هل يمكن لحادثة أن تغير أخلاقك؟!
رجل يتحدى الموت…
أسطورة “فينياس كيدج”!
أن تتحول من قائد ماهر إلى أعجوبة تاريخية…
“فينياس كيدج” هو رئيس عمال فرقة التفجيرات المسؤولة عن بناء أحد خطوط سكة الحديد في الولايات المتحدة الأمريكية في أغسطس 1848…
في يوم عمل عادي، كان العمال يضعون المتفجرات في شقوق الجبال، ثم يأتي كيدج ليدكها باستخدام قضيب مصنوع من الفولاذ، كإجراء عادي يُكرر عدة مرات في اليوم…
لكن لسبب غير معلوم، حدث انفجار تسبب في إصابة كيدج، في أثناء دك المتفجرات في الجبل، لكنها لم تكن إصابة عادية، إذ اخترق القضيب الفولاذي وجهه، ليمتد من الفك السفلي، مرورًا بالفك العلوي وعظام الخد، إلى الجانب الأيسر من المخ، ليخرج من الجزء العلوي من الجمجمة (عظام الجبهة)!
لكنه ظل واعيًا، وقادرًا على التحدث إلى زملائه، حتى وصل إلى المستشفى؛ ليتخلص من هذا القضيب، وينجو من الموت!
كانت هذه الحادثة علامة فارقة في شخصيته؛ إذ تحول من شخص قادر على إدارة الفريق، متسمًا بالسلوك الحميد المتزن، إلى رجل سريع الغضب، ومدمن على الخمر، وغير قادر على التخطيط، إلى أن فقد عمله!
توفي “فينياس كيدج” بعد اثني عشر عامًا من هذه الحادثة، نتيجة إحدى نوبات الصرع التي مر بها.
تود الحصول على المزيد من المقالات المجانية على ترياقي؟ اشترك الآن ليصلك كل جديد!
أصيب العلماء بالحيرة، في كيفية نجاة “كيدج”، وتغير سلوكه بهذا الشكل الملحوظ، مما دفعهم لاستخراج جثته بعد وفاته؛ لإجراء بعض الدراسات عليها، في محاولة لفهم سبب نجاته وسر هذا التغير الغريب في سلوكه.
ما هي أسباب التغيير المفاجئ في سلوك “فينياس كيدج”؟
تسببت هذه الحادثة في ثورة في عالم الطب النفسي، إذ بدأ العالم آنذاك في تفسير التغيير في سلوك “كيدج”، ونسبته إلى نظرية تفيد بأن كل جزء من مخ الإنسان مسؤول عن سلوكيات محددة، وأن هناك أجزاء في المخ مسؤولة عن تحديد الشخصية، بينما هناك أجزاء أخرى مسؤولة عن اتخاذ القرار.
وفي عام 2012، أثبت العلماء أن الجزء الأمامي من المخ مسؤول عن التفكير واللغات والإدراك الاجتماعي، فيما أكدت بعض الدراسات أن الفص الأمامي من المخ هو المسؤول عن تحديد الشخصية.
ما تزال جمجمة “كيدج” موجودة في متحف كلية الطب بـ “جامعة هارفارد”، كدليل على هذه الأعجوبة الطبية، وما يزال “فينياس كيدج” أعجوبة طبية يتناقلها طلاب الطب النفسي.
