: اجمع كل المعلومات المهمة واللازمة حول الترامادول وإدمانه وطرق علاجه.

ثالثََا: هيئ جوًا مناسبًا ولطيفًا قبل التحدث مع الشخص المدمن ومواجهته واطلب الدعم من شخص قريب عند الحاجة.

رابعََا: تحدث بهدوء وبدون انفعال مع ضرورة إظهار التعاطف والحب لهذا الشخص ورغبتك الصادقة في دعمه ومساعدته.

خامسََا: لا تتوقع نتائج وردية واستجابة تامة وسريعة من الشخص المدمن لحديثك بل ربما تجد الإنكار والغضب هما الوسيلة المتاحة له للدفاع عن نفسه.

سادسََا قدم الدعم العاطفي وتحدث معه حول الحلول المتاحة لعلاج إدمان الترامادول واشرح له خطواته.

علاج إدمان الترامادول: 

المرحلة الأولى:

في بداية رحلة علاج إدمان الترامادول عليك استشارة طبيب متخصص؛ وذلك لعمل فحص شامل، ومعرفة التاريخ المرضي لك، وتقييم حالتك وفي ضوء ذلك يرسم لك خطة العلاج المناسبة.

المرحلة الثانية:

تبدأ بعد ذلك واحدة من أهم خطوات علاج إدمان الترامادول وهي مساعدة الجسم على إزالة سموم الترامادول بداخله والتخلص من سطوته عليه وهذا ما يدعى (detoxification). 

بعد اعتماد الجسم لفترة طويلة على وجود المخدر وإدمانه فإن التوقف عن تعاطيه قد يؤثر على كيمياء المخ محدثََا الكثير من الأعراض الغريبة والمسماة بأعراض الانسحاب ومنها:

تختلف حدة أعراض الانسحاب من شخص لآخر حسب العديد من العوامل مثل مدة استخدام الترامادول، وطريقة تناوله بجانب وجود عوامل أخرى مثل الحالة الصحية، والعمر، وتعاطي أدوية أخرى بجانبه، والصحة النفسية للشخص وأخيرََا عوامل جينية. 

المرحلة الثالثة: (علاج إدمان الترامادول بالأدوية)

يبدأ علاج إدمان الترامادول بالأدوية بالتزامن مع المرحلة السابقة وقد تمتد لشهور بعدها عند بعض الأفراد. 

يلجأ الطبيب إلى وصف بعض الأدوية لتخفيف حدة أعراض الانسحاب الناتجة عن توقف الترامادول؛ مما يساعد المريض على تجاوز تلك الفترة بسلام، وهكذا يصبح علاج إدمان الترامادول بدون ألم، حقيقة لا خيال.

المرحلة الرابعة: (العلاج النفسي)

 يملك العلاج النفسي العديد من الأدوات التي تساهم بشكل فعال في علاج إدمان الترامادول، وإعادة تأهيل المرضى.
يساعد العلاج النفسي المريض على مقاومة تعاطي الترامادول والتعامل مع الأعراض النفسية المصاحبة له مثل القلق والاكتئاب. ومن أشهر طرق العلاج النفسي المتبعة العلاج المعرفي السلوكي والعلاج الجماعي.

هل يمكن علاج إدمان الترامادول في المنزل؟

توفر العديد من مؤسسات التأهيل إمكانية علاج إدمان الترامادول في المنزل وذلك لبعض الحالات مثل:

  • أشخاص في بداية الطريق للإدمان.
  • أشخاص يتوفر لديهم دعم أسري قوي.
  • أشخاص بحاجة ماسة إلى مواصلة حياتهم الطبيعية مثل الدراسة والعمل.

في النهاية يجب أن تعرف أن الإفراط في استخدام بعض الأدوية حتى وإن كانت تحت إشراف طبيب قد يكون طريقك إلى الإدمان. تذكر أيضََا أنك كلما بادرت إلى مواجهة نفسك بحقيقة إدمانك، كلما كان طريقك للتعافي أسهل. وأخيرًا إن كل ما تحتاج إليه لعلاج إدمان الترامادول أو غيره هو قوة الإرادة والتحمل. 

اظهر المزيد

د. مروة إسماعيل

مروة إسماعيل صبري، طبيبة بيطرية وكاتبة محتوى طبي، مهتمة بالبحث في مختلف العلوم الطبية وتبسيطها وإثراء المحتوى الطبي العربي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى