فلونيترازيبام | الاعتداءات الجنسية باستخدام الأدوية المخدرة!

’’دُعِيتُ إلى حفلة إحدى صديقاتي. آخر ما أتذكره هو شربي عصيرًا، ثم استيقظت صباح اليوم التالي مجردة من ملابسي في حجرة فندق! لا أدري كيف وصلت هناك، ولا ما حدث خلال تلك الفترة إطلاقًا‘‘، ثم انهارت باكية.
تصدرت تلك الإفادة عنوان الصفحة الرئيسية من الجريدة، وآلمني انتشار هذه الجرائم -بتلك الكيفية- في الآونة الأخيرة باختلاف تفاصيلها.
سنسلط الضوء في هذا المقال على دواء فلونيترازيبام، أشهر الأدوية المخدرة المستخدَمة لتنفيذ جرائم الاعتداءات الجنسية.
ما هو فلونيترازيبام؟
ينتمي إلى عائلة البنزوديازيبينات، التي خلِّقت من قِبل العالم البولندي (ليو ستيرنباخ)، طُرِح في الأسواق عام 1974 كدواء مهدئ ومخدر للنوم لعلاج حالات الأرق الشديد، كذلك يستخدَم في مرحلة التخدير قبل العمليات الجراحية.
الاسم العلمي: فلونيترازيبام (Flunitrazepam).
الاسم التجاري: روهيبنول (Rohypnol).
الشكل الصيدلي والاستعمال
بدأ تصنيع روهيبنول كأقراص بيضاء اللون بتركيز 1 مجم، تُؤخَذ مرة واحدة يوميًا قبل النوم. يمكن تناوله كأقراص، أو طحنه وإذابته في مشروب، ويظهر تأثيره خلال 15-20 دقيقة، حيث يساعد على:
- استرخاء العضلات.
- تخفيف القلق.
- الوقاية من التشنجات.
- الشعور بالنوم.
يستعمَل روهيبنول لفترات قصيرة لأنه يؤدي للإدمان النفسي والجسدي، ويوقَف تدريجيًا للحد من أعراض الانسحاب.

وفي تسعينيات القرن الماضي، ذاع صيته كأحد مخدرات المواعدة والاغتصاب، وذلك بإضافته لمشروب الضحية دون علمها.
واستجابةً للتقارير الواردة بخصوص استخدامه غير الشرعي، أُعِيد تصنيع روهيبنول في هيئة أقراص بيضاوية خضراء اللون، تحوي صبغة عند ذوبانها في مشروب شفاف تتحول إلى اللون الأزرق.
تود الحصول على المزيد من المقالات المجانية على ترياقي؟ اشترك الآن ليصلك كل جديد!
التداول في الأسواق
جرِّم تصنيع واستيراد فلونيترازيبام كدواء في بعض الدول كالولايات المتحدة، أما الدول التي سمحت باستيراده أو تصنيعه، فقننت صرفه بروشتة مختومة من طبيب.
توجَد عدة مثيلات تجارية تُستعمَل كبديل روهيبنول، مثل: رويبنول، وناركوزيب، وفلونينوك.
الأعراض الجانبية للدواء
مع فعالية فلونيترازيبام كمهدئ ومخدر للنوم، فإنه يحدِث الكثير من الأعراض الجانبية التي تستمر لمدة 12 ساعة أو أكثر، مثل:
- الخمول والنعاس.
- التلعثم في الكلام.
- فقدان التحكم في الجسم.
- الارتباك.
- ضعف القدرة العقلية والحكم السليم.
- فقدان الذاكرة المتقدم.
وفي حالة الجرعات العالية، يسبب:
- ضعف التنفس.
- اضطرابات المعدة.
- انخفاض معدل ضربات القلب.
- انخفاض ضغط الدم.
- الهلوسة البصرية.
- الإغماء.
- الوفاة.
هل يمكن استعمال دواء آخر كبديل فلونيترازيبام؟
عزيزي القارئ، يوصَف الروهيبنول -أو ما يماثله- كعلاج لحالات الأرق الشديد غير المستجيبة للأدوية الأخرى.
لذا، إن أردت تبديله، فلا بُدَّ من مناقشة الأمر بالتفصيل مع طبيبك. وإن تجاوزت أضراره منافعه في حالتك، فناقش إمكانية إيقافه.
روهيبنول كمخدر للمواعدة فالاغتصاب
كما ذكرنا، فقد شاع استعمال روهيبنول منذ التسعينات كأقراص تفقِد الوعي، وتجعل الضحية فريسة سهلة للاعتداء.
ورغم جهود الشركة المصنِّعة للحد من استعماله في الأغراض غير الشرعية، إلا أن البدائل لا تحتوي على الصبغة، ويكثر استخدامها في تلك الأمور.

لا يكمن سر فلونيترازيبام تحديدا في تأثيره كمخدر؛ فهناك عدة أدوية أخرى تستعمَل في جرائم الاعتداء الجنسي، مثل:
- حمض جاما-هيدروكسي بيوتيريك (GHB)، ويستخدَم طبيًا لعلاج داء التغفيق.
- الكيتامين (Ketamine)، ويستخدَم طبيًا كمخدر قبل العمليات الجراحية.
- الأدوية المهدئة والمنومة الأخرى، بدرجات متفاوتة.
- الكحول، رغم أنه ليس دواءً، لكنه من أشهر المواد المستخدَمة في تلك الجرائم كذلك.
يكمن سر فلونيترازيبام في:
- سرعة مفعوله (15-20 دقيقة).
- امتداد تأثيره (6-12 ساعة).
- إفقاد الضحية التحكم بنفسها، حتى وإن لم تصل لمرحلة الإغماء.
- فقدان كل الذكريات المتعلقة بالاعتداء والمعتدي، وكل ما يمكن أن يدين الجاني.
- عدم توفر أجهزة دقيقة للكشف عن روهيبنول أو نواتج أيضه في الكثير من الدول.
النقطة الأخيرة هي التي تصعِّب إثبات استخدامه في عمليات الاغتصاب، وهي السبب الرئيسي في تجريم الولايات المتحدة لتصنيعه أو استيراده.
استعمالات غير شرعية أخرى للدواء
يُستعمَل فلونيترازيبام في بعض الأغراض غير الشرعية الأقل شيوعًا، ومنها:
- يؤخَذ كمادة مخدرة بين المراهقين، وأحيانًا يطحَن ويضاف للكوكايين أو الماريجوانا لزيادة التأثير.
- يذاب في المشروبات، ويُستعمَل في حالات الخطف، أو السرقة المخطط لها.
- يمكن بلع الدواء بجرعات زائدة بغرض الانتحار.
توصيات تجنِّبك مخاطر التعرض للاعتداء الجنسي

أعزائي القراء، والفتيات خاصة، إذا كنتِ -عزيزتي- في جمع عام، فالتزامكِ بتلك التوصيات يجنبكِ خطر التعرض للاعتداء الجنسي إلى حد بعيد، وتلك التوصيات هي:
- انتبهي للمشروبات في الحاويات الكبيرة التي يمكن إضافة أي مادة لها بسهولة.
- لا تقبلي المشروبات المفتوحة -علبًا أو كؤوسًا- من أي أحد.
- افتحي مشروبكِ بنفسك، وراقبيه دائما.
- إذا شعرتِ برائحة أو طعم غريب في مشروبكِ اتركيه في الحال.
- إذا شككتِ أنكِ عرضة للاعتداء، اتصلي بمَنْ تثقين بهم فورًا، وأبلغيهم مكانك.
ماذا تفعلين لو قابلتِ ضحية اعتداء فعلًا؟
أول ما يجب عليكِ فعله، هو:
- إبلاغها أن تعرضها للاعتداء ليس ذنبها ولا خطأها.
- تقبُّل كل المشاعر السلبية التي تشعر بها، وإبلاغها أنها طبيعية في مثل تلك الحالة.
- الاتصال بصديقة تثقين بها، وإخبارها بعد موافقة الضحية، وإتاحة الفرصة لتشاركها العبء الذي تحمله.
إذا قررتِ الإبلاغ عن الحادث، أخبريها بالآتي:
- ألا تتبول ولا تغتسل.
- الذهاب إلى الشرطة بصحبة مَنْ يهتم لها.
- طلب إجراء فحصها من قِبل طبيب مختص.
- الاحتفاظ بالملابس التي كانت ترتديها، وكل ما يمكن أن يثبت تعرضها للاعتداء.
أما إن قررتِ عدم الإبلاغ:
فلا تجبريها، وهوِّني عليها حتى وصول مَنْ يهتم لأمرها.
عزيزي القارئ، الاعتداء الجنسي من أبشع الجرائم التي قد تواجه إنسانًا. لذا، إن كان بإمكانك إنقاذ إحداهن قبل تعرضها له؛ كأن تشك أنها خدِّرَت، وأن هناك مَنْ يحوم حولها، فحاول حمايتها وإخراجها من المكان، والاتصال بمَنْ يمكنه مساعدتك حتى تستعيد وعيها. ودمتم جميعًا بأمان!
بقلم د/ إيمان البقلاوي