
قصور الانتباه… فرط الحركة… التسرع والاندفاع…
هي علامات تشير إلى الإصابة باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.
تواجه الأسرة التي لديها طفل يعاني من فرط الحركة العديد من التحديات والصعوبات.
سنتحدث في السطور القادمة عن هذا الاضطراب وأعراضه وطرق علاجه، كما سنتطرق إلى اضطراب فرط الحركة عند الأطفال، وهل يصيب البالغين أيضًا أم يقتصر على الأطفال؟ فتابع معنا هذا المقال.
ما هو اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه؟
اضطراب فرط الحركة هو اضطراب سلوكي يصيب الأطفال والبالغين، ويصيب الذكور أكثر من الإناث، ويعد من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعًا عند الأطفال.
يعاني المريض من عدم الانتباه وصعوبة التركيز وزيادة النشاط والاندفاع، ولا يستطيع الجلوس ساكنًا لفترة طويلة؛ مما يؤثر على سلوكيات الطفل في المدرسة والمنزل.
تُشخَّص معظم حالات الإصابة باضطراب فرط الحركة عادة في الفئة العمرية بين 6-12 سنة.
يعاني البالغون المصابون باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه من صعوبة تنظيم الوقت، وعدم القدرة على تحديد الأهداف، والاستمرار في العمل، وقد يعانون من مشاكل في التواصل مع الآخرين.
أنواع اضطراب فرط الحركة

هناك ثلاثة أنواع من اضطراب فرط الحركة تبعا للأعراض السائدة، وهي:
- عدم الانتباه:
يعاني المصاب بهذا النوع من صعوبة التركيز، واتباع التعليمات، كما يواجه صعوبة في إنهاء المهام.
تود الحصول على المزيد من المقالات المجانية على ترياقي؟ اشترك الآن ليصلك كل جديد!
يصعُب تشخيص هذا النوع من اضطراب فرط الحركة؛ إذ يغيب فرط الحركة وزيادة النشاط عن الأعراض، ويصيب الإناث أكثر من الذكور.
- فرط الحركة والاندفاع:
يُظهر المصاب بهذا النوع سلوكًا اندفاعيًا وزيادة في النشاط؛ إذ يميل إلى التململ، ومقاطعة الآخرين أثناء التحدث، كما يواجه صعوبة في التركيز.
- عدم الانتباه وفرط الحركة والاندفاع:
يجمع بين النوعين السابقين، وهو الأكثر شيوعًا، ويطلق عليه اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، ويعاني المصاب به من عدم الانتباه وصعوبة التركيز وفرط الحركة والاندفاع.
تتحدد طريقة علاج فرط الحركة تبعا لنوعه وأعراضه، وقد يتغير النوع الذي تعاني منه بمرور الوقت؛ ويتغير علاجك نتيجة لذلك.
فرط الحركة عند الأطفال
تواجه الأسرة التي لديها طفل يعاني من اضطراب فرط الحركة العديد من التحديات، ولكن تذكر جيدًا أن طفلك لا يمكنه التحكم في سلوكياته، وتتضمن المشاكل اليومية التي تواجهها الأسرة ما يلي:
- عدم النوم ليلًا.
- صعوبة الاستيقاظ مبكرًا والاستعداد للذهاب إلى المدرسة في الوقت المحدد.
- عدم الاستماع إلى التعليمات أو تنفيذها.
- ألا يكون طفلك منظمًا.
- مشكلة في المشاركة في المناسبات الاجتماعية.
غالبا ما يستمر الاضطراب حتى البلوغ، ولكن تقل حدة الأعراض، وتصبح أقل تكرارًا بتقدمهم في العمر. يساعد العلاج في تخفيف حدة الأعراض.
أعراض اضطراب فرط الحركة عند الأطفال

تُقسَّم الأعراض عند الأطفال إلى ثلاث مجموعات، وهي:
عدم الانتباه:
- يتشتت انتباهه بسهولة.
- لا يتبع التعليمات أو ينهي المهام.
- يبدو وكأنه لا يستمع.
- لا ينتبه ويكثر من الأخطاء بسبب الإهمال.
- ينسى نشاطاته اليومية.
- يواجه صعوبة في تنظيم مهامه اليومية.
- لا يحب القيام بأنشطة تتطلب منه الجلوس طويلًا.
- يفقد أدواته.
- يعاني من أحلام اليقظة.
زيادة الحركة:
- صعوبة البقاء ساكنًا أو جالسًا لفترة من الوقت.
- يواجه مشكلة في اللعب بهدوء.
- تراه في حركة دائمة؛ إذ يركض ويتسلق فوق الأشياء.
- الثرثرة والتحدث كثيرًا.
الاندفاع:
- يقاطع الآخرين في أثناء الحديث.
- يواجه صعوبة في انتظار دوره.
- يُسرع في الإجابة قبل الانتهاء من طرح السؤال.
أعراض اضطراب فرط الحركة عند البالغين
تتغير أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه مع تقدم المريض في العمر، وتشمل الأعراض التالية:
- التأخر المزمن والنسيان.
- القلق.
- احتقار الذات.
- مشاكل في العمل.
- عدم التحكم في الغضب.
- الاندفاع.
- الإدمان وتعاطي المواد المخدرة.
- غير منظم.
- التباطؤ.
- الإحباط.
- ملل مستمر.
- مشاكل في التركيز في أثناء القراءة.
- تقلبات المزاج.
- الاكتئاب.
- مشاكل في العلاقات الاجتماعية.
الأسباب
ما زلنا نجهل السبب الدقيق للإصابة بفرط الحركة، ولكن هناك العديد من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة، ونذكر منها:
- الجينات.
- تدخين السجائر أو شرب الكحول أو تعاطي المخدرات خلال فترة الحمل.
- تعرض الأم للسموم البيئية خلال الحمل.
- تعرض الطفل للسموم البيئية مثل التعرض لمستويات مرتفعة من الرصاص في سن صغيرة.
- انخفاض الوزن عند الولادة.
- إصابات الدماغ.
تشخيص الإصابة باضطراب فرط الحركة

إن كنت تعتقد أن طفلك يعاني من هذه المشكلة، فعليك التحدث مع الطبيب المختص.
قد يكون من المفيد التحدث مع معلميه؛ لمعرفة طبيعة سلوكه في المدرسة.
لا يوجد اختبار محدد للتشخيص؛ إذ قد تتشابه الأعراض مع بعض الاضطرابات النفسية الأخرى مثل القلق والاكتئاب ومشاكل النوم وأنواع معينة من صعوبات التعلم.
يتضمن تشخيص الإصابة بفرط الحركة الخطوات التالية:
- إجراء فحص طبي للطفل.
- إجراء اختبارات السمع والبصر للطفل لاستبعاد الأمراض الأخرى.
- تقييم الأعراض التي تظهر عند الطفل.
- التحدث مع والدي الطفل ومعلميه وأحيانًا مع الطفل نفسه؛ لمعرفة إن كان هناك مخاوف بشأن سلوك الطفل.
قد يوجه لك الطبيب الأسئلة التالية لتساعده في تقييم الأعراض
- ما هي طبيعة الأعراض التي لاحظتها على طفلك؟
- متى بدأت الأعراض في الظهور؟
- هل تظهر في البيت أم المدرسة؟
- هل تؤثر على حياة طفلك اليومية وتجعل التواصل الاجتماعي معه تحديًا صعبًا؟
- هل تعرّض الطفل مؤخرًا لحدث مؤثر مثل طلاق أو وفاة أحد أفراد العائلة؟
- هل هناك تاريخ عائلي لهذا المرض؟
- هل هناك أعراض لمشاكل صحية أخرى يعاني منها الطفل؟
علاج فرط الحركة
يساعد العلاج في تخفيف الأعراض كثيرًا، وجعل التحديات التي تواجهها يوميًا أسهل بكثير. تستخدم الأدوية أو العلاج النفسي أو الاثنين معًا في العلاج. يراقب الطبيب المختص الحالة، ويحدد استراتيجية العلاج المناسبة.
الأدوية
هي ليست علاجًا دائمًا، ولكنها تساعد المريض على التركيز بشكل أفضل، وتجعله أكثر هدوءًا، وأقل اندفاعًا، وتساعده على تعلم مهارات جديدة.
لا تستخدم الدواء دون استشارة الطبيب. يُعطى الدواء بجرعات صغيرة في البداية، ثم تزيد تدريجيًا.
يرجى مراجعة الطبيب بانتظام للتأكد من فعالية الدواء، والتحقق من وجود آثار جانبية. أخبر الطبيب على الفور إذا شعرت أنك بحاجة إلى إيقاف الدواء أو تغييره.
الأدوية المستخدمة هي:
- ميثيل فينيدات.
- ديكسامفيتامين.
- ليزديكسامفيتامين.
- أتوموكسيتين.
- جوانفاسين.
العلاج النفسي
بالإضافة إلى استخدام الأدوية، هناك بعض العلاجات النفسية المفيدة، ونذكر منها:
- التعليم النفسي:
يساعدك أنت وطفلك على فهم طبيعة الاضطراب، كما يساعد على التأقلم والتعايش مع الحالة.
- العلاج السلوكي:
يساعد الطفل على التحكم في الأعراض، وتشجيع السلوك الجيد، كما يساعد الأسرة والمعلم على كيفية تخطيط الأنشطة وتنظيمها والثناء على الطفل وتشجيعه.
- برامج تدريب للوالدين:
تساعد الوالدين على تعلم كيفية التحدث مع الطفل، والتعامل معه لتحسين انتباهه وسلوكه.
- التدريب على المهارات الاجتماعية:
يهدف إلى تعليم طفلك كيفية التصرف في المواقف الاجتماعية، واكتساب المهارات اللازمة للتواصل الاجتماعي.
- العلاج السلوكي المعرفي:
يعتمد على الحديث بين الطبيب والطفل، يحاول الطبيب تغيير ما يشعر به الطفل تجاه المواقف؛ ويتغير سلوكه نتيجة لذلك.
غالبا ما تتحسن الأعراض بالعلاج، وتساعد الطفل على تحسين انتباهه وسلوكه، ولذا ابق إيجابيًا وتحدث مع الطبيب للوصول لخطة العلاج المناسبة لطفلك.
ماشاء الله أوفيتي الموضوع حقه جزيتي خيرا